لماذا سميت سورة نوح بهذا الاسم

لماذا سميت سورة نوح بهذا الاسم هو من المواضيع المهمة والتي تندرج تحت علم من علوم الشريعة الإسلامية اسمه علوم القرآن الكريم، وهو العلم الذي يهتم بدراسة أسماء سور الكتاب وسبب تسمية كل سورة بهذا الاسم بالإضافة إلى دراسة أسباب نزول هذه السور وتفسيراتها، وفي هذا المقال سوف نقوم بتسليط الضوء على سورة نوح وعلى سبب تسمية سورة نوح بهذا الاسم، كما سوف نتحدث عن سبب نزول هذه السنة وفضلها والعبر والدروس المستفادة منها أيضًا.

سورة نوح

تُعرّف سورة نوح بأنّها سورة من سور المفصل، وهي سورة من السور المكية؛ أي التي نزلت على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قبل الهجرة النبوية من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، وهي السورة الحادية والسبعون في ترتيب سور المصحف الشريف، وقد بدأت هذه السورة المباركة بأسلوب توكيد بإنّ، حيث قال تعالى في مطلعها: {إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ أَنْ أَنذِرْ قَوْمَكَ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} ^[1]وقد أنزل الله رب العالمين هذه السورة على النبي محمد -صلّى الله عليه وسلّم- بعد نزول سورة النحل، وتتحدث هذه السورة المباركة عن نبي الله نوح عليه الصلاة والسلام، فهي من سور القصص القرآني التي تذكر حكايا وقصص الأنبياء والمرسلين والأقوام السابقة من باب أخذ العبرة من هذه القصص وضرب الأمثال فيها. ^[2]

شاهد أيضًا: لماذا سميت سورة الجاثية بهذا الاسم

لماذا سميت سورة نوح بهذا الاسم

سُمّيت سورة نوح بهذا الاسم لأنّها تتحدث في كل آياتها عن نبي الله نوح عليه الصّلاة والسّلام، وتتحدّث عن قصة نوح مع قومه، وفي هذا تشترك الكثير من السور في القرآن الكريم، مثل سورة يوسف وسورة مريم وسورة إبراهيم وسورة محمد، وهي سور سُمّيت بأسماء الأنبياء لأنّها تتحدث في آياتها عنهم، وقال بعض أهل العلم إنّ السبب الكامن وراء تسمية سورة نوح بهذا الاسم هو ورود ذكر هذا النبي في مستهل هذه السورة، قال تعالى في الآية الأولى منها: {إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ أَنْ أَنذِرْ قَوْمَكَ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} ^[1]والله تعالى أعلم. ^[3]

شاهد أيضًا: لماذا سميت سورة الجن بهذا الاسم

سورة نوح مكية أم مدنية

إنّ سورة نوح هي من السور المكية، والسور المكية هي السور التي نزل بها جبريل -عليه السلام- على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قبل الهجرة النبوية من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، وجدير بالقول إنّ السور المكية هي السور في عهد الدعوة أي العهد الذي قبل الهجرة إلى المدينة المنورة، وهي آيات خاطب بها الله تعالى أهل مدينة مكة المكرمة، والله أعلم. ^[2]

شاهد أيضًا: لماذا سميت سورة الفيل بهذا الاسم

أين نزلت سورة نوح

أجمع علماء المسلمين على أنّ سورة نوح نزلت في مكة المكرمة قبل الهجرة النبوية من مكة إلى المدينة المنورة، وقد ذكر عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- أنّ جميع آيات هذه السورة نزلت في مكة المكرمة، وكان نزولها قبل نزول سورة الطور وبعد نزول سورة النحل بحسب ما ورد في كتاب التحرير والتنوير لابن عاشور، في حين ذكر الطنطاوي في كتاب التفسير الوسيط أنّ سورة نوح نزلت في مكة المكرمة بعد سورة النحل وقبل سورة إبراهيم، والله أعلم. ^[4]

شاهد أيضًا: لماذا سميت تكبيرة الاحرام بهذا الاسم

فضل سورة نوح

لم يرد في السنة النبوية الشريفة عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أي حديث يذكر فضلًا خاصًا لسورة نوح، وجميع ما ورد عن فضل هذه السورة هي أحاديث موضوعة أو منكرة أو ضعيفة ولا يصح الاستشهاد أو العمل بمقتضاها، ولكنّ هذه السورة من سور القرآن الكريم، فقراءتها توجب للمسلم ثواب قراءة أية سورة من سور القرآن، ومن قرأ حرفًا من كتاب الله رب العالمين فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها والله يضاعف لمن يشاء، قال النبي محمد -صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث الذي رواه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: “منْ قرأَ حرفًا من كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها لا أقولُ آلم حرفٌ، ولَكِن ألِفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ”. ^[5]

ومن فضائل سورة نوح أيضًا ورود دعاء من أدعية الاستغفار المشهورة والتي يستحب أن يدعو بها المسلم، وهو الدعاء الذي ورد في قول الله تعالى في آيات هذه السورة: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُۥ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَآءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَٰلٍۢ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّٰتٍۢ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَٰرًا} ^[6]وهي سورة تحدثت عن قصة نبي الله نوح عليه الصلاة والسلام، فاشتملت على الكثير من العبر والدروس التي يمكن استفادتها من هذه القصة، والله تعالى أعلم. ^[2]

الدروس والعبر المستفادة من سورة نوح

هناك الكثير من الدروس والعبر التي يمكن للمسلم أن يستخلصها من سورة نوح، ولعل أبرز هذه الدروس والعبر هي: ^[7]

• الدرس الأول: أنّ يسعى الإنسان إلى مرضاة الله رب العالمين وحده، وألّا يركض وراء الضلال خوفًا من أي إنسان في هذه الأرض، فالإنسان القويم الصحيح هو الذي لا يخشى في الله لومة لائم أبدًا.
• الدرس الثاني: يجب على الإنسان أن يكثر من الاستغفار، لأنّ الاستغفار يوسع الرزق، ولأنه كثرة الاستغفار من قوم سبب من أسباب نزول الغيث والمطر عليهم من رب العالمين، قال تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُۥ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَآءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَٰلٍۢ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّٰتٍۢ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَٰرًا}. ^[6]
• الدرس الثالث: ينبغي على المسلم أن يسعى بكل ما أوتي من قوة وعزيمة من أجل أن ينشر دين الله تعالى والإيمان به في كل أنحاء المعمورة.
• الدرس الرابع: يجب على المسلم أن ينظر ويتفكر ويتدبر في خلق السماوات والأرض، وينظر في تقاليب الأيام وأحوال السنين وأحوال العبادة، ففي هذا ما يعزز الإيمان بالله في قلب كل مسلم.

إلى هنا نصل إلى نهاية وختام هذا المقال الذي مررنا فيه بالتفصيل على تعريف سورة نوح، ثمّ ألقينا فيه الضوء على لماذا سميت سورة نوح بهذا الاسم ومررنا فيه على سورة نوح مكية أم مدنية وتحدثنا عن أين نزلت سورة نوح على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فالإضافة إلى الحديث عن الدروس والعبر المستفادة من هذه السورة المباركة.