لماذا سميت الفاتحة بالسبع المثاني

لماذا سميت الفاتحة بالسبع المثاني
لماذا سميت الفاتحة بالسبع المثاني

لماذا سميت الفاتحة بالسبع المثاني، هذا السؤال يتكرر على مسامعنا كثيراً، ويرغب كل مسلم في معرفة الأسباب التي تعود لها هذه التسمية، حيث تُعدّ سورة الفاتحة من السُّور العظيمة التي لها الفضل الكبير على المسلم، وهي بمثابة دواء شافٍ لمن يستعين بها على ما أصابه من سوء، وفي مقالنا الآتي سنتعرّف على أسرار سورة الفاتحة وما هي الأسباب وراء تسميتها بالسبع المثاني.

لماذا سميت الفاتحة بالسبع المثاني

سبب تسمية الفاتحة بكلمة سبع يعود إلى أن عدد آيات سورة الفاتحة هي سبع آيات، أما بالنسبة لكلمة المثاني فهناك عدة أقوال وأسباب للتسمية بهذه الكلمة وهي كما يأتي: [1]

  • لأنّ المسلم في آيات سورة الفاتحة يثني على الله -سبحانه وتعالى- ويحمده.
  • لأنّ المصلي يثني بسورة الفاتحة أي يعيدها ويكررها في كل ركعة من ركعات صلاته.
  • لأنّ الله سبحانه وتعالى استثنى بهذه السورة أمة سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وخصهم بها فهي لم تنزل على من قبلها.
  • لأنّ سورة الفاتحة أنزلها الله سبحانه وتعالى مرتين نزلت مرّة بمكة المكرمة قبل الهجرة، والمرة الثانية كان نُزولها مواكبًا لتحويل القبلة وكان ذلك في المدينة المُنوّرة.

شاهد أيضاً: كيفية قراءة الفاتحة في الصلاة السرية

ما هي عدد آيات سورة الفاتحة

أجمع العلماء على أن عدد آيات سورة الفاتحة هي سبع آيات، والدليل على ذلك هو ما جاء في الآية الكريمة حيث قال الله سبحانه وتعالى: “وَلَقَدْ آَتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآَنَ الْعَظِيمَ”، [2] وبعض العلماء اعتبروا البسملة آيةً من الآيات السبع، والبعض الآخر قال إن آية “أنعمت عليهم” آية من السورة والبسملة ليست آية، ولكنّ جميع العلماء اتفقوا على أن السورة تتكون من سبع آيات، وبعض العلماء يقول إن البسملة هي جزء من سور القرآن، والبعض قال إنها ليست آية من السورة لا في سورة الفاتحة ولا في غيرها، والبعض قال إنها آية للفصل بين سور القرآن الكريم،واتفق جميع العلماء على أن البسملة موضعها في القراءة والتلاوة يكون في بداية كل سورة.

فضل سورة الفاتحة

ورد في السنة النبويّة الشريفة العديد من الأحاديث التي تُبيّن فضل سورة الفاتحة وأنها أفضل سورة في القرآن الكريم، وأنها كالدواء الشافي لمن رُقي بها، ومن فضل سورة الفاتحة نذكر الآتي: [3]

  • تُعد أفضل وأعظم سورة في القرآن الكريم، فعن أبي سعيد بن المعلى قال: ” قال لي رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ألا أعلمك سورة هي أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد؟. قال: فأخذ بيدي، فلما أرد أن يخرج من المسجد قلت: يا رسول الله، إنك قلت: لأعلمنك أعظم سورة في القرآن. قال: نعم، الحمد لله رب العالمين، هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته”. [4]
  • لم ينزل في القرآن الكريم ولا في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور سورة مثل سورة الفاتحة، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: ” مرَّ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ علَى أُبَىِّ بنَ كَعبٍ، فقال :أتُحِبُّ أن أُعَلِّمَك سورَةً لَم ينزَل في التَّوراةِ ، ولا في الإنجيلِ ، ولا في الزَّبورِ ، ولا في الفُرقانِ مِثلُها ؟ قلتُ: نَعَم، يا رسولَ اللَّهِ ، قال : فَكيفَ تَقرَأُ في الصَّلاةِ ؟ فقَرَأتُ عليهِ أُمَّ الكتابِ، فقال رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: والَّذِي نَفسِي بيَدِه، ما أُنزلَت سورةٌ في التَّوراةِ ولا في الإنجيلِ ولا في الزَّبورِ، ولا في الفُرقانِ مِثلُها، وإنَّها لَهي السَّبعُ المَثاني والقُرآنُ العَظيمُ”. [5]
  • سورة الفاتحة هي مناجاة بين العبد وربه وهي السورة الوحيدة في القرآن الكريم التي لها خصوصية، ففي الحديث القدسي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: “إن اللهَ تعالى يقولُ : قسمتُ الصلاةَ بيني وبين عبدي نصفينِ ، نصفُها لي ونصفُها لعبدي ولعبدي ما سألَ ، فإذا قالَ : { الحمدُ للهِ ربِّ العالمين } قالَ اللهُ : حمِدني عبدي ، وإذا قالَ : { الرحمنُ الرحيمُ } قالَ اللهُ : أثنى عليَّ عبدي ، وإذا قالَ : { مالكِ يومِ الدينِ } قال اللهُ عز وجل : مجّدني عبدي ، وفي روايةٍ فوَّضَ إليَّ عبدي ، وإذا قالَ : { إياكَ نعبدُ وإياكَ نستعينُ } قال : فهذه الآيةُ بيني وبين عبدي نصفينِ ولعبدي ما سألَ ، فإذا قالَ : { اهدنا الصراطَ المستقيمَ صراطَ الذين أنعمتَ عليهم غيرِ المغضوبِ عليهم ولا الضالينَ } قال : فهؤلاءِ لعبدي ولعبدي ما سألَ”. [6]
  • تُعد سورة الفاتحة شفاء من كل داء، والسبب في ذلك أن القرآن الكريم كله شفاء ودواء لأمراض الأجسام ولأمراض القلوب من الجهل والشك والريب وغير ذلك، وكما قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكرم: “يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور”. [7]
  • سورة الفاتحة هي ركن من أركان الصلاة، ولا تصح الصلاة إلا بها فعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ : “لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ”. [8]

شاهد أيضاً: تفسير سورة الفاتحة للاطفال

أسماء سورة الفاتحة في الكتاب والسنة

تعددت أسماء سورة الفاتحة وصفاتها وفيما يلي نذكر الأسماء التي وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة: [9]

  • السَّبع المثاني: سميت بذلك لما جاء في الآية الكريمة حيث قال الله سبحانه وتعالى: “وَلَقَدْ آَتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآَنَ الْعَظِيمَ”، [2]
  • القرآن العظيم: سميت بذلك لما ورد في قول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: “وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ”. [2]
  • فاتحة الكتاب: سميت بذلك لما ورد في حديث رسول الله عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ : “لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ”. [8]
  • أم القرآن: سميت بذلك لما ورد عن أبو هريرة -رضي الله عنه- قال أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “كلُّ صلاةٍ لَمْ يُقرَأ فيها بأمِّ القرآنِ فَهيَ خِداجٌ”. [10]
  • الصلاة: سميت بذلك لما ورد في الحديث القدسي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: “إن اللهَ تعالى يقولُ : قسمتُ الصلاةَ بيني وبين عبدي نصفينِ ، نصفُها لي ونصفُها لعبدي ولعبدي ما سألَ،…”. [6]
  • أم الكتاب: سميت بذلك لما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: “الحمدُ للَّهِ ربِّ العالمينَ أمُّ القرآنِ، وأمُّ الْكتابِ، والسَّبعُ المثاني”. [11]

أسماء سورة الفاتحة الاجتهادية

هناك أسماء اجتهادية عدة ذكرها بعض أهل العلم وتُطلق على سورة الفاتحة نذكر منها ما يلي: [12]

  • سورة الحمد: سميت بذلك لأن أول لفظ فيها هو الحمد.
  • الوافية: سميت بذلك لأنّ سفيان بن عيينة سماها بهذا الاسم، وقد قال الثعلبي: “وتفسيرها أنها لا تقبل التنصيف، ألا ترى أن كل سورة من القرآن لو قرئ نصفها في ركعة والنصف الثاني في ركعة أخرى لجاز، وهذا التنصيف غير جائز في هذه السورة”.
  • الشّفاء: سميت بذلك لأنّ فيها الشفاء للمريض إذا قرئت عليه بإذن الله سبحانه وتعالى.
  • الشُّكر: سميت بذلك لأنّ آياتها تحمل في طياتها ثناء على الله سبحانه وتعالى بالفضل والكرم والإحسان.
  • المناجاة: سميت بذلك لأنّ في هذه السورة يناجي العبد ربه عندما يقول: ﴿إِياك نَعبد وإِياك نسَتعِين.
  • الرُّقْية: لأنها رقية للمؤمن.
  • الكافية: سميت بذلك لأنّ الصلاة بهذه السورة لوحدها تكفي عن غيرها، وأما غيرها فلا يكفي عنها.
  • سورة الدعاء: سميت بذلك لاشتمالها على قول الله سبحانه وتعالى: “اهدَِنا الصراط المسَتقِيم”.
  • الأساس: وفي سبب تسميتها بذلك وجوه وهي أنها أول سورة من القرآن الكريم فهي كالأساس، وأنها أساس الصلاة ولا تتم إلا بها.
  • سورة النُّور: لظهورها بكثرة استعمالها أو لتنويرها القلوب لجلالة قدرها، أو لأنها لما اشتملت عليه من المعاني عبارة عن النور بمعنى القرآن.
  • سورة الكنز: سميت بذلك لأنها تشتمل على كنوز عظيمة من العلوم والمعاني.
  • أما الأسماء الخمسة والعشرين التي أوردها جلال الدين السيوطي في كتابه الإتقان في علوم القرآن، فهي: الفاتحة، فاتحة الكتاب، أم الكتاب، أم القرآن، القرآن العظيم، السبع المثاني، الوافية، الكنز، الكافية، الأساس، النور، سورة الحمد، سورة الشكر، سورة الحمد الأولى، سورة الحمد القصرى، الرُّقية، الشفاء، الشافية، سورة الصلاة، اللازمة، سورة الدعاء، سورة السؤال، سورة تعليم المسألة، سورة المناجاة، سورة التفويض.

شاهد أيضاً: ما هي الصلوات الجهرية والسرية للنساء

مواعظ وعبر من سورة الفاتحة

في سورة الفاتحة نجد عدد من اللطائف والمواعظ والعِبر، وفيما سيأتي بيانٌ لبعضٍ من هذه المواعظ:[13]

  • تشير السورة الكريمة إلى حاجة المسلم إلى جميع أنواع الهداية وهي هداية الإرشاد وهداية التوفيق وهداية التثبيت.
  • ضرورة الحرص على الأدب في الدعاء والكلام مع الله سبحانه وتعالى، فعلى المؤمن أن ينسب النعمة والفضل إلى الله عز وجل.
  •  إثبات الوحدانية لله سبحانه وتعالى.
  • إقرار العبد المؤمن بعبوديته لله عز وجل.
  • سورة الفاتحة تلفت النظر إلى أهم عملين من أعمال القلوب وهما الإخلاص لله سبحانه وتعالى، والتوكل على الله عز وجل
  • بيان أهمية الصحبة الصالحة والقدوة للإنسان المؤمن وذلك لما ورد في الآية الكريمة: “صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ”.
  •  أهمية الذكر والدعاء في حياة المؤمن، فكل جوانب حياة المسلم مرتبطة بالذكر والدعاء لله سبحانه وتعالى.

وإلى هنا نصل إلى ختام مقالنا الذي بيّن لنا لماذا سميت الفاتحة بالسبع المثاني، وعدد آيات سورة الفاتحة وأسماء سورة الفاتحة التي وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، والأسماء الاجتهادية لسورة الفاتحة، وكما تطرّق المقال إلى توضيح الفضل العظيم لسورة الفاتحة، وما هي المواعظ والعبر التي نأخذها من سورة الفاتحة.

المراجع

  1. ^ islamweb.net، سر تسمية الفاتحة بالسبع المثاني، 05/12/2022
  2. ^ سورة الحجر، آية 87
  3. ^ islamqa.info، فضل سورة الفاتحة وأهميتها، وذكر بعض فضائلها، 05/12/2022
  4. ^ عمدة التفسير، أبو سعيد المعلى، أحمد شاكر، 1/49، أشار في المقدمة إلى صحته
  5. ^ تفسير الطبري، أبو هريرة، ابن جرير الطبري، 8/2/75، صحيح
  6. ^ مجموع الفتاوى، أبو هريرة، ابن تيمية، 14/7، صحيح
  7. ^ سورة يونس، آية 57
  8. ^ صحيح البخاري، عبادة بن الصامت، البخاري، 756،صحيح
  9. ^ ar.islamway.net، أسماء سورة الفاتحة، 05/12/2022
  10. ^ العلل الكبير، أبو هريرة، أبو زرعة الرازي، 74، صحيح
  11. ^ صحيح أبي داود، أبو هريرة، الألباني، 1457، صحيح
  12. ^ wikiwand.com، سورة الفاتحة، 05/12/2022
  13. ^ alukah.net، أبرز موضوعات سورة الفاتحة، 05/12/2022

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *