حكم قراءة سورة الكهف يوم الجمعة الألباني

حكم قراءة سورة الكهف يوم الجمعة الألباني هذه السورة المباركة التي شاع وانتشر بين المسلمين فضل قراءتها في يوم الجمعة من كل أسبوع، ولهذا فإنّ من الضروري بالنسبة لكلّ مسلم أن يعرف الحكم الشرعي الصحيح لقراءة سورة الكهف في يوم الجمعة والفضل الذي يناله قارئ هذه السورة في هذا اليوم، وفي هذا المقال سوف نتحدَّث بالتفصيل عن سورة الكهف وعن حكم قراءة سورة الكهف في يوم الجمعة عند الألباني وابن عثيمين وابن باز رحمهم الله.

ما هي سورة الكهف

قبل الدخول في الحديث عن حكم قراءة سورة الكهف يوم الجمعة الألباني جدير بالقول إنّ سورة الكهف هي سورة من سور القرآن الكريم المكيّة، وهي السورة الثامنة عشر في ترتيب سور المصحف الشريف حيث تأتي بعد سورة الإسراء مباشرة، ويبلغ عدد آياتها 110 آية، وتُعدُّ هذه السورة من السور المكية التي تأخّرت في النزول على سيدنا محمد صلَّى الله عليه وسلَّم، حيث كانت السورة التاسعة والستين من حيث ترتيب نزولها.

وتقع سورة الكهف في الجزء الخامس عشر والسادس عشر، وتتحدث هذه السورة عن مجموعة من المواضيع ومنها قصة أصحاب الكهف التي كانت سببًا في تسمية السورة باسم سورة الكهف، وتحكي أيضًا قصة نبي الله موسى -عليه الصلاة والسلام- مع الخضر عليه السلام. ^[1]

حكم قراءة سورة الكهف يوم الجمعة الألباني

لم يرد عن الشيخ محمد ناصر الدين الألباني أنّه تحدّث عن مسألة حكم قراءة سورة الكهف في يوم الجمعة، ولكنّ الألباني كان من علماء الحديث الشريف، وقد أورد في كتب الحديث التي جمعها أحاديث عن النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- تذْكُر فضل قراءة سورة الكهف في يوم الجمعة، وهذا يشير إلى أنه رحمه الله تعالى قد بين فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة من خلال الأحاديث التي صححها، وهذا يشير إلى أن قراءتها سنة مستحبة عن النبي صلى الله عليه وسلم وليست واجبًا ولا فرضًا، بل سنة يؤجر عليها المسلم إذا قرأها وينال الأجر الكبير إن شاء الله تعالى.^[2]

حديث عن فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة

ذكر الشيخ الألباني العديد من الأحاديث وصححها في كتب الحديث التي ألفها طوال حياته، ومن هذه الأحاديث التي أوردها الألباني صحيحةً في كتبه ما سيأتي: ^[2]

• روى أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه- في حديث أورده الألباني في صحيح الترغيب وهو أنّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: “من قرأ سورةَ (الكهفِ) في يومِ الجمعةِ أضاء له من النورِ ما بين الجمُعَتَين”. ^[3]
• روى قيس بن عباد قال: “عن أبي سعيدٍ قال: “من قرأ سورةَ الكهفِ ليلةَ الجمعةِ، أضاء له من النورِ ما بينه وبين البيتِ العتيقِ”. ^[4]
• روى أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنّه قال: “مَنْ قرأَ سورةَ الكهفِ كما أُنْزِلَتْ كانَتْ لهُ نُورًا يومَ القيامةِ، من مَقَامِهِ إلى مكةَ، ومَنْ قرأَ عشرَ آياتٍ من آخِرِها ثُمَّ خرجَ الدَّجَّالُ لمْ يَضُرَّهُ، ومَنْ تَوَضَّأَ فقال: سبحانَكَ اللهمَّ و بحمدِكَ أشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا أنتَ، أستغفرُكَ و أتوبُ إليكَ ، كُتِبَ في رَقٍّ، ثُمَّ جُعِلَ في طابعٍ، فلمْ يُكْسَرْ إلى يومِ القيامةِ”. ^[5]

قراءة سورة الكهف ليلة الجمعة ابن عثيمين

بعد الحديث عن حكم قراءة سورة الكهف يوم الجمعة الألباني ذَكَرَ الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله تعالى- أنّ قراءة سورة الكهف في يوم الجمعة سُنُّة عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وهو عمل من الأعمال التي تكسب المسلم الأجر والثواب من الله رب العالمين، وفيه التزام بأوامر سيدنا محمد صلَّى الله عليه وسلَّم، حيث قال النبي عليه الصَّلاة والسَّلام: “من قرأ سورةَ الكهفِ ليلةَ الجمعةِ، أضاء له من النورِ ما بينه وبين البيتِ العتيقِ”. ^[4]

وقد أجمع علماء المسلمين على أنّ قراءة القرآن الكريم فيها الكثير من الأجر والثواب من الله رب العالمين، ففي كل حرف يقرأه المسلم حسنة والحسنة بعشر أمثالها والله يضاعف لمن يشاء، قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الشريف الذي رواه الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: “منْ قرأَ حرفًا من كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها لا أقولُ آلم حرفٌ، ولَكِن ألِفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ” ^[6]والله تعالى أعلم. ^[7]

فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة ابن باز

ورد عن الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله تعالى- أنّ الأحاديث النبوية الشريفة التي ذَكرَتْ فضل قراءة سورة الكهف في يوم الجمعة كلها ضعيفة، وقال إنّ الثابتَ هو أنّ عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- كان يقرأها في كلِّ جمعة، ولهذا قال: إنّ قراءة هذه السورة يوم الجمعة عملٌ مُستحبّ، ويُرجى من الله أن ينال المسلم الثواب والأجر الوارد في الأحاديث، وفيما يأتي نذكر نصّ هذه الفتوى كما ورد عن الشيخ ابن باز رحمه الله: ^[8]

قراءة سورة الكهف يوم الجمعة جاءت فيها أحاديث كلها ضعيفة لكن يشدُّ بعضها بعضًا، وقد ثبتَ ذلك عن ابن عمر أنَّه كان يقرؤها كلَّ جمعة، فإذا قرأها الإنسان يوم الجمعة فهو حسن، ويرجى له فيها الثَّواب الذي جاء في الأحاديث، وليس ذلك بأمر مقطوع به؛ لأن الأحاديث فيها ضعف إنما هو مستحبّ.

صحة حديث قراءة سورة الكهف يوم الجمعة

إنّ الحديث الوارد في مسألة قراءة سورة الكهف في يوم الجمعة هو حديث رواه أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال فيه: “من قرأ سورةَ (الكهفِ) في يومِ الجمعةِ أضاء له من النورِ ما بين الجمُعَتَين” ^[3]وهذا حديث صحّحه الشيخ الألباني عالم الحديث المعروف، حيث أورده في كتابه صحيح الترغيب برواية الصحابي الجليل أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- وبرقم 736.

وأورد الإمام الألباني ذات الحديث في كتابه صحيح الجامع وكان برواية أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أيضًا وبرقم 6470، وجدير بالقول إنّ الألباني صحّح أكثر من حديث واحد عن مسألة قراءة سورة الكهف في يوم الجمعة وقد اعتمد الكثير من فقهاء المسلمين هذه الأحاديث في الاستدلال على فضل قراءة هذه السورة في يوم الجمعة واستدلوا بهذه الأحاديث على حكم قراءة سورة الكهف يوم الجمعة أيضًا، والله أعلم. ^[9]

متى يستحب قراءة سورة الكهف يوم الجمعة

في ختام ما ورد من حديث عن حكم قراءة سورة الكهف يوم الجمعة الألباني لا بدّ من القول إنّ وقت قراءة سورة الكهف في يوم الجمعة هو منذ بداية ليلة الجمعة حتَّى غروب شمس هذا اليوم، أي أنّه يمكن للمسلم قراءة هذه السورة منذ غروب شمس يوم الخميس حتَّى غروب شمس يوم الجمعة، قال الحافظ بن حجر في كتابه الأمالي: “كذا وقع في روايات يوم الجمعة وفي روايات ليلة الجمعة”، وقال المناوي في كتاب فيض القدير: “فيندب قراءتها يوم الجمعة وكذا ليلتها كما نص عليه الشافعي رضي اللّه عنه”، والله أعلم. ^[10]

مقالات قد تهمك

بهذه المعلومات القيمة نصل إلى ختام مقال حكم قراءة سورة الكهف يوم الجمعة الألباني وقد كنا في هذا المقال قد ألقينا الضوء على التعريف بسورة الكهف ومررنا فيه على فضل هذه السورة وحكم قراءتها كما ورد عند ابن عثيمين والألباني، ومررنا فيه على حديث قراءة سورة الكهف يوم الجمعة وعلى متى يستحب قراءة سورة الكهف يوم الجمعة.