لماذا سميت سورة النحل بهذا الاسم

لماذا سميت سورة النحل بهذا الاسم
لماذا سميت سورة النحل بهذا الاسم

لماذا سميت سورة النحل بهذا الاسم من الأسئلة الهامة التي يبحث عن إجابتها العديد من المسلمين، وقد أظهرت سورة النحل وجوب الانقياد لله تبارك وتعالى، وسورة النحل من السور التي اشتملت على العديد من المواضيع الهامة من إثبات وحدانية الله تعالى وقدرته على الخلق، والبعث، واثبات اليوم الآخر، وفي هذا المقال سنعرض نبذة مختصرة عن سورة النحل، وسنوضح بشكل مفصل سبب تسميت سورة الحل بهذا الاسم المبارك.

التعريف بسورة النحل

سورة النحل أحد السور المكية، وترتيبها في المصحف السادس عشر، في الجزء الرابع عشر، نزلت بعد سورة الكهف، وتقع بين سورة الحجر، وسورة الإسراء، تضمنت هذه السورة المكية الكلام على أصول العقيدة الإسلامي كباقي السور المكية، فبينت وحدانية الله تعالى، وأثبتت البعث والحشر والنشور، ووقوع يوم القيامة قال تعالى: {ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ ۚ قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ}،[1] والله أعلم.[2]

لماذا سميت سورة النحل بهذا الاسم

سميت سورة النحل بهذا الاسم؛ لاشتمالها على قصة النحل، فقد قال تعالى: {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ * ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}[3]، فبينت الآيات إلهام الله -تعالى- للنحل بامتصاص الأزهار والثمار وغيرها وتحويلها بقدرته -سبحانه- عسلا طيباً شفاءً للناس، وهذا مما يبين عظمة وقدرة الله تعالى، وقد سميت أيضا سورة النحل بسورة “النعم”، لذكر السورة العديد من النعم التي أنعم الله بها على عباده.[1]

شاهد أيضاً: لماذا سميت سورة سبأ بهذا الاسم

مناسبة سورة النحل لما قبلها

تقع سورة النحل بين سورة الحجر، وسورة الإسراء، ووجه المناسبة بينها وبين سورة الحجر أن كلا السورتين أثبتتا وقوع يوم القيامة، ففي آخر سورة الحجر قال تعالى: {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ}[4]، فبينت الآيات سؤال الناس يوم القيامة عما فعلوه في الدنيا، وكذلك قوله تعالى: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ}[5] يدل على ذكر الموت، وفي سورة النحل أخبرهم الله -تعالى- أن يوم القيامة قد اقترب وأن عذابهم قد حضر أجله، قال -تعالى- في أول سورة النحل: { أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ}،[6] والله أعلم.[1]

سبب نزول سورة النحل

وردت العديد من السور التي لم يبين أهل العلم فيها سبباً خاصاً لنزولها، وسورة النحل أحد هذه السورة فلم يوضح علماء التفسير سبباً لنزولها كاملةً، ولكن بينوا سبب نزول بعض آياتها، كسبب نزول الآية الأولى والرابعة، وسبب نزول الآية الثامنة والثلاثون والآية الخامسة والسبعون، وسبب نزول الآية الثالثة والثمانون والآية الواحدة والتسعون، وغيرها من الآيات، وفيما يأتي بعض هذه الأسباب التي وردت في كتب أهل التفسير:[1]

سبب نزول الآية الأولى والرابعة

سبب نزول الآية الأولى: نزل قوله تعالى: {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ}[6]، رداً على المشركون فقد كانوا يستعجلون بقيام الساعة، استهزاءً منهم بوعد الرسول -صلى الله عليه وسلم- بقيام الساعة وإهلاك الله لهم، وكانوا يقولون: إذا وقع أمر الله فإن الأصنام تشفع لنا وتخلصنا من هذا العذاب، وعندما نزلت هذه الآية خاف الصحابة -رضي الله عنهم- حتى نزل قول الله تعالى: {فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ}[6]، فسكن الصحابة وذهب عنهم الخوف.
سبب نزول الآية الرابعة: نزل قوله تعالى: {خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ}[7]، في أبي بن خلف الجمحي فقد جاء بعظم رميم إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا محمد، أترى الله يحيي هذا بعد ما رم؟.

شاهد أيضاً: لماذا سميت سورة الإسراء بهذا الاسم

سبب نزول الآية الثامنة والثلاثون والآية الخامسة والسبعون

سبب نزول الآية الثامنة والثلاثون: قال تعالى: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ ۙ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَن يَمُوتُ ۚ بَلَىٰ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}[8]، وقد نزلت هذه الآية في رجل من المشركين، كان قد اقترض مالاً من أحد المسلمين، فأتاه يتقاضاه، فكان فيما تكلم به الرجل المسلم: والذي أرجوه بعد الموت، فقال المشرك: وإنك لتزعم أنك لتبعث بعد الموت؟! فأقسم بالله لا يبعث الله من يموت، فأنزل الله تعالى هذه الآية.
سبب نزول الآية الخامسة والسبعون: قال تعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَّمْلُوكًا لَّا يَقْدِرُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا ۖ هَلْ يَسْتَوُونَ ۚ الْحَمْدُ لِلَّهِ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ}[9]، نزلت هذه الآية في رجل من قريش وعبده.

سبب نزول الآية الثالثة والثمانون والآية الواحدة والتسعون

• سبب نزول الآية الثالثة والثمانون: {يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ}[10]، وهذه الآية نزلت في أعرابي أتى الرسول -عليه السلام- فسأله، فقرأ الرسول: {وَاللّهُ جَعَلَ لَكُمْ مّن بُيُوتِكُمْ سَكَناً}[11]، فقال الأعرابي: نعم، ثم قرأ عليه: {وَجَعَلَ لَكُم مِّن جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ}[11]، قال: نعم: ثم قرأ عليه كل ذلك، وهو يقول: نعم، حتى بلغ {كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ}[12]، فولى الأعرابي، فأنزل الله هذه الآية.
سبب نزول الآية الواحدة والتسعون: { وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلَا تَنقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا ۚ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ}[13]، نزلت هذه الآية في بيعة النبي صلى الله عليه وسلم، فكان كل من أسلم يبايع على الرسول -عليه السلام- على الإسلام، فنزلت الآية.

شاهد أيضاً: لماذا سميت سورة الرعد بهذا الاسم

موضوعات سورة النحل

اشتملت سورة النحل على العديد من الموضوعات، وفيما يأتي أبرزها:[1]

  •  إثبات الوحي، واستعجال المشركون للرسول -صلى الله عليه وسلم- بأن يأتيهم بالعذاب الذي هددهم به.
  • إثبات وحدانية الله -تعالى- وقدرته على خلق السموات والأرض، والبحار والأنهار، والنباتات والحيوانات، والثمار والإنسان، وغير ذلك.
  •  بينت السورة نعم الله التي يصعب حصرها، كما بينت السورة نتيجة الكفر والإيمان بهذه النعم، وثواب من آمن بالله وسوء عاقبة من كفر به سبحانه.
  • فضل الله -سبحانه- بإرسال الرسل مبشرين ومنذرين لكل الأمم.
  •  ذكر تعالى أجمع آية في القرآن فذكر فيها بعض مكارم الأخلاق؛ من العدل والإحسان والبذل، والنهي عن الفحشاء والمنكر والبغي، وأعقبها بالدعوة إلى الوفاء بالعهد، والنهي عن نكث العهود والأيمان.
  • الأمر بالاستعاذة من الشيطان الرجيم عند تلاوة القرآن، وبيان أن سلطانه على المشركين فقط، وأنه ليس له سلطان على المؤمنين.
  •  بيان نزول الروح القدس بالقران الكريم على قلب النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
  •  ضرب الأمثال للمؤمن والكافر، والشاكر والجاحد، والإله الحق والآلهة الباطلة.
  •  وفي أواخر السورة عقب الله -تعالى- الحديث عن الأنعام، وبين -سبحانه- أن التحليل والتحريم من عنده، ولا يجوز لأحد أن يتعدى على هذا الحق لله -تعالى- وزجر العلماء عن الإفتاء دون دليل.
  •  ثم ختمت السورة بذكر جانب من قصة إبراهيم -عليه السلام- كمثال للشاكرين، ومدحه -عليه السلام- بسبب ثباته على التوحيد الخالص.

شاهد أيضاً: لماذا سميت سورة الروم بهذا الاسم

مقاصد سورة النحل

اشتملت سورة النحل على العديد من المقاصد الهامة، فيما يأتي أبرز هذه المقاصد:[1]

  • إقامة الأدلة على وحدانية الله تعالى، وقدرته.
  •  إثبات اليوم الآخر، وإثبات صدق الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وما جاء به .
  • الرد على شبه المشركين، وزجرهم عما هم عليه، وإنذارهم .
  •  ذكر نعم الله -تعالى- التي لا يمكن للإنسان حصرها.

أجبنا في هذا المقال عن سؤال لماذا سميت سورة النحل بهذا الاسم ، فقد سميت سورة النحل بهذا النحل؛ لاشتمالها على قصة النحل، كما بينا وجه المناسبة بين سورة النحل وسورة الحجر، وأسباب نزول بعض آيات سورة النحل، وعرضنا أبرز موضوعات سورة النحل ومقاصدها.

المراجع

  1. ^ سورة النحل، الآية: 27.
  2. ^ shamela.ws، كتاب التفسير المنير - الزحيلي، 26/12/2022
  3. ^ سورة النحل ، الآية: 68 - 67.
  4. ^ سورة الحجر ، الآية: 92.
  5. ^ سورة الحجر ، الآية: 99.
  6. ^ سورة النحل ، الآية: 1.
  7. ^ سورة النحل ، الآية: 4.
  8. ^ سورة النحل ، الآية: 38.
  9. ^ سورة النحل ، الآية: 75.
  10. ^ سورة النحل ، الآية: 83.
  11. ^ سورة النحل ، الآية: 80.
  12. ^ سورة النحل ، الآية: 81.
  13. ^ سورة النحل ، الآية: 91.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *