من هو الصحابي الملقب بذي النورين

من هو الصحابي الملقب بذي النورين ؟ هذا السؤال سيتم الإجابة عليه في هذا المقال، إن من الأمور التي في غاية الأهمية معرفة أن المصقود بالصحابي: هو الشخص الذي لازم الرسول صلى الله عليه وسلم، وتلقى عنه كافة الأحكام الشرعية، والصحابة هم الذين حملوا الرسالة المحمدية بعد وفاة الرسول عليه السلام، وقد كان لكل صحابي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم  لقب ناله من الرسول الكريم، لذلك سيتم فيما يأتي سيعرفكم موقع تصفح على الصحابي الجليل الملقّب بذي النورين.

من هو الصحابي الملقب بذي النورين

من هو الصحابي الملقب بذي النورين هو: عثمان بن عفان رضي الله عنه، ويرجع ذلك إلى أنّه تزوّج بابنتَي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فجمع النّورين بزواجه منهما، وقد جاء بيان سبب ذلك اللقب لعثمان -رضي الله عنه- في العديد من الآثار المنقولة عن الصّحابة الكِرام رضوان الله عنهم، ومن ذلك ما ذكره العيني في كتابه الذي شرح فيه صحيح الإمام البخاري، حيث جاء فيه: “قيل للمُهلّب بن صفرة: لم قيل لعثمان بن عفّان ذو النورين؟ فقال: لأنّا لا نعلم أحداً أُرسِل سِتراً على بنتي نبيّ غيره”،^[1]وهناك رواية أخرى عن سبب تسميته بذي النّورين تُشير إلى غير ذلك، حيث تذكر تلك الرواية أنّ السبب خلف تسميته بذي النّورين أنّه كان يُكثِر من قراءة القرآن إذا أراد الصّلاة في الليل، فيكون قد أكثر من نورَين، هما: قراءة القرآن، والصّلاة، وكان يواظب على ذلك في كلِّ ليلةٍ حتّى سُمّي بذي النورين، فالمقصود بالنّورين هنا: قراءة القرآن، والصلاة.^[1]

والسبب في تزويج ابنته أم كلثوم عندما توفت رقية هو أن الرسول عليه السلام وجد عثمان بن عفان حزين على وفاة رقية، فسأله الرسول عن ذلك فأجاب: أن الصهارة قد انقطعت، فأجابه الرسول صلى الله عليه وسلم: “يَا عُثْمَانُ، هَذَا جِبْرِيْلُ عَلَيْهِ الْسَّلَامُ يَأْمُرُنِي عَنِ الله عَزَّ وَجَلَّ أَنْ أُزَوِّجَكَ أُخْتَهَا أُمَّ كَلْثُومٍ عَلَى مِثْلِ صَدَاقِهَا، وَعَلَى مِثْلِ عِشْرَتِهَا”، فزوجه أم كلثوم،^[1]ويروي عبد الله بن عمر بن أبان الجعفي، عن خاله حسين الجعفي، أنّه قال له في سبب تلقيب عثمان -رضي الله عنه- بذي النّورين: “يا بُنيّ أتدري لمَ سُمّي عثمان ذا النّورين؟ قلتُ: لا أدري، قال: لم يجمع بين ابنتي نبيٍّ منذ أن خلق الله آدم إلى أن تقوم الساعة غير عثمان، فلذلك سُمِّي ذا النّورين”.^[2]

وقيل عن زواج عثمان بن عفّان -رضي الله عنه- برقيّة -رضي الله عنها- وعلاقتهما كزوجين‏:‏ “أحسَنُ زوجَيْن رآهُما إنسانٌ، رقيّة وعُثمان‏”،‏ وعلى ذلك فإنّ زواج عثمان -رضي الله عنه- من رقيّة ابنة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، إنّما كان بعد بعثته صلّى الله عليه وسلّم، لا قبل ذلك كما يذكر بعض أهل العلم.‏^[3]

شاهد أيضًا: من هو اول من وضع التاريخ الهجري

مكانة عثمان بن عفّان

كان يُعرف بعلمه وحسن خلقه وخبرته وسبقه في مجال التجارة والحياة ذكيًّا فطنًا، حيث أنّه كان من كبار التجّار وأوفرهم مالًا، وكان أكثر الرجاء حياء من غير ضعف حتى أن الملائكة كانت تستحي منه وقد كان الرسول الكريم يحبّ عثمان ذو النورين ويحترمه ويستحي منه، فقد جاء في الحديث الشرف عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أنّه قال: “أَلَا أَسْتَحِي مِن رَجُلٍ تَسْتَحِي منه المَلَائِكَةُ”.^[4]

كان عثمان ذي النورين -رضي الله عنه- صاحب مكانةٍ خاصّةٍ بين أصحاب رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بشكلٍ خاصٍّ حتى أنّ صحابة رسول الله كانوا يحترمونه ويعتبرونه من كبار قامات الدين الإسلاميّ، وقد جاء في نصّ الحديث الشريف عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- أنّه قال: “كُنَّا في زَمَنِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لا نَعْدِلُ بأَبِي بَكْرٍ أحَدًا، ثُمَّ عُمَرَ، ثُمَّ عُثْمانَ، ثُمَّ نَتْرُكُ أصْحابَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، لا نُفاضِلُ بيْنَهُمْ”.^[5]

فقد كان ذو النورين هو وصحابة رسول الله أفضل هذه الأمّة وأبرّها وأعمقها علمًا، ومن المكانة العالية التي حظي بها سيّدنا عثمان -رضي الله عنه- أنه ثالث الخلفاء الراشدين، وهو من السبّاقين إلى الإسلام ومن العشرة المبشرين بالجنة، كما أنّه كان ذا يدٍ بيضاء طوال فترة نشوء الدولة الإسلاميّة التي عاصرها بنفسه، ظهر ذلك من خلال ما كان يُقدِّمه من إنفاقٍ على جيوش المسلمين التي كانت تخرج لقتال المشركين والمشاركة فيها أيضًا، وتواجه تيّاراتٍ معاكسةً تهدف إلى إسقاط الدولة الإسلامية في مهد ظهورها، وقد كان لما أنفقه في تجهيز الجيوش الإسلامية في حينه فضلٌ عظيمٌ في استحقاق المسلمين للنصر بعد توفيق الله، لم يكن سيدنا عثمان بن عفّان ذو النورين يضنُّ أو يبخل بماله أو بنفسه في سبيل نصرة دين الإسلام ولذلك استحق مكانة مرموقة في الأرض والسماء.

نسب عثمان بن عفّان

سيّدنا عثمان -رضي الله عنه- قُرَشيّ النَّسب، أمويّ الأصل، يجتمع نسبه بنَسَب سيدنا محمّد -صلّى اللَّه عليه وسلّم- في جدِّهما عبد مناف، ونسبه هو عثمان بن عفّان بن أبي العاص بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف، وأمّه هي: أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف، وأمّ أروى هي البيضاء بنت عبد المطلب، أي أنّها عمّة رسول الله صلّى اللَّه عليه وسلّم، وقد استلم عثمان -رضي الله عنه- الخلافة بعد أبي بكر الصدّيق رضي الله عنه، وعمر الفاروق رضي الله عنه، فكان ثالث الخلفاء الراشدين.^[6]

ولادة عثمان بن عفّان ونشأته

وُلِد سيّدنا عثمان بن عفان ذو النورين -رضي الله عنه- في مدينة الطائف، سنة خمسمئةٍ وستّةٍ وسبعين للميلاد، أي بعد حادثة الفيل بستِّ سنواتٍ، ويُكنّى عثمان -رضي الله عنه- بأبي عبد الله، وأبي عمرٍو، حيث كُنِّيَ بابنه عبد الله الذي أنجبته له السيدة رقيّة -رضي الله عنها- ابنة رسول الله صلّى اللَّه عليه وسلّم، وقد توفّي عبد الله بن عثمان في السنة الرابعة من الهجرة، وكان عمره ستّ سنواتٍ.^[7]

كان عثمان غنياً شريفاً في الجاهلية ومن أحكم قريش عقلاً وأفضلهم رأياً، كما كان محبوباً من قبلهم، وهو لم يسجد لأي صنم طوال حياته، كما أنه لم يشرب الخمر لا في الجاهلية ولا في الإسلام، كما أنه قد كان على علم بمعارف العرب في الجاهلية من الأنساب والأمثال وأخبار الأيام، وقد رحل إلى الشام والحبشة، وعاشر أقواماً غير العرب فعرف من أحوالهم وأطوارهم ما ليس يعرفه غيره من قومه، واهتم بالتجارة التي ورثها عن والده، ونمت ثرواته، وأصبح يعد من رجالات بني أمية الذين لهم مكانة في قريش كلها، فكان كريماً جواداً وكان من كبار الأثرياء وقد نال مكانة مرموقة في قومه، ومحبة كبيرة، وقد كان يكنى في الجاهلية أبا عمرو، فلما جاء له عبد الله من رقية بنت النبي عليه الصلاة والسلام، كناه المسلمون أبا عبد الله.^[7]

شاهد أيضًا: من هو الصحابي الذي غسلته الملائكة عند وفاته

إسلام عثمان بن عفّان

كان إسلام عثمان بن عفّان -رضي اللَّه عنه- في بداية الدعوة الإسلاميّة، وكان ذلك قبل دخول النبي -صلّى اللَّه عليه وسلّم- دار الأرقم بن أبي الأرقم، حتى قال أبو إسحاق: “كان أول الناس إسلاماً بعد أبي بكر وعلي وزيد بن حارثة عثمان”.^[8]فهو رابع من أسلم من الرجال، وكان عمره حين إسلامه أربعة وثلاثين عامًا، وقد أسلم عثمان -رضي الله عنه- على يدَي الصدِّيق أبي بكر رضي الله عنه، حيث دعاه إلى الإسلام، فقال له‏:‏ “ويحَكَ يا عثمان، والله إنّك لرجل حازم، ما يخفى عليك الحقُّ من الباطلِ، هذه الأوثان التي يعبدها قومك، أليست حجارةً صمّاء لا تسمع، ولا تبصر، ولا تضرّ، ولا تنفع‏؟‏ فقال‏:‏ بلى، واللَّه إنّها كذلك، قال أبو بكر‏:‏ هذا محمّد بن عبد الله، قد بعثه الله برسالته إلى جميع خلقه، فهل لك أن تأتيه وتسمع منه‏؟‏ فقال‏:‏ نعم”، فأسلم عثمان رضي الله عنه.^[9]

وقد قال له رسول الله -صلّى اللَّه عليه وسلّم- حين دعاه الصدّيق رضي الله عنه:‏ “‏يا عثمان، أجِب الله إلى جنَّته، فإنّي رسول الله إليك وإلى جميع خلقه‏”،‏ وقال سيّدنا عثمان بن عفّان رضي الله عنه‏:‏ “فوالله ما ملكتُ حين سمعتُ قولَه أن أسلمت، وشهدتُ أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأنّ محمداً عبده ورسوله، ثمّ لم ألبث أن تزوّجت رقيّة”‏، وكان عثمان أول مهاجر إلى أرض الحبشة لحفظ الإسلام ثم تبعه سائر المهاجرين إلى أرض الحبشة، ثم هاجر الهجرة الثانية إلى المدينة المنورة.^[10]بويع عثمان بالخلافة بعد الشورى التي تمت بعد وفاة عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة 23 هجري (644 م)، وقد استمرت خلافته نحو اثني عشر عاماً، وقد تم في عهده جمع القرآن الكريم وكما أنه قام بتوسعة المسجد الحرام وكذلك المسجد النبوي.^[7]

شاهد أيضًا: من هو الصحابي الجليل الذي حج سرا

إلى هنا ينتهي مقال من هو الصحابي الملقب بذي النورين تناولنا فيه من هو الصحابي الملقب بذي النورين و مكانة عثمان بن عفّان ونسب عثمان بن عفّان و ولادة عثمان بن عفّان ونشأته و إسلام عثمان بن عفّان، نرجو أن نكون قد وفقنا في نقل الإجابة الكافية الوافية لكم.