ماذا يدور في جلسة الصلح وما هي أسباب فشل جلسة الصلح بين الزوجين

ماذا يدور في جلسة الصلح وما هي أسباب فشل جلسة الصلح بين الزوجين يحرص كثير من الناس على التعرف عليها خصوصًا من الذين يخوضون حادثة الطلاق ويصلون في النهاية إلى المحاكم من أجل إثبات الطلاق بين الزوجين، وعند ذلك لا بدَّ أن يخوضوا جلسات الصلح التي يعقدها القاضي لمحاولة التوفيق بين الزوجين، وسوف نتعرف في هذا المقال على جلسة الصلح بين الزوجين وعلى ماذا يقال في جلسة الصلح وما هي أسئلة القاضي في جلسة الصلح، بالإضافة إلى أسباب فشل جلسة الصلح بين الزوجين.

ما هي جلسة الصلح بين الزوجين

يشير مفهوم جلسة الصلح بين الزوجين إلى الجلسات التي تقعد في المحاكم الشرعية أو في محاكم الأسرة والأحوال الشخصية من أجل البحث في المشاكل التي أدت إلى الطلاق بين الزوجين، ويتم في هذه الجلسات البحث في أسباب الطلاق ومحاولة تجاوز هذه المشاكل وإيجاد الحلول المناسبة إن أمكن ذلك، ويحضر في جلسة الصلح القاضي وكل من الزوجين ومحامي كل منهما، بالإضافة إلى محاميين حياديين شرعيين، وخلال جلسة الصلح يحاول القاضي إيجاد الحلول للمشاكل التي أوصلت الزوجين إلى الطلاق على اختلاف نوع الطلاق، ويعمل المحاميان الشرعيان على تقديم التقرير الذي يتناول الحالة للقاضي الشرعي إمَّا بضرورة استكمال القيام بإجراءات الطلاق أو بالوصول إلى الحلول المناسبة التي تضمن استمرار العلاقة الزوجية بين الطرفين، وفي بعض الحالات يتم في جلسة الصلح تهدئة كل من الطرفين لتخفيف المطالب والاتفاق على الحضانة والنفقة وما إلى هنالك في حال حدوث الطلاق.^[1]

شاهد أيضًا: هل يجوز رجوع الزوجين بعد الخلع

ماذا يدور في جلسة الصلح

كثيرًا ما تحدث مشاكل بين الزوجين ويطلب أحدهما الطلاق، ولكن في المحكمة لا يتم البت في الطلاق فورًا، بل يعقد القاضي جلسة صلح من أجل محاولة الإصلاح بين الزوجين، وثنيهما عن هذا القرار الذي يؤدي إلى تدمير العائلة وتفكك الأسرة، ولا بدَّ في جلسة الصلح أن تستمع جميع الأطراف للزوجين ولوجهة نظر كل منهما من أجل التوصل إلى اتفاق وتفاهم أو صلح بينهما، وفيما يأتي سوف يتم إدراج النقاط التي توضح ماذا يدور في جلسة الصلح بين الزوجين:

• يجري في جلسة الصلح معاينة وفحص المشكلة التي أدت إلى الوصول إلى الطلاق من عدة وجوه من أجل الإحاطة بها بشكل كامل.
• الاستماع إلى الزوج والزوجة ومعرفة رأي كل منهما في الطلاق والمشاكل الدائرة بينهما ومدى إقبال كل منهما عليه.
• الاستماع إلى القاضي والمختصين ونصائحهما حول العلاقة الزوجية وآثار الطلاق في محاولة الإصلاح بين الزوجين.
• البحث في الأفكار العامة والمفصلة التي يقدمها كل من الزوجين حول المشاكل الواقعة بينهما.
• تقديم العديد من الحلول والنصائح والاقتراحات التي يمكن أن تناسب الزوجين للعودة إلى الحياة الزوجية معًا.
• التعرف على مدى قابلة كل طرف للإصلاح والعيش معًا من جديد، ومدى استمرار العلاقة الزوجية بينهما أيضًا.

ما يقال عند اجتماع الزوجين بمفردهما

عند اجتماع الزوجين بمفردها حلال جلسة الصلح لا بدًّ من التحدث بصراحة والانتباه إلى بعض النقاط، وفيما يأتي سيتم التفصيل فيها:

• تحدث كل من الزوجين بصراحة عن الأسباب التي أدت إلى وقوع تلك المشاكل والتي أوصلتهما إلى اتخاذ قرار الطلاق سواء كان الزوج أو الزوجة.
• الإشارة إلى الظروف التي يعيشها الزوجان بشكل واقعي وصريح أيضًا للتعرف على الأسباب التي أدت إلى الوصول إلى هذه المرحلة.
• تجنب الكلام المستفز والمسيء والالتزام بالاحترام والأدب، وعدم توجيه كلام يمس كرامة أي طرف.
• البحث قدر الإمكان في إمكانية إيجاد الحلول المناسبة لجميع المشاكل الناشبة بين الزوجين، وما مدى استمرار العلاقة الزوجية مرة أخرى.

شاهد أيضًا: أسئلة القاضي عند الطلاق ، كيف يتم الطلاق في المحكمة؟

ما يقال عند اجتماع الزوجين بحضور الأهل

يلعب الأهل دورًا كبيرًا في بعض الأحيان من أجل حل النزاع بين الزوجين، وخصوصًا إذا وجد من الأهل أشخاض عقلاء، وفيما يأتي أهم ما يجب أن يحصل في جلسة الصلح بحضور الأهل:

• يجب المحافظة على الهدوء سواء بالنسبة للزوج أو الزوجة وعدم التحدب بصوت مرتفع.
• عدم الخوض في النقاش بين الطرفين والانتباه إلى أنَّ الغاية هي الإصلاح بينهما فقط.
• توبيخ أهل الزوجة لابنته وتوبيخ أهل الزوج لولدهم حتى يتراجع كل منهما ويعترف بأخطائه.
• تجنب إلقاء اللوم على الزوج أو الزوجة بمفرده دون الآخر، بل إلقاء اللوم على الطرفين معًا.

ما يقال عند اجتماع الزوجين في جلسة الصلح

يتولى القاضي والمختصون معه في جلسة الصلح مسؤولية النقاش وطرح الأسئلة ومحاولة الإصلاح بينهما، وفيما يأتي الكلام الذي يقال عند اجتماع الزوجين في جلسة الصلح:

• البحث بشكل مفضل في أسباب التي أوصلت إلى الطلاق ومناقشتها مع الزوجين بصراحة.
• التعرف على مدى قابلية كل من الزوجين والرغبة في الوصول إلى حل للمشكلة.
• يجب الاستماع إلى كل طرف لمعرفة رأيه ووجهة نظره وتكوين فكرة عامة وتفصيلية عن المشاكل الواقعة بينهما.
• تقديم النصائح لكل طرف وللطرفين معًا من أجل تجاوز المشاكل والتفصيل في الحلول المناسبة.

أسئلة القاضي في جلسة الصلح

يحاول القاضي في جلسة الصلح وبعض المختصين إصلاح العلاقة بين الزوجين وتقديم بعض النصائح للزوجين وتوضيح مخاطر الطلاق وآثاره على الأولاد والأسرة والمجتمع، وبأن الطلاق أبغض الحلال إلى الله تعالى، وإذا أصر الزوجان على الطلاق يطرح القاضي بعض الأسئلة عليهما حتى يتمكن بعد ذلك من توجيه الحديث المناسب، وفيما يأتي أهم الأسئلة التي يسألها القاضي في جلسة الصلح بين الزوجين:

• ما هي الأسباب الأساسية التي دفعت أحد الزوجين لطلب الطلاق والإصرار عليه سواء كان الزوج أو الزوجة؟
• هل أنجبتما أطفالًا من قبل، وكم ولدًا لديكما، وما هي أعمار أبنائكم جميعًا بالتفصيل؟
• هل يمكن أن يقبل الزوج والزوجة بدخول طرف ثالث من طرف الأهل يشرف على عملية الصلح، إذا لم يكن هذا قد جرى بينهما قبل ذلك ولم يتدخل أحد من المقربين لحل النزاعات؟
• هل توجد طريقة يمكن أن يتجاوز فيها الزوجان الخلافات، ويمكن من خلالها حل جميع المشاكل ومنح الحياة الزوجية فرصة أخرى والتراجع عن قرار الطلاق؟

عدم حضور الزوج في جلسة الصلح

إنَّ حضور جلسة الصلح إلزامي على كل من الزوج والزوجة، ولا يحق لأي طرف منهما أن يتغيب عن حضور جلسة الصلح، وقد يتعرض الطرف الذي لا يحضر جلسة الصلح إلى العديد من المشاكل، وقد أشارة وزارة العدل عن قوانين صارمة تفرض عقوبات على الزوج أو الزوجة في حال عدم حضور جلسة الصلح بين الزوجين، وذلك لأنَّ الحضور حق لكل منهما من أجل الدفاع عن موقفه، وقد يتم فرض غرامة مالية على الشخص المدعي المتغيب عن الجلسة لأنه يضيع وقت القضاء في المحكمة.

كم جلسة صلح في الطلاق

يتم تحديد جلسة الصلح من قبل القاضي، وغالبًا ما يحدد القاضي جلسة صلح واحدة من أجل محاولة الإصلاح بين الزوجين، وتكون كما سبق بحضور القاضي ومحامي لكل طرف بالإضافة إلى محاميين شرعيين محايديين، ويتم تحديد طول جلسة الصلح بنحو نصف ساعة فقط، وخلال هذا الوقت وهذه الجلسة يتم التوصل إلى القرار النهائي بين الزوجين إما بالطلاق أو بالعودة إلى عش الزوجية معًا.

أسباب فشل جلسة الصلح بين الزوجين

توجد أسباب عديدة تؤدي إلى فشل جلسة الصلح بين الزوجين، وذلك بسبب المشاكل الكبيرة الواقعة بين الزوجين والتي يجدان أنَّ جميع الحلول لن تجدي نفعًا فيها، ولذلك يكون الزوج والزوجة قد وصلا إلى مرحلة صعبة لا رجوع فيها، وفيما يأتي سيتم إدراج أهم الأسباب التي تؤدي إلى فشل جلسة الصلح بين الزوجين:

• غياب الحب والرحمة والمودة والاحترام من بين الزوجين بسبب طول العلاقة بينهما وكثرة المشاكل واستمرار العيش في جو من التشنج والمشاكل لفترات طويلة.
• انعدام أسلوب الحوار والتفاهم بين الزوجين وانسداد أية فجوة قد يتمكن من خلالها القاضي خلق جو من التفاهم بينهما مرة أخرى.
• عدم اعتراف الزوجين بأخطائهما، حيث يعمد كل طرف إلى التكبر والترفع عن الطرف الآخر وعدم النظر إلى نفسه بأنه جزء من المشاكل الواقعة بينهما.
• في بعض الأحيان يكون بعض أعضاء لجنة جلسة الصلح منحازين إلى أحد الأطراف، وذلك من أجل منع حدوث الصلح بين الزوجين، وذلك بسبب تلقي رشوة من أحد الأطراف.
• الاستعجال في عقد جلسة الصلح بين الزوجين حيث يكون الحقد والغضب متأججًا بينهما، ولن تكون القلوب قد رقَّت في هذه الحالة.
• يكون أحيانًا تأخير موعد عقد جلسة الصلح بين الزوجين سببًا لفشل هذه الجلسة، لأنَّ ذلك يؤدي إلى زيادة المشاكل وتفاقهما بين الزوجين.

شاهد أيضًا: ما هو الطلاق البائن ، أنواع الطلاق البائن في الإسلام

حالات لا تحتاج إلى جلسة صلح بين الزوجين

إنَّ جلسة الصلح بين الزوجين لا تصلح لجميع حالات الطلاق، إذ أنَّه بعض حالات الطلاق لا تحتاج إلى جلسة صلح بين الزوجين، حيث أنَّه في هذه الحالات تقضي المحكمة بالطلاق فورًا دون عقد جلسة صلح ودون العمل على التوفيق بين الزوجين، وفيما يأتي سيتم إدراج أهم الحالات التي لا تحتاج إلى جلسة صلح بين الزوجين:

• عجز الزوج التام عن دفع نفقات الزوجة والأولاد، عند ذلك تتوجه المحكمة إلى العمل على إستكمال إجراءات الطلاق دون محاولة الإصلاح بين الزوجين.
• إنَّ غياب الزوج عن البيت لأكثر من عام كامل وانقطاع أخباره عن الزوجة يؤدي إلى استكمال إجراءات الطلاق.
• هجر الزوجين بعضهما وامتناعهما عن الجماع والعلاقة الحميمة فيما بينهما.
• إذا وجد في أحد الزوجين مرض من الأمراض التي تمنع استمرار العلاقة سواء كان المرض عقليًا أو بدنيًا.
• الردة عن الإسلام، حيث أنَّ الردة تؤدي إلى فسخ عقد الزواج فورًا ولا تحتاج إلى جلسة صلح.

كيف يتم الطلاق في المحكمة

يتم في كثير من الأحيان عقد اتفاق بين الزوجين على الطلاق، وفي هذه الحالة يمكن متابعة إجراء الطلاق دون تدخل المحكمة ودون أن يضطر الزوجان للحصول على موافقة من القاضي لمتابعة إجراء الطلاق، وفي بعض الحالات قد ترغب الزوجة بالطلاق دون رغبة من الزوج في ذلك، وهنا الأمر يتطلب الحصول على حكم الطلاق من المحكمة بسبب الضرر أو استحكام الخلاف، ويجب على الزوجة أن تقدم إثباتات تؤكد من خلالها سوء عشرة الزوج والأذى والضرر الجسدي والنفسي الذي سببه لها، وفيما يأتي سيتم إدراج بعض النقاط التي توضح كيف يتم الطلاق في المحكمة:

• إن الخطوة الأولى في إجراءات الطلاق في المحكمة هي تقديم طلب الطلاق من قبل الزوجة.
• يجري بعد ذلك تحديد أول جلسة الطلاق في المحكمة، وفي البداية كما سبق يحاول القاضي حل الأمور من خلال جلسة الصلح والتوسط بين الزوجين وتقديم النصح لكل منهما من أجل المحافظة على الأسرة والتراجع عن الطلاق.
• إذا كان لدى الزوجين أولاد تطلب المحكمة من كل منهما حكمًا من قبل الأهل ينوب عن كل منهما حتى يتمكننا من حل الخلافات بينهما، وذلك بناء على ما أشار إليه سبحانه وتعالى في القرآن الكريم، إذ قال جلَّ من قائل: “وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا”.^[2]
• إذا لم يجري حل الخلافات بين الزوجين  ولم يتم الوصول إلى اتفاق من أجل المحافظة على الزواج يجري استخراج شهاده من مكتب التسوية من أجل رفع دعوى طلاق الخلع التي تقدمها الزوجة.
• تمنح المحكمة الطلاق للزوجة في نهاية الأمر، كما تحصل الزوجة على كافة حقوقها إذا أثبتت الضرر الذي لحق بها من الزوج، ولكن أحيانًا يرفض القاضي دعوى طلاق للضرر بسبب عدم ثبوت الضرر والأذى، ولذلك تلجأ المرأة إلى خلع الزوج والتنازل عن جميع حقوقها للحصول على الطلاق.

حقوق الزوجة عند الطلاق

إذا طلبت الزوجة طلاق الخلع فإنها تتنازل عن حقوقها كافة مقابل الحصول على الطلاق، وأما إذا طلقها زوجها أو حصلت على طلاق الضرر وأثبتت للقاضي ذلك الضرر سواء كان نفسيًا أو بدنيًا فإنها تحصل على حقوقها كاملة، ولا تختلف حقوق المطلقة سواء كان  الطلاق غيابيًا إو إذا كان الطلاق حضوريًا، حيث تحتفظ بالحقوق نفسها، فإذا كان الطلاق طلاقًا رجعيًا تحتفظ المرأة بحقوقها في الطلاق الرجعي، وإما إذا كان الطلاق طلاق بائن بينون كبرى، فإنَّ حقوق المرأة في الطلاق البائن بينونة كبرى، وفيما يأتي سيتم إدراج حقوق الزوجة بعد الطلاق في الإسلام:

• تحصل المرأة المطلقة من زوجها على المهر المثبت في عقد الزواج كاملًا دون نقصان، وإذا كانت الزوجة قد أخذت المقدم أو جزءًا من المهر قبل الطلاق، فيجب أن يدفع لها الزوج المؤخر أو الجزء المتبقي من المهر.، وإذا لم يكن قد دفع منه شيئًا يجب عليه أن يدفع لها الصداق كاملًا.
• يحق للمرأة المطلقة أن تحصل على نفقة العدة ونفقة السكن كاملة  إذا كان الطلاق رجعيًا أو إذا  ما كانت حاملًا في الطلاق البائن بينونة كبرى حتى تضع حملها.
• تستحق الزوجة أن تحصل على نفقة حضانة الأولاد إذا تولت حضانة الأولاد بعد الزواج، بالإضافة إلى نفقة الأولاد كاملة بما فيها نفقة العلاج والتعليم والملابس والطعام وما إلى هنالك من نفقات أخرى.
• تأخذ المرأة سكن لها ولأبنائها في حال وجود أولاد، ويمكن أن تحصل على بدل أجرة سكن إذا لم يستطع الزوج تأمين السكن.
• تأخذ أيضًا أجر بدل حضانة الأطفال وأجر إرضاع الأطفال إن كان لديها طفل رضيع بعد الطلاق.
• تأخذ جميع أغراضها الخاصة والمملوكة لها من منزل زوجها، كما تأخذ الذهب أو المصاغ الخاص بها، ويجب على الزوج أن يرد لها أيَّ شيء كان قد أخذه منها قبل الطلاق.

في ختام مقال ماذا يدور في جلسة الصلح وما هي أسباب فشل جلسة الصلح بين الزوجين تعرفنا على جلسة الصلح بين الزوجين، وعلى ماذا يقال في جلسات الصلح بين الزوجين والقاضي، كما تعرفنا على أسباب فشل جلسة الصلح بين الزوجين، وعلى الحالات التي لا تحتاج إلى جلسات صلح وغير ذلك.