عناصر المقال
لماذا سميت سورة الرعد بهذا الاسم من الأسئلة الهامة التي يبحث عن إجابتها العديد من المسلمين، وسورة الرعد من السور التي تحدثت عن كمال قدرة الله -تعالى- في الخلق وذكرت الأدلة الدالة على ذلك، كما أثبتت وحدانيته سبحانه، وبينت السورة الهدف من إرسال الرسل، وفي هذا المقال سنعرض نبذة تعريفية عن سورة الرعد، كما سنوضح سبب تسمية هذه السورة المباركة بهذا الاسم.
التعريف بسورة الرعد
هي السورة الثالثة عشرة في ترتيب القرآن الكريم، وقد سبقتها اثنتا عشرة سورة وهي: الفاتحة، والبقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، والأنفال، والتوبة، ويونس، وهود، ويوسف، وهي من السور المدنية وقد بلغ عدد آياتها ثلاث وأربعون آية، وعدد كلماتها ثمانمائة وخمس وستون كلمة، وقد تحدثت سورة الرّعد عن التّوحيد وإثبات الرّسالة النّبوية، والبعث والجزاء، والرّد على شبهات المشركين.[1]
لماذا سميت سورة الرعد بهذا الاسم
سمّيت سورة الرّعد بهذا الاسم لورود لفظ الرّعد فيها، كما ورد فيها لفظ البرق والصّواعق، وإنزال المطر من السحاب، فقد قال -تعالى-: {هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ* وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاء وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ}[2]، وقد بيّنت هذه الآيات مظاهر كمال قدرة الله عز وجل، فمع أن الماء سبب لحياة المخلوقات الحية إلا أن الصّواعق في الغالب سبب للفناء، فاجتمع النقيضين، والجمع بين النّقيضين من عجائب قدرة الله عز وجل.[1]
شاهد أيضاً: لماذا سميت سورة الروم بهذا الاسم
مناسبة سورة الرعد لما قبلها
هناك تناسب بين سورة الرّعد وسورة يوسف في الموضوع والمقاصد ووصف القرآن الكريم، وفيما يأتي بيان ذلك:[1]
- الموضوع: فقد ورد في سورة الرعد وسورة يوسف الحديث عن قصص الأنبياء مع أقوامهم، وبيان نجاة المؤمنين وإهلاك الكافرين.
- المقاصد: تضمنت كلا السورتين الحديث عن إثبات وحدانية الله -عز وجل- ففي سورة يوسف: قال -تعالى-: {أَأَرْبابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللهُ الْواحِدُ الْقَهّارُ}[3]،وفي سورة الرّعد قال -تعالى-: {اللهُ الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها}[4]، كما قال عز وجل: {قُلْ مَنْ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللهُ}[5]، واحتوت السورتين على أدلة كثير على وجود الله -تعالى- وكمال قدرته وعلمه، ففي سورة يوسف قول الله تعالى:{وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْها، وَهُمْ عَنْها مُعْرِضُونَ}[6]، والآيات كثيرة في ذلك بسورة الرعد، كالآية الثانية، والثالثة، والرابعة.
- وصف القرآن الكريم: فقد انتهت سورة يوسف ببيان وصف القرآن الكريم قال -تعالى-: {ما كانَ حَدِيثاً يُفْتَرى وَلكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ، وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}[7]،وبدئت سورة الرّعد ببيان وصف القرآن الكريم بقوله سبحانه: {تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ، وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ، وَلكِنَّ أَكْثَرَ النّاسِ لا يُؤْمِنُونَ}[8].
شاهد أيضاً: لماذا سميت سورة الإسراء بهذا الاسم
فضل سورة الرعد
ورد فضل سورة الرعد بأنها من السور المثاني التي أوتيها رسول الله مكان الإنجيل، فقد روى واثلة بن الأسقع -رضي الله عنه-، عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنه قال: “ُعطِيتُ مكانَ التَّوراةِ السَّبعَ الطّوالَ، وأُعطِيتُ مكانَ الزَّبورِ المئِينَ، وأُعطِيتُ مكانَ الإنجيلِ المثانيَ، وفُضِّلْتُ بالمفَصَّلِ”، [9]هذا ما ورد في فضلها،[10] كما ويجب التنبيه أنه وردت العديد من الأحاديث التي توضح فضل سورة الرعد، والغالب في هذه الأحاديث أنها موضوع كحديث أبي بن كعب رضي الله عنه، عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: “من قرأ سورة الرعد أعطي من الأجر عشر حسنات، بوزن كل سحاب مضى، وكل سحاب يكون، إلى يوم القيامة، ودرجاتٍ في جنات عدن، وكان يوم القيامة في أولاده، وذرّيته، وأهل بيته من المسلمين”، وحديث جعفر الصادق رضي الله عنه، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “من قرأها لم تصبه صاعقة أبداً، ودخل الجنة بلا حساب”.[11]
شاهد أيضاً: لماذا سميت سورة الرحمن بعروس القرآن
ما اشتملت عليه سورة الرعد
اشتملت سورة الرعد على العديد من الموضوعات، وفيما يأتي أهم ما اشتملت عليه:[12]
- بيان أن القرآن الكريم أنزل من عند الله، وهو الحق المبين.
- احتوت السورة على أدلة وجود الله -تعالى- وإثبات وحدانيته، ومن هذه الأدلة خلق السّموات والأرض، والشّمس والقمر، والليل والنّهار.
- بيان كمال علم الله سبحانه وإحاطته بكل شيء.
- إثبات اليوم الآخر والجزاء، والإخبار بتعذيب الكافر في الدنيا قبل الأخرة.
- تقرير وجود ملائكة تحفظ الإنسان.
- التبشير بالجنة للمسلمين، والتوعد بالعذاب للكافرين.
- بيان الهدف من ارسال الرسل، وتوضيح أن وظيفتهم التبشير، والتبليغ.
- بيان أن الرسل لا يملكون القدرة على الجزاء فمهمتهم الدعوة والتبليغ فقط، وأما الجزاء فإلى الله تعالى.
- تسلية الرسول صلى الله عليه وسلم عما أصابه.
- إحباط الله -تعالى- لمكر الكافرين بأنبيائهم في كل زمان.
أجبنا في هذا المقال عن سؤال لماذا سميت سورة الرعد بهذا الاسم فقد سمّيت هذه السورة بهذا الاسم لورود لفظ الرّعد فيها، وبينا وجه التناسب بين سورة الرّعد وسورة يوسف في الموضوع والمقاصد ووصف القرآن الكريم، ثم أوضحنا فضلها ومكانتها، وذكرنا أهم الموضوعات التي اشتملت عليها السورة من بيان عظمة وقدرة الله سبحانه وتعالى.
المراجع
- ^ shamela.ws، كتاب التفسير المنير - الزحيلي، 24/12/2022
- ^ سورة الرعد، آية: 12-13.
- ^ سورة يوسف، الآية: 39.
- ^ سورة الرعد ، الآية: 2.
- ^ سورة الرعد ، الآية: 16.
- ^ سورة يوسف ، الآية: 105.
- ^ سورة يوسف، الآية: 111.
- ^ سورة الرعد ، الآية: 1.
- ^ shamela.ws، كتاب موسوعة فضائل سور وآيات القرآن - القسم الصحيح، 24/12/2022
- ^ صحيح الجامع، رواه الألباني ، عن واثلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة، الصفحة أو الرقم:1059، صحيح .
- ^ shamela.ws، بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز، 24/12/2022
- ^ shamela.ws، كتاب التفسير المنير - الزحيلي، 24/12/2022
التعليقات