من أول من صدق حادثة الإسراء والمعراج وموقف أهل مكة من الإسراء والمعراج

من أول من صدق حادثة الإسراء والمعراج وموقف أهل مكة من الإسراء والمعراج
من أول من صدق حادثة الإسراء والمعراج

من أول من صدق حادثة الإسراء والمعراج وموقف أهل مكة من الإسراء والمعراج من المعلومات التي يبحث عنها كثير من المسلمين في العالم الإسلامي، حيث يجهل كثير من الناس مثل هذه المعلومات، وسوف نقدم للزوار الكرام معلومات مهمة عن حادثة الإسراء والمعراج في الشرع الإسلامي، وسوف نتعرف على أول رجل صدق حادثة الإسراء والمعراج من المسلمين، وسوف نتعرف على موقف أهل مكة من حادثة الإسراء والمعراج وغير ذلك من المعلومات والتفاصيل الأخرى المتعلقة.

رحلة الإسراء والمعراج في الإسلام

تشير حادثة الإسراء والمعراج إلى الرحلة التي قام بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتعتبر من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم، وقد كان لها دور كبير في تاريخ الدعوة الإسلامية، حيث وقعت هذه الحادثة حسب المصادر في سنة 621م وهو ما يوافق الفترة ما بين السنة 11 والسنة 12 بعد البعثة النبوية، واختلف الفقهاء في تاريخ ليلة الإسراء والمعراج، فقد أشار بعض الفقهاء إلى أنها وقعت قبل الهجرة بسنة أو قبل الهجرة بخمس سنوات، كما اختلفوا في الشهر الذي وقعت فيه، فأشار بعضهم إلى أنها وقعت في شهر ربيع الأول، وقيل في شهر رجب، وقيل في رمضان، وقيل في شوال وغير ذلك من الأقوال، وقد ذكر الله تعالى حادثة الإسراء في بداية سورة الإسراء التي سميت على اسم رحلة الإسراء، وذكر رحلة المعراج أيضًا في سورة النجم.

حيث تشير رحلة الإسراء إلى الرحلة التي قام بها رسول الله صلى الله عليه وسلم على البراق مع جبريل عليه السلام من المسجد الحرام في مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى في بيت المقدس، وقال تعالى في ذلك: “سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ”،[1] وتشير رحلة المعراج إلى عروج النبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء وهو من العروج وهو الصعود إلى سدرة المنتهي وهي أقصى مكان يمكن أن يصل إليه مخلوق، وقد قال تعالى في ذلك أيضًا: “وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى * عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى* إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى * مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى * لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى”،[2] وتعدُّ هذه الحادثة من أهم المعجزات التي دلَّت على صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ونبوته.[3]

من أول من صدق حادثة الإسراء والمعراج

إنَّ أوَّل رجل صدق حادثة الإسراء والمعراج هو الصحابي الجليل أبو بكر الصديق رضي الله عنه، فقد عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم وبدأ يحكي للناس في مكة المكرمة عن رحلة الإسراء والمعراج التي وقعت له في الليلة الفائتة، وقد خامر الشك كثير من المسلمين ممن سمعوا تلك القصة، وذهبوا إلى أبي بكر الصديق حتى يخبروه حول هذه القصة والمزاعم التي أتى بها محمد صلى الله عليه وسلم حسب زعمهم، ولكن أبا بكر الصديق مباشرة أخبرهم بأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم صادق إذا كان قد تحدث عن هذه الرحلة، وعند ذلك توجه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وصار يسأله عن الرحلة ويصدقه حتى أطلق عليه لقب الصديق.

وقد ورد في الحديث عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت: “لما أُسرِيَ بالنبيِّ إلى المسجدِ الأقْصى ، أصبح يتحدَّثُ الناسُ بذلك ، فارتدَّ ناسٌ ممن كانوا آمنوا به ، و صدَّقوه ، و سَعَوْا بذلك إلى أبي بكرٍ ، فقالوا : هل لك إلى صاحبِك يزعم أنه أُسرِيَ به الليلةَ إلى بيتِ المقدسِ ؟ قال : أو قال ذلك ؟ قالوا : نعم ، قال : لئن كان قال ذلك لقد صدَقَ ، قالوا : أو تُصَدِّقُه أنه ذهب الليلةَ إلى بيتِ المقدسِ و جاء قبل أن يُصبِحَ ؟ قال : نعم إني لَأُصَدِّقُه فيما هو أبعدُ من ذلك ، أُصَدِّقُه بخبرِ السماءِ في غُدُوِّه أو رَوْحِه ، فلذلك سُمِّي أبو بكٍر الصِّديقَ”،[4] ووردت أحاديث أخرى أيضًا تشير إلى قصة تصديق أبي بكر الصديق لحادثة الإسراء والمعراج.

موقف المسلمين من حادثة الإسراء والمعراج

انقسم المسلمون في حادثة الإسراء والمعراج إلى قسمين، ولم يكونوا على رأي واحد أو موقف واحد، فقد كان منهم ضعاف النفوس والإيمان، ومنهم من كانوا أصحاب إيمان قوي، وفيما يأتي سوف يتم إدراج مختلف مواقف المسلمين من حادثة الإسراء والمعراج:

القسم الأول من المسلمين

هنالك قسم من المسلمين ذهلوا كثيرًا من قصة الإسراء والمعراج ولم يستوعبوا وقوع معجزة مثل هذه المعجزة، وكان إيمانهم أساسًا ضعيفًا وهم حديثو عهد بالإسلام، أي كانوا قد دخلوا الإسلام قبل وقت قصير، ولم يكن الإسلام قد استقرَّ في نفوسهم وفي قلوبهم بعد، ولم يكونوا قد آمنوا بالله تعالى حق الإيمان، ولم يقدروا الله تعالى حق قدره، وإلا لما كانوا قد تركوا الإسلام وارتدوا عن إسلامهم، وقد قال تعالى في كتابه العزيز: “وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ”،[5] ولم يُذكَر في المصادر الإسلامية أسماء أحد من هؤلاء الذين ارتدوا عن الإسلام، ولو كانوا من المعروفين أو كان عددهم كبيرًا لأحثوا هزة بين المسلمين، ولكن لم يكن لخروجهم من الإسلام أي تأثير على الإسلام والمسلمين.

القسم الثاني من المسلمين

القسم الثاني من المسلمين صدًّقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وازداد إيمانهم ويقينهم، وقد كان في مقدمتهم كما عرفنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وقد ازدادوا إيمانًا إلى إيمانهم، وهم الذين يؤمنون بالله تعالى الإيمان الحق، ويقينهم بالله تعالى ثابت وقد وصلوا إلى أعلى ذروة في الإيمان، وقد ازدادت محبتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وعرفوا مكانته حق المعرفة، كما ازداد إيمانهم بالغيب، وذلك بعد أن قصَّ عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما حدث معه، دون أن يروا من ذلك شيئًا، وقد أصبح شوقهم إلى الجنة أكبر، وخوفهم من النار أشد.

موقف كفار مكة من حادثة الإسراء والمعراج

لقد كذَّب كفار مكة المكرمة بحادثة الإسراء والمعراج رغم كل الأدلة الواضحة التي قدمها لهم على صدق ما قاله لهم، مثل وصف المسجد الأقصى لهم، ورؤيته القافلة القادمة من الشام إلى مكة، وقد ازدادوا كفرًا إلى كفرهم، فبعد أن أخبرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بما حصل معه في رحلة الإسراء والمعراج لم يصدقوه واستهزؤوا به، وصار بعضهم يصفق سخريةً منه، وعلى رأس هؤلاء الكفار كان أبو جهل، ولم يكتفِ بالتكذيب بل جمع الناس وصاروا يسخرون من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد ورد في الحديث عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه في الحديث الذي يروي قصة الإسراء والمعراج أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

“إنِّي أُسرِي بي اللَّيلةَ . قالوا : إلى أين ؟ قال : إلى بيتِ المقدسِ . قالوا : ثمَّ أصبحتَ بين ظهرانينا ؟ قال : نعم . قال : فمن بين مُصفِّقٍ ، ومن بين واضعٍ يدَه على رأسِه مُتعجِّبًا للكذبِ، زعِم ! قالوا : وهل تستطيعُ أن تنعَتَ لنا المسجدَ – وفي القومِ من قد سافر إلى ذلك البلدِ ورأَى المسجدَ – ؟ ! فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : فذهبتُ أنعَتُ ، فما زلتُ أنعَتُ حتَّى التبس عليَّ بعضُ النَّعتِ . قال : فجيء بالمسجدِ وأنا أنظرُ حتَّى وُضِع دون دارِ عِقالٍ – أو عَقيلٍ – ، فنعته وأنا أنظرُ إليه – قال : وكان مع هذا نعتٌ لم أحفَظْه – قال : فقال القومُ : أمَّا النَّعتُ ؛ فواللهِ ! لقد أصاب”،[6] وهذا الحديث يدلُّ على أنَّهم ازدادوا عنادًا وكفرًا وتكذيبًا.

مقالات قد تهمك

لماذا سميت سورة الإسراء بهذا الاسم ما هي اعظم معجزات النبي صلى الله عليه وسلم
قصة سيدنا محمد حقيقية كاملة كتابة متى بني البيت الحرام ومن أول من بنى الكعبة المشرفة
من هي أول زوجات النبي صلى الله عليه وسلم قصة المولد النبوي الشريف للاطفال ومعلومات عن المولد النبوي للاطفال

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال من أول من صدق حادثة الإسراء والمعراج وموقف أهل مكة من الإسراء والمعراج وقد تعرفنا على أهم المعلومات حول حادثة الإسراء والمعراج، كما تعرفنا على أول مسلم صدق حادثة الإسراء والمعراج من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى موقف كفار مكة وبقية المسلمين من الإسراء والمعراج وغير ذلك من التفاصيل.

المراجع

  1. ^ سورة الإسراء، الآية 1
  2. ^ سورة النجم، الآيات 13-18
  3. ^ wikiwand.com، الإسراء والمعراج، 10/01/2024
  4. ^ السلسلة الصحيحة، عائشة أم المؤمنين، الألباني، 306، متواتر
  5. ^ سورة الزمر، الآية 67
  6. ^ السلسلة الصحيحة، عبد الله بن عباس، الألباني، 3021، إسناده صحيح

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *