متى فرض الحج إلى بيت الله الحرام وأركان الحج وفضله

متى فرض الحج إلى بيت الله الحرام وأركان الحج وفضله
متى فرض الحج إلى بيت الله الحرام

متى فرض الحج إلى بيت الله الحرام، بعد أيام قليلة يجتمع المسلمون في أطهر بقاع الأرض، في مكة المكرمة، يتوافدون إليها من كل فج عميق لأداء مناسك الحج، وتعلو جباههم العزة والفخر بالدين الإسلامي، وكلهم أمل بأن يتقبل الله منهم مناسكهم، وأن يتوب عليهم، ويغفر لهم ولجميع المسلمين، وهناك العديد من الناس لا يعرفون متى فُرض الحج، وهل جاء مع بداية الإسلام أم بعد مدة زمنية، وفي هذا المقال سنعرف متى فرض الحج.

متى فرض الحج إلى بيت الله الحرام

فرض الله سبحانه وتعالى على المسلمين الحج إلى بيت الله الحرام في السنة التاسعة للهجرة، ولم يفرضه قبل ذلك كي لا ينافي الحكمة، فقد منعت قريش النبي صلى الله عليه وسلم من العمرة، وكانت ستمنعه من الحج لو كان مفروضًا قبل ذلك، وكانت مكة بلاد كفر قبل الفتح، ولكن بعده تحررت من جهلها وكفرها، وصار إيجاب الحج على الناس موافقًا للحكمة، والدليل على أن الحج فُرض في السنة التاسعة أن آية وجوب الحج في صدر سورة “آل عمران” وهي قوله سبحانه وتعالى: “وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا”[1]، آل عمران/97 وصدر هذه السورة نزلت عام الوفود، وهو العام التاسع للهجرة، وهذا دليل واضح على أن الله عز وجل فرض الحج على عباده في ذلك العام، والحمد لله رب العالمين.

لماذا لم يحج النبي في السنة التي فرض فيها الحج

فُرض الحج على المسلمين في عام الوفود، وهو العام التاسع للهجرة، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحج في ذلك العام؛ بسبب كثرة الوفود التي جاءت إليه طلبًا للتفقه وتعلم الإسلام وأركانه من خير المعلمين عليه الصلاة والسلام، ومما لا شك فيه أنّ استقبال الناس أمرٌ مهمٌ، وواحبٌ على النبي صلى الله عليه وسلم ليبلغ الناس، وفي ذلك العام كان من المتوقع أن يحج المشركون، فأراد النبي صلّى الله عليه وسلّم أن يؤخر من أجل أن يتمحض حجه للمسلمين فقط، وهذا هو الذي وقع، فإنه أَذَّن في التاسعة ألا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان، وكان الناس في الأول يطوفون عراة بالبيت إلا من وجد ثوبًا من قريش، فإنه يستعيره ويطوف به، أما من كان من غير قريش فلا يمكن أن يطوفوا بثيابهم بل يطوفون عراة. [2]

أركان الحج وواجباته

الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام، وله أركان وواجبات يجب التقيد بها؛ لضمان صحة الفريضة، وله أرمانٌ أربعة، أولها: الإحرام في القلب كونه ينوي الحج، ويجب أن يكون من الميقات الذي يمر عليه، وثانيها: الوقوف بعرفة، وثالثها: طواف الإفادة، ورابعها: السعي بين الصفا والمروة، وأمّا واجبات الحج، فهي سبعة، أولها: الإحرام من الميقات الذي يمر عليه الإنسان، وثانيها: الوقوف بمزدلفة بعد انصرافه من عرفات، ليبيت فيها، وثالثها: المبيت بمنى ليلة إحدى عشرة، واثنا عشرة لمن تعجل، والليلة الثالثة لمن لم يتعجل ليلة إحدى عشرة، واثنا عشرة، وثلاث عشرة، ورابعها: رمي الجمرات، وخامسها: الحلق، أو التقصير للرجل، أو التقصير للمرأة، الحلق للرجل، أو التقصير مخير، والمرأة ليس لها إلا التقصير، وسادسها: طواف الوداع، لابد من كون الإنسان إذا فرغ من حجه يطوف للوداع عند سفره إلى بلاده، وسابعها: الوقوف بعرفة إلى الغروب، وإنه إذا وقف بعرفه نهارًا؛ يكمل إلى الغروب. [3]

فضل الحج إلى بيت الله الحرام

أداء فريضة الحج يحمل للمسلم عظيم الفضل من الله عز وجل، فقد جعله النبي صلى الله عليه وسلم من أفضل الأعمال والقرآن عند الله، وهذا ما ورد في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي العمل أفضل؟ قال: إيمان بالله ورسوله. قيل: ثم ماذا؟ قال: الجهاد في سبيل الله. قيل: ثم ماذا؟ قال: حج مبرور”[4]، كما أن الحج يعادل الجهاد في سبيل الله، وينوب عنه لمن لا يقدر عليه ومن لا يُكلف به، فعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: يا رسول الله، نرى الجهاد أفضل العمل، أفلا نجاهد؟ قال: “لا، لكن أفضل الجهاد حج مبرور”[5]، والحج ليس له ثواب إلا الجنة، فهذا ما جاء في حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة”[6]، والله تعالى ورسوله أعلم.

فوائد الحج إلى البيت الحرام

كثيرة هي الفوائد والثأر التي يجنيها المسلم في حجه إلى بيت الله الحرام، فالحج يؤدي إلى مغفرة الذنوب، في جع العبد بعد الحج كما ولدته أمه، فهذا ما ورد في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: “من حج لله فلم يرفث ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه”[7]، وتعددت الروايات الصحيحة في هذا الحديث عند الرواة الصحاح، ويعدُّ ولإكثار من الحج منافيًا للفقر، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: “تابعوا بين الحج والعمرة، فإن المتابعة بينهما تنفي الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد”[8]، والحاج هو وافد على الله، ومن وفد على الله أكرمه، فعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “الغازي في سبيل الله، والحاج، والمعتمر، وفد الله، دعاهم فأجابوه، وسألوه فأعطاهم”[10]، والله تعالى ورسوله أعلم. [10]

مقالات قد تهمك

كيفية الحج المبرور وعلامات الحج المبرور ما هو معنى الاشتراط في الحج والعمرة
الفرق بين الحج المفرد والقارن والمتمتع ما يفعله الحجاج يوم الثامن من ذي الحجة

ومن خلال هذا المقال نكون قد بيّنا لكم متى فرض الحج إلى بيت الله الحرام، فقد فرض الله سبحانه وتعالى على المسلمين الحج إلى بيت الله الحرام في السنة التاسعة للهجرة، ولم يفرضه قبل ذلك كي لا ينافي الحكمة.

المراجع

  1. ^ سورة آل عمران، الآية
  2. ^ islamqa.info، متى فرض الحج؟، 23/05/2023
  3. ^ binbaz.org.sa، أركان الحج وواجباته، 23/05/2023
  4. ^ صحيح البخاري، أبو هريرة،البخاري،26،صحيح
  5. ^ صحيح البخاري، عائشة أم المؤمنين،البخاري،1520،صحيح
  6. ^ صحيح البخاري، أبو هريرة،البخاري،1773،صحيح
  7. ^ صحيح البخاري، أبو هريرة،البخاري،1521،صحيح
  8. ^ صحيح ابن ماجه، عمر بن الخطاب،الألباني،2352،صحيح
  9. ^ صحيح ابن ماجه، عبدالله بن عمر،الألباني،2357،حسن
  10. ^ saaid.org، فضل الحج وفوائده، 23/05/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *