هل يجوز إخرج زكاة الفطر عن الغير وهل تدفع المرأة زكاة الفطر عن نفسها

هل يجوز إخرج زكاة الفطر عن الغير وهل تدفع المرأة زكاة الفطر عن نفسها ، من الأحكام التي يجهلها كثير من المسلمين في شتى بقاع العالم الإسلامي، إذ توجد أحكام عديدة للزكاة عمومًا ولزكاة الفطر على وجه التحديد في الإسلام، ومن الضروري التعرف عليها حتى يتمكن المسلم من إخراج زكاة الفطر على النحو المطلوب في الشريعة، وسوف نتعرف على زكاة الفطر وبعض المعلومات عنها، وسوف نعرف ما حكم إخراج زكاة الفطر عن الغير، وحكم إخراج زكاة الفطر عن الوالدين وعن الابن المنفصل عن أهله وغيرها من الأحكام المتعلقة بزكاة الفطر.

معلومات عن زكاة الفطر

اختلف الفقهاء في حكم زكاة الفطر في الإسلام، فقد ذهب جمهور الفقهاء من أهل العلم إلى أنَّ زكاة الفطر واجبة على كل مسلم يملك ما يزيد على قوته وقوت من تلزمه نفقتهم في يوم وليلة العيد، وذهب إلى هذا القول الشافعية والحنابلة، بينما ذهب المالكية إلى أنَّها سنة مؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذهب أبو حنيفة رحمه الله تعالى إلى أنَّ زكاة الفطر واجبة على من يملك نصاب الزكاة في أي مال، فمن امتلك نصابًا من الغنم أو المال او الزروع تجب عليه زكاة الفطر، وذلك بسبب اختلاف تفسير النصوص الواردة في ذلك، وقد ررد في الحديث عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه حيث قال فيه: “فرَض رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم زكاةَ الفِطرِ صاعًا من تَمرٍ، أو صاعًا مِن شَعيرٍ، على العبدِ والحرِّ، والذَّكَرِ والأنثى، والصَّغيرِ والكَبيرِ مِنَ المسلمين”،^[1] ونتيجة اختلاف تفسير كلمة فرض اختلفت الأقوال في ذلك، إضافة إلى الأحاديث الأخرى التي تشير إلى أنَّ زكاة الفطر غير واجبة، ولكن الجمهور على أنها واجبة على غير الكافر وغير المعسر، ووقتها الأصلي من بعد غروب شمس آخر يوم في رمضان إلى وقت صلاة عيد الفطر والله تعالى أعلم.^[2]

هل يجوز إخرج زكاة الفطر عن الغير

يجوز للمسلم إخراج زكاة الفطر عن غيره ممَّن لا تلزمه نفقتهم ولكن يجب أن يأخذ إذنه وتوكيله في ذلك، حيث أنَّ زكاة الفطر عبادة من العبادات والتي تجب فيها النية من صاحبها حتى تجزئ عنه، ولذلك يجوز إخراج زكاة الفطر عن الغير شرط إخباره بذلك حتى ينوي ذلك الشخص زكاة الفطر وتجزئ عنه، وإلا فإنَّ الزكاة لا تجزئ إذا لم يكن الشخص الذي يتم إخراج الزكاة عنه على علم بهذه الزكاة ولم ينوِ الزكاة، وفي الحديث الصحيح عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى”،^[3] فإخباره ضروري حتى ينوي زكاة الفطر وتجزئ عنه، ويقول الإمام النووي رحمه الله تعالى في النية: “لا يصح أداء الزكاة إلا بالنية، وبهذا قال مالك وأبو حنيفة والثوري وأحمد وأبو ثور وداود وجماهير العلماء”، وقد فصل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى في حكم ذلك بقوله:^[4]

“من أخرج عمن لا تلزمه فطرتُه: فإنه لا بدَّ من إذنه ، فلو أن زيداً من الناس أخرج عن عمرو بغير إذنه : فإنها لا تُجزئ ؛ لأن زيداً لا تلزمه فطرة عمرو ، ولا بدَّ فيها من نيَّة إما ممن تجب عليه أو من وكيله ، وهذا مبني على قاعدة معروفة عند الفقهاء يسمونها ” تصرف الفضولي ” بمعنى أن الإنسان يتصرف لغيره بغير إذنه ، فهل يبطل هذا التصرف مطلقاً ، أو يتوقف على إذن ورضى الغير؟ هذه المسألة فيها خلاف بين أهل العلم ، والراجح : أنه يُجزئ إذا رضي الغير”.

شاهد أيضًا: الاصناف التي تجب فيها الزكاة ، شروط استحقاق الزكاة

هل تدفع المرأة زكاة الفطر عن نفسها

يجوز أن تدفع المرأة زكاة الفطر عن نفسها إذا كانت تعمل وعجز زوجها عن أداء زكاة الفطر عنها أو امتنع عن ذلك، كما يجوز لها إذا كان زوجها فقيرًا ولا يقدر على إخراج زكاة الفطر أن تخرجها عن نفسها وعن زوجها لكن شرط أن تخبره بذلك حتى ينوي إخراج زكاة الفطر، وقد ورد في كتاب التاج الإكليل لأبي عبد الله المواق المالكي: “قال مالك: يلزم الرجل أداؤها عن نفسه وعن امرأته وإن كانت مليئة، وانظر إذا لم يكن له فمن أين يخرجها؟ هل يجب عليها أن تخرج عن نفسها. قال في التفريع: تخرجها عن نفسها”.^[5]

هل يجوز للأب إخراج زكاة عن ابنه المنفصل عنه

يجوز للأب أن يخرج زكاة الفطر عن ابنه المنفصل لكن شرط أن يخبره بذلك وأن يأذن له، حتى لو كان الابن يعمل وقادر على الكسب والعيش مع أسرته ولا حرج في ذلك، إذ يجوز للمسلم أن يخرج الزكاة عن الغير ولا حرج في ذلك شرط أن يخبره بالزكاة حتى ينوي الشخص الذي سوف يتم إخراج زكاة الفطر عنه نية زكاة الفطر وتجزئ عنه، وإذا اعتاد الابن على أنَّ والده يخرجها عنه أيضًا فلا حرج في ذلك وتجزئ عنه في زكاة الفطر والله تعالى أعلم.^[6]

شاهد أيضًا: متى تكون زكاة الفطر وما الحكمة من وجوب زكاة الفطر

إخراج زكاة الفطر عن الوالدين

يجوز للمسلم أن يخرج زكاة الفطر عن والديه ولا حرج في ذلك مع ضرورة إخبارهما بأنه سوف يخرج عنهما زكاة الفطر، حتى يعقد الوالدان النية على إخراج زكاة الفطر، وقد يدخل هذا العمل ضمن خانة بر الوالدين بإذن الله تعالى، وكما أنَّ إخراج الزكاة عن الغير جائزة فهي عن الوالدين أولى كما أشار الفقهاء من أهل العلم في حال لا يقدر الوالدان على إخراج زكاة الفطر عن نفسيهما، وكذلك يجوز إخراج زكاة الفطر عن الإخوة إذا رغب المسلم بذلك ولكن شرط أن يطلب من يخرجها إذنهم أو أن يخبرهم بذلك حتى يعقدوا النية على إخراج زكاة الفطر.^[7]

مقدار زكاة الفطر للفرد

ذهب الفقهاء من أهل العلم إلى أنَّ زكاة الفطر في الإسلام تقدر بنحو صاع عن كل فرد من المسلمين من قوت البلد، والصاع يساوي تقريبًا 3 كيلو غرام، فقد فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم على كل مسلم زكاةَ فطر في الأحاديث الصحيحة أن يخرج صاعًا من البر أو الشعير أو التمر أو الزبيب، حيث جاء في الحديث الصحيح عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال: “كُنَّا نُعْطِيهَا فِي زَمَانِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ ، أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ ، أَوْ صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ”،^[8] وقد اختلف الفقهاء في تفسير كلمة بر، فذهب بعضهم إلى أنها القمح وقال آخرون إنها قوت المسلمين في البلاد وهو الطعام الذي يعتمدون عليه سواء قمحًا أو أرزًا أو غير ذلك من الطعام والله تعالى أعلم.^[9]

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال هل يجوز إخرج زكاة الفطر عن الغير وهل تدفع المرأة زكاة الفطر عن نفسها، وتعرفنا على زكاة الفطر في الإسلام وبعض المعلومات حول زكاة الفطر، كما تعرفنا على حكم إخراج زكاة الفطر عن الغير، وحكم إخراج زكاة الفطر عن الأب والأم، وحكم إخراج زكاة الفطر عن الابن المنفصل عن والده، ومقدار زكاة الفطر عن الفرد الواحد وما إلى هنالك من معلومات وتفاصيل متعلقة.