ما هي عقوبة التعزير في السعودية وأنواعه

أقرت حكومة المملكة العربية السعودية عقوبة التعزير في السعودية من أجل ردع كل من تسول له نفسه عن ارتكاب أي جرائم تأتي تحت بند التعزير، وذلك مع انتشار الجرائم في المملكة كان لابد من وضع حكومة المملكة حدًا لها، عن طريق فرض مجموعة من العقوبات على مرتكبي مثل هذه الجرائم، حيث تعتبر عقوبة التعزير من بين العقوبات التي تم فرضها على الأشخاص وهي التي تفرض على الجرائم الغير مثبتة في القرآن الكريم أو السنة النبوية، لذلك سنتناول في مقالنا ما هي عقوبة التعزير في السعودية بالتفصيل.

ما هو التعزير

إنّ التعزير هي العقوبة التي شرعها الله -سبحانه وتعالى- في كتابه العزيز دون أن يحدد مقدارها أو حدها، إذ تم العمل بهذه العقوبة في المملكة العربية السعودية من باب تيسير أحكام الله والشريعة الإسلامية، لردع مرتكبي هذه الجرائم والحد منها، حيث يتولى الفقه الإسلامي وضع العقوبات التعزيرية التي قد تشمل تقديم النصح والوعظ، والتوبيخ إلى القذف والإنذار من الغرامة، وقد تنتهي بالحبس والجلد.^[1]

أنواع الجرائم التعزيرية في السعودية

يمكن القول بأن جرائم التعزيز هي الجرائم التي لم يقم الشرع الإسلامي بوضع حد معين لها، فهي عبارة عن ارتكاب معصية أو جرم لم يثبت فيه حد أو كفارة محددة، ويعود تحديد العقوبة فيها إلى القضاء، وفي هذه الحالة الخلاف ما بين جرائم التعزير وجرائم الحدود، إذ أن جرائم الحدود قام الشرع بتحديد العقوبة المقدرة لها، أما جرائم التعزير لم يحدد الشرع عقوبة محددة لها، ويرجع تحديد عقوبتها للحاكم، وهناك العديد من صور جرائم التعزير في السعودية، نذكر منها:

• جرائم التزوير.
• جرائم الرشوة واستغلال المنصب والنفوذ.
• جرائم الإعتداء على المال العام.
• الإمتناع عن تسديد الديون مع القدرة المادية على تسديده.

أهداف العقوبة التعزيرية

إنّ للتعزير في الشريعة الإسلامية أهدافًا يسعى إلى تحقيقها، وعلى القاضي عند إيقاع العقوبة التعزيرية وضع هذه الأسباب نصب عينيه والعمل على تحقيقها، وذلك مما يساعده على ضبط سلطته في التعزير، ويهدف التعزير في الشريعة الإسلامية إلى تحقيق الغايات التالية:

• زجر الجاني وردعه واعتبار غيره به.
• إصلاح الجاني.
• تكفير سيئات الجاني.
• إنصاف المجني عليه.
• صلاح الناس واستقامتهم.
• نشر الأمن والأمان في المجتمع وبين الأفراد.

شاهد أيضًا: عقوبة التنمر في المدارس وكيفية التعامل مع التنمر

عقوبة التعزير في السعودية

إنّ عقوبة التعزير في السعودية تختلف من جريمة لأخرى وحسب الجرم كبر أو صغر الجرم الذي ارتكبه الجاني ولكنها في المجمل تتراوح ما بين الوعظ والتوبيخ والتحذير، وفي بعض الجرائم تحتاج إلى عقوبة أكثر شدة مثل الجلد، أو السجن، وفي بعض الحالات قد تصل إلى القتل، وتجدر الإشارة إلى أن معظم الأحكام في المملكة تخضع لأحكام الشرع الحنيف، لذلك تم إقرار عقوبة التعزير في المملكة مقابل الجرائم غير مقدرة العقوبة شرعًا، وتختلف العقوبات التقديرية من جريمة لأخرى ومن حالة لأخرى، ويرجع تحديد العقوبة في ذلك إلى القاضي المختص بمهمة تقدير وتحديد العقوبة بعد الإطلاع على القضية ودراستها جيدًا لاختيار العقوبة المناسبة، وإن من أسمى المنافع التي تعود على المجتمع من فرض عقوبة التعزير هو الحد من الجريمة والقضاء عليها، والأخلاق الذميمة داخل المجتمع، وإحلال الأمن والأمان داخل المجتمع ليعيش فيه الأفراد بأمان وسلام.

أنواع عقوبة التعزير في السعودية

تعتبر عقوبة التعزير في المملكة العربية السعودية من بين الطرق المشروعة والقانونية المجدية في القضاء على الجرائم، التي تهدد الأفراد والمجتمع ككل، لذلك يجب العمل على القضاء عليها لنشر الأمن والأمان في المجتمع، وتتنوع عقوبات التعزير في السعودية، إذ أن عقوبتها تختلف بإختلاف الجريمة وحجمها، وكذلك حسب الدوافع والظروف التي دفعت الجاني لإرتكابها، والأضرار الناتجة عن الجريمة، بمعنى أنها عقوبة تقديرية يتم تقديرها من قبل القاضي، ومن أهم أنواع عقوبات التعزيرة في النظام السعودي، التالي:

• عقوبة التوبيخ.
• عقوبة التشهير.
• عقوبة الحبس.
• عقوبة الجلد.
• عقوبة العزل من الوظيفة والمنصب الوظيفي.
• فرض غرامات مالية.
• الطرد والنفي من البلاد.
• التأخير أو الحرمان من بعض الحقوق التي يستحقها الجاني، أو حرمانه منها عقوبة له.
• هناك بعض الحالات، التي قد تصل العقوبة فيها إلى القتل، في حال رأى القاضي مصلحة ذلك.

ما هو الجلد التعزيري؟

تعتبر عقوبة الجلد التعزيري إحدى أنواع  أنواع عقوبة التعزير في السعودية ويتم اللجوء إليها بهدف تأديب الجاني، وتحقيق عنصر الردع لكل من تسول له نفسه بإرتكاب الجريمة أو مخالفة القوانين والأنظمة التي قد تلحق الضرر بالأفراد والمجتمع، وكانت حكومة المملكة خلال الفترة الأخيرة قد قامت بإلغاء عقوبة الجلد في النظام السعودي التي كانت مقررة على جرائم التعزير، ولكن أبقتها كعقوبة في جرائم الحدود كشرب الخمر.

شاهد أيضًا: عقوبة التخبيب في القانون السعودي

حكم التعزير بالسجن في السعودية

ومن أنواع عقوبات التعزير في السعودية هي الحكم بالسجن والحبس للجاني، إذ يلجأ القاضي لفرض عقوبة الحبس كعقوبة تعزيرية وتأديبية، ومن الأفعال التي يحكم القاضي فيها بالسجن هي الإمتناع عن تسديد الديون وتأخيرها مع القدرة المادية على التسديد، وتأتي هذه العقوبة كوسيلة ضغط على دفع وتسديد الديون، ويتم تحديد مدة السجن وفقًا لنوع الجريمة، وما ترتب عليها من آثار جانبية، وكذلك وفقًا لظروف الجريمة.

عقوبة القتل التعزيزي في السعودية

كما وضحنا أعلاه فإنّ عقوبات التعزيز مختلفة ومتنوعة من جريمة لأخرى، فتارة تقرر على هيئة توبيخ، أو سجن، أو تغريم، ولعل من أكثرها شدة هي أن تصل للقتل، فهناك بعض الحالات الخطيرة التي تصل فيها إنزال العقوبة بالجاني لهذا الحد وهو القتل، ومن أمثلة الجرائم التي قد يرى القاضي فيها بأنه يجب فرض عقوبة القتل في حال ارتكابها، الدعوة إلى غير الله، والتجسس، وذلك لما ينتج عنها من آثار سلبية خطيرة جدًا على المجتمع والمصلحة العامة، وتعتبر عقوبة القتل أشد عقوبة التعزير في السعودية.

ما الفرق بين القتل قصاصًا أو حدًا أو تعزيزًا

يعد القتل هو عقوبة قانونية تستوجب في العديد من القضايا والجرائم المختلفة، ومن الأمثلة على ذلك، بأن القتل قد يكون عقوبة في قضية قصاص، أو إقامة وتنفيذًا للحدود، وقد تأتي كعقوبة تعزير كما بينا خلال المقال، ومن خلال التالي سنبين الفرق بين عقوبة القتل في حالات القصاص، والحدود، والتعزير، وذلك كما يلي:

القتل قصاصًا

يقوم القاضي بفرض عقوبة القتل قصاصًا في حالات القتل العمد، وتعمد الجاني قتل الضحية عن سبق الإصرار واستخدام أداة القتل مثل السكين، أو أي سلاح آخر، وما إلى ذلك، ولكن قد يبدل القاضي الحكم بحكم آخر مثل التعويض المالي بدلًا عن القتل، وذلك إذا وافق ورثة المتوفي بالحصول على التعويض المالي بدلًا عن القتل.

القتل حدًا

وتعرف بحد الحرابة والذي يعرف بأنه تنفيذ حكم القتل والإعدام في كل من قتل نفسًا بشكل متعمد على قتله وسلبه، والعقوبات الحدية تدرأ الشبهات، إذ لا يجوز الحكم بثبوتها عند قيام الشبهة.

القتل تعزيرًا

وأخيرًا الحكم بالقتل تعزيرًا، فكما بينا أعلاه فإنّ عقوبة القتل بإعتباره عقوبة تعزيرية لا يلجأ إليها القاضي إلا في حال وجود خطر شديد وعظيم خلفته الجريمة التي ارتكبها الجاني، مثل الدعوة إلى غير الله.

شاهد أيضًا: الفرق بين التعزير والقصاص في المفهوم والحكم الشرعي

هل تسقط عقوبة التعزيز؟

بعد أن أوضحنا أنواع عقوبة التعزير في السعودية والأساس الذي يرتكز عليه القاضي في تحديد عقوبة التعزير المستحقة على الجاني، لابد من الإجابة على سؤال يتداول كثيرًا وهو هل تسقط عقوبة التعزيز؟ والرد الشرعي والقانوني في ذلك، ففي البداية يجب معرفة أن العقوبات التعزيرية لا تخضع للسقوط بالتقادم، كبعض الجرائم والقضايا التي تسقط بعد مضي فترة من الزمن ومع مرور الوقت، أما بالنسبة لمسقطات العقوبة التعزيرية فهي تتوقع على نوع العقوبة، ففي حال كانت متعلقة بحق الله -تعالى- فإنها لا تسقط، ولا سبيل للإفلات منها، وذلك من أجل الحفاظ على تطبيق حدود الحد، أما القول الشرعي في إسقاط عقوبة التعزير فإنها تسقط بالتوبة عندما يعترف المذنب بذنبه للقاضي وهذا ما ذهب إليه الكثير من أهل العلم، فيما ذهب بعض أهل العلم إلى أن عقوبة التعزير يجوز تطبيقها بعد التوبة، ولكن كل ذلك يعود حسب نوع الجريمة وآثارها واعتراف الجاني وجميع الأمور التي ينظر إليها القاضي ويرى الحكم المناسب بها.^[2]

وبذلك نصل إلى ختام مقالنا والذي تعرفنا فيه على ما هي عقوبة التعزير في السعودية وما هي الغاية منها، كما وتناولنا أنواع الجرائم التعزيرية في السعودية، وأنواع عقوبة التعزير في المملكة العربية السعودية، وغيرها من المعلومات ذات الصلة.