هل يجوز رفع اليدين في كل ركعة وما مواضع رفع اليدين في الصلاة

هل يجوز رفع اليدين في كل ركعة وما مواضع رفع اليدين في الصلاة
هل يجوز رفع اليدين في كل ركعة

هل يجوز رفع اليدين في كل ركعة وما مواضع رفع اليدين في الصلاة، وهو موضوع هذا المقال، إنّ الله -سبحانه وتعالى- فرض الصلاة على عباده المسلمين، وقد بيّن الرسول الكريم -عليه الصلاة والسلام- الطريقة الصحيحة في أداء الصلاة في سنته الشريفة، ولا بدّ للمسلم من الحرص على التفقّه في العبادات، وأدائها على أكمل وجه، حتى ينال الأجر والثواب باتباع السنة النبوية في أعظم عبادة، ومن خلال هذا المقال سوف نسلط الضوء على هل يجوز رفع اليدين في كل ركعة، وما حكم رفع اليدين في الصلاة في المذاهب الأربعة وغيرها من الأحكام الشرعية المهمة.

حكم رفع اليدين في الصلاة في المذاهب الأربعة

اتفقت مذاهب المسلمين الأربعة على أنّ رفع اليدين في الصلاة سنة مستحبة، وقد وردت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- التي تدلّ على رفع اليدين في الصلاة، ومنها ما ورد عن أبو حميد الساعدي -رضي الله عنه- قال: كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا قام إلى الصَّلاةِ يرفَعُ يديه حتَّى يحاذيَ بهما مَنْكِبَيْهِ، ثم يكبِّرُ حتَّى يقِرَّ كلُّ عَظْمٍ في موضِعِه معتدلًا، ثم يقرأُ ثم يكبِّرُ فيرفَعُ يديه حتَّى يحاذيَ بهما مَنْكِبَيْهِ، ثم يركَعُ ويضَعُ راحتَيْهِ على رُكبتيه ثم يعتدِلُ، فلا يصُبُّ رأسَه ولا يُقنِعُ، ثم يرفَعُ رأسَه فيقولُ: سمِعَ اللهُ لِمَن حمِده، ثم يرفَعُ يديه حتَّى يحاذيَ مَنْكِبَيْهِ، وذكَر الحديثَ، وفيه: ثم إذا قام مِن الرَّكعتينِ كبَّرَ ورفَع يدَيْه حتَّى يحاذيَ بهما مَنْكِبَيْهِ كما كبَّرَ عند افتتاحِ الصَّلاةِ”[1]، حيثُ بيّن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه يستحب للمسلم أن يرفع يديه في الصلاةِ في أربع مواضع، وهي عند تكبيرة الإحرام، والتكبير للركوع، والرفع من الركوع، والقيام من الركعتين، كما أنه لا يُشرَعُ رفعُ اليدينِ في غيرِ المواضعِ المذكورةِ، والله أعلم.[2]

هل يجوز رفع اليدين في كل ركعة

ذهب أهل العلم إلى أنه يجوز رفع اليدين عند كل ركعة في الركوع والرفع منه، حيثُ إنّ رفع اليدين في الصلاة سنة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقد فعلها خلفاؤه الراشدون رضوان الله عليهم، فالسنة للمؤمن أن يفعل ذلك في كل ركعة، كما أنه يسن للمسلم أن يرفع يديه في الصلاة أيضًا عند تكبيرة الإحرام والقيام من التشهد الأول إلى الثالثة، ودليل ذلك ما ورد في صحيح البخاري عَنْ عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- قال: ” أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ إِذَا دَخَلَ فِي الصَّلَاةِ كَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ ، وَإِذَا رَكَعَ رَفَعَ يَدَيْهِ ، وَإِذَا قَالَ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ رَفَعَ يَدَيْهِ ، وَإِذَا قَامَ مِنْ الرَّكْعَتَيْنِ رَفَعَ يَدَيْهِ ، وَرَفَعَ ذَلِكَ ابْنُ عُمَرَ إِلَى نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ”[3]، كما ذكر النووي -رحمه الله- صفة رفع اليدين عند الركوع وعند الرفع فقال:” وأما صفة الرفع فالمشهور من مذهبنا ومذهب الجماهير أنه يرفع يديه حذو منكبيه بحيث تحاذي أطراف أصابعه فروع أذنيه أي أعلى أذنيه وإبهاماه شحمتي أذنيه وراحتاه منكبيه فهذا معنى قولهم حذو منكبيه، وبناء على ذلك فالرفع مستحب وسنة وليس بواجب، ولو صلّ المسلم ولم يرفع يديه عند هذه المواضع صحت صلاته، ولكنه خالف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.[4]

شاهد أيضًا: ما هو حكم تكبيرة الاحرام في الصلاة وما حكم من نسيها

مواضع رفع اليدين في الصلاة

بَيّنَ ابنُ عُمر -رضيْ الله عنَهُما- عدد مواضع رفعَ اليديّنِ في التكبيراتِ بتتبعهُ لأفعالِ رسول الله مُحمد -صلى الله عليّه وسلم- في صلاتّهُ، وهيّ أربعةُ مواضع، حيثُ إنّه روى: “أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، كان يرفعُ يديْهِ حَذْوَ مِنْكَبَيْهِ، إذا افتتحَ الصلاةَ، وإذا كَبَّرَ للركوعِ، وإذا رفعَ رأسَهُ من الركوعِ رفعهما كذلكَ أيضًا، وقال: سمعَ اللهُ لمن حمدَهُ، ربنا ولكَ الحمدُ. وكان لا يفعلُ ذلكَ في السجودِ”[5]، حيثُ إنّ هذا الحديث يوضّح عدد التكبيرات التي تُرفع فيها اليدين في الصّلاة، وكل ما عدا هذه المواضع لا يشرع رفع اليدين عندها لأنه لم يثبت عن النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه كان يرفع يديه في غيرها، وهي:[6]

  • رفعُ اليدين عند تكبيرة الإِحرام.
  • رفع اليدين عند الركوع.
  • رفع اليدين عند الرفع من الركوع.
  • رفعُ اليدين عند القيام من التشهُّد الأوَّل.

هل يجوز رفع اليدين عند قول سمع الله لمن حمده

يجوز رفع اليدين عن الرَّفعِ من الركوع وقول سمع الله لمن حمده، إن كان المصلي إمام أو منفرد، فهي سنة مستحبة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهو قول كل من الشافعية والحنابلة[7]، ودليل ذلك ما ورد عن سالمِ بنِ عبدِ اللهِ عن أبيه -رضي الله عنهما- قال: “أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يرفَعُ يديه حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ إذا افتَتَح الصَّلاةَ، وإذا كبَّرَ للرُّكوعِ، وإذا رفَع رأسَه من الرُّكوعِ رفَعهما كذلك أيضًا، وقال: سمِع اللهُ لِمَن حمِده، ربَّنا ولك الحمدُ، وكان لا يفعَلُ ذلك في السُّجود”[5]، ولكن تعدد آراء أهل العلم في وقت الرفع على قولين:[8]

  • القول الأول: رفع اليدين مع بداية رفع المصلي رأسه من الركوع، فقد قال النووي -رحمه الله- في ذلك: ” ومندوبات – الرفع من الركوع -:فمنها: أن يرفع يديه حذو منكبيه كما سبق بيانه في صفة الرفع في تكبيرة الإحرام، ويكون ابتداء رفعهما مع ابتداء الرفع…فإذا اعتدل قائما حط يديه، والسنة أن يقول في حال ارتفاعه : سمع الله لمن حمده”.
  • القول الثاني: رفع اليدين بعد أن يعتدل المصلي من الركوع، فقد قال ابن قدامة -رحمه الله- في وقت رفع اليدين: ” قال أحمد بن الحسين: رأيت أبا عبد الله إذا رفع رأسه من الركوع لا يرفع يديه حتى يستتم قائما. ووجهه أن في بعض ألفاظ حديث ابن عمر: ( رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا افتتح الصلاة رفع يديه، وإذا ركع، وبعدما يرفع رأسه من الركوع “.

شاهد أيضًا: حكم تحريك السبابة في التشهد

صفة رفع اليدين في الصلاة

تباينت آراء أهل العلم في صفة رفعِ اليدينِ في الصلاةِ، على قولين اثنين، وفيما يأتي سيتم بيانهما بالتفصيل:[9]

  • الرأي الأول: أنَّ رفع اليدينِ تكونُ حذوَ المنكبين، ودليل ذلك الحديث الذي رواه عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- حيث قال: “أنَّ رَسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- كانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ إذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ، وإذَا كَبَّرَ لِلرُّكُوعِ، وإذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، رَفَعَهُما كَذلكَ أَيْضًا، وقالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَن حَمِدَهُ، رَبَّنَا ولَكَ الحَمْدُ، وكانَ لا يَفْعَلُ ذلكَ في السُّجُودِ”[5].
  • الرأي الثاني: أنَّ رفع اليدين إنَّما يكون حذو الأذنين، ودليل ذلك الحديث الذي رواه مالك بن الحويرث -رضي الله عنه- حيث قال: “إنه رأى النَّبيَّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- رفعَ يدَيهِ في صلاتِهِ، وإذا رَكَعَ وإذا رفعَ رأسَهُ منَ الرُّكوعِ وإذا سجدَ، وإذا رفعَ رأسَهُ منَ السُّجودِ حتَّى يحاذِيَ بِهِما فروعَ أذُنَيْهِ”[10].

حكم رفع اليدين في الصلاة في غير موضعها

إنّ رفع الدين في الصلاة في غير موضعها من الأمور غير المشروعة في الدين الإسلامي، وبناءً على ذلك ينبغي على المسلم أن يلتزم في سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنّ يرفعُ يديه في المواضع الأربعة المذكورة والمثبتة في الأحاديث الصحيحة، وهي: عند تكبيرة الإحرام، وعند الركوع، وعند الرفع من الركوع، وعند القيام من التشهد الأول، فلم يرد في النصوص الشرعية أية مواضع أخرى لرفع اليدين، ولكن إن قام المسلم وأتى بغير هذه المواضع لا تبطل صلاته ولا تؤثر على صحتها، كما أنه لا يترتب عليه سجود سهو سواء فعل ذلك متعمدًا أو سهوًا، ويجدر بالمسلمين اتبّاع ما رُوي عن النبي -عليه الصلاة والسلام- وما ثبت عنه، والبعد عن الاجتهاد من تلقاء أنفسهم إلا بما أمرهم به الله سبحانه وتعالى، وما صح ذِكره عن نبيه عليه السلام.[11]

حكم ترك رفع اليدين في الصلاة

إنَّ ترك المسلم رفع اليدينِ في الصلاةِ فصلاته صحيحة ولا شيء عليه، لأنّ تركها لا يعد من مبطلات الصلاة، ولكن تاركه يفوته خير عظيم، بحيث يكونُ قد حرم أجر هذه السنة التي تركها، لأنّ رفع اليدين تعدُّ من سننِ الصلاةِ لا من أركانها ولا من واجباتها، فقد جاء في الموسوعة الفقهية في ذلك قولها: ” اتَّفَقَ الشَّافِعِيَّةُ وَالْحَنَابِلَةُ عَلَى مَشْرُوعِيَّةِ رَفْعِ الْيَدَيْنِ عِنْدَ الرُّكُوعِ وَالرَّفْعِ مِنْهُ ، وَأَنَّهُ مِنْ سُنَنِ الصَّلاَةِ ، وَقَال السُّيُوطِيُّ : الرَّفْعُ ثَابِتٌ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ رِوَايَةِ خَمْسِينَ صَحَابِيًّا”، والله أعلم.[12]

وهكذا نصل وإيّاكم إلى نهاية هذا المقال الذي قدمناه لكم بعنوان هل يجوز رفع اليدين في كل ركعة وما مواضع رفع اليدين في الصلاة ، فقد عرفنا في هذا المقال بعضًا من المعلومات حول حكم رفع اليدين في الصلاة عند المذاهب الفقهية الأربعة، وقد أدرجنا لكم الإجابة الصحيحة حول السُّؤال المطروح، كما أوضحنا مواضع رع اليدين في الصلاة، وهل يجوز رفع اليدين عند قول سمع الله لمن حمده، وبيّنا صفة رفع اليدين في الصلاة، وختمنا مقالنا ببعض المعلومات عن حكم ترك رفع اليدين في الصلاة، نرجو أن نكون قد وفقنا في الإجابة على هذا السؤال وأن نكون حملنا لكم الفائدة في هذا المقال.

المراجع

  1. ^ المحلى، أبو حميد الساعدي ، ابن حزم ، 4/91 ، احتج به.
  2. ^ islamqa.info، هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يرفع يديه مع كل تكبيرة في الصلاة ؟، 09/04/2023
  3. ^ صحيح البخاري، عبدالله بن عمر ، البخاري، 739 ، صحيح.
  4. ^ islamweb.net، استحباب رفع اليدين عند الركوع والرفع منه في كل ركعة، 09/04/2023
  5. ^ صحيح البخاري، عبدالله بن عمر ، البخاري ، 735 ، صحيح.
  6. ^ dorar.net، المطلب الأوَّلُ: مواضِعُ رفعِ اليدينِ، 09/04/2023
  7. ^ islamweb.net، رفع اليدين عند الرفع من الركوع، 09/04/2023
  8. ^ islamqa.info، متى يرفع المصلي يديه عند الرفع من الركوع؟، 09/04/2023
  9. ^ islamqa.info، صفة رفع اليدين في الصلاة ، وماذا على المصلي لو أخطأ فيها ؟، 09/04/2023
  10. ^ صحيح النسائي، مالك بن الحويرث، الألباني، 1084، صحيح
  11. ^ islamweb.net، حكم فعل سنة من سنن الصلاة في غير محلها، 09/04/2023
  12. ^ islamweb.net، لا تأثير لعدم رفع اليدين مع التكبيرات على صحة الصلاة، 09/04/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *