هل يجوز اشتراك الأب والابن في الأضحية

هل يجوز اشتراك الأب والابن في الأضحية
هل يجوز اشتراك الأب والابن في الأضحية

هل يجوز اشتراك الأب والابن في الأضحية، شرع الله الأضحية وجعلها نسكًا من هذا الدين الحنيف وقد كانت أول أضحية مذبوحة فداء لسيدنا إسماعيل عليه السلام بعد أن سلم وأبوه إبراهيم عليه السلام لأمر الله تبارك وتعالى في ذبحه، وإن لهذا النسك تفاصيل لا بد من معرفتها لتكون عملًا مقبولًا ويزيد قربًا من المولى عز وجل ولذلك سيجيبكم موقع تصفح عن هذا السؤال وغيره من الأسئلة التي من شأنها أن تزيل الغشاوة حول هذه النقاط وتزيدكم معرفة بكل جوانبه، وسوف نعرف الابن الذي يعيش وأسرته مع والديه هل يضحي بنفسه أم يشترك مع والده، ونفصل في هل يجوز الاشتراك في ثمن الأضحية وغير ذلك من التفاصيل,

عيد الأضحى المبارك

عيد الأضحى المبارك هو العيد الذي يستمر لأربعة أيام ابتداء من اليوم العاشر من ذي الحجة الذي يقوم به المسلمون بذبح الأضاحي من الأنعام تقربًا إلى الله تبارك وتعالى وفق الشريعة الإسلامية اقتداء بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، ولهذا العيد عدة أسماء أخرى: يوم النحر، والعيد الكبير، وعيد الحجاج، ويعد هذا العيد ذكرى لقصة سيدنا إبراهيم مع ابنه إسماعيل عليهما السلام حينما رأى في الرؤيا أنه يذبح ولده إسماعيل وحينما أبلغ ولده رؤياه هذه وسلَّما لأمر الله عز وجل بذبحه فداه الله بذبح عظيم، فما كان الله ليدع مثل هذا الأمر أن يحدث ولكنه أراد أن يرى قوة إيمان نبيه غبراهيم عليه السلام وابنه إسماعيل ويقينهما وتسليمهما لأمر مولاهما جل في علاه، وبذلك سطر سيدنا ابراهيم وولده اسمى آيات الرضوخ لأمر الله والبر بالوالدين وإن كان الأمر في غير ما نرجوه ما دام يصب في رضى الإله تبارك وتعالى، وفي ذبح الأضحية تقربًا لله و شكرًا لنعمائه وفضله وإقرارًا من العبد بأنه فقير إلى مولاه عز وجل، وأن كل ما في يديه إنما هو من عظيم كرم المولى وشكره واجب، ولما في ذلك أيضًا من نشر البهجة بين الأهل والأحباب والتوسعة على الفقراء والمحتاجين، ويسبق يوم عرفة أول أيام عيد الأضحى المبارك وهو اليوم الذي يتم به الحجاج مناسك الحج. [1]

هل يجوز اشتراك الأب والابن في الأضحية

يختلف جواب هذا السؤال باختلاف نوع الأضحية إن كانت من الإبل أو البقر أو الغنم وكذلك في استقلالية عيش الابن في السكن عن والده وسنورد فيما يلي تفصيلًا لذلك يجيب عن تساؤلاتكم ويحتضن الموضوع من جميع جوانبه، فإن كانت الأضحية من الغنم فلا يجوز الاشتراك في ثمنها لأنها تُجزئ عن شخص واحد فقط، كما ورد عن أبو أيوب الأنصاري: “كانَ الرَّجلُ في عَهْدِ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يضحِّي عنهُ بالشَّاةِ وعن أَهْلِ بيتِهِ ، فيأكلونَ ويطعمونَ النَّاسَ” [2] ، أما البقر أو الإبل فيمكن أن يشترك في ثمنها عدد من الأشخاص قد يصل عددهم إلى سبعة ولا يجوز أكثر من ذلك لأن البقر والإبل يجزئ كل منهما عن سبعة، فعن جابر بن عبد الله قال: “نَحَرْنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم يومَ الحُدَيْبيةِ سَبعينَ بَدَنةً، البَدَنةُ عن سَبْعةٍ.” []، ومن ناحية أخرى فإن كان الابن يعيش مع والده في بيت واحد فإن ذبحهما لشاة واحدة يجزئ عنهما جميعًا بشرط ألا يشتركا في ثمنها وإنما يشرك المضحي باقي أهل بيته في الأجر والثواب من غير أن يشتركوا في ثمن الشاة، وأما إن كان الابن مستقلًا عن والده في السكن فعلى كل واحد منهما أن يذبح أضحية مستقلة عن الآخر ولا يشرك في الأجر إلّا أهل بيته، ولكن إن كان أحدهما لا يستطيع الذبح لفقر حاله فبإمكان الآخر أن يهب له المال بثمن الشاة كلها أو جزء من ثمنها ولكن هذه الهبة لا تعني إشتراكه في ثمن الشاة وإنما هي هبة من الولد لوالده أو من الوالد لولده، ويقوم الأخير بالذبح وهذه الذبيحة تجزئه وله أن يشرك بأجرها أهل بيته، ولا بد من التنويه أن الأضحية هي سنة مؤكدة في حق كل قادر عند جمهور العلماء، . []

هل يجوز اشتراك أكثر من سبعة في الأضحية

ذهب الفقهاء من أهل العلم حسب ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أضحية البقر تجزئ عن سبع أشخاص، ولذلك يجوز أن يشترك سبعة أشخاص في الأضحية ولكن لا تقل حصة كل منهم عن سبع الأضحية، ولذلك لا يجوز الاشتراك أكثر من سبعة في أضحية واحدة من البقر، لأنها تجزئ عن سبع أشخاص فقط، ولكن يمكن إشراك آخرين بالأجر، أي يمكن الإشراك بالأجر أكثر من ذلك، ولكن لا يجوز الاشتراك بالثمن.[4]

كيفية توزيع الأضحية 

اختلف العلماء في كيفية تقسيم وتوزيع الأضحية، ولقد تعددت اللآراء حول ذك وفيما يلي تفصيل هذه الآراء حول تقسيم الأضحية وتوزيعها: [5]

  • يتم تقسيم الأضحية إلى ثلاثة أقسام متساوية فثلث يتصدق به على الفقراء وثلث يهديه للأقارب والأصدقاء وثلث يأكله وعائلته وقد أفتى باستحباب ذلك الحنفيّة والحنابلة، قال ابن عمر: “الضحايا والهدايا ثلث لأهلك وثلث لك وثلث للمساكين”.
  • أفضلية توزيع الأضحية على الفقراء والمساكين بأغلبها وأن يأكل المضحي منها الشيء القليل وقد أفتى بذلك الشافعية.
  • المضحي حر في تقسيم أضحيته فيتصدق للفقراء بما شاء ويهدي أصحابه وأقاربه وأحبابه ما شاء ويأكل وعائلته ما شاء، وقد أفتى المالكية بحرية المضحي في التقسيم واستدلوا على ذلك بما روي عن ثوبان مولى الرسول صلّى الله عليه وسلّم: “ذَبَحَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ضَحِيَّتَهُ، ثُمَّ قالَ: يا ثَوْبَانُ، أَصْلِحْ لَحْمَ هذِه، فَلَمْ أَزَلْ أُطْعِمُهُ منها حتَّى قَدِمَ المَدِينَةَ” [6]

الشروط الواجب توفرها في المضحي

إن من الشروط الواجب توافرها في المضحي وفق ما وضعه الفقهاء لهذا الموضوع كثيرة، سنورد تفصيلًا لها فيما يأتي: [7]

  •  الإسلام: إن الشرط الأول والأهم أن يكون المضحي مسلمًا حرًا لأن هذه العبادة نسك للمسلمين خاصة، يتقربون بها إلى الله عز وجل وينفذون بها أمره ويتعبدونه بها.
  •  البلوغ: وشرط البلوغ قد جعله أغلب الفقهاء شرطًا أساسيًا للمضحي وهم الشافعية والحنابلة ورأي المالكية بأنها سنة في حق الصغير وخالفهم في ذلك الرأي الحنفية الذين قالوا بوجوب الأضحية في حق الصغير إن كان مقتدرًا ماليًا، فيضحي عنه أبوه أو وصيّه، ويسن له أن يأكل منها.
  • المقدرة الماليّة: هي شرط من شروط المضحي عند الحنفية فهي واجبة على القادر ماديًّا، لذلك ليس على العبد أضحية لكونه لا يملك شيئًا وبالتالي غير قادر على شراء الأضحية، ويختلف تعريف المقدرة عند الفقهاء فرأى الحنفية أن القادر ماديًا هو الذي يملك نصابًا زائدًا عن حاجته اليومية، بينما عرّف الشافعية المقدرة المالية بأن يملك الضحي في يوم النحر وأيام التشريق الثلاث أي في أيام عيد الأضحى الأربع ما يزيد عن حاجته ويكفي لثمن الأضحية، وأما المالكية فقد عرفوا المقدرة المالية بأن لا يحتاج المضخي ثمن الاضحية لأمر ضروري، ورأى الحنابلة أن القادر هو من يستطيع أن يحصل ثمن الأضحية وحتى لو استدان ثمنها إن كان قادرًا على سداد دينه.
  • غير حاجّ: هذا الشرط اشترطه المالكية دون غيرهم من المذاهب، وتعليلهم لذلك هو أن السنة للحاج الهَدي وليس الأضحية.
  • الإقامة: وهذا الشرط عند الحنفية انفردوا فيه دون غيرهم في المذاهب الأخرى، وسبب سقوطها عن المسافر عندهم لأن في تحصيل أسباب الأضحية مشقة تزيد مشقة سفره، في حين ذهب الجمهور دون الحنفية أن الأضحية سنة مؤكدة على المسافر والمقيم على حد سواء.
  • يجب أن تتوفر النية والقصد في القيام بالأضحية وأن تكون خالصة لوجه الله تعالى وطمعًا في رضاه، فمن الممكن أن يكون الذبح لسبب آخر غير الأضحية كوليمة مثلًا أو هدية وليس المقصود بها الاضحية.
  • يستحب للمضحي ألا يأخذ من شعره وأظافره شيئًا ابتداء من أول شهر ذي الحجة أو من لحظة نيته بأن يضحي حتى يتم الذبح.
  • لا يحل للمضحي أن يبيع شيئًا من الأضحية سواء لحم أو شعر أو أظافر.
  • لا يحل للمضحي أن يعطي من قام بذبح الأضحية شيئًا منها كأجر له على ذبحه لها، وإنما يجوز له أن يعطيه منها كهدية أو صدقة.

الشروط التي يجب توفرها في الأضحية

حينما شرع الإسلام الأضحية جعل لها شروطًا خاصة ليكون هذا العمل مقبولًا من الله تعالى كما أمر الله وشرع، وإنّ هذه الشروط الواجب توافرها في الأضحية هي من الأهمية بمكان لذلك سنبينها لكم في النقاط التالية: [8]

  • أن تكون الأضحية من بهيمة الأنعام على وجه الخصوص وتتلخص الأنعام بالغنم والإبل والبقر، قال تعالى: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ}. [9]
  • وأن تبلغ الأضحية السن المحدد شرعًا لكل نوع من الأنعام بأن تكون جذعة من الضأة وثنية من غيره، فالجذعة من الضأن ما زاد عن النصف سنة، والثنية من البقر هي ما زاد عمرها عن سنتين والثنية من الإبل ما يزيد عمرها عن خمس سنوات و الثني من الغنم ما زاد عن سنة. قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “لا تَذْبَحُوا إلَّا مُسِنَّةً، إلَّا أنْ يَعْسُرَ علَيْكُم، فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنَ الضَّأْنِ.” [10]
  • أن تكون الأضحية سليمة خالية من أي عيب أو مرض يمنع ذبحها، كالعور البين الذي تنخسف به العين، والعرج البين الذي يمنعها من مسايرة السليمة في السير، والمرض البين الذي تظهر أعراضه عليها ويمنعها من الأكل، والهزال الذي يزيل المخ، وذلك لما روي عن البراء بن عازب حين قال: “أنَّ رسولَ اللهِ – صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم – سُئِل : ماذا يُتَّقَى من الضَّحايا ؟ ! فأشار بيده ، فقال : أربعًا : العَرْجاءُ البَيِّنُ ظَلْعُها والعَوْراءُ البَيِّنُ عَوَرُها ، والمرِيضةُ البَيِّنُ مَرَضُها ، والعَجْفاءُ الَّتِي لا تُنْقِي”. [11]
  • أن تكون الأضحية ملكًا خاصًّا للمضحي فلا يجوز أن يضحي بما ليس له كالمسروق أو المغصوب، أو مأذونًا له بذبحها.
  • أن لا يكون هناك حق لغير المضحي ببهيمة التي سيذبحها كأن تكون مرهونة وسينتهي حقه بها بعد أجل مسمى مثلًا فهذه لا يجوز أن يضحي بها.
  • أن يتم الذبح للأضحية في الوقت الذي حدده الشرع والذي يبدأ من بعد صلاة عيد الأضحى في يوم النحر إلى قبل غروب شمس آخر أيام التشريق.

سنن ذيح الأضحية

وبعد معرفة إن كان يجوز اشتراك الأب والابن في الأضحية، لا بد من معرفة آداب الأضحية وسننها والطريقة الشرعية لذبحها، وسنتناول في السطور الآتية بيانًا لسنن الذبح: [12]

  • أن يقوم الذابح بتحديد الشّفرة جيدًا قبل أن يذبح لكي لا يُعذَّب الحيوان قبل أن يفارق الحياة ففي ذلك تخفيفًا عليه،وقد أمرنا ديننا الحنيف بالإحسان في كل شيء وحتى في الذبح فمما ورد من حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه شداد بن أوس – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : “إنَّ اللهَ كتب الإحسانَ على كلِّ شيءٍ فإذا قتلتم فأحسنوا القِتلةَ وإذا ذبحتم فأحسنوا الذِّبحةَ وليُحدَّ أحدُكم شَفرتَه وليُرحْ ذبيحتَه.” [13]
  • وأن يتوارى عن عين الحيوان الذي يريد ذبحه حين قيامه بتحديد شفرة السكين وذلك تخفيفًا من عذابه فيموت بذلك موتات من الخوف قبل أن يموت حقًا، فعن ابن عباس –رضي الله عنه : “أنَّ رجلًا أضجَعَ شاةً وهوَ يُحدُّ شَفرتَهُ ، فقالَ النَّبيُّ : أتريدُ أن تُميتَها مَوتاتٍ ؟ هلَّا أحدَدْتَ شَفرتَكَ قبلَ أن تُضجِعَها ؟” [14]
  • إمرار السكين بقوة ذهابًا وإيابً على عنق الأضحية لتسريع موتها وتقليل عذابها.
  • استقبال الذابح للقبلة وتوجيه الذبيحة إليها، وهذا الاستقبال مستحب في جميع القربات وخاصة في الأضحية والهدي، وقد ورد عن كيفية توجيه الاضحية ثلاثة أوجه: الأول والأصح هو أن يوجه مذبحها إلى القبلة ولا يوجه وجهها، والثاني أن يوجهها بجميع بدنها إلى القبلة، والثالث أن يوجه قوائمها إلى القبلة.
  • التسمية والتكبير عند الذبح لأمر الله بذلك في كتابه العزيز: “وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ ۖ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ ۖ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ ۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ” [15] ولما جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام وكذلك  وفي ذلك تأكيدًا على أهمية التسمية عند الذبح سواء لأضحية أو غيرها، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: “ضَحَّى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بكَبْشينِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ، قالَ: وَرَأَيْتُهُ يَذْبَحُهُما بيَدِهِ، وَرَأَيْتُهُ وَاضِعًا قَدَمَهُ علَى صِفَاحِهِمَا، قالَ: وَسَمَّى وَكَبَّرَ. وفي روايةٍ : بمِثْلِهِ، غيرَ أنَّهُ قالَ: ويقولُ: باسْمِ اللهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ.” [16]وتركها عمدًا لا يجوز والتسمية بغير الله حرام قولًا واحدًا لأنها قُربى إلى الله.
  • ويستحب نحر الإبل وذبح البقر والغنم ومعنى ذلك أن الإبل حين تنحر أي تقطع اللبة أسفل العنق، أما البقر والغنم حينما تذبح فيقطع الحلق أعلى العنق، والسبب في ذلك أنه ينبغي قطع ما بين الحلقوم والمري.
  • يستحب نحر الإبل قائمًا على قوائم ثلاث معقول الركبة، وإلا فيذبح الإبل باركًا، وأما إن كانت الذبيحة من البقر أو الغنم فتضج على شقّها الأيسر وتشد قوائمها الثلاث وتترك رجلها اليمنى حرة.
  • يستحب أيضًا ألا يبالغ في القطع ولا يباشر بسلخ الجلد ولا كسر الفقار ولا يقطع لها أي عضو ولا يحركها ولا ينقلها إلي مكان آخر ويترك ذلك كله حتى تفارق الروح ولا يمنعها من الاضطراب بعد الذبح ماسكًا لها.
  • ويستحبّ عند الذّبح أن يقول: “اللهم منك وإليك، اللهم تقبل مني”، وأن يكثر من التكبير، كما ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه فعل.

الحكمة من مشروعية الأضحية

وبعد معرفة شروط الاضحية والمضحي والآداب التي يجب اتخاذها عند ذبحها، سنستعرض معكم الحكمة من مشروعية الأضحية في السطور الآتية: [17]

  • اتباعًا لسنة الخليل إبراهيم عليه السلام بعد أن رأى رؤيا مفادها أن يقوم بذبح ابنه إسماعيل وعندما استجاب كلاهما للأمر الإلهي فدى الله إسماعيل بذبح عظيم، وأمر الله نبيه الصطفى عليه الصلاة والسلام باتباع سنة إبراهيم عليه السلام وذلك بقوله تعالى: {ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}. [18]
  • تربي في النفوس الصبر والإمتثال لأوامر الله عز وجل كما فعل سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل بامتثالهما لأمر الله، وبذلك نتعلم كيف نجعل طاعة الله فوق رغباتنا ومراداتنا مهما كان الأمر الإلهي يشق علينا وكما يزيد عزائمنا ويقوي اليقين بالله ويعلي الهمة للتسابق في طاعة الله، قال تعالى: {فلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ * فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ * وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ * سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ * كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ}. [19]
  • التوسعة على الفقراء و وزيادة روابط الإلفة والمحبة مع الأقرباء والأصحاب والجيران.
  • الأضحية هي أيضًا ترجمة لشكر لله تبارك وتعالى على نعمه التي لا تعد ولا تحصى وأهمها نعمة الصحة والمال وافتقار لواهب الحياة والمال، والإيمان والطاعة وفد قال الله تعالى: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا}. [20]

ما حكم من لا يضحي في العيد

إن من لا يضحي في العيد ليس عليه شيء ولا إثم عليه، لأنَّ الأضحية حسب جمهور الفقهاء سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يذهب إلى وجوبها إلا أبو حنيفة من الفقهاء الأربعة، ولكن ذهب الجمهور إلى أن تركها مع القدرة عليها مكروه، فإذا كان المسلم مقتدرًا وميسورًا من الأفضل له أن يضحي، وأما إذا كانت الأضحية تشكل عليه عبئًا وضيقًا فلا يضحي ولا إثم عليه لأنه لا يعد مقتدرًا وميسورًا وهذا حسب الرجح من أقوال الفقهاء والله أعلم.[17]

مقالات قد تهمك

وبذلك نكون قد أنهينا مقال هل يجوز اشتراك الأب والابن في الأضحية، وتناولنا فيه إجابة عن هذا السؤال الهام وكذلك عرفنا شروط المضحي الأضحية وآدابها وسننها والحكمة من مشروعيتها، وعرفنا هل يجوز أضحى مع والدي وانا في بيت مستقل إضافة إلى هل يجوز الاشتراك في الأضحية من الغنم وهل يجوز الاشتراك في ثمن الأضحية إذا كانت من البقر وغير ذلك من التفاصيل المتعلقة.

المراجع

  1. ^ wikiwand.com، عيد الأضحى، 08/06/2024
  2. ^ المغني لابن قدامة، أبو أيوب الأنصاري،موفق الدين ابن قدامة،13/366،حسن صحيح
  3. ^ تخريج المسند لشعيب، جابر بن عبدالله،شعيب الأرناؤوط،14924،صحيح
  4. ^ islamweb.net، الابن الذي يعيش وأسرته مع والديه هل يضحي بنفسه أم يشترك معهما، 08/06/2024
  5. ^ saaid.net، كيفية توزيع الأضحية، 08/06/2024
  6. ^ صحيح مسلم، ثوبان مولى رسول الله،مسلم،1975،صحيح
  7. ^ الاختيار لتعليل المختار، الإمام عبد الله بن محمود الموصلي،صفحة 252-257،جزء 4، 08/06/2024
  8. ^ islamqa.info، شروط الأضحية، 08/06/2024
  9. ^ سورة الحج، الآية: 34
  10. ^ صحيح مسلم، جابر بن عبدالله،مسلم،1963،صحيح
  11. ^ هداية الرواة، البراء بن عازب،الألباني،1410،صحيح
  12. ^ islamweb.net، فصل في سنن الذبح وآدابه سواء الأضحية وغيرها، 08/06/2024
  13. ^ صحيح الترمذي، شداد بن أوس،الألباني،1409،صحيح
  14. ^ غاية المرام، عبدالله بن عباس،الألباني،40،صحيح
  15. ^ سورة الحج، الآية: 36
  16. ^ صحيح مسلم، أنس بن مالك،مسلم،1966،صحيح
  17. ^ alukah.net، حكمة مشروعية الأضحية، 08/06/2024
  18. ^ سورة النحل، الآية: 123
  19. ^ سورة الصافات، الآية: من 102 إلى 111
  20. ^ سورة إبراهيم، الآية: 34

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *