عناصر المقال
لماذا سميت غزوة الخندق بالاحزاب من المعلومات الدينية التي يجهلها كثير من الناس، وقد يتمُ طرح مثل هذه الأسئلة في كثير من المناسبات، ويجب على المسلم أن يكون ملمًّا بالإجابة، فقد خاض رسول الله صلى الله عليه وسلم العديد من الغزاوت والحروب خلال حياته منها غزوة الخندق، وسوف نقدم في هذا المقال معلومات عن غزوة الخندق وأحداثها، وسوف نعرف لماذا سميت غزوة الأحزاب بهذا الاسم بالإضافة إلى نتائج غزوة الخندق وغير ذلك.
نبذة عن غزوة الخندق
هي واحدة من المعارك التي وقعت بين المسلمين بقيادة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبين مجموعة من قبائل العرب المشركين واليهود الذين اجتمعوا من أجل القضاء على المسلمين في المدينة المنورة، وقعت الغزوة في شهر شوال في عام 5 هجري، الموافق لتاريخ شهر مارس / آذار من عام 627م، وسميت غزوة الخندق بهذا الاسم نسبةً إلى الخندق الذي حفره المسلمون في الجهة الشمالية من المدينة المنورة من أجل منع المشركين من الدخول إليها، وكانت الفكرة للصحابي الجليل سلمان الفارسي وكانت غريبة بالنسبة للعرب، واستجاب الرسول صلى الله عليه وسلم لفكرة سلمان، وكانت المدينة المنورة محمية من بقية الجهات بالجبال، ومن إحدى الجهات كان يهود بني قريظة وكان بينهم وبين المسلمين عهد وميثاق.[1]
شاهد أيضًا: لماذا سميت سورة الليل بهذا الاسم
لماذا سميت غزوة الخندق بالاحزاب
سمِّيَت غزوة الخندق باسم غزوة الأحزاب لأنَّ قبائل العرب من المشركين تجمعوا من أجل محاربة المسلمين والقضاء عليهم وعلى دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة، فكانوا عبارة عن قبائل متحالفة على شكل أحزاب أي فرق وجماعات، ولذلك أطلق عليهم اسم الأحزاب وأطلق على غزوة الخندق اسم غزوة الأحزاب أيضًا، وتلك القبائل هي: قبيلة قريش وقبيلة كنانة وقبيلة غطفان والتي تضمُّ بني مرة وأشجع وفزارة، وبنو أسد وبنو سليم، بالإضافة إلى يهود بني قريظة الذي نقضوا العهد والميثاق، والمنافقين داخل المدينة المنورة.[1]
شاهد أيضًا: لماذا سميت تكبيرة الاحرام بهذا الاسم
سبب غزوة الخندق
يرجع السبب الرئيسي لغزوة الخندق أنَّ يهود بني النضير كانوا قد نقضوا العهد الذي بينهم وبين المسلمين، فقد حاولوا قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم، رغم المعاهدة التي كانت بينهم، فأعلن رسول الله صلى الله عليه وسلم الحرب عليهم، وتوجه المسلمون إليهم وحاصروهم وأخرجوهم من ديارهم بعد أن أعلنوا الاستسلام، ولكنَّ بني النضير نتيجة لذلك بدأوا يحرضون القبائل العربية المشركة على غزو المدينة والقضاء على المسلمين، فاستجابت لهم قبيلة قريش ومن والاها من العرب وانطلقوا لمحاصرة المسلمين في المدينة المنورة والقضاء عليهم.[1]
شاهد أيضًا: لماذا سميت سورة الفيل بهذا الاسم
أحداث غزوة الخندق
اجتمعت القبائل العربية من المشركين بعد تحريض من يهود بني النضير، وانطلق جيش المشركين بقيادة أبي سفيان بن حرب، وحمل اللواء عثمان بن طلحة بن أبي طلحة، سمع المسلمون بقدوم جيش المشركين فاجتمع رسول الله صلى الله عليه وسلم من أجل التشاور وأخذ النصيحة، فاقترح سلمان الفارسي حفر الخندق في الجهة الشمالية للمدينة ومنع المشركين من التقدم، فبدأ المسلمون فورًا بحفر الخندق، وكان عددهم عند ذلك 3 آلاف شخص، بينما بلغ عدد جيش المشركين 10 آلاف شخص، وفوجئ المشركون بالخندق وتعجبوا من هذه الخطة المحكمة، وعمل الأحزاب على تحريض بني قريظة من أجل نقض العهد مع المسلمين، وحاول بعض المشركين تجاوز الخندق عند الأماكن الضيقة، ولكن المسلمين كانوا يتصدون لهم ويقاتلونهم ويمنعونهم من الدخول، وقد أسلم سرًّا نعيم بن مسعود وقدم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبره بذلك، فطلب من الرسول أن يذهب إلى بني قريظة وينشر الفتنة بين الطوائف هناك ويفرق رأيهم وجمعهم، وكان ذلك فقد أوقع الشك في قلوبهم وفرق بينهم، وفي الليل أرسل الله تعالى على الأحزاب ريحًا قوية عاصفة أطفأت نارهم واقتلعت خيامهم، ودب الرعب في قلوبهم فانقلبوا خاسرين، وفي اليوم التالي خرج المسلمون ولم يجدوا منهم أحدًّا، وكانوا قد هربوا جميعًا وعادوا إلى ديارهم.[1]
شاهد أيضًا: لماذا سميت سورة الجن بهذا الاسم
كم يوم استغرق حفر الخندق في غزوة الخندق
اختلفت الروايات في المدة التي حفِرَ فيها الخندق في شمال المدينة المنورة، وقد تراوحت الروايات بين ستة أيام إلى شهر، فقد أشار ابن سعد في كتابه طبقات ابن سعد إلى أنهم استغرقوا ستة أيام في حفره، بينما أشار ابن القيم في زاد المعاد إلى أنَّهم استغرقوا شهرًا في حفر الخندق، ورأى موسى بن عقبة في كتاب المغازي أنهم استغرقوا عشرين لية وغيرها من الأقوال المختلفة.[1]
شاهد أيضًا: لماذا سميت سورة الجاثية بهذا الاسم
نتائج غزوة الخندق
لقد اعتمدَ المسلمون على الله تعالى بعد الأخذ بالأسباب، واستطاعوا تحقيق النصر على الأحزاب الذين تحالفوا ضدَّهم بفضل الله تعالى، وحققوا العديد من الإنجازات العظيمة، وفيما يأتي سيتم ذكر أهم نتائج غزوة الخندق:[1]
- فشل التحالف الذي جمع بين القبائل العربية واليهود من أجل إعلان الحرب على المسلمين والقضاء عليهم.
- مغادرة الأحزاب من مشركي العرب من المدينة المنورة خاسرين خائبين، وهم يحلمون في صدورهم الخيبة والغيظ بسبب الفشل في تحقيق النصر.
- تجنُّب المسلمين القتال في معركة الخندق، فقد كفى الله تعالى عباده هموم الحرب والمعركة ومتاعبها وخسائرها وردَّ المشركين خاسرين، قال سبحانه وتعالى في سورة الأحزاب: “وَكَفَى اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّـهُ قَوِيًّا عَزِيزًا”.[2]
- تبدُل المواقف بالنسبة للمسلمين، فقد صاروا في موقف قوة بعد أن كانوا في موقف ضعف، وصاروا هم الذين يقومون بغزو المشركين لا العكس.
- انكشاف حقد وخيانة يهود بني قريظة بعد أن نقضوا العهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- غزوة بني قريظة، وكانت من أهم نتائج غزوة الخندق، فبعد أن انكشفوا للمسلمين أعلن المسلمون عليهم الحرب وتخلصوا منهم ومن شرورهم.
في نهاية مقال لماذا سميت غزوة الخندق بالاحزاب قدمنا للزوار الكرام معلومات عن غزوة الخندق بشكل مفصل وعرفنا كم يوم استمرَّ حفر الخندق، كما تمَّ التعرف على أحداث غزوة الخندق وسبب تسميتها بهذا الاسم، ونتائج غزوة الخندق وغير ذلك من المعلومات والتفاصيل المتعلقة.
المراجع
- ^ wikiwand.com، غزوة الخندق، 04/01/2023
- ^ سورة الأحزاب، آية 25
التعليقات