لماذا سميت سورة الزمر بهذا الاسم

لماذا سميت سورة الزمر بهذا الاسم، فمن المعروف أن أسماء معظم السور في القرآن الكريم وقفية في القول الراجح عند أهل العلم، وقد وردت الكثير من الأقوال التي تشير إلى أسباب تسمية سور القرآن الكريم، حيث فصّل أهل العلم والتفسير في بيان أسباب التسمية لكل سورة، وكيف تمت تسميتها، وعبر هذا المقال سيتم بيان سبب تسمية سورة الزمر باسمها.

سورة الزمر

إن سورة الزمر من السور القرآنية التي نزلت في العهد المكي، أي قبل الهجرة النبوية الشريفة إلى المدينة، حيث يعدها أهل العلم سورةً مكية، إلا ثلاثة آياتٍ منها فهي مدنية وهي من الآيات 52 إلى 54، تعد سورة الزمر واحدة من السور المثاني في كتاب الله، وقد بلغ عدد آياتها 75 آية، وهي السورة التاسعة والثلاثين في ترتيب المصحف الشريف، وكان نزولها في مكة بعد نزول سورة سبأ والله أعلم.^[1]

شاهد أيضًا: لماذا سميت سورة الجاثية بهذا الاسم

لماذا سميت سورة الزمر بهذا الاسم

سمّيت سورة الزمر بهذا الاسم لأنّها قد ورد فيها كلمة الزمر، والتي وصف الله -سبحانه وتعالى الطريقة التي سيتم فيها سوق الناس إلى المصير الذي ينتظرهم، حيث يمكن أن يساقوا إلى النعيم فيدخلوا الجنة، أو يُساقوا إلى الجحيم والعذاب فيدخلوا إلى النار، حيث ورد في سورة الزمر آيتين تصف أحوال السوق يوم القيامة، فقد قال تعالى في الآية الأولى: {وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا}.^[2] وهي تصف أحوال المعذبين أهل النار، وقد قال تعالى: {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا}.^[3] وهي تصف أهل النعيم من أهل الجنة.^[4]

شاهد أيضًا: لماذا سميت سورة الجن بهذا الاسم

سبب تسمية سورة الزمر

يرجع سبب تسمية سورة الزمر بهذا الاسم لأن هذا الاسم يتناسب بما تحتويه، فقد وصف الله تعالى فيها تقسيم الناس يوم القيامة إلى زمر أو فرق حيث يتم فرز كل فرقة بحسب عملها في الدنيا، فيكون زمرًا للكفار والمشركين والمذنبين، وزمرًا للمؤمنين والمسلمين والمحسنين، وقد أخبر أهل العلم أن سبب التسمية يرجع إلى أن كلمة زمرًا لم ترد في القرآن الكريم إلا في هذه السورة في موضعين منها والله ورسوله أعلم.^[5]

شاهد أيضًا: لماذا سميت سورة الفيل بهذا الاسم

معنى كلمة زمرا

إن كلمة زمرا هي جمع الكلمة المفردة زمرة في اللغة العربية، وتعني المجموعة الصغيرة من الناس والخلق، وقد أخبر الله -سبحانه وتعالى- بها عن الجماعات المتفرقة التي سيدخل الناس فيها إلى العذاب أو النعيم في اليوم الآخر، حيث يدخل الناس النار زمرًا، ويدخل الناس الجنة زمرًا، كلّ زمرةٍ بحسب ما عملت والله ورسوله أعلم.^[6]

مقاصد سورة الزمر

أبرزت سورة الزمر حقيقة التوحيد، وتحدثت عن اليوم الآخر من بدايتها إلى نهايتها، ويمكن القول أن من أبرز مقاصد سورة الزمر ما يأتي:^[5]

• أثبتت السورة الكريمة ألوهية الله تعالى وتفرده فيها وأبطلت صور الشرك فيها وتعللات المشركين لشركهم.
• أثبتت السورة وحدانية الله بتفرده في خلق كل العوالم وتدبير نظامها.
• أشارت السورة إلى أطوار تكوين الإنسان والحيوان.
• بيّنت سورة الزمر أن التوحيد هو رسالة كل الأنبياء والرسل.
• أعلمت السورة أن الله غني عن المشركين وأن رسوله الكريم لا يخشاهم فالله كفاه إياهم أجمعين.
• مثّلت السورة حال المؤمنين والمشركين في الدنيا والآخرة، وبينت أن الله صادق الوعد.
• دعت السورة الناس إلى التدبر في القرآن الكريم، وهو أحسن القول وأفضله.
• تضمنت السورة أمثلةً من واقع البشر، وتخللها الوعيد والأمثال والترغيب والترهيب والموعظة.
• أثبتت السورة البعث والجزاء وأن لكل نفس ما عملت، وقد صورت الكثير من مشاهد يوم القيامة من الفزع والإنابة والخشوع.

شاهد أيضًا: لماذا سميت سورة الليل بهذا الاسم

سبب نزول سورة الزمر

إن نزول سورة الزمر له الكثير من الأسباب، حيث لا يمكن الوقوف على سبب واحد لنزولها كاملةً، إنما لكل آية أو مجموعة آيات منها سبب من أسباب النزول، وقد ورد عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- أن سورة الزمر نزلت في أهل مكة من أهل الكفر، الذين قاموا بالإسراف في المعاصي والآثام، حيث تم بيان أن بعض آياتها نزلت في بنو عامر وكنانة وبنو سلمة، الذين كانوا من عبدة الأوثان، ويقولون أن الملائكة هم بنات الله، وكذلك ورد في أسباب نزول بعض آياتها الأخرى أنها نزلت في أبو بكر الصديق وعمار بن ياسر وعثمان بن عفان.^[7]

إلى هنا نصل لنهاية مقال لماذا سميت سورة الزمر بهذا الاسم، والذي تم من خلالها تسليط الضوء على سبب تسمية سورة الزمر، وبيان معنى كلمة الزمر، والتعريف بأسباب النزول ومقاصد السورة الكريمة.