لماذا سميت غزوة الخندق بهذا الاسم

لماذا سميت غزوة الخندق بهذا الاسم، حيث إن الغزوات هي المعارك بين المسلمين وبين المشركين، والتي كانت تمثل الصراع بين الحق والباطل، والتدافع بين جند الله وبين جند الشيطان، فقد أراد المسلمون نشر عقيدة التوحيد، وأراد المشركون أن يطفئوا تلك الرسالة ويمنعوها بجحدهم إياها، وعبر هذا المقال سيتم بيان سبب تسمية غزوة الأحزاب باسم غزوة الخندق.

لماذا سميت غزوة الخندق بهذا الاسم

سميت غزوة الخندق بهذا الاسم نسبةً إلى الخندق الذي حفره المسلمون حول المدينة لمنع جيش المشركين من الوصول إليها، فقد قام النبي -صلى الله عليه وسلم- بمشاورة الصحابة في شأن المعركة القادمة، وبكيفية مواجهة الأحزاب القادمة إلى المدينة، فأشار بعضهم ببعض الآراء، لكن سلمان الفارسي أشار برأيه على النبي أن يحفر خندقًا، وأن هذا الأمر فن من الفنون الحربية التي كأن يلجأ إليها أهل فارس، وقد كانت لهذه المشورة سببًا عظيمًا في الفوز وكسب غزوة الخندق بفضل الله، حيث تعد هذه الغزوة واحدة من أهم المعارك والغزوات الإسلامية وفيها الكثير من الدروس والعبر.^[1]

شاهد أيضًا: لماذا سميت غزوة تبوك بغزوة العسرة

لماذا سميت غزوة الخندق بغزوة الأحزاب

سميت غزوة الخندق باسمها لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر الصحابة أن يحفروا خندقًا حول المدينة، أما سبب تسمية هذه الغزوة بغزوة الأحزاب لأن المشركين قد تحزّبوا فيها وجمعوا أحزابهم لقتال المسلمين، حيث تم حشد الكثير من القبائل والطوائف تحت راية المشركين لمحاربة النبي -صلى الله عليه وسلم- لأنهم ظنوا أن توحدهم واجتماع رؤوس الطغيان والشرك على قتال المسلمين سيجعل النصر من صالحهم، حيث قام اليهود بجمع الجموع وتحريضهم على رسول الله وقتاله، وممن اجتمع على قتال المسلمين قريشًا وتهامة وكنانة وبني سليم وبني أسد وغطفان وبني فرارة، وبني مرة، وبني أشجع واليهود، واجتماعهم وتحزبهم لقتال النبي كان سببًا في تسمية غزوة الخندق بغزوة الأحزاب.^[1]

شاهد أيضًا: لماذا سميت سورة الليل بهذا الاسم

لماذا سميت غزوة الأحزاب بهذا الاسم

سميت غزوة الأحزاب بهذا الاسم لأن قوات المشركين وهم الأعداء جمعوا كلّ القبائل التي عادت النبي -صلى الله عليه وسلم- والمسلمين والدين الإسلامي، وذلك من قبائل قريش وغطفان وفزارة والسليم وكنانة والقطسف وبنبي نادر وبني قريضة، وكل هؤلاء قام اليهود بتحريضهم على قتال المسلمين وتشجيعهم عليه، وذلك بعد أن طرد النبي -صلى الله عليه وسلم- من المدينة المنورة، وقد أرادوا أن ينتقموا من الإسلام والمسلمين، حيث قاموا بكسب ود الكثير من القبائل العربية التي تعادي المسلمين.

سبب وقوع غزوة الخندق

يعود سبب وقوع غزوة الخندق أو غزوة الأحزاب إلى تحريض بني النضير لقريش وأهل مكّة لقتال المسلمين والقضاء على الدّين الإسلاميّ الحنيف، فقد نقض بنوا النضير وهم من يهود المدينة المنوّرة العهد الذي كان بينهم وبين المسلمين فأجلاهم النّبيّ عليه الصلاة والسلام من المدينة إلى خيبر، مما أصابهم بالغيظ والغضب، فتعاونوا مع إخوانهم اليهود في خيبر، ليذهب بعضٌ من سادتهم إلى مكّة المكرمة، فحرّضوا سادة قريشِ ضدّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فتآمر اليهود وبنو قريشِ وجمعوا القبائل المعادية للإسلام لغزو المدينة واغتيال النبي وأصحابه، وشكّلوا جيشًا بلغ عدد جنوده عشرة آلاف جندي قادهم أبي سفيان بن حرب، وزحفوا إلى المدينة المنورة ليقاتلوا المسلمين الذين هزموهم شرّ هزيمة وردّهم الله تعالى على أعقابهم خائبين.^[1]

شاهد أيضًا: كم عدد غزوات الرسول في رمضان

ما هي نتيجة غزوة الخندق

أسفرت غزوة الخندق عن العديد من النتائج العظيمة، والتي كانت كلّها لصالح رسول الله صلّى الله عليه وسلّم والمسلمين، ومن أهمّ النتائج نذكر الآتي:^[1]

• تفكك اتحاد المشركين مع اليهود.
• فقدان الثقة باليهود من قبل المشركين.
• بيان قوّة الإسلام والمسلمين.
• إظهار هيبة الإسلام والمسلمين.
• معاقبة بني قريظة على خيانتهم.
• انسحاب المشركين دون قتالٍ وذلك يعدّ هزيمة.
• ارتدّ المشركون على أعقابهم خاسرين.

ما هو الاسم الاخر لغزوة الاحزاب

إنّ الاسم الآخر لغزوة الأحزاب هو غزوة الخندق التي وقعت في شهر شوال بين المسلمين بقيادة النبي الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وكذلك الأحزاب الذي تحزبوا واجتمعوا من القبائل العربية المختلفة قاصدين غزو المدينة المنورة والقضاء على المسلمين أجمعين فيها، ويعود سبب هذه الغزوة إلى نقض العهد الذي كان بين المسلمين والكافرين من بني النضير ومحاولتهم لقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم التي باءت بالفشل.^[2]

متى كانت غزوة الخندق بالهجري

صادفت وقائع غزوة الخندق بالتقويم الهجري شهر شوال في العام الخامس بعد الهجرة، وقد ذكر المؤرخون أنّ هذا اليوم كان يوافق شهر آذار المعروف بمارس والموافق لـ 627 في التقويم الميلادي، وقد قامت أحداث هذه الغزوة في المدينة المنورة وأسفرت عن انسحاب الأحزاب وانتصار المسلمين بفضلٍ من الله عز وجل ومنّة.^[2]

عدد المسلمين في غزوة الخندق

وصل عدد المسلمين في غزوة الخندق إلى قرابة 3000 جندي من المحاربين المسلمين، وكانوا تحت قيادة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أولًا وتحت إمارة الصحابي الجليل علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، وكذلك سلمان الفارسي رضي الله عنه، وقد أسفرت هذه الغزوة عن استشهاد تسعة من المسلمين، بينما كانت قوى المشركين تصل إلى قرابة 10 آلاف جندي، وقد أسفرت نتيجة الغزوة عن مقتل أربعة من المشركين فقط، ولكنهم خسروا هذه المعركة بانسحابهم منها.^[2]

من هو الصحابي الذي أشار بحفر الخندق حول المدينة

إنّ الصحابي الجليل الذي أشار بحفر الخندق حول المدينة المنورة هو سلمان الفارسي رضي الله عنه، فقد ذكرت الآثار الإسلامية أنّه وبعد اجتماع الأحزاب لقتال المسلمين في يثرب، جمع سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- صحابته الكرام -رضوان الله تعالى عنهم أجمعين- ليأخذ مشورتهم في الدفاع عن المدينة المنورة وصدّ المشركين عنها، وعندها قام الصحابي الجليل سلمان الفارسي -رضي الله عنه- بالإشارة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بحفر الخندق، وقد ورد أنه قال: “يا رسول الله: إنا كنا بأرض فارس إذا حوصرنا خندقنا علينا”، ولم تكن هذه الخطة معروفة لدى العرب، والله ورسوله أعلم.^[3]

الدروس والعبر المستفادة من غزوة الخندق

إنّ الدروس والعبر المستفادة من قصة غزوة الخندق هي ما يأتي:^[4]

• تعلمنا غزوة الخندق أنّ الأهوال التي يمر بها المسلمون كفيلة بكشف الحقائق وتمييز الصفوف من أهل الحق والإيمان وأهل الكذب والنفاق.
• تعلمنا غزوة الخندق أنّ نصر الله آت لا ريب فيه، فمهما اشتدت بنا الأيام يغيرها الله من حالٍ إلى حال.
• تعلمنا غزوة الخندق أنّ مفاتيح النصر بيد الله عز وجل، ومهما أعد الكافرين للمسلمين من العدة والعتاد ما أصابوهم بها من شيءٍ إلا بما كتب الله لهم أن يصابوا به.
• تعلمنا غزوة الخندق ألا نأخذ ميثاقًا من اليهود أو نبرم معهم اتفاقيات لأنهم قوم غدر لا عهد لهم ولا ميثاق.

هنا نصل معكم لختام مقالنا الذي حمل العنوان لماذا سميت غزوة الخندق بهذا الاسم، حيث تعرفنا على سبب هذه التسمية إلى جانب سبب تسميتها بالأحزاب، وذكرنا فيه نتائج غزوة الخندق وأسبابها.