عناصر المقال
ان الصفا والمروة من شعائر الله في اي سورة ، هو ما سنجيب عليه في هذا المقال، حيث سنذكر السورة التي وردت فيها هذه الآية ثمّ سنذكر لكم سبب نزولها وحكم السعي بين الصفا والمروة، ثمّ سنذكر شروط السعي بين الصفا والمروة نرجو لكم متابعة طيبة في هذا المقال.
ان الصفا والمروة من شعائر الله في اي سورة
وردت هذه العبارة في الآية 158 من سورة البقرة في قوله تعالى: ” إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ ۖ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا ۚ وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ”،[1] والصفا والمروة جبلان يقعان شرقي المسجد الحرام، وهما من شعائر الحج، والسعي بين الصفا والمروة ركن من أركان الحج والعمرة وذلك وهو مذهب الجمهور من الشافعية والمالكية والحنابلة وطائفة من السلف، فتصريح الله تعالى ” إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ” دليلٌ على أن هذا السعي أمرٌ محتّمٌ لا بدّ منه.[2]
شاهد أيضاً: في اي عام تم جمع القران الكريم
حديث إن الصفا والمروة من شعائر الله
روى البخاري في صحيحه: ” سَأَلْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَقُلتُ لَهَا: أَرَأَيْتِ قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} [البقرة: 158]، فَوَاللَّهِ ما علَى أَحَدٍ جُنَاحٌ أَنْ لا يَطُوفَ بالصَّفَا والمَرْوَةِ، قالَتْ: بئْسَ ما قُلْتَ يا ابْنَ أُخْتِي! إنَّ هذِه لو كَانَتْ كما أَوَّلْتَهَا عليه، كَانَتْ: لا جُنَاحَ عليه أَنْ لا يَتَطَوَّفَ بهِمَا، ولَكِنَّهَا أُنْزِلَتْ في الأنْصَارِ؛ كَانُوا قَبْلَ أَنْ يُسْلِمُوا يُهِلُّونَ لِمَنَاةَ الطَّاغِيَةِ، الَّتي كَانُوا يَعْبُدُونَهَا عِنْدَ المُشَلَّلِ، فَكانَ مَن أَهَلَّ يَتَحَرَّجُ أَنْ يَطُوفَ بالصَّفَا والمَرْوَةِ، فَلَمَّا أَسْلَمُوا، سَأَلُوا رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن ذلكَ، قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، إنَّا كُنَّا نَتَحَرَّجُ أَنْ نَطُوفَ بيْنَ الصَّفَا والمَرْوَةِ، فأنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} [البقرة: 158] الآيَةَ. قالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: وقدْ سَنَّ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الطَّوَافَ بيْنَهُمَا، فليسَ لأحَدٍ أَنْ يَتْرُكَ الطَّوَافَ بيْنَهُمَا”، والمستخلص من هذا الحديث أن السعي بين الصفا والمروة من شعائر الحج وهو ركن من أركان الحج والعمرة كما تقدّم.[3]
سبب نزول إن الصفا والمروة من شعائر الله
كان في زمن الجاهلية صنم يقال له مناة عند الصفا، وصنم يقال له هبل عند المروة وكان الناس في الجاهلية يسعون بين الصفا والمروة فكانوا عندما يسعون يتمسحون بهذين الصنمين، وبعد الإسلام ظنّ المسلمون أن السعي بين الصفا والمروة من أمر الجاهلية فلم يسعوا بهما إلى أن أنزل الله تعالى هذه الآية، وفي تتمة الحديث الذي بدأناه في الفقرة السابقة، ” ثُمَّ أَخْبَرْتُ أَبَا بَكْرِ بنَ عبدِ الرَّحْمَنِ فَقالَ: إنَّ هذا لَعِلْمٌ ما كُنْتُ سَمِعْتُهُ، ولقَدْ سَمِعْتُ رِجَالًا مِن أَهْلِ العِلْمِ يَذْكُرُونَ: أنَّ النَّاسَ -إلَّا مَن ذَكَرَتْ عَائِشَةُ- مِمَّنْ كانَ يُهِلُّ بمَنَاةَ، كَانُوا يَطُوفُونَ كُلُّهُمْ بالصَّفَا والمَرْوَةِ، فَلَمَّا ذَكَرَ اللَّهُ تَعَالَى الطَّوَافَ بالبَيْتِ، ولَمْ يَذْكُرِ الصَّفَا والمَرْوَةَ في القُرْآنِ، قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، كُنَّا نَطُوفُ بالصَّفَا والمَرْوَةِ وإنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ الطَّوَافَ بالبَيْتِ فَلَمْ يَذْكُرِ الصَّفَا، فَهلْ عَلَيْنَا مِن حَرَجٍ أَنْ نَطَّوَّفَ بالصَّفَا والمَرْوَةِ؟ فأنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} [البقرة: 158] الآيَةَ. قالَ أَبُو بَكْرٍ: فأسْمَعُ هذِه الآيَةَ نَزَلَتْ في الفَرِيقَيْنِ كِلَيْهِمَا؛ في الَّذِينَ كَانُوا يَتَحَرَّجُونَ أَنْ يَطُوفُوا بالجَاهِلِيَّةِ بالصَّفَا والمَرْوَةِ، والذينَ يَطُوفُونَ ثُمَّ تَحَرَّجُوا أَنْ يَطُوفُوا بهِما في الإسْلَامِ؛ مِن أَجْلِ أنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَمَرَ بالطَّوَافِ بالبَيْتِ، ولَمْ يَذْكُرِ الصَّفَا حتَّى ذَكَرَ ذلكَ بَعْدَ ما ذَكَرَ الطَّوَافَ بالبَيْتِ”.
شاهد أيضاً: لماذا سمي الوضوء بهذا الاسم
شروط السعي بين الصفا والمروة
وللسعي بين الصفا والمروة مجموعةٌ من الشروط هي:[4]
- استيعابُ ما بين الصَّفا والمروةِ: وتعني قطع جميع المسافة في كل شوط من أشواط السعي بين الصفا والمروة.
- الترتيب: ويكون البدء من الصفا والنهاية في المروة.
- أن يكونَ سَبْعةَ أشْواطٍ: ومن شروط السعي أن يكون عدد الأشواط سبعة يبدأ الشوط الأول بالصفا وينتهي الشوط السابع بالمروة.
- أن يكون بعد الطواف: ومن شروط صحة السعي بين الصفا والمروة أن يتقدمها الطواف.
- الموالاة بين أشواط السعي: وهي على قولين أحدهما أنه الموالاة شرط وهو مذهب الشافعية والحنفية، والآخر أنه ليس شرطاً وهو مذهب الحنابلة والمالكية.
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مشوارنا في المقال الذي قدمناه لكم بعنوان ان الصفا والمروة من شعائر الله في اي سورة ، حيث بينّا أن هذه الآية ذكرت في سورة البقرة ورقمها 158، ثمّ بينّا أن السعي بين الصفا والمروة هو ركنٌ من أركان الحج والعمرة، وأدرجنا لكم حديثاً عن سبب نزول هذه الآية وختمنا مقالنا بذكر شروط السعي بين الصفا والمروة، نرجو أن نكون قد حملنا لكم الفائدة في هذا المقال ودمتم بخير.
المراجع
- ^ سورة البقرة، الآية 158
- ^ dorar.net، حُكْمُ السَّعيِ والتطَوُّعِ به، 01/10/2022
- ^ صحيح البخاري ، عائشة أم المؤمنين، البخاري، 1643، صحيح
- ^ dorar.net، شُروطُ السَّعيِ، 01/10/2022
التعليقات