ماذا كان يقول الرسول في عيد الفطر وكيف كان هديه فيه

ماذا كان يقول الرسول في عيد الفطر وكيف كان هديه فيه
ماذا كان يقول الرسول في عيد الفطر

ماذا كان يقول الرسول في عيد الفطر وكيف كان هديه فيه ، وهو ما سيتحدث عنه موضوع هذا المقال، حيثُ تعتبر صلاة العيد بأنها من شعائر الإسلام العظيمة، وقد شرعها الله -تعالى- لإضفاء الفرح والسرور على المسلمين بعد عباداتٍ خاصّة، وقد كان من هدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الحرص على أداء صلاة العيد في المصلى، كما كان -عليه الصلاة والسلام- يأمر بخروج النساء ليشهدن الصلاة في كل عام والاستماع لخطبة العيد، وسوف نقدم في هذا المقال للزوار الكرام معلومات عن صلاة عيد الفطر، وماذا كان يقول الرسول في عيد الفطر وغيرها من الأمور.

عيد الفطر

يعتبر عيد الفطر المبارك بأنه أحد العيدين الذي يحتفل به المسلمون في العالم الإسلامي كافة، فهو شعيرة من شعائر الإسلام المعظمة، وقد جاءت مشروعية عيد الفطر في سنة النبي صلى الله عليه وسلم، فعن أنس -رضي الله عنه- قال: “قَدِم النبيّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: قد أبدلكم الله تعالى بهما خيراً منهما: يومَ الفطر والأضحى”[1]، حيث ينتظر المسلمون عيد الفطر في كافة بقاع الدنيا، وهو العيد الذي يبدأ عقب انتهاء شهر رمضان الكريم، كما يتم تحديد موعده وفق تحري الهلال، ويُصادفُ عيد الفطر الأولَ منْ شهرِ شوالَ، ويستمر عيد الفطر لمدة ثلاثة أيام، وقدْ سُمي عيد الفطر بهذا الاسمِ، نسبةً إلى إفطار المسلم بعد صيامه لشهر رمضان، وتقديم صدقة الفطر وما فيها من تزكية الأموال، ويجدر بالذّكر إلى أنه يُشرع التكبير من ليلة العيد حتى حضور الصلاة، كما يحرّم صيام أول يوم من أيام عيد الفطر.[2]

ماذا كان يقول الرسول في عيد الفطر

لم يرد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أيّة مقولة مخصوصة بعيد الفطر المبارك، ولا في عيد الأضحى أيضًا، إنما ورد في هديه -عليه الصلاة والسلام- أنه كان يكبِّر في العيد من غروب شمس آخر يوم رمضان إلى صلاة العيد، ثم يصلي العيد، ويخطب بالمسلمين فيعِظهم ويُوصيهم، ويأمرهم وينهاهم، وقد جاء في الأثر عن صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّهم كانوا يهنئون بعضهم البعض بعد صلاة العيد، فعن محمد بن زياد -رضي الله عنه- قال: “كنتُ مع أبي أمامةَ الباهليِّ وغيرِه من أصحابِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، فكانوا إذا رجعوا من العيدِ يقولُ بعضُهم لبعضٍ : تقبَّل اللهُ منَّا ومنك”[3]، وكذلك ما رواه جبير بن نفير -رضي الله عنه- قال: “كان أصحابُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ إذا التقوْا يومَ العيدِ يقولُ بعضُهم لبعضٍ : تقبل اللهُ منَّا ومنكَ”[4]، وبناءّ على ذلك تعتبر التهنئة في العيد مشروعة، ولا بأس بها لكنها لم تُسن عن النبي صلى الله عليه وسلم.[5]

شاهد أيضًا: صلاة العيد للنساء سنة بشروط وممنوعات حددها الإسلام

ماذا كان يلبس النبي صلى الله عليه وسلم في العيد

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم محبًا للتطيب واللباس والزينة، فكان يحرص على ارتدائه أجمل ما لديه خاصة في عيدي الفطر، والأضحى، وصلاة الجمعة، حيث إن التجمل بالثياب في يوم العيد من الأعمال الثابتة عن الرسول الكريم، فقد قال الشيخ ابن جبرين -رحمه الله- في ذلك: “لصلاة العيد سنن ومستحبات كثيرة ، منها : التجمل لها ولبس أحسن الثياب ، فقد عرض عمر حلة عطارد على النبي صلى الله عليه وسلم ليتجمل بها للعيد والوفود ، إلا أنه ردها ؛ لأنها من الحرير، فقد كان له حلة يلبسها في العيد والجمعة”، فقد عُرف -عليه الصلاة والسّلام- بحسن هندامه، فكان يلبس ما يتوفر لديه من الملابس، وكلما اشترى ثوباً جديداً كان يسميه باسمه ويقول: “اللهم أنت كسوتني هذا القميص أو الرداء أو العمامة، أسألك خيره وخير ما صنع له، وأعوذ بك من شر ما صنع له”[6]، ولذلك يُسن للرجل في العيد أن يتجمل ويلبس أحسن ثيابه، اقتداءً بسنة النبي عليه الصلاة والسلام.[7]

شاهد أيضًا: هل يجوز التهنئة قبل العيد وهل يجوز التهنئة بعيد الميلاد

ماذا كان يفعل الرسول في عيد الفطر

هناك العديد الأفعال التي قام بها النبي -صلى الله عليه- في عيد الفطر، فقد كان له عادات خاصة في العيد، وينبغي على المسلمين اتباعها لنيل الأجر من الله، واتباع سنتة الشريفة، وفيما يأتي سوف يتم بيان بعض من السنن الواردة عن الرّسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي كما يأتي:[8]

  • إخراج زكاة الفطر: فقد كان عليه الصلاة والسلام يخرج زكاة الفطر قبل صلاة عيد الفطر، وهي صاعٌ من تمر أو من شعير على كلّ مسلم، فقد بيّن أهل العلم أنه لا يقبل صيام المسلمون إلا بإخراجها قبل دخول وقت العيد.
  • أكل تمرات قبل الخروج لصلاة عيد الفطر: فقد ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه كان لا يخرج للعيد حتى يأكل بضع تمرات،  وكان يأكلها فرادى.
  • الخروج للصلاة مشي على الأقدام: فقد كان النبي يخرج للصلاة مشيًا ويعود من غير الطريق الذي خرج فيه، لذا يستحب على المسلم القيامب ذلك وتغيير طريق العودة.
  • تأدية صلاة العيد: وهي من أكثر الأمور المستحب فعلها يوم العيد، وهي من أعظم ما يتقرب به المسلم من الله يوم العيد، لذلك يخرج لها جميع المسلمين من رجال ونساء وكبار وصغار.
  • القيام بصلة الأرحام: فقد كان -عليه الصلاة والسلام- يصل رحمه، لذلك تعتبر صلة الأرحام من أعظم الأمور الواجبة على المسلمين، ومن الأمور المستحبة والمتعلقة بعرش الله سبحانه وتعالى.
  • غض البصر عما حرم الله سبحانه وتعالى: فقد أوصى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-  المسلمين بغض البصر عن الحرام، وعدم الاختلاط سواء في كان ذلك العيد أو في غيره.
  • إظهار البهجة والسرور على أهل البيت: ويكون ذلك بالتوسيع على أهل البيت في المأكل والمشرب واللباس،  وغير ذلك من إدخال السرور عليهم.

شاهد أيضًا: هل تجب زكاة الفطر على الفقير

هدي النبي في العيد

إنّ العيد من شعائر الإسلام الكبيرة، وعلى المسلمين إظهاره وإحياؤه، وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يحرص في حياته على صلاة العيد، فلم يتركها في عيد من الأعياد منذ شُرِعَت حتى توفي، وقد ورد في السنة النبوية الشريفة بأنّ للرسول الكريم هديٌ خاصٌ بالعيد، وهو ما يجب على المسلم اتّباعه، وفيما سأتي سوف يتم بيان هدي النبي -صلى الله عليه وسلم في العيد:[9]

  • كان من هدي رسول الله أن أول ما يفعله يوم العيد هو الاغتسال بنية يوم العيد.
  • كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يلبس أجمل الثياب لاستقبال العيد.
  • كان -عليه الصلاة والسلام- يفطر قبل صلاة عيد الفطر ببضع تمرات، لذا ينبغي على المسلم أن يفطر قبل خروجه للصلاة وإن لم يجد تمراً أفطر على غيره ولو على ماء؛ حتى يحصل له أصل السنة.
  • كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي في أرض خلاء، وليس في المسجد النبوي، فمن الأفضل في صلاة العيد أن تُصلى خارج البنيان ولا بأس لو صُليت في المساجد.
  • كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يبدأ بالصلاة دون أذان وبلا إقامة، ثمّ بعد الصلاة يبدأ بخطبة العيد.
  • كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يكبر سبع تكبيرات في الركعة الأولى وخمس في الثانية عدا الإحرام والقيام في صلاة العيد، كما كان يرفع يديه مع كل تكبيرة.
  • كان رسول الله -عليه الصلاة والسلام- يأمر النساء بالخروج ليشهدوا صلاة العيد، والاستماع للذكر وكذلك الحائض منهم، فكما ورد عن في الحديث عن أم عطية -رضي الله عنها- قالت: “أمرنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أن نخرجهن في الفطر والأضحى العواتق والحيض وذوات الخدور، فأما الحيض فيعتزلن الصلاة ويشهدن الخير ودعوة المسلمين قلت يا رسول الله إحدانا لا يكون لها جلباب قال لتلبسها أختها من جلبابها”[10].
  • كان رسول الله -عليه الصلاة والسلام- يفتتح خطبة العيد بالحمد لله، ثمّ يعظ المسلمين ويوصيهم، ويأمرهم وينهاهم، فقد جاء عَنْ أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قَالَ : “أنّ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- كانَ يَخْرُجُ يَومَ الفِطْرِ والأضْحَى إلى المُصَلَّى، فأوَّلُ شيءٍ يَبْدَأُ به الصَّلَاةُ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ، فَيَقُومُ مُقَابِلَ النَّاسِ، والنَّاسُ جُلُوسٌ علَى صُفُوفِهِمْ فَيَعِظُهُمْ، ويُوصِيهِمْ، ويَأْمُرُهُمْ”[11].

وصايا الرسول في العيد

أوصى النبي -صلى الله عليه وسلم- صحابته الكرام -رضوان الله عليهم- والمسلمين أجمع بعض من الوصايا المهمة في العيد، وذلك لما لها دور عظيم في رفعة المسلم في الدنيا والآخرة، ومن أبرز هذه الوصايا التي جاءت في الأحاديث الشريفة ما يأتي:[12]

  • إظهار الفرح والسرور: يُعتبر يوم العيد بأنه يوم فرح وسرور، ومن أفضل صفات المسلم أن يقوم بهذا اليوم بإدخال البهجة والفرحة والسرور على الأحباء من العائلة والجيران، فقد ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ” أَحَبُّ الناسِ إلى اللهِ أنفعُهم للناسِ ، وأَحَبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سرورٌ تُدخِلُه على مسلمٍ”[13].
  • تأدية زكاة المال: إنّ زكاة المال من أعظم الطاعات والعبادات لأنها ركن من أركان الإسلام الخمسة، وهي فريضة في الإسلام على كل من توافرت فيهم شروط وجوب الزكاة، ومن الأفضل أن يؤديها المسلم في العيد، فقد رُوي عن ابن أبي عاصم عن عَلْقمَةَ رضي الله عنه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال للناس حين أسلموا: “إنَّ من تمامِ إسلامِكم أن تُؤدُّوا زكاةَ أموالِكم”[14].
  • الإكثار من ذكر الله تعالى: حيثُ إنّ ذكر الله -سبحانه وتعالى- من خير الأعمال وأزكاها، فهي تساهم في التقرب إلى الله تعالى ونيل رضاه، والفوز بمغفرته، لما روى مسلم عن أَبي موسى الأشعري رضي الله عنه، قوله: “كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، يَسِيرُ في طَرِيقِ مَكَّةَ فَمَرَّ علَى جَبَلٍ يُقَالُ له جُمْدَانُ، فَقالَ: سِيرُوا هذا جُمْدَانُ سَبَقَ المُفَرِّدُونَ قالوا: وَما المُفَرِّدُونَ؟ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: الذَّاكِرُونَ اللَّهَ كَثِيرًا، وَالذَّاكِرَاتُ”[15].

شاهد أيضًا: هل يجوز صلاة العيد في البيت وما هو حكم صلاة العيد للرجال والنساء

آيات قرآنية عن العيد 

لقد جاء في القرآن الكريم تفصيلات عظيمة عن كل شيء في هذه الحياة، ومن الآيات القرآنية التي تحدثت في شؤون العيد وفضله، حيثُ كثيرة هي الآيات القرآنية التي يُمكن للمسلم أن يحفظها عن العيد ومن بينها:

  • قوله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}[16].
  • قوله تعالى: { لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ}[17].
  • قوله تعالى: { وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ}[18].
  • قوله تعالى: { قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين* لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}[19].
  • قوله تعالى: { فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى ۚقَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ* فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ* وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ* قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ* إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ* وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ}[20].

حديث عن العيد قصير

يعتبر عيد الفطر بأنه ليس مجرد يومٍ عادي مثل باقي الأيام، بل هو يومٌ له قدسيته الخاصة، وكثيرة هي الأحاديث النبوية الشريفة التي تتكلم عن عيد الفطر المبارك وعن فضل العيد وسنن الذهاب إلى العيد، وخطبة العيد، وفيما يأتي سيتم ذكر مجموعة من الأحاديث النبوية التي تتكلم عن ذلك، ومنها:

  • عن جابر بن سمرة -رضي الله عنه- أنَّه قال: “صَلَّيْتُ مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ العِيدَيْنِ، غيرَ مَرَّةٍ وَلَا مَرَّتَيْنِ، بغيرِ أَذَانٍ وَلَا إقَامَةٍ”[21].
  • عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- أنه قال: “أَشْهَدُ علَى رَسولِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- أنه صَلَّى قَبْلَ الخُطْبَةِ، قالَ: ثُمَّ خَطَبَ، فَرَأَى أنَّهُ لَمْ يُسْمِعِ النِّسَاءَ، فأتَاهُنَّ، فَذَكَّرَهُنَّ، وَوَعَظَهُنَّ، وَأَمَرَهُنَّ بالصَّدَقَةِ، وَبِلَالٌ قَائِلٌ بثَوْبِهِ، فَجَعَلَتِ المَرْأَةُ تُلْقِي الخَاتَمَ، وَالْخُرْصَ، وَالشَّيْءَ”[22].
  • عن عبد الله بن السائب -رضي الله عنه- قال: “شَهِدْتُ معَ رسولِ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- العيدَ، فلمَّا قضَى الصَّلاةَ قالَ : إنَّا نخطُبُ، فمَن أحبَّ أن يجلِسَ للخُطبةِ فلْيجلِسْ، ومَن أحبَّ أن يُذهِبَ فليَذهَبْ”[23].
  • عن أمِّ عطية -رضي الله عنها- أنَّها قالت: “أَمَرَنَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، أَنْ نُخْرِجَهُنَّ في الفِطْرِ وَالأضْحَى، العَوَاتِقَ، وَالْحُيَّضَ، وَذَوَاتِ الخُدُورِ، فأمَّا الحُيَّضُ فَيَعْتَزِلْنَ الصَّلَاةَ، وَيَشْهَدْنَ الخَيْرَ، وَدَعْوَةَ المُسْلِمِينَ، قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، إحْدَانَا لا يَكونُ لَهَا جِلْبَابٌ، قالَ: لِتُلْبِسْهَا أُخْتُهَا مِن جِلْبَابِهَا”[24].
  • عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنها قالت: “دَخَلَ عَلَيَّ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- وعِندِي جارِيَتانِ تُغَنِّيانِ بغِناءِ بُعاثَ، فاضْطَجَعَ علَى الفِراشِ، وحَوَّلَ وجْهَهُ، ودَخَلَ أبو بَكْرٍ، فانْتَهَرَنِي وقالَ: مِزْمارَةُ الشَّيْطانِ عِنْدَ النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، فأقْبَلَ عليه رَسولُ اللَّهِ -عليه السَّلامُ- فقالَ: دَعْهُما، فَلَمَّا غَفَلَ غَمَزْتُهُما فَخَرَجَتا، وكانَ يَومَ عِيدٍ، يَلْعَبُ السُّودانُ بالدَّرَقِ والحِرابِ، فَإِمَّا سَأَلْتُ النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، وإمَّا قالَ: تَشْتَهِينَ تَنْظُرِينَ؟ فَقُلتُ: نَعَمْ، فأقامَنِي وراءَهُ، خَدِّي علَى خَدِّهِ، وهو يقولُ: دُونَكُمْ يا بَنِي أرْفِدَةَ حتَّى إذا مَلِلْتُ، قالَ: حَسْبُكِ؟ قُلتُ: نَعَمْ، قالَ: فاذْهَبِي”[25].

وبهذا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا ماذا كان يقول الرسول في عيد الفطروكيف كان هديه فيه، والذي بيّنا فيه مفهوم عيد الفطر، ثمّ أدرجنا الإجابة الصحيحة حول السؤال المطروح، وقد أرفقنا بعض من المعلومات حول هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- في العيد، ، ثمّ أدرجنا ماذا كان يفعل الرسول في عيد الفطر، كما تطرقنا من خلال مقالنا إلى بيان ماذا كان يلبس النبي صلى الله عليه وسلم في العيد، كما ختمنا المقال ببيان وصايا الرسول في العيد، ومجموعة من الآيات والأحاديث عن عيد الفطر، نرجو أن نكون قد وفقنا في الإجابة على هذا السؤال وأن نكون حملنا لكم الفائدة في هذا المقال.

المراجع

  1. ^ صحيح أبي داود، أنس بن مالك، الألباني، 1134، صحيح.
  2. ^ marefa.org، عيد الفطر، 17/04/2023
  3. ^ المغني لابن قدامة، محمد بن زياد، الإمام أحمد ، 3/294 ، إسناده جيد.
  4. ^ فتح الباري لابن حجر، جبير بن نفير ، ابن حجر العسقلاني، 2/517، إسناده حسن .
  5. ^ islamweb.net، العيد في هدي النبي صلى الله عليه وسلم
  6. ^ تخريج زاد المعاد، أبو سعيد الخدري، شعيب الأرناؤوط، 1/138، صحيح.
  7. ^ islamonline.net، ماهو هدي النبي صلى الله عليه وسلم في العيد، 17/04/2023
  8. ^ shamela.ws، كتاب الجامع لأحكام الصلاة - محمود عويضة، 17/04/2023
  9. ^ islamqa.info، هديه صلى الله عليه وسلم في صلاة العيدين، 17/04/2023
  10. ^ صحيح مسلم ، أم عطية نسيبة بنت كعب ، مسلم ، 883، صحيح.
  11. ^ صحيح البخاري، أبو سعيد الخدري، البخاري ، 956، صحيح.
  12. ^ alukah.net، خطبة عيد الفطر: وصايا جامعة، 17/04/2023
  13. ^ صحيح الترغيب ، عبدالله بن عمر، الألباني، 2623، حسن لغيره .
  14. ^ السلسلة الصحيحة، علقمة بن ناجية الخزاعي، الألباني، 3232، إسناده حسن .
  15. ^ صحيح مسلم ، أبو هريرة، مسلم، 2676، صحيح.
  16. ^ سورة البقرة ، الآية 285
  17. ^ سورة الحج، الآية 28
  18. ^ سورة الحج ، الآية 34
  19. ^ سورة الأنعام ، الآية 158
  20. ^ سورة الصافات ، الآية 102-107
  21. ^ صحيح مسلم ، جابر بن سمرة ، مسلم، 887، حديث صحيح.
  22. ^ صحيح مسلم، عبد الله بن عباس، مسلم ، 884، صحيح.
  23. ^ سنن أبي داود، عبدالله بن السائب، أبو داود، 1155، هذا مرسل عن عطاء.
  24. ^ صحيح مسلم، أم عطية نسيبة بنت كعب، مسلم، 883، حديث صحيح.
  25. ^ صحيح البخاري، عائشة أم المؤمنين، البخاري 949، صحيح.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *