لماذا سميت سورة السجدة بهذا الاسم

لماذا سميت سورة السجدة بهذا الاسم من الأسئلة التي يرغب الكثير من المُسلمين في معرفة الإجابة عنها، وقد أظهرت سورة السجدة وجوب الانقياد لله تبارك وتعالى، واتخاذه إلهاً واحداً لا شريك له، وقد ذكرت العديد من الأسماء لهذه السورة المباركة، وكثرة الأسماء تدل على عظمة المسمّى، ونبهت السورة إلى أن القرآن منزل على الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وذلك رداً على المشركين في ادعائهم بأنه مفترى، وفي هذا المقال سنعرض نبذة مختصرة عن سورة السجدة، وسنوضح بشكل مفصل سبب تسميت سورة السجدة بهذا الاسم.

التعريف بسورة السجدة

سورة السجدة أحد السور المكيّةٌ، ويبلغ عدد آياتها ثلاثون آية، وهي السورة الثانية والثلاثون بحسب ترتيب المصحف، وقد ابتدأت سورة السجدة بالحروف الهجائية، ألف، لام، ميم، وقد ابتدأت بهذه الأحرف لتحدي الكافرين، وللتنبيه على إعجاز القرآن الكريم، وموضوع هذه السورة كموضوع سائر السور المكية، وهو إثبات أصول الاعتقاد بالإيمان بالله، واليوم الآخر والكتب والرسل، والبعث والجزاء، ومحور سورة السجدة إثبات البعث، رداً على المشركون الذين جعلوه سبباً لتكذيب النبي -صلّى الله عليه وسلّم-.^[1]

لماذا سميت سورة السجدة بهذا الاسم

سميت سورة السجدة بهذا الاسم؛ لأنها احتوت على وصف المؤمنين الذين يسجدون لله تعالى، ويسبحونه عند سماع آيات القرآن العظيم،^[1] فقد قال -تعالى-: {إِنَّما يُؤْمِنُ بِآياتِنَا الَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِها خَرُّوا سُجَّداً، وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ، وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ} ^[2]، وقد سميت سورة السجدة، بسورة “الم تنزيل السجدة”، وذلك لما روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: “كان النبي صلّى الله عليه وسلّم يقرأ في الفجر يوم الجمعة {الم تَنْزِيلُ} السجدة، و {هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ}”.^[3]

شاهد أيضاً: لماذا سميت سورة الأحزاب بهذا الاسم

مناسبة سورة السجدة لما قبلها

سبقت سورة لقمان سورة السجدة في ترتيب المصحف الشريف، وفيما يأتي مناسبة سورة السجدة، وسورة لقمان:^[1]

• اشتمال كلا السورتين على اثبات أدلة التوحيد وهو الأصل الأول للعقيدة، وقد انتهت سورة السجدة بهذا الأصل.
• ذكر الله -تعالى- في سورة لقمان الأصل الثاني من أصول التوحيد وهو الحشر، وختم سورة السجدة بهذا الأصل.
• بدأت سورة السجدة بالأصل الثالث وهو الرسالة أو النبوة، فقال تعالى:{الم، تَنْزِيلُ الْكِتابِ لا رَيْبَ فِيهِ}.^[4]
• بعض آيات سورة السجدة تفصل وتوضح آيات سورة لقمان، فقوله -تعالى- في سورة السجدة: {ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمّا تَعُدُّونَ}،^[5] توضيح لقوله -تعالى- في بيان مفاتح الغيب في سورة لقمان: {إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السّاعَةِ}^[6]، وقوله -سبحانه- بسورة السجدة: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنّا نَسُوقُ الْماءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ}^[7]،  تفصيل لقوله في سورة لقمان: {وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ}^[8].

فضل سورة السجدة

وردت بعض الأحاديث التي تبين فضل سورة السجدة،^[9] فقد كان النبي -صلى الله عليه- يحرص على قرأتها يومياً، وذلك لعظم فضلها، وممّا ورد في هذا، حديثٌ عن جابر -رضي الله عنه- عن رسول الله -عليه السلام- أنّه: “كانَ لا ينامُ حتى يقرأَ الم، تَنْزِيلُ السجدةُ، و تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ”^[10]، ومما يدل على شرفها وعظم أمرها أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يكثر من تلاوتها في صلاة الفجر يوم الجمعة في الركعة الأولى منها، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه-، قال: “كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الجمعة في صلاة الفجر الم * تنزيل   السجدة، وهل أتى على الإنسان حين من الدهر”.^[11]

شاهد أيضاً: لماذا سميت سورة الجاثية بهذا الاسم

موضوعات سورة السجدة

اشتملت سورة السجدة على العديد من المواضيع الهامة، وفيما يأتي أبرز موضوعات سورة السجدة:^[1]

• بدأت السورة بالتنبيه أن القرآن كتاب الله، المنزل على رسوله -صلّى الله عليه وسلّم-، وإثبات رسالة النبي والرد على المشركين في ادعائهم بأنه مفترى.
• إثبات وحدانية الله تعالى في خلق السموات والأرض، وبيان بعض مظاهر قدرته، وخلقه الإنسان ورعايته له، وأنه -سبحانه- قادر على بعث الإنسان يوم القيامة، وذلك للرد على المشركين بتكذيب البعث والنشور.
• بيان حال المجرمين وهم بين يدي الله يوم القيامة.
• ذكر بعض صفات المؤمنين وحالهم، وما أعده الله لهم من نعيم وجنات المأوى والاستقرار والخلود، وما أعده للفاسقين من نار الجحيم، وبينت الآيات على استحالة التسوية بين هذين الفرقين.
• الإشارة إلى موسى عليه السلام، وأبانت السورة الهدف من إنزال التوراة على موسى عليه السلام، وما امتن الله به على الصالحين من قومه بجعلهم أئمة.
• أمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالإعراض عن السفاهات، ووعده -سبحانه- للرسول بالنصر عليهم.

شاهد أيضًا: لماذا سميت سورة الجن بهذا الاسم

مقاصد سورة السجدة

من أبرز المقاصد التي تضمنتها سورة السجدة:^[1]

• التنويه على عظم مكانة القرآن.
• دعوة عباد الله بالتدبر والتفكر في آيات الله.
• توضيح عظمة الله تعالى في صفاته، وكمال قدرته في الخلق والأمر.
• إثبات البعث والجزاء، الذي أنكره المشركين.
• إثبات أدلة وحدانية الله -تعالى-.
• تقرير حال المكذبين بآيات الله وقدرته -سبحانه- على معاقبتهم.

أجبنا في هذا المقال عن سؤال لماذا سميت سورة السجدة بهذا الاسم ، وذلك لاحتوائها على وصف المؤمنين الذين يسجدون لله تعالى، كما بينا موضوعات السورة ومقاصدها، وفضلها فكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يحرص على تلاوتها قبل نومه، وفي صلاة الفجر، كما بينا مناسبة سورة السجدة لما قبلها وهي سورة لقمان.