اعمال ليلة الاسراء والمعراج والدروس المستفادة من الإسراء والمعراج

اعمال ليلة الاسراء والمعراج والدروس المستفادة من الإسراء والمعراج من المعلومات التي يبحث عنها كثير من المسلمين في جميع أنحاء العالم الإسلامي، حيث يجهل البعض مثل هذه المعلومات وقد يتصرف بطريقة لا ترضي الله تعالى، وسوف نقدم للزوار الكرام معلومات عن ليلة الإسراء والمعراج، وسوف نتعرف على أهم الأعمال في ليلة الإسراء والمعراج، وعلى الدروس المستفادة من حادثة الإسراء والمعراج وغير ذلك من المعلومات والتفاصيل الأخرى.

معلومات عن حادثة الإسراء والمعراج

تعتبر حادثة الإسراء والمعراج من أهم وأشهر الحوادث التاريخية التي وقعت في بداية الدعوة الإسلامية، وتشير إلى الرحلة التي قام بها محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث أسريَ به من المسجد الحرام في مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى في بيت المقدس، وأطلق على هذه الرحلة اسم رحلة الإسراء، كما عُرج بها من قبة الصخرة في القدس إلى السماء السابعة ووصل إلى سدرة المنتهى وهي أعلى مكان يمكن أن يصل إليه مخلوق، وأطلق على هذه الرحلة السماوية اسم رحلة المعراج من العروج أي بمعنى الصعود، وقد كانت تلك الرحلة على دابة أكبر من الحمار بقليل يطلق عليها اسم البراق، وقد صحبه جبريل عليه السلام في هذه الرحلة التي كانت من أعظم معجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقد ثبتت صحة الإسراء والمعراج بالعديد من الأدلة، حيث وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم للمشركين المسجد الأقصى وكأنه يراه، كما أكدها الله تعالى، فقد تحدث عن رحلة الإسراء في سورة الإسراء، وتحدث عن رحلة المعراج في سورة النجم، فقد قال جل من قائل: ” فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَا أَوْحَىٰ * مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ * أَفَتُمَارُونَهُ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ * وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ * عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ * عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ  مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ * لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ”،^[1] وقد تضاربت ردود فعل الناس في مكة حول هذه الرحلة، فقد ازداد المشركون عنادًا وتكذيبًا، وانقسم المسلمون بين مكذب وهؤلاء قلة ارتدوا عن الإسلام، وبين من صدقوا رسول الله وازدادوا إيمانًا إلى إيمانهم.^[2]

اعمال ليلة الاسراء والمعراج

هنالك العديد من المناسبات الإسلامية والدينية التي نص الشرع الإسلامي حسب ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام على استحباب القيام ببعض الأعمال فيها، ولكن ذهب معظم الفقهاء من أهل العلم في الإسلام إلى أنَّ ليلة الإسراء والمعراج والتي يعتقد البعض أنها ليلة السابع والعشرين من شهر رجب ليس لها فضل مخصص في الإسلام، ولم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو عن صحابته أنهم خصُّوا هذه الليلة بشيء، وهي ليلة مثل بقية الليالي فلم يثبت قيام ليلها ولا صيام نهارها، ورغم أنَّ المشهور بين المسلمين أنَّ ليلة الإسراء والمعراج هي ليلة السابع والعشرين من رجب، إلا أنَّ الفقهاء اختلفوا كثيرًا في التاريخ الدقيق لها، فالبعض ذهب إلى أنها في شهر ربيع الأول والبعض أنها في شهر رجب أو في شهر رمضان أو في شوال وغيرها من الأقوال.

ولذلك وبما أنَّه لم يثبت تاريخ ليلة الإسراء والمعراج الصحيح فلا يلزم على المسلمين تخصيص هذه الليلة بشيء من العبادات حتى لا يكون من البدع، فالمسلم لا يجوز له أن يبتدع في العبادة، وقد بيَّن رسول الله صلى الله عليه وسلم جميع أمور الدين والعبادات للمسلمين، ولو كان هنالك شيء مخصص في ليلة الإسراء والمعراج من قيام أو صيام أو ذكر لأخبرَ به صحابته ونقلوه إليها، وقد أشار الإمام ابن باز رحمه الله تعالى إلى ذلك بقوله: “ليلة سبع وعشرين من رجب، التي يعتقد بعض الناس أنها ليلة الإسراء والمعراج، لا يجوز تخصيصها بشيء من العبادة، كما لا يجوز الاحتفال بها .. هذا لو عُلمت، فكيف والصحيح من أقوال العلماء أنها لا تعرف، وقول من قال إنها ليلة سبع وعشرين من رجب، قول باطل، لا أساس له في الأحاديث الصحيحة”.

أفضل الأعمال ليلة الإسراء والمعراج

يرى بعض العلماء أنَّه يجوز للمسلم أن يقوم بالعديد من الأعمال المستحبة في ليلة الإسراء والمعراج، حيث يمكن أن يقوم ليلة الإسراء والمعراج، بما أنَّ قيام الليل سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الليلة وفي غيرها من الليالي، ويشرع للمسلم صيام نهارها وكذلك من باب أنَّ صيام أيَّ يوم في السنة مستحب لأنَّ في رفع درجات ويباعد الله تعالى به المسلم عن النار، كما يمكن القيام بالعديد من الأمور الأخرى المشروعة والتي يؤجر عليها المسلم وفيما يأتي سوف يتم إدراج أهم هذه الأعمال:

• قيام ليلة الإسراء والمعراج.
• صيام نهار ليلة الإسراء والمعراج.
• الذكر والاستغفار والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
• قراءة القرآن الكريم.
• قراءة السيرة النبوية والاطلاع على تفاصيل رحلة الإسراء والمعراج وتدارسها مع المسلمين.
• الصدقات والإكثار من الدعاء.

حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج

اختلف الفقهاء من أهل العلم في حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج، فقد ذهب البعض إلى جواز الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج، وذلك من باب المباحات التي لم يحرمها الشرع، وقد قال تعالى في كتابه العزيز: “وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ”،^[3] وهي ليلة مباركة، يتم فيها تذكير المسلمين بقصة الإسراء والمعراج وتعريفهم بالدروس المستفادة منها، بينما ذهب بعض الفقهاء إلى أنَّه لا يجوز الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج لأنَّ تاريخها غير معروف بدقة، وما ورد عن أنها في ليلة 27 من شهر رجب باطل ولا أصل له، كما أنها ليلة مثل كل الليالي لا يجوز تخصيصها بشيء.

الدروس المستفادة من الإسراء والمعراج

لقد كانت رحلة الإسراء والمعراج من أعظم الحوادث في تاريخ الدعوة الإسلامية، وبشكل خاص في المرحلة المبكرة من الدعوة، وهنالك العديد من الدروس المستفادة من هذه الرحلة العظيمة والمعجزة الإلهية المذهلة، وفيما يأتي سوف يتم إدراج أهم الدروس المستفادة من حادثة الإسراء والمعراج بشكل مفصل:

• تعد رحلة الإسراء والمعراج درسًا في الثبات على الحق بالنسبة للمسلمين، وكانت تمحيصًا لهم ليظهر المؤمن الصادق من ضعيف الإيمان والمنافق، وقد ارتد ضعفاء الإيمان عن الإسلام، بينما ازداد الذين آمنوا إيمانًا وتصديقًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
• دلت الحادثة على وحدة رسالة الأديان السماوية كلها، فقد التقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأنبياء وصلى بهم في المسجد الأقصى تشريفًا له، وهذا يدل على رسالة التوحيد الواحدة التي كلف الله تعالى بها أنبياءه.
• التأكيد على أهمية المسجد الأقصى ومكانته في الإسلام، والتأكيد على ارتباطه بالمسجد الحرام، وقد كان قبلة المسلمين في بداية الدعوة الإسلامية قبل تحويل القبلة إلى الكعبة المشرفة، وهو ثالث أقدس مسجد في الإسلام بعد المسجد الحرام والمسجد النبوي في المدينة، وأكدت الحادثة على هذه الأهمية ليبقى كذلك في الإسلام أبد الدهر.
• مواساة وتعزية لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن عانى من أيام شديدة، فقد توفيت زوجته خديجة بن خويلد وعمه أبو طالب بن عبد المطلب وقد كانا سندً وعونًا له، وضاقت به الأرض بعد موتهما، فرفعه الله تعالى إليه ليلاقي فرجًا ومواساة عن ذلك.
• تعويضًا عن الصد الذي تعرض إليه من قومه ومن أهل الطائف، وذلك بعد أن رماه أطفالهم وصبيانهم بالحجارة، فكانت الرحلة تشد من أزر النبي صلى الله عليه وسلم وتدفعه للاستمرار بالدعوة بما هو أشد، حيث أنه من يؤمن بهذه المعجزة والتي هي من الغيبيات سوف يكون من المؤمنين الحقيقيين.
• من الدروس المستفادة أيضًا التأكيد على قدرة الله تعالى في الأرض والسماء، وأنه قادر على تغيير الأحوال في طرفة عين، فقد أنزل البراق ليحمل النبي صلى الله عليه وسلم إلى القدس وعُرج به إلى السماء ورجع في لمح البصر، وهذا من قدرة الله وعجائبه، وهو قادر على أن يغير الأحوال كلها بغمضة عين.

مقالات قد تهمك

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال اعمال ليلة الاسراء والمعراج والدروس المستفادة من الإسراء والمعراج وقد تعرفنا على بعض أهم المعلومات عن رحلة الإسراء والمعراج في الإسلام، كما تعرفنا على أهم الأعمال التي يمكن القيام بها في ليلة الإسراء والمعراج، وأهم الدروس المستفادة من حادثة الإسراء والمعراج، وما إلى هنالك من تفاصيل متعلقة.