حقوق الزوجة بعد الطلاق الغيابي وحكمه في الإسلام

حقوق الزوجة بعد الطلاق الغيابي وحكمه في الإسلام
حقوق الزوجة بعد الطلاق الغيابي

حقوق الزوجة بعد الطلاق الغيابي وحكمه في الإسلام، من المعلومات التي يجب الاطلاع عليها قبل الإقدام على هذه الخطوة، حيث يعتقد بعض الرجال أنَّ المرأة قد لا تأخذ كثيرًا من الحقوق من خلال الطلاق الغيابي، ويجهل كثيرون أحكام الطلاق الغيابي في الإسلام، سواء بالنسبة لمشروعيته أو حقوق المرأة وغير ذلك، وسوف نقدم في هذا المقال معلومات عن الطلاق الغيابي وحكم الطلاق الغيابي في الإسلام، بالإضافة إلى حقوق المرأة بعد الطلاق الغيابي، وحقوق المرأة بعد طلاق الخلع وعند الطلاق بالتراضي وغيرها من التفاصيل والأحكام القريبة.

تعريف الطلاق الغيابي

إنَّ الطلاق الغيابي هو أحد أنواع الطلاق في الإسلام، وهو الطلاق الذي يقع على الزوجة من قبَل الزوج دون علم زوجته وبإرادته فقط، ومن دون رضا الزوجة أيضًا، ويعرَف الطلاق في الإسلام بأنَّه حلُّ عقد الزواج أو النكاح والرابط الذي كان بين الزوج والزوجة، فقط شرع الله تعالى الطلاق كوسيلة علاج أخيرة لمشاكل الزوجين التي قد تقع ولا تنفع معها الحلول الأخرى، والله تعالى يقول في كتابه العزيز: “الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ ۖ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ۗ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَن يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا ۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ”،[1] ويتميز الطلاق الغيابي بأنَّ الرجل يطلق زوجته دون علمها ودون رضاها ودون مواجهتها أيضًا، ويمكن أن يحصل بلفظ صريح أو كناية مثل الطلاق العادي، كما يمكن أن يرسل الزوج شخصًا يكلِّفه بتبليغ الطلاق، أو عن طريق المحكمة أو يرسل لها رسالة كتابة بخبرها بوقوع الطلاق، ويعتبر الطلاق عبر وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة تحت غطاء الطلاق الغيابي، مثل البريد الإلكتروني أو عبر فيس بوك وغيرها، ويشترط النية المؤكدة على إيقاع الطلاق من قبل الزوج.[2]

شاهد أيضًا: مستحقات الزوجة بعد الطلاق ، حقوق المرأة بعد الطلاق في الإسلام

حقوق الزوجة بعد الطلاق الغيابي

لا تختلف حقوق المرأة في الطلاق الغيابي عن حقوقها في الطلاق الحضوري، إذ تحتفظ بذات الحقوق، فإذا كان الطلاق رجعيًا تحتفظ المرأة بحقوقها في الطلاق الرجعي سواء كان الطلاق غيابيًا أو حضوريًا، وإذا كان الطلاق بائن بينون كبرى، فإنَّ حقوق المرأة في الطلاق البائن بينونة كبرى هي نفسها سواء كان حضوريًا أو غيابيًا، وبالتالي فإنَّ المرأة المطلقة غيابيًا تحصل هي وأبناؤها على جميع الحقوق المفروضة لهم، وفيما يأتي سيتم إدراج حقوق الزوجة بعد الطلاق الغيابي:[3]

  • تحصل المرأة المطلقة غيابيًا على المهر كاملًا من الزوج، فإذا كانت قد أخذت المقدم، فيجب أن يدفع لها الزوج المؤخر، وإذا لم يكن قد دفع منه شيئًا يجب عليه أن يدفع لها مقدم الصداق ومؤخره كاملًا.
  • تحصل المرأة على نفقة العدة ونفقة السكن إذا كان الطلاق رجعيًا أو إذا كانت حاملًا في الطلاق البائن بينونة كبرى حتى تضع الحمل.
  • تحصل الزوجة على نفقة حضانة الأولاد ومصروفاتهم كاملة بما فيها نفقة العلاج والتعليم والملابس والطعام وما إلى هنالك من نفقات.
  • نفقة سكن لها ولأبنائها في حال وجودهم، كما أنَّ لها أجر بدل حضانة الأطفال وإرضاع الأطفال إن وجد لديها طفل رضيع.
  • لها الحق في أن تأخذ جميع أغراضها الخاصة من المنزل، وتأخذ الذهب الخاص بها، ويجب على الزوج أن يرد لها أيَّ شيء كان قد أخذه منها لأنه حق لها.

حكم الطلاق الغيابي ومشروعيته في الإسلام

إنَّ الطلاق الغيابي دون علم الزوجة ودون رضاها من أنواع الطلاق المشروعة في الإسلام، إذ أنَّ الطلاق يقع بمجرد أن يتلفظ به الرجل كون العصمة بيده وموضوع الطلاق منوط به، وثبت ذلك في الحديث الصحيح عن خالد بن الوليد رضي الله عنه قال: “حدَّثتْني فاطمةُ بنتُ قيسٍ أختُ الضَّحَّاكِ بنِ قيسٍ ، أنَّ أبا عمرٍو المخزوميَّ طلَّقها ثلاثًا ، فأمرَ لها بنفقةٍ فاستقلَّتْها ، وكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعثَهُ نحو اليمنِ ، فانطلقَ خالدُ بنُ الوليدِ في نفرٍ من بني مَخزوم إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو عند ميمونةَ ، فقال : يا رسولَ اللهِ ! إنَّ أبا عمرٍو طلَّق فاطمةَ ثلاثًا ، فهل لها من نفقةٍ ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ليس لها نفقةٌ ، فأرسلَ إليها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنِ انتقِلي إلى بيتِ أمِّ شريكَ”،[4] وقد سُئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله حول رجل غاب عن زوجته مدة طويلة وطلقها ولم يخبرها بذلك، ما حكم الطلاق في هذه الحالة فأجاب: “الطلاق يقع ، وإن لم يبلغ الزوجة فإذا تلفظ الإنسان بالطلاق وقال : طلقت زوجتي ، طلقت الزوجة سواء علمت بذلك أم لم تعلم ولهذا لو فرض أن هذه الزوجة لم تعلم بهذا الطلاق إلا بعد أن حاضت ثلاث مرات فإن عدتها تكون قد انقضت مع أنها ما علمت ، وكذلك لو أن رجلاً توفي ولم تعلم زوجته بوفاته إلا بعد مضي العدة فإنه لا عدة عليها حينئذ لانتهاء عدتها بانتهاء المدة”، لذلك الطلاق الغيابي صحيح ومشروع، وإذا علمت الزوجة بعد انقضاء فترة العدة فليس عليها عدة لأنها انقضاء المدة يعتبر انتهاء لمدة العدة نفسها والله أعلم.[2]

شاهد أيضًانصيحة للزوجة التي تطلب الطلاق ، متى يجوز للمرأة أن تطلب الطلاق

هل السكن من حق الزوجة بعد الطلاق

يمكن القول بإنَّ الشقة إذا كانت ملك للزوجة أو إذا ما كان الزوج قد وهب زوجته المنزل فإنَّه يبقى لها طبعًا لأنه هذا السكن ملك لها ولا يحق لأي شخص حتى لو كان زوجها أن يأخذه منها، ولكن إذا كانت السكن للزوج ووقع الطلاق، فإنَّ حكم السكن في هذه الحالة يكون حسب حالة الطلاق والظروف المحيطة به ونوعه، وفيما يأتي سيتم توضيح متى يكون السكن من حق الزوجة بعد الطلاق في الإسلام:[5]

سكن المطلقة طلاق رجعي

إذا كانت المرأة مطلقة طلاقَا رجعيًا يحق لها أن تبقى في المنزل حتى تنتهي عدتها، لأنه في هذه الفترة يمكن للزوج أن يرجعها دون عقد ودون مهر ودون إذنها، ولا يحق لأحد أن يخرجها من السكن لا زوجها ولا أحد غيره، وقد قال تعالى في ذلك: “يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ ۖ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ ۚ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ۚ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَٰلِكَ أَمْرًا”،[6] أما إذا انتهت فترة عدتها تخرج من المنزل لأنها أصبحت بحكم المطلقة طلاق بينونة صغرى، ويحتاج الرجل عند ذلك إلى عقد جديد ومهر جديد حتى يعيدها إلى عصمته إضافة إلى إذن الولي وشهادة الشهود.

سكن البائن بينونة كبرى

إذا تطلقت المرأة طلاق بينونة كبرى، أي كانت الطلقة الثالثة ولا يحق للزوج أن يرجع فيها زوجته إلى عصمته إلا بعد أن تتزوج من رجل آخر، حسب قوله تعالى في محكم التنزيل: “فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِن بَعْدُ حَتَّىٰ تَنكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ ۗ فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يَتَرَاجَعَا إِن ظَنَّا أَن يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ ۗ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ”،[7] فإنَّ السكن في هذه الحالة ليس من حق المرأة إلا إذا كانت حاملًا، عند ذلك يجوز لها أن تبقى في المنزل حتى تضع حملها وتحصل على النفقة كاملة.

سكن المطلقة وعندها أطفال

إذا طلق الرجل زوجته وكان لديها أبناء من زوجها يحق لها أن تحصل من الزوج على مسكن خاص بها وبأطفالها، سواء كان تمليك أو أن تستأجر شقة على حساب الزوج ويفرض عليه أن يدفع نفقة السكن إلى جانب النفقات الأخرى المترتبة عليه، لأنَّ نفقات السكن في هذه من الحقوق التي يجب أن تحصل عليها الزوجة المطلقة وأبناؤها حتى يصلوا إلى سن البلوغ.

شاهد أيضًا: لماذا سميت سورة الطلاق بهذا الاسم

أضرار الطلاق الغيابي على الزوج

يرى بعض الناس في الطلاق الغيابي أثرًا سلبيًا على الزوج أو أضرارًا، إذ أنَّ الزوج في هذه الحالة يثبت للزوجة المطلقة جميع حقوقها التي يمكن أن تحصل عليها مثل نفقة العدة ونفقة المتعة والمهر كاملًا بما فيه المقدم والمؤخر ونفقة الأولاد إن وجدوا، ولكن في النهاية هذه ليست أضرار وإنما حقوق يجب أن تنالها المرأة إذا كانت تستحقها بالفعل حسب نوع الطلاق وحسب ظروف المرأة، وقد يعود الطلاق الغيابي على الزوج بأضرار عديدة مثل الطلاق عمومًا، إذ يكون له آثار سلبية على الزوج، وفيما يأتي سيتم إدراج أهم هذه آثار وأضرار الطلاق على الزوج:

  • يشعر الزوج بالقلق الشديد في كثير من الأحيان إذا ما قرر الزوج الارتباط بزوجة أخرى بسبب فشل تجربته في الزواج الأول التي خاضها مع طليقته.
  • يشعر دائمًا بانعدام الثقة بالنفس إضافة إلى الإحباط وانعدام الرغبة بالقيام بأي عمل نتيجة فشل زواجه وتدهور حياته وأسرته وانهيار نظام حياته.
  • يحدث تغير كبير في نمط حياة الرجل وأوقات خروجه وعودته إلى المنزل وفي أوقات وطبيعة تناول طعامه وغير ذلك.
  • يفتقد الزوج ما كانت توفره له الزوجة من راحة كبيرة خلال سنوات الزواج.
  • يعيش بعض الرجل بعد الطلاق معاناة كبيرة فيما يخصُّ صعوبة العودة إلى الاندماج في المجتمع مثل ما كان سابقًا.
  • يؤدي الطلاق سواء كان غيابيًا أو حضوريًا إلى تغير في طبيعة حياة الرجل حيث يصبح وحيدًا من دون شريك.
  • يعاني الرجل في كثير من الأحيان بعد الطلاق من ضائقة مادية نتيجة الأعباء الضخمة التي يتكلفها بسبب تكاليف الطلاق سواء بدفع المهر أو نفقات الزوجة والأولاد وغيرهاا.
  • يشعر الزوج بعد الطلاق بعدم استقرار وظيفي وتفكك الأسرة، إضافة إلى الضغوط الاجتماعية والأسرية التي تشكل ضغطًا وحملًا زائدًا على نفسية الرجل.

الفرق بين الطلاق الغيابي والحضوري

لا يختلف الطلاق الغيابي عن الطلاق الحضوري فيما يخص الحقوق والواجبات المترتبة على الرجل أو له في الإسلام، وكذلك بالنسبة للمرأة لا تختلف حقوقها التي تستحقها سواء كان الطلاق حضوريًا أو غيابيًا، حيث أنَّ الفرق الوحيد بين الطلاق الغيابي والطلاق الحضوري هو أنَّ الطلاق الحضوري يكون بعلم الزوجة ومعرفتها قبل وقوع الطلاق، أمَّا الطلاق الغيابي هو الطلاق الذي يقع دون علم الزوجة ودون موافقتها، وتعلم به بعد وقوعه سواء من أحد الأشخاص الذين يرسلهم الرجل لإخبارها، أو من خلال المحكمة التي ترسل لها إشعارًا بذلك بعد أن يرفع الرجل دعوى طلاق نظامية في المحكمة، أو يخبرها عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، ويعتبر الطلاق كتابة أو لفظًا حتى لو لم تسمعه المرأة واقعًا وهو طلاق نظامي ولا حرج فيه وقد ثبت ذلك في السنة النبوية الشريفة وفي قصة طلاق فاطمة بنت قيس من زوجها أبي عمرو عندما كان في اليمن، وقد أجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الطلاق.[2]

شاهد أيضًاكيف أعرف أن الطلاق خير لي ، نصائح للزوجة التي تريد الطلاق

حقوق الزوجة بعد الطلاق بالتراضي

يحصل الطلاق بالتراضي بين الزوج والزوجة مثل أي طلاق آخر في الإسلام، ويحق للمرأة أن تحصل في طلاق التراضي على حقوقها كاملة دون نقصان إذا طلقها الرجل، ولكن يحق للمرأة في طلاق بالتراضي أن تتنازل عن جزء من المهر أو النفقة أو غيرها من الحقوق المفروضة لها، وقد ورد ذلك في كتاب الله تعالى، إذ قال جلَّ من قائل في سورة النساء: “”وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً ۚ فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا”،[8] حيث يمكن أن تتنازل المرأة المطلقة عن بعض حقوقها ولا أحد يمنعها من ذلك، ولكن إذا لم تتنازل تحصل على الحقوق كاملة، وفيما يأتي سيتم إدراج حقوق الزوجة بعد الطلاق بالتراضي إذا لم تتنازل عن شيء منها:[9]

  • تحصل المرأة المطلقة عن طريق التراضي على المهر كاملًا، سواء المقدم منه والمؤخر، فإذا كات قد أخذت المقدم عند عقد الزواج، يدفع لها الزوج المؤخر عند الطلاق أيضًا.
  • تحصل الزوجة على النفقة والسكن إذا كان الطلاق رجعيًا، ويحق لها أن تبقى في منزل الزوج، ولا يجوز له أن يخرجها من المنزل وهو من حقوقها، كما أنَّ المرأة إذا كانت حاملًا يحق لها النفقة والسكن على حساب الزوج حتى تضع حملها.
  • الحصول على جميع أغراضها الشخصية الخاصة بها وممتلكاتها التي تعود إليها إضافة إلى الذهب الخاص بها، حيث يعدُّ ملك لها وإذا ما أخذ الزوج منه شيء يجب عليه أن يعيده إليها.
  • تحصل المرأة في حال وجود أطفال على أجر نفقة الأطفال كاملة لها، بالإضافة إلى نفقة الأطفال من تعليم وعلاج وملابس وطعام وشراب وغيرها من النفقات إضافة إلى نفقات السكن.

شاهد أيضًا: ما هو الطلاق البائن ، أنواع الطلاق البائن في الإسلام

حقوق الزوجة بعد الطلاق بدون أطفال

تختلف حقوق الزوجة المطلقة التي ليس لديها أطفال من زوجها الذي طلقها وذلك حسب نوع الطلاق أيضًا وحسب ظروف كل حالة طلاق، ولكنها أيضًا تأخذ العديد من الحقوق المفروضة لها إذا لم يكن هذا الطلاق طلاق خلع، إذ أنَّها تأخذ حقوقها كاملة إذا طلقها الرجل من نفسه، وفيما يأتي سيتم إدراج حقوق الزوجة بعد الطلاق بدون أطفال:[9]

  • تحصل المرأة المطلقة بدون أطفال على المهر كاملًا بما فيه المقدم والمؤخر إذا طلقها الزوج، وإذا كانت قد أخذت المهر عند كتابة عقد الزواج على الأصل في ذلكن فإنها لا تعيد للزوج أي شيء من المهر.
  • إذا كان الطلاق رجعيًا وهو دون ثلاث طلقات تحصل على النفقة والسكن، وتبقى في منزل الزوجية لأن زوجها يمكن أن يرجعها دون عقد جديد ودون مهر ودون إذنها، ولا يحق للزوج ولا لأحد أن يخرجها من منزلها، وإذا ما جامعها وهي عنده فإنَّ ذلك يعتبر بمثابة إقرار بإرجاعها.
  • أما إذا كان الطلاق بائن بينونة كبرى ليس لها نفقة ومسكن إلا إذا كانت حاملًا، فيحق لها الحصول على النفقة والسكن حتى تضع حملها، وإذا ما وضعت المولود يصبح لها حق بدل حضانة وإرضاع، وللمولود حق النفقة كاملة التي تتضمن نفقة السكن والملبس والمأكل والتعليم والعلاج وغير ذلك.
  • يحق لها أيضًا الحصول على أغراضها الخاصة والتي تثبت ملكيتها بما في ذلك الذهب الخاص بها، وإذا ما أخذ الزوج منه شيئًا يجب عليه أن يعيده إلى الزوجة.

شاهد أيضًا: كيف أعرف أن الطلاق خير لي ، نصائح للزوجة التي تريد الطلاق

حقوق الزوجة بعد طلاق الخلع

يعدُّ طلاق الخلع أحد أنواع الطلاق التي تطلب فيها المرأة الطلاق من الرجل في الشرع الإسلامي لأي سبب من الأسباب التي تُجيز للمرأة طلب الطلاق من الزوج مثل الضرر والخيانة ومشاكل النفقة وغيرها، ويجب أن تتنازل الزوجة عن كافة حقوقها وعن نفقتها كاملة حتى تحصل على طلاق الخلع، وحتى يوافق زوجها على الطلاق وحتى تحصل على حريتها، وقد ثبتت صحة ذلك في قصة تشبه طلاق الخلع في السنة النبوية، فقد ورد في الحديث الصحيح عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه: “أنَّ امْرَأَةَ ثَابِتِ بنِ قَيْسٍ أتَتِ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ، ثَابِتُ بنُ قَيْسٍ، ما أعْتِبُ عليه في خُلُقٍ ولَا دِينٍ، ولَكِنِّي أكْرَهُ الكُفْرَ في الإسْلَامِ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أتَرُدِّينَ عليه حَدِيقَتَهُ؟ قالَتْ: نَعَمْ، قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اقْبَلِ الحَدِيقَةَ وطَلِّقْهَا تَطْلِيقَةً”،[8] هذا الحديث يدلُّ على أنَّ زوجة الصحابي ثابت بن قيس رضي الله عنهما أخبرت النبي صلى الله عليه وسلم أنَّ زوجها ثابت رجل ليس فيه أي عيب لا في الدين ولا في الخلق، ولكنها لم تعد تريد العيش معه ولم تعد تطيقه، وتخشى بسبب ذلك أن لا تؤديه حقه وأن تكفر العشير، ومن أجل هذا أباح لها النبي صلى الله عليه وسلم أن تتطلق منه وتردُّ عليه الحديقة التي كان قد أعطاها إياها مهرًا، وهذا يشير إلى أنَّ المرأة يجوز لها أن تطلب طلاق الخلع وتتنازل عن كل حقوقها مقابل ذلك، ومن أهم الحقوق التي تتنازل عنها المرأة المطلقة بالخلع: مؤخر ومقدم الصداق ونفقة العدة والمتعة، ولكنَّ يبقى لها حقها في الحصول على حضانة الأطفال وعلى نفقة الأطفال كاملة من طعام وتعليم وعلاج ولباس ومسكن وغير ذلك.[9]

حكم الطلاق في الإسلام

يعتقد كثير من المسلمين أنَّ الطلاق في الإسلام مباح ومشروع على الإطلاق، ورغم أنَّ الله تعالى شرع الطلاق في كتابه العزيز، إلا أنَّ هناك حالات عديدة يأخذها الطلاق في الإسلام، إذ يكون الطلاق في بعض الأحيان محرمًا أو واجبًا أو مندوبًا أو مكروهًا أو مباحًا، وقد استند الفقهاء في تلك الحالات على ما ورد من أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيما يأتي حكم الطلاق حسب أنواع الطلاق في الإسلام:[5]

الطلاق الواجب

يكون الطلاق واجبًا في بعض الحالات، حيث أنه عندما يقسم الرجل على ألا يقترب من زوجته، ويبقى على ذلك أكثر من 4 أشهر ولا يقترب منها يجب عليه أن يطلقها، ومن الحالات أيضًا عندما يرى الحكمان اللذان تمَّ توكيلهما للإصلاح بين الزوجين من الأهل أو المعارف وجوب الطلاق كحلٍّ بين الزوجين، يجب على الزوج الطلاق، وإذا لم يلتزم بهذا الحكم يحق للقاضي أن يفرض الطلاق بينهما.

الطلاق المستحب

يكون الطلاق مستحبًا عندما تكون الزوجة مفرطة ومقصرة في طاعة الله ولا تقيم العبادات التي فرضها الله عليها كما أراد جل وعلا، وإذا لم ينفع معها النصح والوعظ، أو حال وقوع مشاكل كثيرة بين الزوجين ليتحول بقاؤهما معًا مستحيلًا، أو حال طلب الزوجة المخالعة من الزوج والإصرار عليه يكون الطلاق مستحبًا.

الطلاق المباح

يكون الطلاق مباحًا في كثير من الأحيان، ومثل هذه الحالات هي الأكثر شيوعًا بين الناس، فعندما يحتاج الزوج إلى إبعاد زوجته وفراقها بسبب سوء أخلاقها وسوء معاملتها وسوء عشرتها، أو إذا ما كان يعاني من الزوجة ومشاكلها ولا يحصل على الغايات والمقاصد المرجوة من النكاح، والعكس كذلك إذا عانت الزوجة من سوء زوجها، يكون الطلاق مباحًا.

الطلاق المكروه

يكون الطلاق مكروهًا إذا لم يكن له سبب مقنع يستحق من أجله التضحية بالعلاقة الزوجية، أي أنه لا توجد مشكلة كبيرة من أجل وقوع الطلاق وليس هناك أية عيوب في الزوجة تستحق من أجلها الطلاق، لأن ذلك يؤدي إلى إلحاق ضرر بالزوجة وأهلها، وفي ذلك ضياع وتشتت للأولاد والأسرة، وهذا منافي لمقاصد الشرع الإسلامي.

الطلاق المحرَّم

قد يكون الطلاق محرمًا عندما يطلَّق المسلم الزوجة وهي إما في فترة النفاس أو في فترة الحيض، أو إذا جامع الرجل زوجته وهي في فترة طهر، في هذه الحالة يكون الطلاق محرمًا وذلك حسب الحديث الصحيح، حيث ورد في الحديث الصحيح عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: “طَلَّقتُ امرأتي وهي حائِضٌ، فذكَرَ ذلك عُمَرُ للنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فتغَيَّظَ رَسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ثمَّ قال: مُرْه فلْيُراجِعْها حتى تحيضَ حَيضةً أُخرى مُستَقبَلةً سِوى حَيضتِها التي طَلَّقَها فيها، فإنْ بدا له أن يُطَلِّقَها فلْيُطَلِّقْها طاهِرًا مِن حَيضتِها قبل أن يَمَسَّها، فذلك الطَّلاقُ للعِدَّةِ كما أمَرَ اللهُ. وكان عبدُ اللهِ طَلَّقها تطليقةً واحِدةً، فحُسِبَت مِن طلاقِها، وراجَعَها عبدُ اللهِ كما أمَرَه رَسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم”.[6]

في ختام مقال حقوق الزوجة بعد الطلاق الغيابي وحكمه في الإسلام تمَّ إدراج تعريف الطلاق الغيابي ومشروعيته في الإسلام، كما عرفنا كيف يتم الطلاق الغيابي، وما هي حقوق الزوجة في الطلاق الغيابي، بالإضافة إلى التعرف على الفرق بين الطلاق الغيابي والحضوري، وأضرار الطلاق الغيابي على الزوج وما إلى هنالك من معلومات وتفاصيل متعلقة.

أسئلة شائعة

أسئلة شائعة
متى تسقط حقوق المطلقة غيابيا؟
تسقط حقوق الزوجة المطلقة غيابيًا إذا خرجت من بيت زوجها دون إذنه ودون سبب مقنع، وتعتبر في تلك الحالة ناشزًا، ولا يحق لها المطالبة بالنفقة، أمَّا المهر فإنَّها يبقى لها ويجب على الزوج أن يدفع لها المهر كاملًا، بالإضافة إلى الذهب والممتلكات التي تعود ملكيتها للزوجة، يحق لها المطالبة بها، ويجب على الزوج أن يعيدها إليها، كما أنَّ المرأة إذا طلبت طلاق الخلع تتنازل عن جميع حقوقها، وفي هذه الحالة قد يطلقها الزوج غيابيًا استجابة لرغبتها، وتفقد جميع حقوقها.
ماذا يحدث في جسم المرأة بعد الطلاق؟
لا يحدث تغير فيزيولوجي في جسم المرأة بعد الطلاق، وإنما تعاني من بعض الضغوطات النفسية، وقد تؤثر هذه الضغوطات أحيانًا بشكل سلبي على صحة المرأة وصحة جسدها، ومن الآثار التي يتركها الطلاق على المرأة المطلقة: الشعور بالحزن والاكتئاب وفقدان الأمل بشكل عام، وخصوصًا إذا كان لديها أولاد وحرمت من رؤيتهم، التعرض لضغوط جديدة نتيجة تجربة الزواج السيء سواء من المجتمع أو الأهل أو الأصدقاء، والتعب من المحاكم والمشاحنات القانونية، وانعدام الثقة بالنفس بسبب فشل الزواج الأول، تعاني أيضًا من العزلة والانطواء بسبب نظرة المجتمع لها، إضافة إلى الضائقة المادية التي كانت مرتاحة منها خلال الزواج، وكل ذلك قد يؤثر على جسم المرأة بالتعب وسوء الصحة الجسدية والنفسية.

المراجع

  1. ^ سورة البقرة، الآية 229
  2. ^ islamqa.info، لا يشترط بالطلاق علم الزوجة أو موجهتها به، 22/02/2023
  3. ^ islamweb.com، حقوق المطلقة غيابيا، 22/02/2023
  4. ^ تفسير الطبري، خالد بن الوليد، ابن جرير الطبري، 180، صحيح
  5. ^ islamweb.net، حقوق المطلقة في السكن والحضانة، 22/02/2023
  6. ^ سورة الطلاق، الآية 1
  7. ^ سورة البقرة، الآية 230
  8. ^ سورة النساء، الآية 4
  9. ^ alukah.net، حقوق المرأة المطلقة في الشريعة الإسلامية، 22/02/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *