شعر حزين عن موت شخص عزيز

شعر حزين عن موت شخص عزيز
شعر حزين عن موت شخص عزيز

شعر حزين عن موت شخص عزيز، الموت سنّة الحياة، وفي حياتنا نتعرّف على الكثير من الناس الذين يملأون القلب، ولا يغيبون عن البال، ولكنّ الموت لا يعرف أخاً ولا صديقاً ولا حبيباً، وعندما يحين أجل الإنسان يأخذه الموت بدون انتظار، ولكن الأشخاص العزيزين علينا عندما يسلبنا الموت إيّاهم، فإنّه يسلب معهم أرواحنا من شدّة الحزن، ونبحث بعد موتهم عن كلماتٍ حزينةٍ نستذكرهم بها، وفي هذا المقال سندرج لكم شعر حزين عن موت شخص عزيز.

شعر حزين عن موت شخص عزيز

قد يموت الأشخاص الذين نحبّهم وقد تبلى أجسادهم تحت التراب، ولكن مهما طالت الحياة بنا وامتد الزمان بعد رحيلهم فإنّ الحزن على موتهم يزيد ولا ينقص وتظلّ صورهم عالقةً في أذهاننا وأصواتهم تترنّم في آذاننا ونظل نكتب عنهم الحزين من الكلام وندعو لهم بالرحمة والمغفرة، ونبحث عن العبارات الحزينة وقصائد الرثاء لنقرأها بعد موتهم ونشبع دافع الحزن الذي بداخلنا، ومن أجمل قصائد الرثاء قصيدة” أَبكيكِ لَو نَقَعَ الغَليلَ بُكائي” للشريف الرضيّ وسندرجها لكم فيما يأتي:[1]

أَبكيكِ لَو نَقَعَ الغَليلَ بُكائي       وَأَقولُ لَو ذَهَبَ المَقالُ بِداءِ

وَأَعوذُ بِالصَبرِ الجَميلِ تَعَزِّياً    لَو كانَ بِالصَبرِ الجَميلِ عَزائي

طوراً تُكاثِرُني الدُموعُ وَتارَةً    آوي إِلى أَكرومَتي وَحَيائي

كَم عَبرَةٍ مَوَّهتُها بِأَنامِلي         وَسَتَرتُها مُتَجَمِّلاً بِرِدائي

أُبدي التَجَلُّدَ لِلعَدوِّ وَلَو دَرى     بِتَمَلمُلي لَقَد اِشتَفى أَعدائي

ما كُنتُ أُذخَرُ في فِداكَ رَغيبَةً   لَو كانَ يَرجِعُ مَيِّتٌ بِفِداءِ

لَو كانَ يُدفَعُ ذا الحِمامُ بِقوَّةٍ      لَتَكَدَّسَت عُصَبٌ وَراءَ لِوائي

فارَقتُ فيكِ تَماسُكي وَتَجَمُّلي    وَنَسيتُ فيكَ تَعَزُّزي وَإِبائي

وَصَنَعتُ ما ثَلَمَ الوَقارَ صَنيعُهُ   مِمّا عَراني مِن جَوى البُرحاءِ

كَم زَفرَةٍ ضَعُفَت فَصارَت أَنَّةً   تَمَّمتُها بِتَنَفُّسِ الصُعَداءِ

لَهفانَ أَنزو في حَبائِلَ كُربَةٍ      مَلَكَت عَلَيَّ جَلادَتي وَغَنائي

وَجَرى الزَمانُ عَلى عَوائِدِ كَيدِهِ في قَلبِ آمالي وَعَكسِ رَجائي

قَد كُنتُ آمُلُ أَن أَكونَ لَكِ الفِدا   مِمّا أَلَمَّ فَكُنتِ أَنتِ فِدائي

شعر حزين عن موت شخص عزيز
شعر حزين عن موت شخص عزيز

قصيدة رثاء موت شخص عزيز

قصائد الرثاء من أنواع القصائد الأكثر شهرةً وشعبيةً بين الشعراء، وقلّما نرى شاعراً لم يكتب قصيدة رثاءٍ أو شعر حزين عن موت شخص عزيز، والكثير من الناس يبحثون عن قصائد الرثاء الحزينة ليقرأوها ويعيشوا على ذكريات أحبّائهم الذين رحلوا عنهم، وسندرج لكم في السطور الآتية قصيدة ” لم يفقدوا أما وقد فقدوك” للشاعرخليل مطران:[2]

لم يفقدوا أما وقد فقدوك                      فقدوا أباً وأخاً وخير شريك

جاهدت صرف الدهر دون نموه            مفغلبته والدهر غير ركيك

غلب الحنان وكم له من آيةٍ                  غراء أسطع ما تجلت فيك

أما اليتامى در در علائهم                    هذي الكواكب في البروج بنوك

أنت التي أنجبتهم وجعلتهم                   في مسلك لسعودهم مسلوك

شبوا على أسمى الخلال وكاثروا           أسنى الرجال بما نمت أيديك

طابت سرائرهم وراع ذكاؤهم              وبنوا فخاراً ليس بالمأفوك

أنت التي فيأت أجمل زهرةٍ                  ملأت عيون الطهر في ناديك

تبكي فتستبكي الملائك رحمةً               مما شجاها البين إذا حملوك

أنت التي أيدت بيتاً باذخاً                    كان البناة له عماد ملوك

جددت عهد سنائه بعزيمةٍ                    لو لم تعده لم يعد وابيك

أبقى لآلك خير ذكرى أنهم                   ما طالت الأيام لن يسلوك

جاورت سعدك لم تريدي تركهم             وهم برغم وفائهم تركوك

في ذمة اللَه أغنمى نعماءه                    أجرا فما غير الخلود يفيك

شعر حزين عن موت شخص عزيز
شعر حزين عن موت شخص عزيز

شاهد أيضاً: كلمات تعزية بوفاة شخص عزيز

قصيدة عن وفاة شخص عزيز

وعندما يموت الأشخاص الذين نحبّهم فإنّهم يتركون في حياتنا فجوةً لا تُسدّ وفراغاً لا يُملأ وفي القلب جرحاً لا يلتئم، ولا تغيب صورهم عن أذهاننا ولا أصواتهم عن آذاننا، ونظلّ نذكرهم بما هو جميل، ونبحث بعد موتهم عن القصائد الجميلة التي تتكلم عن وفاة شخصِ عزيز، وفي هذه الفقرة اخترنا أن ندرج لكم قصيدة ” يا عَينُ مَهما كُنتِ ذاتَ جُمودٍ” للشاعر شكيب أرسلان:[3]

يا عَينُ مَهما كُنتِ ذاتَ جُمودٍ         فَلَأُبكِينكِ دَماً عَلى مَحمودِ

وَلَأُمطِرَنكَ مِنَ الدُموعِ سَحائِباً        تَروينَها عَن كَفِّهِ في الجودِ

وَلَأَنتَ يا كَبِدي فَمِن نارِ الأَسى       ذوبي وَيانارُ الضُلوعِ فَزيدي

ماكُنتُ يا قَلبُ الحَديدَ فَإِن تَكُن         فَالنارُ قَد تُلوى بِكُلِّ حَديدِ

أَتُعِزُّ في مَحمودِ دَمعَةَ ناظِرِ           لَو كانَ فيهِ قَسوَةَ الجَلمودِ

مِن بَعدِ ما مَلَأَ النَواظِرَ قُرَّةً           وَغَدا مَسَرَّةَ قَلبِ كطُلَّ وَدودِ

ما كُنتُ أَحسَبُ أَنَّ مِثلَ جَبينِهِ          شَرخَ الشَبابِ يَعودُ طَعمُ الدودِ

ما كُنتُ آمُلُ أَنَّ شُعلَةَ ذِهنِهِ            تَعدو عَلَيها اليَومَ كَفَّ خَمودِ

ما كُنتُ آمُلُ أَن نَكباءَ الرَدى          تودي بِغُصنِ شَبابِهِ الأَملودِ

وَبِكُلِّ نَفسٍ مِن أَمائِرِ نَبلِهِ              إيماضَ بارِقَةٍ وَلَمحَ شُهودِ

سَهِرَ الَيالي في وِصالِ حَقائِقٍ         وَالغَيرُ يَسهَرُ في وِصالِ الغَيدِ

ما غَرَّهُ زَهوٌ وَلا حَسَبُ العُلا          إِلّا بِمَجمَعِ طارِفِ وَتَليدِ

نَظُمَت بِهِ زَهرَ الخِلالِ كَأَنَّها           في الخودِ عَقدَ اللُؤلُؤِ المَنضودِ

ما كانَ مَن يَمضي وَهَذا شَأوُهُ         في السِتِّ وَالعِشرينَ غَيرَ شَهيدِ

يَومَ غَدا في كُلِّ دارٍ مَأتَماً              فينا وَفي الفِردَوسِ يَومَ العيدِ

لَبِسَ النَهارَ بِهِ دُجُنَّةَ غاسِقٍ             وَلَقَد يَكونَ ضِيا اللَيالي السودِ

وَلّى وَخَلَّفَ في ذَويهِ مِنَ الأَسى       حالاً أَشَقَّ مِنَ الحِمامِ المودي

لَو كانَ يَنظُرُ لِلحَقيقَةِ ناظِرٌ             فَالمَوتُ لِلمَوجودِ لا المَفقودِ

هَذا يَموتُ بِكُلِّ يَومٍ حَسرَةً             إِذا ذاكَ راحَ بِيَومِهِ المَوعودِ

شعر حزين عن موت شخص عزيز
شعر حزين عن موت شخص عزيز

شاهد أيضًأ: شعر عن الام قصير ومعبر … اجمل القصائد عن الأم وفضلها

شعر رثاء شخص عزيز

وقصائد الرثاء من القصائد التي ينسجها الشعراء بإحساسٍ صادقٍ ومشاعر حزينةٍ، فتنتظم الكلمات فيها وتكتسب لحناً عذباً ورنيناً حزيناً يجرح القلب ويؤثر على النفس، ومن أشهر الشعراء الذين كتبوا قصائد الرثاء هي الشاعرة الخنساء التي سطّرت أروع الأبيات في رثاء أخيها، وفي هذه الفقرة آثرنا أن ندرج لكم قصيدة ” يا عَينِ ما لَكِ لا تَبكينَ تَسكابا” للخنساء:[4]

يا عَينِ ما لَكِ لا تَبكينَ تَسكابا         إِذ رابَ دَهرٌ وَكانَ الدَهرُ رَيّابا

فَاِبكي أَخاكِ لِأَيتامٍ وَأَرمَلَةٍ             وَاِبكي أَخاكِ إِذا جاوَرتِ أَجنابا

وَاِبكي أَخاكِ لِخَيلٍ كَالقَطا عُصَباً      فَقَدنَ لَمّا ثَوى سَيباً وَأَنهابا

يَعدو بِهِ سابِحٌ نَهدٌ مَراكِلُهُ              مُجَلبَبٌ بِسَوادِ اللَيلِ جِلبابا

حَتّى يُصَبِّحَ أَقواماً يُحارِبُهُم            أَو يُسلَبوا دونَ صَفِّ القَومِ أَسلابا

هُوَ الفَتى الكامِلُ الحامي حَقيقَتَهُ       مَأوى الضَريكِ إِذا ما جاءَ مُنتابا

يَهدي الرَعيلَ إِذا ضاقَ السَبيلُ بِهِم    نَهدَ التَليلِ لِصَعبِ الأَمرِ رَكّابا

المَجدُ حُلَّتُهُ وَالجودُ عِلَّتُهُ               وَالصِدقُ حَوزَتُهُ إِن قِرنُهُ هابا

خَطّابُ مَحفِلَةٍ فَرّاجُ مَظلَمَةٍ            إِن هابَ مُعضِلَةً سَنّى لَها بابا

حَمّالُ أَلوِيَةٍ قَطّاعُ أَودِيَةٍ                شَهّادُ أَنجِيَةٍ لِلوِترِ طَلّابا

سُمُّ العُداةِ وَفَكّاكُ العُناةِ إِذا             لاقى الوَغى لَم يَكُن لِلمَوتِ هَيّابا

شعر حزين عن موت شخص عزيز
شعر حزين عن موت شخص عزيز

أجمل قصائد الرثاء

وسندرج لكم فيما يأتي أجمل قصائد الرثاء للأبن وللحبيبة وللأم وللأب:

شعر رثاء للأبن

الأبناء هم نبض القلب ومهجة الفؤاد وزينة الحياة الدنيا، ولا يملأ القلب أحدٌ أكثر من الأبناء، وعندما يفقد الإنسان أحد أبنائه فإنّه يشعر بحزنٍ لا يوصف وألمٍ لا يُحتمل، وقد جسّد الشاعر الرومي هذه المشاعر في قصائده في رثاء ابنه، وقد اخترنا لكم في مقالنا قصيدة ” بكاؤكما يشفي وإن كان لا يجدي” في رثاء ابنه:[5]

بكاؤكُما يشْفي وإن كان لا يُجْدي            فجُودا فقد أوْدَى نَظيركُمُا عندي

بُنَيَّ الذي أهْدَتْهُ كَفَّايَ للثَّرَى                 فَيَا عِزَّةَ المُهْدَى ويا حَسْرة المُهدِي

ألا قاتَل اللَّهُ المنايا ورَمْيَها                   من القَوْمِ حَبَّات القُلوب على عَمْدِ

تَوَخَّى حِمَامُ الموتِ أوْسَطَ صبْيَتي           فلله كيفَ اخْتار وَاسطَةَ العِقْدِ

على حينَ شمْتُ الخيْرَ من لَمَحَاتِهِ          وآنَسْتُ من أفْعاله آيةَ الرُّشدِ

طَوَاهُ الرَّدَى عنِّي فأضحَى مَزَارُهُ           بعيداً على قُرْب قريباً على بُعْدِ

لقد أنْجَزَتْ فيه المنايا وعيدَها               وأخْلَفَتِ الآمالُ ما كان من وعْدِ

لقَد قلَّ بين المهْد واللَّحْد لُبْثُهُ                 فلم ينْسَ عهْدَ المهْد إذ ضُمَّ في اللَّحْدِ

تَنَغَّصَ قَبْلَ الرِّيِّ ماءُ حَياتِهِ                  وفُجِّعَ منْه بالعُذُوبة والبَرْدِ

ألَحَّ عليه النَّزْفُ حتَّى أحالَهُ                  إلى صُفْرَة الجاديِّ عن حُمْرَةِ الوَرْدِ

وظلَّ على الأيْدي تَساقط نَفْسُه              ويذوِي كما يذوي القَضِيبُ من الرَّنْدِ

فَيَالكِ من نَفْس تَسَاقَط أنْفُساً                  تساقط درٍّ من نِظَام بلا عقدِ

عجبتُ لقلبي كيف لم ينفَطِرْ له              ولوْ أنَّهُ أقْسى من الحجر الصَّلدِ

بودِّي أني كنتُ قُدِّمْتُ قبْلَه                   وأن المنايا دُونَهُ صَمَدَتْ صَمْدِي

ولكنَّ ربِّي شاءَ غيرَ مشيئتي                وللرَّبِّ إمْضَاءُ المشيئةِ لا العَبْدِ

وما سرني أن بعْتُهُ بثَوابِه                    ولو أنه التَّخْليدُ في جنَّةِ الخُلْدِ

وَلا بِعْتُهُ طَوْعاً ولكنْ غُصِبْته                وليس على ظُلْمِ الحوادِث من مُعْدِي

وإنِّي وإن مُتِّعْتُ بابْنيَّ بَعْده                  لَذاكرُه ما حنَّتِ النِّيبُ في نَجْدِ

وأولادُنا مثْلُ الجَوارح أيُّها                  فقدْناه كان الفاجِعَ البَيِّنَ الفقدِ

شعر حزين عن موت شخص عزيز
شعر حزين عن موت شخص عزيز

شعر رثاء للحبيبة

وكذلك فإنّ رثاء الحبيبة من المواضيع التي لم تخلُ منها القصائد العربية، وفي هذه الفقرة سندرج لكم قصيدة ” رثاء حبيبة” للشاعر حسان يوسف:[6]

بكتَ العيونُ على رحيلكِ وارتَدَتْ          بعد الرَّدى ثوبَ الحدادِ رموشُ

حطَّمتِ قلبي ليلةً، وجميعُ ما                دكَّ الحشا بعد الحُطامِ خُدوشُ

ماتتْ شراييني وأَبْهَرُ خافقي                ما ضرَّها بعدَ المماتِ نُعوشُ

أُصغي إلى صرْخاتِ صمتٍ هزَّهَا          و كأنَّها بينَ العِظَامِ وحوشُ

طرَّزْتِ ما حولي بِلَيلٍ دامسٍ                بعدَ النَّوى .. كيفَ الفؤادُ يعيشُ

إنْ كانَ تاجي صارَ تحتَ بسيطةٍ            فوقَ الثَّرى .. ماذا تُفيدُ عروشُ

هذي رسالةُ مهجتي كي تعرفي             أنَّ الزَّمانَ بلوعتي مفروشُ

فحجارةُ المثوى لهيبٌ حارقٌ                و كأنَّهُ بلظى الرَّدى منقوشُ

تغلي الدِّماءُ إذا لَمَسْتُ رِجامَهُ               في داخلي صوتُ الدِّماءِ كَشِيشُ

وكأنَّهُ ماءٌ كئيبٌ قاتمٌ                         يسري النَّجيعُ كأنَّهُ مغشوشُ

في تربةِ الرَّمسِ الحزينِ حلاوةٌ             وجهُ التَّرابِ على المزارِ بَشُوشُ

شوقاً إليكِ يسوقُني نبضُ الحشا             ما ردَّ عزمي للمجيء جيوشُ

آتي لأنهلَ من ترابِكِ نبضتي                كي يستفيقَ فؤاديَ المجروشُ

كي أستظلَّ بِفَيءِ روحِكِ دائماً               و كأنَّها فوقَ القبورِ عريشُ

كي أستردَّ رفاتَ لبٍّ تائهٍ                    لولا زفيرُ الرُّوحِ منكِ يطيشُ

كنتِ الحياةَ بأسرِها.. كنتِ الدُّنا             فالكلُّ بعدَكِ في الحياةِ رُتُوشُ

فلتعذريني في سيولِ مَذَارفي                إنَّ المذارفَ كالقلوبِ تجيشُ

جفَّ الوريدُ وجفَّ نبعُ عواطفي             إنَّ الفؤادَ بلا الوصالِ جَمِيْشُ

شعر حزين عن موت شخص عزيز
شعر حزين عن موت شخص عزيز

شاهد أيضاً: كلام مواساة شخص فقد غالي

شعر رثاء للأب

وأيضاً فإنّ الأب من الأشخاص الذين كتب فيهم الشعراء أجمل قصائد الرثاء وعبّروا عن حزنهم بأصدق الأبيات الحزينة، وسندرج لكم فيما يأتي قصيدة “سألوني لم لم أرث أبي” للشاعر أحمد شوقي:[7]

سَأَلوني لِمَ لَم أَرثِ أَبي           وَرِثاءُ الأَبِ دَينٌ أَيُّ دَين

أَيُّها اللُوّامُ ما أَظلَمَكُم             أَينَ لي العَقلُ الَّذي يُسعِدُ أَين

يا أَبي ما أَنتَ في ذا أَوَّلٌ        كُلُّ نَفسٍ لِلمَنايا فَرضُ عَين

هَلَكَت قَبلَكَ ناسٌ وَقُرى          وَنَعى الناعونَ خَيرَ الثِقَلَين

غايَةُ المَرءِ وَإِن طالَ المَدى     آخِذٌ يَأخُذُهُ بِالأَصغَرَين

وَطَبيبٌ يَتَوَلّى عاجِزاً            نافِضاً مِن طِبَّهُ خُفَّي حُنَين

إِنَّ لِلمَوتِ يَداً إِن ضَرَبَت        أَوشَكَت تَصدَعُ شَملَ الفَرقَدَين

تَنفُذُ الجَوَّ عَلى عِقبانِهِ            وَتُلاقي اللَيثَ بَينَ الجَبَلَين

وَتَحُطُّ الفَرخَ مِن أَيكَتِهِ           وَتَنالُ البَبَّغا في المِئَتَين

أَنا مَن ماتَ وَمَن ماتَ أَنا        لَقِيَ المَوتَ كِلانا مَرَّتَين

نَحنُ كُنّا مُهجَةً في بَدَنٍ           ثُمَّ صِرنا مُهجَةً في بَدَنَين

ثُمَّ عُدنا مُهجَةً في بَدَنٍ            ثُمَّ نُلقى جُثَّةً في كَفَنَين

ثُمَّ نَحيا في عَلِيٍّ بَعدَنا            وَبِهِ نُبعَثُ أولى البِعثَتَين

اِنظُرِ الكَونَ وَقُل في وَصفِهِ     كُلُّ هَذا أَصلُهُ مِن أَبَوَين

فَإِذا ما قيلَ ما أَصلُهُما            قُل هُما الرَحمَةُ في مَرحَمَتَين

فَقَدا الجَنَّةَ في إيجادِنا             وَنَعِمنا مِنهُما في جَنَّتَين

وَهُما العُذرُ إِذا ما أُغضِبا        وَهُما الصَفحُ لَنا مُستَرضِيَين

لَيتَ شِعري أَيُّ حَيٍّ لَم يَدِن      بِالَّذي دانا بِهِ مُبتَدِأَين

وَقَفَ اللَهُ بِنا حَيثُ هُما            وَأَماتَ الرُسلَ إِلّا الوالِدَين

ما أَبي إِلّا أَخٌ فارَقتُهُ             وُدُّهُ الصِدقُ وَوُدُّ الناسِ مَين

شعر رثاء للأم

ولا يوجد مصبةٌ أكبر ولا حزنٌ أشد من الحزن الذي يصيب الإنسان عندما يفقد أمّه، وقصائد الرثاء التي كتبت في الأمّ كثيرةٌ اخترنا لكم منها قصيدة قد كنت أرجو للدكتور حيدر الغدير:[8]

قد كنتُ أرجو أن أضمَّ ثراك                وترينني قبلَ الردى وأراك

وأقبّلَ الكفَ الطهور متمتماً                  بالآي آمل أن أحوز رضاك

وأنام بين يديك نومةَ هانئ                   وكأنني وبيَ المشيب فتاك

وكأنني الطفل الذي رضع الهدى            والدَرَّ منك ودفأه وحجاك

وتجول في الوجه المكرم مقلتي               وتجول فيّ سعيدةً عيناك

لكنْ سبقتِ وكلنا في رحلة                   يجتازها الراضي بها والشاكي

بوركتِ يا أماه كنتِ أبيةً                     ومُناك عالية سمتْ ومداك

أيقنتِ أن العمر برق خلّب                   فزهدتِ زهد الصِّيد والنسّاك

وجعلتِ للرحمن أمرك كلَّه                  في النعميات البيض والأشواك

ونسجتِ من زَرَدِ التوكل بُرْدةً               قد أحكمتها فاستوت كفاك

وبلغتِ بالعزم العنيد المرتقى                وغلبت بالصبر الجميل أساك

وصبرتِ والأهوال حولك جمةٌ              صَبْرَ الحرائر في الأذى الفتاك

تترى وأَنت عنيدةٌ ورضيةٌ                   والحمد قد لهجتْ به شفتاك

حتى لقيتِ الموتَ مُنْيةَ وامقٍ                فأتيته مشتاقةً وأتاك

ووجدتِ في القبر المنوَّر روضةً            طابت بعاقبةِ التقى وشذاك

ممطورةً بالآيِ قد رتَّلتِها                     وجزيلِ ما جادت به يمناك

والشكرِ قد أُشْرِبْتِه وعشقتهِ                  فغدا لك الكنزَ الذي أعلاك

والشوقِ للفردوس وَهْوَ المنتهى              إني لأقسم أنه مثواك

شعر حزين عن موت شخص عزيز
شعر حزين عن موت شخص عزيز

شاهد أيضاً: دعاء لأمي المتوفية يوم الجمعة

شعر حزين عن الموت

الموت من أعظم المصائب التي تصيب الإنسان ويتعرّض الإنسان في موته للعديد من الأهوال التي لن يصبر عليها إلّا الذين أنعم الله عليهم بالحياة الدنيا وهداهم إلى صراطه المستقيم، وفي قصيدة “ليس الغريب” تجسيدٌ لما يمرّ به الإنسان من أهوالٍ عند موته سندرج لكم بعضاً من أبياتها فيما يأتي:

كَأَنَّني بَينَ تلك الأَهلِ مُنطَرِحَاً               عَلى الفِراشِ وَأَيْديهِمْ تُقَلِّبُني

واشَتد نَزْعِي وَصَار المَوتُ يَجْذِبُها        مِن كُلِّ عِرْقٍ بِلا رِفقٍ ولا هَوَنِ

واستَخْرَجَ الرُّوحَ مِني في تَغَرْغُرِها       وصَارَ رِيقي مَريراً حِينَ غَرْغَرَني

وَغَمَّضُوني وَراحَ الكُلُّ وانْصَرَفوا         بَعْدَ الإِياسِ وَجَدُّوا في شِرَا الكَفَنِ

وَقامَ مَنْ كانَ حِبَّ لنّاسِ في عَجَلٍ          نَحْوَ المُغَسِّلِ يَأْتيني يُغَسِّلُني

وَقالَ يا قَوْمِ نَبْغِي غاسِلاً حَذِقاً              حُراً أَرِيباً لَبِيباً عَارِفاً فَطِنِ

فَجاءَني رَجُلٌ مِنْهُمْ فَجَرَّدَني                مِنَ الثِّيابِ وَأَعْرَاني وأَفْرَدَني

وَأَوْدَعوني عَلى الأَلْواحِ مُنْطَرِحاً            وَصَارَ فَوْقي خَرِيرُ الماءِ يَغسلني

وَأَسْكَبَ الماءَ مِنْ فَوقي وَغَسَّلَني            غُسْلاً ثَلاثاً وَنَادَى القَوْمَ بِالكَفَنِ

وَأَلْبَسُوني ثِياباً لا كِمامَ لها                  وَصارَ زَادي حَنُوطِي حينَ حَنَّطَني

وَحَمَّلوني على الأْكتافِ أَربَعَةٌ               مِنَ الرِّجالِ وَخَلْفِي مَنْ يُشَيِّعُني

وَقَدَّموني إِلى المحرابِ وانصَرَفوا          خَلْفَ الإِمَامِ فَصَلَّى ثمّ وَدَّعَني

وَأَنْزَلوني إلى قَبري على مَهَلٍ             وَقَدَّمُوا واحِداً مِنهم يُلَحِّدُني

في ظُلْمَةِ القبرِ لا أُمٌّ هناك ولا              أَبٌ شَفيقٌ ولا أَخٌ يُؤَنِّسُني

فَرِيدٌ وَحِيدُ القبرِ، يا أَسَفاً                    عَلى الفِراقِ بِلا عَمَلٍ يُزَوِّدُني

وَهالَني صُورَةً في العينِ إِذْ نَظَرَتْ         مِنْ هَوْلِ مَطْلَعِ ما قَدْ كان أَدهَشَني

مِنْ مُنكَرٍ ونكيرٍ ما أَقولُ لهم                قَدْ هَالَني أَمْرُهُمْ جِداً فَأَفْزَعَني

كلام حزين عن فقد شخص عزيز

وعندما يموت من نحبهم تظلم الحياة في أعيننا ويغيب الفرح عن قلوبنا وتضيق صدورنا من الدنيا ولا يواسينا إلّا الكلام الحزين الذي يعبّر عن الألم الذي بداخلنا، والكثير من الناس الذين يبحثون عن

  • لا تزال أصواتكم تترنم في آذاننا وصوركم تدور في أذهاننا ولم تغيبوا عن قلوبنا رغم رحيلكم، نسأل الله أن يجمعنا بكم في جنّاته.
  • لقد غابت عنّا أجسادكم ولكن أرواحكم لم تفارقنا ولا للحظةٍ واحدة، ففي كلّ يومٍ نراكم ويزورنا طيفكم في يقظتنا وأحلامنا.
  • لم أكن أعتقد أن غيابكم سيخلّف تلك الفجوة الكبيرة في قلبي ويترك كل ذلك الفراغ في حياتي، واليوم أعاني مما لم أكن أعتقده.
  • لو أستطيع أن أفتديكم بكل ما أملك أو أنقص من عمري لكنت وهبتكم إياه، ولكنها إرادة الله ولا نقول إلا ما يرضي ربنا.
  • أنتم كتاب الحب الذي سُرقت مني صفحاته ولا تزال كلماته عالقةً في ذاكرتي.
  • لم تغيبوا، ولم أشعر بفقدكم بعد، فلا تزال رائحتكم تنثر العطر من حولي ولا تزال كلماتكم تطرب مسمعي وتشعرني بالسعادة.

حكم وأقوال مأثورة عن الموت

وكذلك يرغب الكثير من الناس الذين يبحثون عن شعر حزين عن موت شخص عزيز بالبحث أيضاً عن حكم وأقوال مأثورة عن الموت يضعونها في حالات الواتس أو منشورات الفيسبوك أو تغريدات التويتر أو غيرها، وكذلك فإن من الحكمة ما يحمل على الصبر والاحتساب، لذلك لكم سندرج لكم في هذه الفقرة حكم وأقوال مأثورة عن الموت:

  • يوهان دي: أن تخسر شخصاً بسبب الموت أقل إيلاماً من خسارته لانعدام الثقة , الموت يقضي على المستقبل فقط، لكن الخيانة تقتل الماضي أيضاً.

  • نجيب محفوظ: الحياة فيض من الذكريات تصب في بحر النسيان. أما الموت فهو الحقيقة الراسخة.

  • مصطفى محمود: ثم إن الدنيا كلها ليست سوى فصل واحد من رواية سوف تتعدد فصولها. فالموت ليس نهاية القصة ولكن بدايتها.

  • ياسر حارب: رغم كل المعتقدات التي يؤمن لها البشر، يظلُّ الموت لغزاً محيراً لم يستطع أحد فكّ رموزه، ومهما قال الإنسان عنه، سيظلُّ همه الأكبر، وهاجسهُ الأكثر وحشةً طوال حياته.

  • عبد الرحمن الكواكبي: لو اهتديتم إلى السبيل لعلمتم أن الهرب من الموت موت، وطلب الموت حياة، ولعرفتم أن الخوف من التعب تعب، والإقدام على التعب راحة، ولفطنتم إلى أن الحرية هي شجرة الخلد، وسُقياها قطرات من الدم الأحمر المسفوح.

  • أبو الدرداء: أضحكني ثلاث وأبكاني ثلاث.. أضحكني: مؤمل الدنيا والموت يطلبه وغافل ولا يغفل عنه وضاحك ملء فيه ولا يدري أساخط ربه ام راض.

    شعر حزين عن موت شخص عزيز
    شعر حزين عن موت شخص عزيز

أبيات شعر قصيرة عن الموت

وكذلك قد يفضل الكثير من الناس الأبيات الشعرية القصيرة على القصائد الطويلة لأنها أسهل للحفظ وأيسر للنشر وأقرب إلى الشعور، لذلك فإنهم يبحثون عن أبيات شعر القصيرة عن الموت وهي ما سندرجه لكم في هذه الفقرة:

  • أبيات للمتنبي:

إذا غامرت في شرفٍ مروم                 فلا تقنع بما دون النجوم

فطعم الموت في أمر حقيرٍ                 كطعم الموت في أمرٍ عظيموكذلك:

كفى بكَ داءً أنْ ترَ الموْتَ شافِيَا             وَحَسْبُ المَنَايَا أنْ يكُنّ أمانِيَا

من لم يمت بالسيف مات بغيره             تعددت الاسباب والموت واحد

  • وكذلك للإمام الشافعي رحمه الله:[9]

يا مَن يُعانِقُ دُنيا لا بَقاءَ لَها                 يُمسي وَيُصبِحُ في دُنياهُ سَفّارا

هَلّا تَرَكتَ لِذي الدُنيا مُعانَقَةً                 حَتّى تُعانِقَ في الفِردَوسِ أَبكارا

إِن كُنتَ تَبغي جِنانَ الخُلدِ تَسكُنُها            فَيَنبَغي لَكَ أَن لا تَأمَنَ النارا

  • ويقول ابن نباته:[10]

نُعلَّلُ بالدواء إذا مرضنا                      وهل يَشفي من الموتِ الدواءُ؟

ونختارُ الطبيبَ وهل طبيبٌ                  يؤخرُ ما يقدِّمه القضاءُ؟

وما أنفاسنا إلا حسابٌ                        ولا حركاتنا إلا فناءُ

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا شعر حزين عن موت شخص عزيز، واخترنا لكم في هذا المقال أجمل قصائد الرثاء عن موت الأشخاص العزيزين علينا، وأدرجنا قصائد رثاءٍ للأب والأم والحبيبة وقصائد حزينة عن الموت، وفي ختام مقالنا نسأل الله ألّا يفجع قلبكم بقد عزيزٍ ولا حبيبٍ.

المراجع

  1. ^ aldiwan.net، أبكيك لو نقع الغليل بكائي، 09/04/2022
  2. ^ aldiwan.net، لم يفقدوا أما وقد فقدوك، 09/04/2022
  3. ^ aldiwan.net، يا عَينُ مَهما كُنتِ ذاتَ جُمودٍ، 09/04/2022
  4. ^ aldiwan.net، يا عين ما لك لا تبكين تسكابا، 09/04/2022
  5. ^ aldiwan.net، بكاؤكما يشفي وإن كان لا يجدي، 09/04/2022
  6. ^ poetsgate.com، رثاء حبيبة، 09/04/2022
  7. ^ aldiwan.net، سَأَلوني لِمَ لَم أَرثِ أَبي، 09/04/2022
  8. ^ alukah.net، قد كنت أرجو، 09/04/2022
  9. ^ aldiwan.net، يا من يعانق دنيا لا بقاء لها، 09/04/2022
  10. ^ islamicb.com، مختارات من روائع الشعر في الحِكم وتهذيب النفوس، 09/04/2022

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *