ماذا نقول عند ذبح الاضحية ، آداب ذبح الأضحية

ماذا نقول عند ذبح الاضحية ، شرع الله -عزَّ وجلَّ- للمسلمين النحر، ولم يغفل عن بيانِ الأحكام المتعلقة فيها، ومن الأحكام التي بيَّنها الذكر الذي يُقال عند الذبحِ، وفي هذا المقال الذي يطرحه موقع تصفح، سيتمُّ بيان الذكر الذي يُقال مع الاستدلال عليه من السنة النبوية، كما سيتمُّ بيان بعض الأحكام المتعلقة بهذا الذكر، كما سيتمُّ بيان الآداب المتلقة بالذبح، وفي ختام هذا المقال سيجد القارئ بيانًا للطريقة الصحيحة والمشروعة لنحر الأنعام.

ماذا نقول عند ذبح الاضحية

على المسلم عند ذبح الأضحية أن يذكر اسم الله -عزَّ وجلَّ- ويكبَّره، ودليل ذلك الحديث الذي أخرجه مسلم في صحيحه عن الصحابي الجليل أنس بن مالك -رضي الله عنه- حيث قال: “ضَحَّى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بكَبْشينِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ، قالَ: وَرَأَيْتُهُ يَذْبَحُهُما بيَدِهِ، وَرَأَيْتُهُ وَاضِعًا قَدَمَهُ علَى صِفَاحِهِمَا، قالَ: وَسَمَّى وَكَبَّرَ. وفي روايةٍ : بمِثْلِهِ، غيرَ أنَّهُ قالَ: ويقولُ: باسْمِ اللهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ”،^[1] وبناءً على ذلك فإنَّ المسلم يقول عند ذبح الأضحية: بسم الله والله أكبر،^[2] وهذا هو الواجب، ويُستحبُّ له أن يُكمل بقوله: اللهمَّ هذا منكَ ولكَ، هذا عني وعن أهل بيتي، اللهمَّ تقبَّل من فلان وآل فلان (ويذكر اسمه)،^[3] ولا بأس في هذا المقام من بيان حكم ذكر اسم الله على الذبيحة، وبيان حكم الأكل من الذبيحة التي لم يُذكر اسم الله عليها، وفيما يأتي لك:

شاهد أيضًا: عيوب الأضحية التي لا تجوز

حكم ذكر اسم الله على الأضحية

تباينت آراء أهل العلم في حكم ذكر اسم الله على الأضحية، وفي هذه الفقرة من هذا المقال سيتمُّ ذكر أقوال الأئمة الأربعة في ذلك، وفيما يأتي ذلك:^[4]

• القول الأول: إنَّ التسمية واجبة على المسلم عند الذبح، وهذا مذهب جمهور العلماء من الحنفية والمالكية والحنابلة، مستدلين على ذلك بقول الله تعالى: {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ ۗ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىٰ أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ ۖ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ}.^[5]
• القول الثاني: إنَّ التسمية سنةٌ من سنن الذبحِ، وهذا مذهب الشافعية، ورواية عند الحنابلة، وقد استدلَّ أصحاب هذا القول بالحديث الذي رواه كعب بن مالك -رضي الله عنه- حيث قال: “أنَّهُ كَانَتْ لهمْ غَنَمٌ تَرْعَى بسَلْعٍ، فأبْصَرَتْ جَارِيَةٌ لَنَا بشَاةٍ مِن غَنَمِنَا مَوْتًا، فَكَسَرَتْ حَجَرًا فَذَبَحَتْهَا به، فَقالَ لهمْ: لا تَأْكُلُوا حتَّى أَسْأَلَ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ -أَوْ أُرْسِلَ إلى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَن يَسْأَلُهُ- وَأنَّهُ سَأَلَ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن ذَاكَ -أَوْ أَرْسَلَ- فأمَرَهُ بأَكْلِهَا”.^[6]

شاهد أيضًا: لماذا سميت الأضحية بهذا الاسم

حكم الأكل من الأضحية التي لم يُذكر اسم الله عليها

بناءً على اختلاف الفقهاء في حكم التسمية على على الأضحية عند الذبح، فقد تباينت آراءهم في حكم الأكل من الأضحية التي لم يُذكر اسم الله عليها، وفي هذه الفقرة من هذا المقال سيتمُّ بيان ذلك بشيءٍ من التفصيل:^[7]

• إذا ترك المسلم التسمية على الأضحية سهوًا، فجمهور أهل العلم على جواز الأكل منها، مستدلين على ذلك بقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إنَّ اللهَ تعالى وضع عن أُمَّتي الخطأَ، و النسيانَ، و ما اسْتُكرِهوا عليه”.^[8]
• إذا ترك التسمية على الاضحية عمدًا، فجمهور أهل العلم على حرمة الأكل منها، مستدلين على ذلك بقول الله تعالى: {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ}،^[5] بينما ذهب الشافعية إلى جواز الأكل منها؛ إذ أنَّ التسمية عندهم سنة، كما ذكر في الفقرة السابقة.

آداب ذبح الأضحية

لقد أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالإحسان إلى الذبيحة عند ذبحها، سواء أكانت أضحية أم غير ذلك، حيث قال: “إنَّ اللَّهَ كَتَبَ الإحْسَانَ علَى كُلِّ شيءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فأحْسِنُوا القِتْلَةَ، وإذَا ذَبَحْتُمْ فأحْسِنُوا الذَّبْحَ”،^[9] وقد ذكر أهل العلم عددًا من السنن التي ينبغي للمسلم مراعاتها عند الذبحِ، وفيما يأتي ذكر بعضها:^[10]

• أن يتمَّ الذبح بآلةٍ حادةٍ، وهذا مستنبطٌ من قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ”.^[9]
• أن لا يتمَّ حدُّ الشفرة أمام الذبيحة، وهذا مستبطٌ من الحديث الذي رواه عبدالله بن عباس -رضي الله عنه- حيث قال: “مرَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ على رجُلٍ واضِعٍ رِجْلَه على صَفحةِ شاةٍ وهوَ يُحدُّ شفرتَه وهيَ تلحَظُ إليه ببصَرِها قال: أفلا قَبلَ هذا؟  أو تريدُ أن تُمِيتَها مَوتاتٍ”.^[11]
• أن يتمَّ ذبحُ شاةٍ أمام أخرى، وأن لا يُظهر السكينَ إلَّا عند الذبح.
• أن يسوق المسلم الذبيحة إلى المذبح برفقٍ وهون، فلا يجرُّها بعنفٍ.
• أن يتمَّ عرض الماء على الذبيحة قبل الذبح، وهذا مستحبٌ عند فقهاء الشافعية.
• أن يريح الذبيحة عند الذبح، وأن يسارع في قطع الأوداج وإنهار الدم، بالإضافة إلى عدم قطع جزءٍ منها أو سلخها قبل التأكد من خروج الدم منها.
• أن لا يبالغ في الذبح، فتكون نتيجة ذلك قطع الرأس كاملًا.

شاهد أيضًا: هل يجوز التضحية بنعجة

كيفية ذبح الأضحية

يقوم المسلم بتوجيه أضحيته إلى القبلة سواء أكانت من الغنم أم من الإبل أم من البقر،^[12] ثمَّ بعد ذلك يذبحها بالطريقة التي بيَّنها له الشرع الحنيف، وحيث أنَّ طريقة الذبح تختلف باختلاف نوع الأضحية، وفي هذه الفقرة سيتمُّ بيان كيفية ذبح الأضحية، وفيما يأتي ذلك:^[13]

• الأغنام والأبقار: يقوم المسلم بوضع الذبيحة على جنبها الأيسر، ويضع قدمه على صفحتها، ويُمسك رأسها بيده اليسرى، ثمَّ يقوم بتمرير السكين على الحلق بيده اليمنى، حتى يقطع الحلقوم والمريء والودجين.
• الإبل: يقوم المسلم بربط قدم البعير الأمامية اليسرى، ويتركها  قائمةٌ على قوائمها الثلاث الباقية، ثمَّ يقوم بطعنها في لبتها التي بين صدرها ورقبتها.

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي تمَّت فيه الإجابة على سؤال ماذا نقول عند ذبح الاضحية كما تمَّ بيان حكم ذكر اسم الله على الأضحية، وحكم الأكل من الأضحية التي لم يُذكر اسم الله عليها، ثمَّ تمَّ بيان آداء الذبح، وفي ختام هذا المقال تمَّ بيان الكيفية الشرعية لذبح الأضحية، سواء أكانت من البقر أم الغنم أم الإبل.