هل يجوز جمع الصلوات بسبب النوم وما حكم من نام عن الصلاة متعمدًا

هل يجوز جمع الصلوات بسبب النوم وما حكم من نام عن الصلاة متعمدًا
هل يجوز جمع الصلوات بسبب النوم

هل يجوز جمع الصلوات بسبب النوم وما حكم من نام عن الصلاة متعمدًا، فبعض الناس قد ينامون عن الصلاة وعندما يستيقظون يجمعون ما فاتهم، فهل هذا الأمر جائز في الشريعة الإسلامية، فالصلاة هي عماد الدين، وهي أوّل ما يُسأل عنه العبد يوم القيامة، فهل يجوز للمسلم أن يجمعها بعذر النوم عنها، ومتى يكون جمع الصلاة مقبولًا من العبد، في هذا المقال سوف يكون هنالك وقفة مع بيان الجواب عن السؤال المذكور آنفًا، إضافة للوقوف على بعض المسائل الأخرى المتعلقة بجمع الصلاة ومتى تجوز ومتى لا تجوز.

هل يجوز جمع الصلوات بسبب النوم

إنّ الإجابة عن هذا السؤال تحتاج إلى تفصيل، فقال العلماء إنّه إذا أراد المرء أن يجمع صلاتين كأن يجمع الظهر والعصر مثلًا، أو المغرب والعشاء بسبب النوم فإنّ ذلك لا يصح له، فمثلًا يريد المسلم النوم ويكون الوقت وقت صلاة الظهر وسيكون أذان العصر قريبًا، فيخشى المسلم أنّه إذا نام تفوته صلاة العصر ولا يستيقظ قبل دخول وقت المغرب، فيصلي الظهر والعصر جمعًا ثم ينام، ففي هذه الحال لا يجوز الجمع، ولكن ينبغي للمسلم أن يصلي الصلاة الحاضرة وينام إن أمِنَ أنّه سيستيقظ قبل فوات وقت الصلاة التالية، فيستيقظ ويصلي، وإن كان وقت الأذان قريبًا فيحاول أن يبقى مستيقظًا حتى يصلي ثم ينام.[1]

إذ إنّ النوم ليس عذرًا كافيًا لجمع الصلوات، ولكن لو نام المسلم من دون أن يتقصد أن ينام في وقت يفوت فيه وقت الصلاة فنام ولم يستيقظ حتى فوات وقت الصلاة التالية فإنّه يقضي الصلاة التي فاتته، فمثلًا لو فاتته صلاة العصر بسبب النوم واستيقظ وقد دخل وقت المغرب فيصلي المغرب ثم يقضي العصر أو يصلي العصر أولًا على اختلاف بين العلماء في ترتيب الصلاتين، والله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: حكم تأخير الصلاة عن وقتها بدون عذر

هل يجوز تقديم الصلاة عن وقتها بسبب النوم

يحرم تقديم أي فرض صلاة عن وقته إلا فيما أجازه الله عزّ وجل من أعذار تقدّم فيها الصلاة أو تؤخّر كالسفر ونحوه، وذلك بإجماع العلماء، فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز: {فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۚ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا}،[2] ولمّا كان النوم ليس من ضمن الأعذار التي أتاح الإسلام للمسلم أن يقدّم الصلاة بسببه أو يؤخرها أو يجمعها توجّب على المسلم أداء الصلاة على وقتها، وإن كان نائمًا فينبغي له أن يستيقظ بطريقة ما كربط المنبه ونحوه على وقت الصلاة، فينبغي للمسلم أن يؤدي الصلوات في أوقاتها المخصوصة ولا يجمع الصلوات إلّا للأعذار التي أباحها الإسلام، والله أعلم.[3]

هل يجوز الجمع بين الصلوات بسبب التعب

إنّ المسلمين الذين يعملون بأعمال شاقة تسبب لهم التعب فإنّهم قد ينامون عن بعض الصلوات ثمّ يجمعون ما فاتهم بعد استيقاظهم، فهذا العمل لا يجوز، فجمع الصلوات بسبب التعب والإرهاق ليس عذرًا مبيحًا للجمع، فلقد خلق الله تعالى عباده، ثمّ دلّهم على ما فيه خيرهم وصلاحهم، وجعل لهم كل عملٍ يقومون به في هذه الدنيا لصالحهم إذا ما أخلصوا العمل لوجه الله تعالى، ولكن ينبغي للعبد ألّا يدع الدنيا ومشاغلها تلهيه عن تأدية العبادات على أكمل وجه، فالصلاة واحدة من هذه العبادات، وقد جعل الله تعالى لها أوقاتًا تؤدّى بها، فينبغي للمسلم الالتزام بهذه الأوقات ما دام لا يملك عذرًا شرعيًّا، وليس التعب بالعذر الشرعي، وعليه لا يجوز أن يجمع الصلوات بسبب التعب، والله أعلم.[4]

هل يجوز الصلاة قبل الأذان بسبب النوم

لا يجوز تقديم الصلاة عن وقتها إذا لم يكن هناك عذر شرعي يدعو لذلك، والنوم ليس بالعذر الشرعي، فقد أجمع العلماء على أنّ الصلاة إذا لم تؤدَّ على وقتها لا تجزئ عن صاحبها، فبعضهم ينام قبل أذان العشاء -مثلًا- ولا يستيقظ حتى يدخل وقت الفجر، فهنا قد يجتهد ويصلي العشاء قبل وقت الأذان ويتعلّل بأنّ النوم سيمنعه من أداء الصلاة، فيصلي قبل دخول الوقت اجتهادًا منه، أو أن يكون يخرج إلى عمل بعد الفجر ولا يعود إلى بيته إلّا وقد دخل وقت العصر، فيصلي الظهر قبل مغادرته لمنزله، ففي هذه الحال لا يجوز له الصلاة؛ فالصلاة لا تؤدى إلّا بعد دخول وقتها، يقول الله تعالى: {فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۚ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا}،[2] والله أعلم.[1]

هل يجوز جمع المغرب والعشاء بسبب النوم

إنّ الواجب في الصلاة أن تؤدّى في وقتها المخصص الذي فرضه الله عزّ وجل، وذلك لقوله تعالى: {فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۚ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا}،[2] وفي حديث النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- الذي يرويه أبو ذر -رضي الله عنه- يقول: “قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، وَضَرَبَ فَخِذِي: كيفَ أَنْتَ إذَا بَقِيتَ في قَوْمٍ يُؤَخِّرُونَ الصَّلَاةَ عن وَقْتِهَا؟ قالَ: قالَ: ما تَأْمُرُ؟ قالَ: صَلِّ الصَّلَاةَ لِوَقْتِهَا، ثُمَّ اذْهَبْ لِحَاجَتِكَ، فإنْ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ وَأَنْتَ في المَسْجِدِ فَصَلِّ”.[5]وعليه فلا يجوز الجمع بين صلاتين ما لم يكن هناك عذر شرعي، كالسفر أو الخوف أو المطر أو المرض أو المشقة أو غير ذلك من الأعذار التي أباحها الإسلام، وإنّ الجمع بين المغرب والعشاء بسبب النوم ليس عذرًا يستحق الجمع، وعليه لا يجوز الجمع بين المغرب والعشاء بسبب النوم، والله أعلم.[6]

هل يجوز تقديم صلاة الظهر بسبب النوم

إنّ لكلّ صلاة من الصلوات وقتها المخصوص الذي شرّعه رب الأكوان جلّ في علاه، وقد جُعل دخول الوقت شرطًا رئيسًا لصحة الصلاة، فلا يمكن أن تقبل الصلاة قبل دخول وقتها، قال الله تعالى: {فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۚ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا}،[2] فالصلاة هي فروض مخصوصة في أوقات مخصوصة ينبغي أن تقام بها، فلا يجوز تقديم صلاة الظهر بسبب النوم، إذ لا تقبل الصلاة إلا على وقتها، ومن فاتته الصلاة بسبب النوم ينبغي له أن يسارع إلى قضائها فور استيقاظه، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “إِذَا رَقَدَ أَحَدُكُمْ عَنِ الصَّلَاةِ، أَوْ غَفَلَ عَنْهَا، فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا، فإنَّ اللهَ يقولُ: {وأَقِمِ الصَّلَاةِ لِذِكْرِي}”،[7] والله أعلم.[1]

هل الملائكة تصحي النائم على صلاه الفجر

لم يرد أي نص في الشرع يفيد بأنّ الملائكة توقظ النائم على صلاة الفجر، ولكن ليس هناك حرج أن يخاطب المرء الملائكة طالبًا منهم أن يوقظوه، فالملائكة تحفّ المسلم في جميع الأوقات، فقد جاء في الصحيح: “يَتَعاقَبُونَ فِيكُمْ مَلائِكَةٌ باللَّيْلِ ومَلائِكَةٌ بالنَّهارِ، ويَجْتَمِعُونَ في صَلاةِ العَصْرِ وصَلاةِ الفَجْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ باتُوا فِيكُمْ، فَيَسْأَلُهُمْ وهو أعْلَمُ بهِمْ: كيفَ تَرَكْتُمْ عِبادِي؟ فيَقولونَ: تَرَكْناهُمْ وهُمْ يُصَلُّونَ، وأَتَيْناهُمْ وهُمْ يُصَلُّونَ”،[8] والله أعلم.

شاهد أيضًا: هل يجوز صلاة الوتر بعد اذان الفجر

هل يجوز جمع المغرب والعشاء خوفا من النوم

لا يجوز الجمع بين صلاتين بسبب النوم، وذلك لأنّ النوم ليس من ضمن الأعذار التي تبيح للمسلم أن يجمع صلاتين، فقد جاء في مذهب الإمام أحمد أنّ من شغله شاغل يبيح له ترك الجمعة لعذر، واستثنى من ذلك صاحب الوجيز أي: النعاس، فمن نام ففاته صلاة ينبغي له أن يقضيها بمجرّد استيقاظه، وذلك لقول النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم: “إِذَا رَقَدَ أَحَدُكُمْ عَنِ الصَّلَاةِ، أَوْ غَفَلَ عَنْهَا، فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا، فإنَّ اللهَ يقولُ: {وأَقِمِ الصَّلَاةِ لِذِكْرِي}”،[7] وقال في حديث آخر: “أَما إنَّه ليسَ فِيَّ النَّوْمِ تَفْرِيطٌ، إنَّما التَّفْرِيطُ علَى مَن لَمْ يُصَلِّ الصَّلَاةَ حتَّى يَجِيءَ وَقْتُ الصَّلَاةَ الأُخْرَى”،[9] والله أعلم.[6]

حكم جمع الصلوات بسبب العمل ليلاً

هنالك بعض الأشخاص يعملون طوال الليل فينامون أكثر النهار، ففي هذه الحال ينبغي للرجل أن يضبط المنبه ويحاول أن يحقق كل الأسباب التي تعينه على الاستيقاظ لأداء كل صلاة على وقتها، فإذا أخذ بكل الأسباب ولم يستطع الاستيقاظ فإنّه يقضي ما فاته من الصلوات عندما يستيقظ، ولا يحل له أن يجمع الصلوات جمع تقديم أو تأخير كما قال أكثر العلماء، وذلك لأنّ النائم أصلًا مرفوع عنه القلم، وقد قال عليه وآله الصلاة والسلام: “إِذَا رَقَدَ أَحَدُكُمْ عَنِ الصَّلَاةِ، أَوْ غَفَلَ عَنْهَا، فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا، فإنَّ اللهَ يقولُ: {وأَقِمِ الصَّلَاةِ لِذِكْرِي}”،[7] وقال في حديث آخر يبيّن كيف أنّ النوم ليس فيه تفريط، فقال: “أَما إنَّه ليسَ فِيَّ النَّوْمِ تَفْرِيطٌ، إنَّما التَّفْرِيطُ علَى مَن لَمْ يُصَلِّ الصَّلَاةَ حتَّى يَجِيءَ وَقْتُ الصَّلَاةَ الأُخْرَى”،[9] والله أعلم.[10]

شاهد أيضًا: بحث كامل عن الصلاة مع الفهرس والمراجع

هل اثم اذا نمت عن الصلاة

إنّ المسلم إذا نام عن الصلاة قبل دخول وقتها ففي فعله تفصيل: فإذا نام قبل تضييق وقت الصلاة، بمعنى قبل اقتراب وقتها، فإنّه لا يأثم، ولكن إذا نام وعلم أنّه قد لا يستيقظ حتى يفوت وقت الصلاة فالواجب أن يحاول الاستيقاظ ويأخذ بأسبابه كربط المنبه ونحو ذلك، فإذا نام ولم يستيقظ على وقت الصلاة فإنّه لا يأثم، أمّا إذا نام وعلم أنّه لن يستيقظ إلّا بعد فوات الوقت ولم يأخذ بأسباب الاستيقاظ فإنّه يأثم، وكذا لو نام عند تضييق وقت الصلاة فإنّه يأثم لأنّه نام في وقت ربما لن يستيقظ فيه إلّا بعد فوات وقت الصلاة، ولكن إن أمن أنّه سيستيقظ بأن ربط المنبه أو طلب إلى أحد إيقاظه فلا شيء عليه كما يرى بعض العلماء والله أعلم.[11]

فالدليل الذي يستند عليه العلماء في هذا الباب هو حديث في صحيح الإمام مسلم يرويه الصحابي الجليل أبو قتادة الحارث بن ربعي رضي الله عنه، ويقول فيه: “مَالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عَنِ الطَّرِيقِ، فَوَضَعَ رَأْسَهُ، ثُمَّ قالَ: احْفَظُوا عَلَيْنَا صَلَاتَنَا، فَكانَ أَوَّلَ مَنِ اسْتَيْقَظَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَالشَّمْسُ في ظَهْرِهِ، قالَ: فَقُمْنَا فَزِعِينَ، ثُمَّ قالَ: ارْكَبُوا، فَرَكِبْنَا فَسِرْنَا حتَّى إذَا ارْتَفَعَتِ الشَّمْسُ نَزَلَ، ثُمَّ دَعَا بمِيضَأَةٍ كَانَتْ مَعِي فِيهَا شيءٌ مِن مَاءٍ، قالَ: فَتَوَضَّأَ منها وُضُوءًا دُونَ وُضُوءٍ، قالَ: وَبَقِيَ فِيهَا شيءٌ مَن مَاءٍ، ثُمَّ قالَ لأَبِي قَتَادَةَ: احْفَظْ عَلَيْنَا مِيضَأَتَكَ، فَسَيَكونُ لَهَا نَبَأٌ، ثُمَّ أَذَّنَ بلَالٌ بالصَّلَاةِ، فَصَلَّى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ صَلَّى الغَدَاةَ، فَصَنَعَ كما كانَ يَصْنَعُ كُلَّ يَومٍ، قالَ: وَرَكِبَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَرَكِبْنَا معهُ، قالَ: فَجَعَلَ بَعْضُنَا يَهْمِسُ إلى بَعْضٍ ما كَفَّارَةُ ما صَنَعْنَا بتَفْرِيطِنَا في صَلَاتِنَا؟ ثُمَّ قالَ: أَما لَكُمْ فِيَّ أُسْوَةٌ، ثُمَّ قالَ: أَما إنَّه ليسَ فِيَّ النَّوْمِ تَفْرِيطٌ، إنَّما التَّفْرِيطُ علَى مَن لَمْ يُصَلِّ الصَّلَاةَ حتَّى يَجِيءَ وَقْتُ الصَّلَاةَ الأُخْرَى”.[9]

فقال بعض العلماء في تعليقهم على الحديث إنّه في ظاهر الحديث أنه لا تفريط في النوم سواء كان قبل دخول وقت الصلاة أو بعده قبل تضيقه، وقالوا كذلك إنّه إذا تعمد النوم قبل تضيق الوقت واتخذ ذلك ذريعة إلى ترك الصلاة لغلبة ظنه أنه لا يستيقظ إلا وقد خرج الوقت كان آثمًا، وأمّا إذا نام وفاتته الصلاة من غير تفريط منه فإنّه يقضيها عندما يستيقظ لقوله عليه وآله الصلاة والسلام: “إِذَا رَقَدَ أَحَدُكُمْ عَنِ الصَّلَاةِ، أَوْ غَفَلَ عَنْهَا، فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا، فإنَّ اللهَ يقولُ: {وأَقِمِ الصَّلَاةِ لِذِكْرِي}”،[7] والله أعلم.[11]

حكم من نام عن صلاة متعمدا

إنّ ترك الصلاة عمدًا لا شكّ أنّه من أشد الأمور إثمًا عند الله عزّ وجل، ولكن من نام عن الصلاة متعمّدًا له حكمان:[12]

  • الأوّل: إن نام دون تضيّق الوقت وعلم أنه لن يستيقظ إلا وقد خرج وقت الصلاة، فهو آثم.
  • الثاني: إن نام بعد دخول الوقت وتضيقه، وعلم أنه لن يستيقظ إلا وقد خرج وقت الصلاة، فإنه عاصٍ؛ إذ استخدم النوم وسيلة ليترك من خلالها الصلاة.

شاهد أيضًا: هل يجوز رفع اليدين في كل ركعة وما مواضع رفع اليدين في الصلاة

حكم جمع الصلوات بدون عذر

لا يجوز أن يجمع المسلم بين صلاتين دون عذر شرعي، كالمرض مثلًا أو الاستحاضة للمرأة أو السفر أو غير ذلك، فيصلي المرء كلّ فرض في وقته، فصلاة الظهر في وقت الظهر، وصلاة العصر في وقت العصر، وصلاة المغرب في وقت المغرب وهكذا، وأمّا الجمع فله أسبابه المبيحة التي ذكرها العلماء فيما وصلهم عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في السنة النبوية والقرآن الكريم، وأمّا جمع الصلاة بدون عذر فباطل ولا يجوز والله أعلم.[13]

كفارة جمع الصلوات بدون عذر

إنّ جمع صلاتين من دون عذر هو أمر غير جائز شرعًا، وذلك لقوله تعالى: {فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۚ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا}،[2] فكلّ صلاة لها وقت مخصوص ينبغي أن تؤدّى فيه، فينبغي للمسلم أن يصلي الفروض في أوقاتها المخصوصة، لئلا يتعدّى على حدود الله والعياذ بالله، فقد قال الله عزّ وجل: {وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}،[14] ولكن لم يذكر العلماء كفّارة لهذا الفعل، وإنّما قالوا إنّ المسلم ينبغي له أن يقضي الصلوات التي فاتته والتي قد جمعها من غير عذر، وليحذر المسلم من هذا الفعل لأنّه من الكبائر، والله أعلم.[15]

وإلى هنا يكون قد تم مقال هل يجوز جمع الصلوات بسبب النوم بعد الوقوف على إجابة هذا السؤال، والوقوف على بعض المسائل الأخرى المتعلقة بالجلاة وجمعها وقضائها ومتى يكون ذلك ومتى لا يكون.

المراجع

  1. ^ islamweb.net، يحرم تقديم الصلاة أو تأخيرها عن وقتها لغير مسوغ شرعي، 27/04/2023
  2. ^ سورة النساء، الآية: 103
  3. ^ islamweb.net، يعذر النائم بنومه إن لم يقصد به تأخير الصلاة عن وقتها، 27/04/2023
  4. ^ islamweb.net، حكم الجمع بسبب التعب والإرهاق، 27/04/2023
  5. ^ صحيح مسلم، أبو ذر الغفاري، مسلم، 648، حديث صحيح.
  6. ^ islamweb.net، حكم جمع الصلاة لأجل النوم، 27/04/2023
  7. ^ صحيح مسلم، أنس بن مالك، مسلم، 684، حديث صحيح.
  8. ^ صحيح البخاري، أبو هريرة، البخاري، 7486، حديث صحيح.
  9. ^ صحيح مسلم، أبو قتادة الحارث بن ربعي، مسلم، 681، حديث صحيح.
  10. ^ islamweb.net، هل للشخص المتعب أن يجمع الصلاة تقديما لينام، 27/04/2023
  11. ^ islamweb.net، ليس النوم من مبيحات الجمع بين الصلاتين، 27/04/2023
  12. ^ islamweb.net، فوات الصلاة بسبب النوم بين العذر وعدمه، 27/04/2023
  13. ^ binbaz.org.sa، حكم الجمع بين الصلاتين من غير عذر، 27/04/2023
  14. ^ سورة البقرة، الآية: 229
  15. ^ islamweb.net، جمع الصلاة لغير عذر، 27/04/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *