لماذا سميت سورة الأحقاف بهذا الاسم

لماذا سميت سورة الأحقاف بهذا الاسم ، فيما يخطر على بال المسلمين سبب تسمية بعض السور بهذه الأسماء لذلك يحاولون البحث عن ذلك وكذلك يبحثون عن أسباب النزول والدروس المستفادة وكل ما يصب في إدراك معاني الآيات  ليصلوا بذلك إلى مراد الله منها فيتقربون به من خلال كلامه ويعملون على سكب معرفتهم في أعمالهم حتى يبلغون أقصى درجات الاستفادة، وسيعرض لكم موقع تصفح ما يعينكم على فهم ذلك كله من خلال السطور التالية.

معلومات عن سورة الأحقاف

إن الأحقاف هي مساكن عاد قوم هود عليه السلام إذ جاءهم بالبينات ليؤمنوا بالله وحده ويتركوا ما كانوا يعبدون من دونه فكذبوه وعادَوه فبعث الله ريحًا صرصرًا ترفع النسا من شدتها في جو السماء ثم تدفعهم بقوة في الأرض فتهلكهم كأنهم جذوع نخل خاوية أصابتها ريح فأسقطتها أرضًا، وقد جاءت كلمة الأحقاف في هذه السورة مفردة ولم تذكر في أي سورة من سور القرآن وذلك في الآية الحادية والعشرين في قوله تعالى: “وَٱذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُۥ بِٱلْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ ٱلنُّذُرُ مِنۢ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِۦٓ أَلَّا تَعْبُدُوٓاْ إِلَّا ٱللَّهَ إِنِّىٓ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍۢ” ^[1]، وهي آخر الحواميم السبعة التي تبدأ بالأحرف المقطعة(حم) ونزلت في زمن مقارب لسورة الجن قبل هجرة النبي عليه الصلاة والسلام إلى المدينة المنورة بعامين، وتناولت سورة الأحقاف العديد من المحاور والنقاط المهمة منها: أصول العقيدة كالتوحيد والبعث والجزاء و تحدثت أيضًا عن الرسالة والرسول وكل ذلك أدلة وبراهين على صدق الرسول وما جاء به، و وكما تناولت الحديث عن حقوق الوالدين التي كثيرًا ما تُعدّ أهم الحقوق بعد حق الله وفيها تهديد لأهل مكة وتحذر لهم على تكرار ما فعلته عاد حتى لا يصيبهم ما أصابها. ^[2]

شاهد أيضًا: معنى الفلق في سورة الفلق .. تفسير سورة الفلق

لماذا سميت سورة الأحقاف بهذا الاسم

سميت سورة الأحقاف بهذا الاسم نسبة إلى مساكن قوم هود عليه السلام وهم عاد الذين كفروا بربهم بعد أن أتاهم سيدها هود عليه السلام بالحق والتوحيد فأخذهم الله بكفرهم بعد تكذيبهم لنبيهم، ومعنى الأحقاف في اللغة العربية: الكثيب المعوج من الرمل، أو أن يكون الرمل على هيئة جبل، والمراد منها أرض اليمن، وتقع عاد في واد صحراوي بين سلطنة عمان وما تسمى بالمهرة اليمنية في جنوب شبه الجزيرة العربية حاليًا، وتسمى سورة الأحقاف أيضًا بسورة حم الأحقاف لأنها من السور التي بدأت بالحروف المقطعة “حم” ويبلغ عدد آياتها خمس وثلاثون آية، وهي سورة مكية عدا الآية 10 فإنها مدنية ورأى بعض المفسرون أن الآيتين 15 و35 مدنيتان أيضًا، وهي السورة رقم ٤٦ في المصحف الشريف، وتقع في الجزء السادس والعشرين. ^[2]

سبب نزول سورة الأحقاف

ذكرَ أهل التفسير أنّ سبب نزول بعض الآيات في سورة الأحقاف من خلال لماذا سميت سورة الأحقاف بهذا الاسم هي كالتالي: ^[3]

• قولَه تعالى: “قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ”^[] نزلت نزلت حينما رأى نبينا محمد عليه الصلاة والسلام نفسه مهاجرًا إلى أرض ذات ماء وشجر ونخل، وعندما استيقظ من نومه أخبر أصحابه بما رأى فغمرت البشرى قلوبهم برؤيا رسول الله لعلمهم أن رؤيا الأنبياء حق فقد وجدوا فيها نجاة من أية قريش واضطهادهم وتعذيبهم للمسلمين، وحينما طال عليهم العهد ولم يجدوا بصيص أمل بالهجرة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم: “متى نهاجر إلى الأرض التي رأيت؟”، فسكت الرسول منتظرًا الوحي ليرد عليهم ونزلت هذه الآية ردًا على سؤالهم بأني لا ئاعلم إن كنت سأهاجر أم لا فما أتبع إلا ما أمرني به ربي.
• وقوله تعالى:”وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ” ^[5] وهي آية مدنية نزلت في عبد الله بن سلّام -رضي الله عنه- أحد أحبار اليهود في المدينة حينما أتى النبي عليه الصلاة والسلام معلنًا إسلامه ولذلك تعتبر هذه الآية مدنية.
• عن عون بن أبي شداد قال: كانت لعمر بن الخطاب أمة أسلمت قبله يقال لها زنيرة فكان عمر يضربها على إسلامها وكان كفار قريش يقولون: لو كان خيرا ما سبقتنا إليه زنيرة ؛ فأنزل الله في شأنها :”وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَو كَانَ خَيرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيهِ”^[6]
• أمّا قوله تعالى: “حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً” ^[] ؛ فنزلت في أبي بكرٍ الصِّديق -رضي الله عنه- حيث صحب النبي صلى الله عليه وسلم وقد كان عمره ثمانية عشر عامًا وكان عمر النبي عشرين عامًا في تجارتهم إلى بلاد الشام، وفي إحدى الأسفار نَزلوا مكانًا فيه شجرة سدرٍ استظلّ الرسول الكريم بظلِّها، وقصد أبو بكر أحد الرهبان في ذلك المكان يسأل عن الدِّين، فسأل الراهب عن الرجل الذي ينام في ظل السدرة فأجابه أبو بكر بأنه محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، فقال الراهب: هذا والله نبيٌّ، فلم يجلس أحدٌ في ظلّ هذه السِّدرة بعد عيسى بن مريم إلا محمد نبي الله، فنزل في قلب أبي بكر اليقين والتصديق لمحمد عليه الصلاة والسلام فكان لا يفارق الرسول أبدًا فلما نزل على نبينا الوحي في سن الأربعين وقد كان أبو بكر في الثامنة والثلاثين من عمره كان أول المؤمنين به من الرجال، وعندما بلغ أبو بكر الأربعين قال: “رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ”^[].
  

شاهد أيضًا: تفسير سورة الليل للاطفال

مقاصد سورة الأحقاف

هي الدروس المستفادة منها وما ذهبت إليه من عبر أراد أن يوصلها رب العزة لعباده، وسنطلعكم فيما يأتي على مقاصد سورة الأحقاف: ^[8]

• تدعو هذه السورة إلى أسس العقيدة الصحيحة من توحيد لله عز وجل وتصديق للرسائل السماوية التي جاء بها رسل الله والإيمان باليوم الآخر والعمل لدخول الجنة والنجاة من النار.
• تأكيد على صدق نبينا محمد عليه الصلاة والسلام وصحة ما جاء به من عند الله عز وجل والدعوة للإيمان برسالته ودينه الحق.
• العلم بأن الحياة لن تدوم وكل شيء إلى زوال وأن يومًا سيأتي تبدل فيها الأرض غير الأرض والسموات وسيحشر الله الخلق كلهم إليه.
• العلم بأن العلم بأن الكفرين قد أعرضوا عن آيات الله وعصوا رسله واتبعوا أهواءهم في الكفر والغي والفسوق.
• إظهار للموقف الاستكباري الذي وقفه أئمة الكفر في قريش وكبارها لكون الذكر قد نزل على ضعفاءهم، وكذلك خطأهم بالشرك بالله عز وجل ما لا ينفعهم ولا يضرهم.
• جاءت بالأمثلة وقارنت بين الولد الصالح الذي يبر والديه و يدعو لهم، والولد الفاجر العاق لوالديه ولا يقبل نصحهم له وحرصهم عليه ويرد نصحهم بسخرية واستهزاء.
• وبينت الآيات قدرة الله على إحيار الموتى والدليل على ذلك أنه خلق السموات والأرض ولم يمسه تعب ولا نصب ولخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس وقد كانوا عدمًا وإحيائهم بعد موتهم، وحسابهم على ما اقترفوا في الدنيا، وفي ذلك تخويف لهم حتى يعودوا لخالقهم ويتركوا عبادة سواه ويحسنوا في عملهم.
• وقد ثبت الله نبيه الكريم وأمره بالصبر على تكذيب قومه له كما صبر إخوانه من الرسل أصحاب العزم ولم يستعجلوا هداية قومهم أو هلاكهم.

شاهد أيضًا: تفسير سورة المدثر للاطفال

فضل سورة الأحقاف

إن لسور القرآن فضائل عظيمة تصب في حياة المسلم إن قرأها بتدبر وحاول أن يجعلها في حياته ومجرد النظر في كتاب الله عبادة فكيف بمن يقرأ ويطبق فذلك لا يعلم أجره سوى الله عز وجل، وسندرج لكم فيما يلي بعض فضل سورة الأحقاف:^[9]

• كما أن فضل قراءة سورة الأحقاف مثل فضل قراءة المصحف الشريف، الحرف بحسنة والحسنة بعشرة أمثالها فلم يرد ما يخصها بفضل دون غيرها من السور.
• سورة الأحقاف واحدة من السور التي تنتمي إلى المجموعة السُّباعية من سور آل حم التي قال عنها ابن مسعودٍ -رضي الله عنها- ديباج القرآن وأنه كان يتأنق عندهنّ، والمقصود بذلك التدبر والتفكر والتمعن في معاني الآيات والأحكام الواردة في تلك السُّور.
• ويتلخص فضلها أيضا في العمل بما جاء فيها من أحكام و أوامر كتبها الله على عباده المؤمنين واجتناب نواهيه سبحانه وتعالى.
• أخذ العبرة والعظة من هلاك عاد قوم هود وعدم السير في طريقهم من شرك وكفر وإنما الإيمان بالله وما أنزل مع رسله ففي ذلك صلاح دنياهم وأخراهم فمن تولى فإن الله قادر على إهلاكه كما أهلكم من قبله.
• وصايا لبر الوالدين و للدعاء لهم والالتزام بحقوقهم على أكمل وجه فإن طاعتهم تأتي في المرتبة الثانية بعد طاعة الله عز وجل.

إلى هنا أعزائي رواد موقع تصفح الكرام نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا لماذا سميت سورة الأحقاف بهذا الاسم ، تناولنا فيه العديد من النقاط التي من شأنها أن تجيب إجابة وافية وشافية لحضراتكم، ونسأل الله العلي القدير أن يتقبل منكم سعيكم في سبيل فهم كتابه ولا يحرمكم الأجر في الدنيا والآخرة.