عناصر المقال
هل يجوز التضحية بالماعز وكيفية الأضحية بالماعز لقد شرع الله -عزَّ وجلَّ- نحر البهائم في يوم الأضحى، وجعل ذلك من شعائره الظاهرة، ثمَّ بيَّن للمسلم ما يجوز الأضحية فيه وما لا يجوز، وفي هذا المقال الذي يطرحه موقع تصفح، وسوف نتعرف على حكم أضحية الماعز، وسوف نعرف كم عمر الأضحية من الماعز، وعلى شروط الأضحية من الماعز، وسوف نعرف هل يجوز ذبح النعجة في الأضحية، كما سوف نعرف الحكمة من الأضحية في الإسلام، وطريقة ذبح الأضحية من الماعز في الإسلام، وغير ذلك من المعلومات والتفاصيل المتعلقة.
هل يجوز التضحية بالماعز
إنَّ من شروط الأضحية أن تكون من بهيمة الأنعام، حيث قال الله تعالى في كتابه المجيد: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لِّيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۗ فَإِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا ۗ وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ}،[1] ومعلومٌ أنَّ الماعز يعدُّ نوعًا من أنواعِ الغنم، والغنم يعدُّ من بهيمة الأنعام، وبناءً على ذلك يُمكن القول بأنَّه يجوز للمسلم أن يُضحي بالماعز،[2] ولا بأس في هذا المقام من بيان بعض الأمور المتعلقة بالتضحية بالماعز، مثل السنِّ المعتبر شرعًا، وحكم الأضحية بالبهيمة التي نقصت عن السنِّ المعتبر شرعًا بعدةِ أيامٍ، وفيما يأتي ذلك:
السن المعتبر شرعا للماعز
لا بدَّ أن يكون الماعز مسنَّة حتى يجوز الأضحية بها، حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “لا تَذْبَحُوا إلَّا مُسِنَّةً، إلَّا أنْ يَعْسُرَ علَيْكُم، فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنَ الضَّأْنِ”،[3] والمسنَّة تسمَّى أيضًا الثنية،[1] وإنَّ الثنية من الماعز هي ما أتمَّت السنة عند فقهاء الحنفية والمالكية والحنابلة، وما أتمَّت السنتين عند فقهاء الشافعية،[4] وبناءً على ذلك فإنَّه لا يجوز للمسلم أن يُضحِّي بالماعز الذي لم يبلغ السنَّ المعتبر شرعًا، فالبهيمة من الماعز التي نقصت عن السنة بعدة أيامٍ لا يجوزُ للمسلم أن يضحي بها، والله تعالى أعلى وأعلم.[5]
هل يجوز التضحية بانثى الماعز
إن التضحية بالماعز وغيره من بهيمة الأنعام جائزة سواء كان ذلك في ذكر هذه الأنعام أو الإناث، ولا حرج في ذلك، فقد ورد العموم في إباحة ذلك، كما يجوز ذبح النعجة للأضحية ولا حرج في ذلك، وقد سئل الإمام ابن باز رحمه الله تعالى عن ذلك فأجاب بقوله: “نعم الضحية مشروعة بالذكور والإناث من الغنم الماعز والضأن ومن الإبل ومن البقر، كلها سنة مشروعة سواء كان المضحى به من الذكور أو من الإناث، تيس أو كبش أو شاة أو بقرة أنثى أو بقرة ذكر وهكذا البعير وهكذا الناقة كلها ضحايا شرعية، إذا كانت بالسن الشرعي جذع ضأن ثني معز”، ولكن الأفضل أن يضحي بالذكر كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد ضحة بكبشين أملحين.[2]
سن ذبح الماعز
لقد أشار الفقهاء إلى أن السن المعتبرة في الشرع في الماعز هي سنة كاملة، ولا يجزئ في ذبح الأضحية من الماعز أن يكون عمرها أقل من سنة، وقد ورد الشيخ وهبة الزحيلي في كتاب الفقه الإسلامي إلى ذلك بقوله: “قال الحنفية: المعز: ما أتم سنة وطعن ( دخل في الثانية )، … وقال المالكية: المعز: ابن سنة عربية ودخل في الثانية دخولاً بيناً كشهر … وقال الشافعية: شرط إبل أن يطعن في السنة السادسة، وبقر ومعز في السنة الثالثة … وقال الحنابلة: المعز ابن سنة كاملة”.[5]
كيفية الأضحية بالماعز
إنَّ الطريقة الشرعية لذبح الماعز، تكون بتوجيه الذبيحة إلى القبلة، ثمَّ يقوم المسلم بوضعها على جنبها الأيسر، ثمَّ يقوم بوضع قدمه على صفحتها، ثمَّ يثمسك رأسه بيده اليُسرى، ثمَّ يقوم بتمرير السكين على رقبتها بيده اليُمنى، حتى يقطع الحلقوم والمريء والودجين،[6] وإنَّ للذبح عددٌ من الآداب التي لا بدَّ للمسلم من مراعاتها، وفيما يأتي ذكرها:[7]
- أن يذبح المسلم الماعز بآلةٍ حادَّةٍ.
- أن لا يقوم المسلم بحدِّ الشفرة أمام الذبيحة.
- أن لا يقوم المسلم بذبح شاةٍ أمام أخرى.
- أن لا يُظهر المسلم السكين إلَّا عند الذبح.
- أن لا يسوق المسلم البهيمة إلى المذبحَ بعنفٍ، بل عليه أن يسوقها بلينٍ وهدأة.
- أن يقوم المسلم بعرض الماء على الذبيحة قبل الذبح.
- أن يريح المسلم الذبيحة عند الذبح، وذلك بأن يسارع في قطع الأوداج وإنهار الدم.
- أن لا يبالغ المسلم بالذبح، فتكون النتيجة أن يقطع رأس البهيمة كاملًا.
حكم الأضحية
إنَّ جمهور أهل العلم من المالكية والشافعية والحنابلة على أنَّ الأضحية مستحبة، وهي سنةٌ مؤكدةٌ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقد استدلَّ أصحاب هذا القول بالحديث الشريف الذي روته أم سلمة -رضي الله عنها- عن رسول الله أنَّه قال: “مَن كانَ له ذِبْحٌ يَذْبَحُهُ فإذا أُهِلَّ هِلالُ ذِي الحِجَّةِ، فلا يَأْخُذَنَّ مِن شَعْرِهِ، ولا مِن أظْفارِهِ شيئًا حتَّى يُضَحِّيَ”،[] وقد خالف أبو حنيفة جمهور العلماء في ذلك حيث أنَّه ذهب إلى وجوب الأضحية في حقِّ المستطيع،[] مستدلًا على قوله هذا بالحديث الذي رواه أبو هريرة- عن النبيِّ حيث قال: “مَن كان له سَعَةٌ ولم يُضَحِّ ، فلا يَقْرَبَنَّ مُصَلَّانا”.[10]
الحكمة من مشروعية الأضحية
لقد شرع الله -عزَّ وجلَّ- الأضحية لعدةٍ حكمٍ، وفي هذه الفقرة من مقال هل يجوز التضحية بالماعز، سيتمُّ ذكر هذه الحكم، وفيما يأتي ذلك:[]
- إحياءً لسنةِ خليل الله إبراهيم -عليه السلام- حيث أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- افتدى ابنه اسماعيل بكبشٍ عظيم، وذلك حين استجاب إبراهيم لأمرِ ربِّه حين أمره بذبح ابنه.
- تذكيرًا لصبرِ إبراهيم -عليه السلام- حين استجاب لأمر ربِّه، ومن ذلك يتعلم المسلم الصبر على طاعة الله والامتثال لأمره، وتقديم محبته على محبة ما سواه.
- توسعةً على الأهل والأقارب وتلأصدقاء، والفقراء والمساكين؛ وذلك من خلال توزيع لحم الأضحية عليهم وإطعامهم منها.
- شكر الله -عزَّ وجلَّ- على نعمه التي لا تُحصى.
شروط الأضحية
إنَّ للأضحية عددًا من الشروط التي لا بدَّ من مراعاتها لتكون مجزئةً، وفي هذه الفقرة من مقال هل يجوز التضحية بالماعز، سيتمُّ بيان شروط الأضحية من الماعز وغيرها من الأنعام، وفيما يأتي ذلك:[2]
- أن تكون الأضحية من بهيمة الأنعام، أي أن تكون من الإبل أم البقر، أم الغنم سواء من الضأن أم من الماعز، وقد استُنبط هذا الشرط من قول الله تعالى: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لِّيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۗ فَإِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا ۗ وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ}.[1]
- أن تبلغ الأضحية السنَّ الذي حدده الشرع الحنيف، حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “لا تَذْبَحُوا إلَّا مُسِنَّةً، إلَّا أنْ يَعْسُرَ علَيْكُم، فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنَ الضَّأْنِ”.[3]
- أن تكون خاليةً من العيوب المانعة من الإجزاء، وقد بيَّن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذه العيوب في قوله: “أربعٌ لا تجوزُ في الأضاحيِّ فقالَ العوراءُ بيِّنٌ عورُها والمريضةُ بيِّنٌ مرضُها والعرجاءُ بيِّنٌ ظلعُها والكسيرُ الَّتي لا تَنقى”.[12]
- أن تكون مملوكة للمضحي، فلا يجوز للمسلم أن يَُحي بما لا يملك، أو بما ليس مأذونًا له من قبل الشرع.
- أن لا يتعلق بالأضحية حقًا للغير.
- أن يتمَّ النحر في الوقت المحدد شرعًا، والذي يبدأ من بعد صلاة العيد، ويستمرُّ حتى غروب شمس اليوم الثالث من أيام التشريق.
حكم تقليم الأظافر وقص الشعر للمضحي
تباينت آراء أهل العلم في حكم قصِّ الأظافر وحلق الشرعر لمن أراد أن يضحي، وفي هذه الفقرة سيتمُّ ذكر أقوالهم في ذلك:[13]
- القول الأول: ذهب فقهاء الحنابلة إلى حرمة قصِّ الأظافر والشعر لمن أراد التضحية، بمجرد دخول هلال ذي الحجة، وهذا القول وجهٌ عند الشافعية.
- القول الثاني: ذهب فقهاء المالكية والشافعية إلى كراهة حلق الشعر وقص الأظافر للمضحي، وهذا القول وجهٌ عند فقهاء الحنابلة.
مقالات قد تهمك
وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي يحمل عنوان هل يجوز التضحية بالماعز ، كيفية الأضحية بالماعز وفيه تمَّت الإجابة على هذا السؤال، كما تمَّ بيان السنَّ المتبر شرعًا للأضحية بالماعز، وحكم الأضحية بالماعز الذي لم يبلغ هذا السن، ثمَّ تمَّ بيان كيفية ذبح الماعز، وحكم الأضحية، وبذلك فصلنا في الأجابة عن سؤال هل يجوز ذبح الماعز في عيد الأضحى وما شروطها وما إلى هنالك من معلومات متعلقة أخرى.
المراجع
- ^ سورة الحج، آية 34
- ^ islamqa.info، شروط الأضحية، 08/06/2024
- ^ صحيح مسلم، جابر بن عبد الله، مسلم، 1963، صحيح
- ^ islamqa.info، السن الواجب مراعاته في الأضحية، 08/06/2024
- ^ islamweb.net، حكم التضحية بماعز نقص سنها عن السنة بعدة أيام، 08/06/2024
- ^ binbaz.org.sa، الطريقة الشرعية في الذبح، 08/06/2024
- ^ islamweb.net، حديث : فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، 08/06/2024
- ^ صحيح مسلم، أم سلمة، مسلم، 1977، صحيح
- ^ islamweb.net، مذاهب الفقهاء في حكم الأضحية، 08/06/2024
- ^ صحيح الجامع، أبو هريرة، الألباني، 6490، صحيح
- ^ alukah.net، حكمة مشروعية الأضحية، 08/06/2024
- ^ صحيح أبي داوود، عبيد بن فيروز الديلمي، الألباني، 2802، صحيح
- ^ dorar.net، ذَبحُ الأضْحِيَّةِ، 08/06/2024
التعليقات