هل الرسول سعودي

هل الرسول سعودي، هو ما سيتمّ بيانه من خلال هذا المقال، وهو من الأمور التي يهتمّ لأجلها الكثير من المسلمين بسبب اهتمامهم بسيرة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فهو خيرُ الناس نفسًا ونسبًا، وأشرف ولد آدم حسبًا، فهو الرسول العظيم الذي جعله الله -تبارك وتعالى- سببًا في هداية الأمة، حيث جاء ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، ومن خلال هذا المقال سوف نلقي الأضواء على بيان جنسية رسول الله صلى الله عليه وسلم، بالإضافة إلى الحديث عن اسم الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- ونسبه ووقت ولادته ووفاته.

اسم الرسول صلّى الله عليه وسلم

إنّ رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم- هو خاتم الأنبياء والمرسلين، وهو سيد الخلق أجمعين، فقد اصطفاه الله -سبحانه وتعالى- واختاره ليكون رسول الإسلام الدين الخالد والرسالة العظيمة، فهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، فهذا مااتفق عليه العلماء بأنّه النسب الصحيح ولا خلاف فيه، ولكن كلّ ما فوق عدنان مختلف فيه ولا خلاف بينهم أن عدنان من ولد إسماعيل عليه السلام، وإسماعيل هو الذبيح على القول الصحيح عند علماء الصحابة والتابعين ومن بعدهم، وأما القول بأنه إسحاق أيضًا فباطل بأكثر من عشرين وجه، وعن ابن عباس -رضى الله تعالى عنهما- فقد كان يقول: “كان النبى صلى الله تعالى عليه وسلم إذا انتهى إلى عدنان أمسك، ثم يقول: كذب النسابون، قال الله تعالى: “وَقُرُوناً بَيْنَ ذلِكَ كَثِيراً”،^[1] والله أعلم.^[2]

هل الرسول سعودي

لا يمكن أن نعدّ الرسول سعوديًا، حيثُ لا ينبغي أن يُنسَب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى جنسية محددة، وذلك لأنه لا ينسجم مع قوله تعالى: “وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ”^[3]، فقد قامت دعوة الإسلام على أنّ المسلمين أمة واحدة وذلك لقوله تعالى: “وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ”^[4]، ولذلك لا يصلح نسبة لدولة معينة لأن كافة الدول قامت بعده، فهو النبيّ العربي القرشي الهاشمي المكي المدني الحجازي من جزيرة العرب، ومن الجدير بالذّكر أنّ رسول لله يُنسب إلى أجداده فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “أنا ابن عبد المطلب”، وقال أيضًا: “إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفى من بني إسماعيل، كنانة، واصطفى من بني كنانة قريشاً، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم”.^[5]

شاهد أيضًا: كم عدد ابناء الرسول واسمائهم من الذكور والإناث

هل الرسول قرشي

رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ينتمي إلى قبيلة قريش، ودليل ذلك ما ورد عن واثلة بن الأصقع الليثي -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: “إنَّ اللَّهَ اصْطَفَى كِنانَةَ مِن ولَدِ إسْماعِيلَ، واصْطَفَى قُرَيْشًا مِن كِنانَةَ، واصْطَفَى مِن قُرَيْشٍ بَنِي هاشِمٍ، واصْطَفانِي مِن بَنِي هاشِمٍ”^[6]، وقد ورد عن ابن القيم أنَّه قال في كتابه زاد المعاد متحدثًا عن نسب قريش القبيلة التي ينتمي إليها رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: “إلى ها هنا معلوم الصحة متفق عليه بين النسابين ولا خلاف فيه البتة وما فوق عدنان مختلف فيه، ولا خلاف بينهم أن عدنان من ولد إسماعيل عليه السَّلام”، والله تعالى أعلم.^[5]

أين ولد الرسول صلّى الله عليه وسلم

إنّ ولادة سيدنا محمد -صلَّى الله عليه وسلّم- هي النور الذي أَذِن الله أن يشرق على الدنيا لينقذ البشرية من تيه الظلام، فقد ولد -عليه الصلاة والسلام- في يوم الاثنين من أيّام الأسبوع، أمّا الشّهر فقيل في ربيع الأول، أما اليوم فهو موضع الخلاف الأقوى، حيث قيل أنّه وُلد في الثاني عشر من شهر ربيع الأول، وقيل في الثّامن وقيل التّاسع وقيل غير ذلك، لكنّ المشهور عند المسلمين هو الثاني عشر والله ورسوله أعلم، أمّا فيما يخصّ مولد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقد اتفق العلماء بأنّه ولد في عام الفيل ، فقد جاء عن قيس بن مخرمة -رضي الله عنه- أنه قال: “وُلِدْتُ أنا والنَّبيُّ عامَ الفيلِ”^[9]، وكان مولده في بداية النهار عند طُلوع الفجر في جوف الكعبة.^[10]

متى توفي الرسول صلّى الله عليه وسلم

تُوفيَ الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- في الثّاني عشر من ربيع الأول من السّنة الحادية عشرة للهجرة، أما مكان وفاته -صلى الله عليه وسلم- كان في المدينة المنوّرة في حجرة عائشة ام المؤمنين -رضي الله عنها-، فقد كان ذلك عندما اشتدّت حرارة الشّمس من وقت الضّحى، وكان هذا اليوم يومًا أحزن المسلمين أجمعين، حيث أنّ النّبي -صلى الله عليه وسلّم- توفّي من أثر السّم الذي أكله مع الطّعام بخيبر، فقد عانى من المرض قبل وفاته بأيّام، وعند اشتداد سكرات الموت عليه أقرّ أنّ للموت سكراتٍ، فرفع إصبعه وشَخِص بصره للأعلى، وسمعت عائشة منه كلمات فأصغت إليه، يقول: “اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي وارْحَمْنِي وأَلْحِقْنِي بالرَّفِيقِ”^[11]، فقد قام بتكرارها -صلى الله عليه وسلم- ثلاثاً قبل أن يلتحق بالرفيق الأعلى.^[12]