ماذا يفعل الزوج إذا امتنعت عنه زوجته ورفضت الاقتراب منه في الفراش

ماذا يفعل الزوج إذا امتنعت عنه زوجته ورفضت الاقتراب منه في الفراش، فقد يواجه الإنسان عدة مشاكل ومصاعب في حياته، ولكل مشكلة سبب معين لابد من التعرف عليه من أجل إيجاد حل للمشكلة، وفي حال قامت الزوجة برفض زوجها والامتناع عن منحه حقوقه فلابد من وجود سبب يمنعها عنه، وعبر هذا المقال سيتم الحديث عن بعض النصائح التي يمكن للزوج القيام بها في حال امتنعت عنه زوجته.

حق الزوج على المرأة في الدين الإسلامي

إن للزوج حقوق كثيرة على الزوجة كما للزوجة لها حقوق كثيرة على زوجها، فمن واجب الزوجة أن تحترم زوجها وتطيعه، ولا يجب أن ترفضه إذا كان يرغب بالجماع، ويجب عليها خدمته إذا كانت قادرة على ذلك، بالإضافة إلى عدم قيامها بالخروج من البيت، وغيرها من الأمور التي لا توجد فيها معصية لله سبحانه وتعالى، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا دَعا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إلى فِراشِهِ، فأبَتْ أنْ تَجِيءَ، لَعَنَتْها المَلائِكَةُ حتَّى تُصْبِحَ”،^[1] لذلك يجب على الزوجة طاعة زوجها فيما يرضي الله تعالى وليس في عصيانه ومخالفة أمره عز وجل، والله تعالى أعلم، وقد بيّن ذلك الإمام ابن باز رحمه الله في فتواه:^[2]

الواجب على الزوجة طاعة زوجها في المعروف، وعدم عصيانه في الجماع، والخدمة إذا كانت من أهل الخدمة، وفي عدم خروجها من بيتها، وفي غير ذلك من الأمور التي ليس فيها معصية، حق عليها أن تسمع وتطيع لزوجها، وهكذا الزوج عليه أن يعاشرها بالمعروف، ويتقي الله، ولا يظلمها، لا في قوله، ولا في عمله،  يعني: كما أن عليهن العشرة بالمعروف فلهن أيضًا لهن العشرة بالمعروف، فهو عليه أن يعاشرها بالمعروف، بالكلام الطيب، والسيرة الحميدة، والنفقة المناسبة التي تجب على مثله، وعليها هي السمع والطاعة في المعروف، وأن تجيبه إلى حاجته، وأن تقوم بخدمته في بيته، وأن تحذر معصيته في خروج، أو غيره، وإذا قام كل واحد بما يجب عليه؛ استقامت الأحوال، واستمرت العشرة الطيبة، وإذا كان كل واحد يريد الحق لنفسه، ولا يؤدي ما عليه؛ فسدت الحال، وأدى ذلك إلى الطلاق.

شاهد أيضًا: حكم الزوجة تريد الطلاق والزوج لا يريد

ماذا يفعل الزوج إذا امتنعت عنه زوجته

إن قيام الزوجة بالامتناع عن زوجها ورفض طلبه وأمره يعد من النشوز، مما يجعل الزوج له الحق في القيام بالعضل عليها إلى أن تختلع منه وتمنحه ما منحها من مهر وما يشبهه، قال أبو جعفر رحمه الله عز وجل: “ولا يحل لكم أيها الذين آمنوا أن تعضلوا نساءكم فتضيقوا عليهن وتمنعوهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن من صدقاتكم (المهر) إلا أن يأتين بفاحشة من زنا أو بذاء عليكم وخلاف لكم فيما يجب عليهن لكم… فيحل لكم حينئذ عضلهن والتضييق عليهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن من صداق إن هن افتدين منكم به”، وذلك عند تفسير قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا ۖ وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ ۚ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا}،^[3] والأحرى للزوجة أن تطيع زوجها بالمعروف، وأن تمكنه من نفسها، والله ورسوله أعلم.^[4]

شاهد أيضًا: حكم امتناع الزوجة عن زوجها بسبب التعب والارهاق

حكم رفض الزوجة للجماع بسبب النعاس

إن تلبية المرأة لزوجها في الجماع أمر شرعي لا يمكن النهي عنه، حتى لو كان بسبب الإرهاق أو النعاس، فلا تستطيع رفض زوجها من أجل الجماع، فقد ذكر في عقابها الشديد في حال رفضت زوجها في الجماع لعدم وجود عذر شرعي يبيح لها رفضه، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “إِذَا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إلى فِرَاشِهِ فأبَتْ فَبَاتَ غَضْبَانَ عَلَيْهَا لَعَنَتْهَا المَلَائِكَةُ حتَّى تُصْبِحَ”،^[5] لذلك فالنعاس ليس أمرًا يسوغ للمرأة رفض زوجها في الجماع، في حال لم يحصل من ذلك ضرر أو مشقة على الزوجة، كذلك لابد من وجود التفاهم والمراعاة بين الزوجين، والله تعالى أعلم.^[6]

شاهد أيضًا: حكم بقاء الزوجة في بيتها بعد الطلاق البائن

أسباب ابتعاد الزوجة عن زوجها في الفراش

إن امتناع الزوجة عن زوجها له أسباب كثيرة متعلقة بالزوجين، فهو حق شرعي لكليهما وامتناع أحدهما عن الآخر يستوجب التعرف على سبب ذلك الامتناع، وفيما يأتي عدة أسباب لحدوث هذا الأمر:^[7]

• مشاكل نفسية تجاه الجماع عند الزوجة، مثل اقتناعها بنظرة خاطئة عن الجماع، كاعتقادها بأنه فعل قذر، ولا يصح القيام به وغير ذلك من الأمور.
• تواجد بعض الالتهابات أو الآلام في الجهاز التناسلي عندها، ويجب الذهاب إلى طبيب نسائي حينها.
• عدم اعتناء الزوج بنظافته الشخصية، فتبتعد الزوجة عنه لخروج رائحة غير محببة من جسده، أو لأنه ضخم ووزنه ثقيل، كل ذلك يؤثر على نفسية الزوجة.
• تخطي بعض المراحل المهمة في الجماع، كالمداعبة في بداية الجماع لفترة من الوقت تصل إلى ربع ساعة، والاهتمام بالغزل والقبلات، مما يؤدي إلى انعدام الاستعداد النفسي لدى الزوجة.
• سرعة القذف لدى الزوج أو وجود ضعف في انتصاب عضوه، وبعض المشاكل النفسية بين الزوجين.

شاهد أيضًا: حقوق الزوجة بعد الطلاق الغيابي وحكمه في الإسلام

علاج امتناع الزوجة عن زوجها

يجب على كلا الزوجين أن يعاشر الآخر بالمعروف، قال الله عز وجل:{وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ ۚ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَٰلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا ۚ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}،^[8] فالله سبحانه وتعالى أمر بالمعروف في المعاشرة والعلاقة ما بين الزوج وزوجته، قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا ۖ وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ ۚ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا}،^[3] لذلك يجب على كليهما بر بعضهما البعض والتعاون علل التقوى من خلال الفعل الطيب والكلام الطيب، والله تعالى أعلم.^[9]

شاهد أيضًا: ترك الأولاد للزوج بعد الطلاق ، حكم الأم التي تركت أولادها بعد الطلاق‌

هل يجوز ايقاظ الزوجة من النوم للجماع

إن حق الزوج في القيام بالاستمتاع بزوجته كيفما أراد حق مؤكد، ولا يجوز للزوجة عصيانه في الجماع إلا لوجود عذر شرعي أو مرض معين أو الصيام الواجب عليها أو دخولها في فترة الحيض، أو لوجود ضرر يؤذيها عند الجماع، حيث قال الشيخ مرعي الكرمي: “وللزوج أن يستمتع بزوجته كل وقت، على أي صفة كانت، ما لم يضرها، أو يشغلها عن الفرائض”، وعند امتناع الزوجة عن زوجها في الفراش فهي تعد عاصية وناشز، ومن حق الزوج حينها إجبارها على الجماع، والله ورسوله أعلم.^[10]

شاهد أيضًا: هل ضرب الزوجة يوجب الطلاق ، هل تسامح الزوجة زوجها إذا ضربها

متى ينفر الزوج من زوجته

قد يحدث في بعض الأحيان ابتعاد الزوج عن زوجته ونفوره منها، ولابد من تواجد سبب معين لذلك، وفيما يأتي عدة أسباب لهذا الأمر:^[11]

• وجود ضعف في الانتصاب عنده أو سرعة في القذف، أو تفكيره في فشل العلاقة الزوجية مع زوجته.
• تسلط وسيطرة الزوجة وفقد الرجل للإحساس بذاته في البيت، عندها يلجأ الرجل للنفور ومعاقبته لزوجته.
• عدم التنويع والتغيير في أنماط العلاقة الجنسية معه، بحيث تستقبل الزوجة المداعبة منه فقط دون مشاركته ومداعبته.
• حاجة الزوجة لحمية من أجل التخفيف من وزنها الزائد.

وبهذا نصل لختام مقال ماذا يفعل الزوج إذا امتنعت عنه زوجته، حيث تم تقديم العديد من المعلومات حول حقوق الزوج على زوجته، وتم ذكر بعض النصائح التي يمكن للزوج القيام بها عندما تمتنع عنه زوجته، وتم وضع الأسباب التي تؤدي لابتعاد الزوجة عن زوجها.