ما هو حكم إخراج الأطفال من المسجد بسبب اللعب أو التشويش

ما هو حكم إخراج الأطفال من المسجد بسبب اللعب أو التشويش
حكم إخراج الأطفال من المسجد

حكم إخراج الأطفال من المسجد بغية التخفيف من الضجيج أو التشويش الناجم عنهم، على الرغم من روعة وجودهم في المسجد ليعتادوا على صلاة الجماعة ويحرصوا على أداء الصلوات الخمس في المسجد، وزرع حب الصلاة وتلاوة القرآن الكريم في قلوبهم منذ نعومة أظفارهم، لذلك يهتم هذا المقال بتقديم الحكم الشرعي لمن يقوم بإخراج الأطفال وطردهم من بيوت الله تعالى.

اصطحاب الأطفال إلى المساجد

إن اصطحاب الأطفال إلى المساجد يعد أمرًا مستحبًا، ومن المشروع أن يؤخذ الأطفال إلى المساجد عندما تصبح أعمارهم 7 سنين، ويجب ضرب الطفل من أجل الصلاة عندما يصبح عمره 10 سنين، لذلك يجب تعليم الأطفال الصلاة والذهاب إلى المسجد في سن مبكرة كي يعتادوا الصلاة والمساجد مع جميع المسلمين، أما الأطفال الذين أعمارهم تحت السابعة فلا يجب أخذهم إلى المسجد، حتى لا يحصل ضجيج وتشويش للمصلين بسببهم، والأصح عدم ذهابهم للمسجد فالصلاة ليست فرضًا عليهم بعد، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مُروا أبناءَكم بالصَّلاةِ لسبعِ واضرِبوهم عليْها لعشرٍ وفرِّقوا بينَهم في المضاجعِ”،[1] والله ورسوله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: حكم قول لو لابن عثيمين وحكم قول لو لابن باز

حكم إخراج الأطفال من المسجد

لا توجد معلومات حول حكم إخراج الأطفال من المسجد، ولكن اصطحاب الأطفال إلى المساجد أمر جائز، وأكبر دليل على ذلك صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث كان يحمل أمامه حفيدته، وقيامه بتخفيف الصلاة عند سماع بكاء أحد الصبية ضمن المسجد، ففي حال بدر من الطفل أذية للمصلين أو تشويش عليهم، عندها يجب عدم إحضاره إلى المسجد وخاصة لو كان دون سن السابعة، قال الشيخ العثيمين رحمه الله عز وجل: “إذا كان الأطفال يشوشون على الحاضرين، فإنه لا يجوز لأوليائهم أن يأتوا بهم إلى المساجد، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم منع آكل البصل من قربان المسجد، وعلل ذلك بأنه أذية، قال: إن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه الإنسان ـ فكل ما يؤذي المصلين فإنه لا يجوز إحضاره”، لذلك يجب تدريب الطفل على آداب المسجد والحرص على تعويده الصلاة في المسجد، والله تعالى أعلم.[3]

حكم إخراج الأطفال من الصفوف في الصلاة

لا ينبغي إخراج الأطفال من الصفوف في الصلاة، وفي حال بدر منهم ضجيج ولعب وتشويش للمصلين فيجب تنبيههم بهدوء، وتعليمهم أصول وآداب الدخول إلى المسجد، وتشجيعهم للصلاة جماعة في بيوت الله تعالى، والحرص على عدم نفوره من المساجد، ففي حال وقف الطفل في صف معين من صفوف الصلاة، يجب تركه مكانه والحرص على التفريق بين الأطفال المصلين لاجتناب لهوهم ولعبهم عندما يكونون مجتمعين، لذلك يجب تفريقهم عن بعضهم البعض كي لا يؤذوا المصلين، وخاصة الصفوف الأولى التي يتسابق إليها المسلمون، يجب أن يتشجع الطفل أيضًا على الصلاة في الصف الأول.[4]

طرد الأطفال من المسجد بحجة التشويش

لا توجد معلومات عن أهل العلم حول طرد الأطفال من المسجد بحجة التشويش، وإنما يجب تنبيه الأطفال الذين يشوشون على المصلين، والأفضل عند وجود أهلهم أن يقوموا بتنبيههم لعدم إحداث تشويش وضجيج يصرف انتباه المصلين عن صلاتهم وخشوعهم بين يدي الله سبحانه وتعالى، فلا يوجد حرج من إحضار الأطفال إلى المساجد وتعويدهم على صلاة الجماعة والذهاب إلى المسجد، مع الحرص على تعليمهم آداب المساجد، وفي حال عرف الأهل طفلهم يشوش على المصلين فيجب عدم إحضاره إلى المسجد حتى يعتاد آداب بيوت الله تعالى، والله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: ما هو حكم قول الله يقرفك عند الغضب أو الكره

ماذا قال النبي عن الاطفال في المساجد

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما يخص الأطفال في المساجد: “مروا أبناءَكم بالصلاةِ لسبعٍ واضرِبوهم عليها لعشرٍ وفرقوا بينَهم في المضاجعِ”[6]، أي يجب إحضار الأطفال إلى المساجد مع تعليهم آداب المساجد ويعتادون على الصلاة جماعة مع المسلمين في بيوت الله تعالى، والحرص على التفريق بين الأطفال ضمن صفوف الصلاة وعدم اجتماعهم بجانب بعضهم البعض، كي لا يلتهوا عن الصلاة ويحدثوا ضجة وضجيج يشوش على المصلين، في حال بدر منهم أذية للمصلين فيجب على أهلهم أو المصلين تنبيههم بشكل هادئ، والله ورسوله أعلم.[7]

شاهد أيضًا: هل يجوز الوضوء في الحمام وما حكم التسمية عند الوضوء في الحمام

حكم لعب الأطفال في المسجد

لا يجوز اللهو واللعب في المساجد، بل يجب احترامها وتعظيم شأنها واعتبار حرمتها والابتعاد عن كل شيء لا يليق بها، مثل اللغو واللعب وغيرها، قال الله عز وجل:{ي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ}،[8] فاللعب ضمن المساجد من الأمور التي لا ترضي الله سبحانه وتعالى، كما أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر بعدم إزعاج المصلين والتشويش عليهم عبر قراءة القرآن الكريم بذاته، فكيف بحال اللعب ضمن المساجد، لذلك يجب إنذار الأطفال بالتزام الهدوء وتعويدهم على آداب المساجد، والله ورسوله أعلم.[9]

ضوابط دخول الأطفال المساجد

الأصح عدم إحضار الأطفال إلى المساجد إذا كانت أعمارهم دون السابعة، وفي حال كانت أعمارهم فوق السابعة ولازالوا يعبثون في المسجد ويحدثون ضجة وصخب في المسجد فيجب عدم إحضارهم إلى المسجد، وفي حال كان الطفل يتمتع بهدوئه وعقلانيته اللطيفة فلا مانع من إحضاره إلى المسجد حتى ولو كان دون سن السابعة، وبشكل عام، يجب تعويد الأطفال على صلاة الجماعة وتعليمهم آداب الجلوس والصلاة في المساجد كي يقبلون على صلاة الجماعة ويعتادوا عليها، والله أعلم.[10]

شاهد أيضًا: ما هو حكم قول ربنا ولك الحمد في الصلاة بعد الرفع من الركوع

مواقف نبوية مع الأطفال

اصطفى الله تعالى الرسول -صلى الله عليه وسلم- وخصصه بأمور لم يخص بها أحد من عباده قط، وفيما يأتي بعض المواقف للنبي -عليه الصلاة والسلام- مع الأطفال:

  • موقفه مع ابراهيم ابنه في حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- حيث قال: “دَخَلْنَا مع رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى أَبِي سَيْفٍ القَيْنِ، وكانَ ظِئْرًا لِإِبْرَاهِيمَ عليه السَّلَامُ، فأخَذَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إبْرَاهِيمَ، فَقَبَّلَهُ، وشَمَّهُ، ثُمَّ دَخَلْنَا عليه بَعْدَ ذلكَ وإبْرَاهِيمُ يَجُودُ بنَفْسِهِ، فَجَعَلَتْ عَيْنَا رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَذْرِفَانِ، فَقالَ له عبدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْه: وأَنْتَ يا رَسولَ اللَّهِ؟ فَقالَ: يا ابْنَ عَوْفٍ إنَّهَا رَحْمَةٌ، ثُمَّ أَتْبَعَهَا بأُخْرَى، فَقالَ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ العَيْنَ تَدْمَعُ، والقَلْبَ يَحْزَنُ، ولَا نَقُولُ إلَّا ما يَرْضَى رَبُّنَا، وإنَّا بفِرَاقِكَ يا إبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ”.[11]
  • تقبيله لحفيده الحسن، حيث قال أبو هريرة رضي الله عنه: “قَبَّلَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الحَسَنَ بنَ عَلِيٍّ وعِنْدَهُ الأقْرَعُ بنُ حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ جَالِسًا، فَقَالَ الأقْرَعُ: إنَّ لي عَشَرَةً مِنَ الوَلَدِ ما قَبَّلْتُ منهمْ أحَدًا، فَنَظَرَ إلَيْهِ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ثُمَّ قَالَ: مَن لا يَرْحَمُ لا يُرْحَمُ”.[12]

وبهذا نصل لختام مقال حكم إخراج الأطفال من المسجد، حيث تم تقديم الحكم الشرعي في حالة إخراج الأطفال الصغار من المساجد، وتم الحديث عن عدة ضوابط يجب تعويد الأطفال عليها عند دخولهم إلى المساجد، وتم ذكر أبرز المواقف للنبي صلى الله عليه وسلم مع الأطفال.

المراجع

  1. ^ الفوائد العلمية من الدروس البازية، ابن باز، 8/118، إسناده حسن
  2. ^ binbaz.org.sa، حكم اصطحاب الأطفال إلى المساجد، 01/04/2023
  3. ^ islamweb.net، دخول الأطفال المسجد بين الجواز والمنع، 01/04/2023
  4. ^ binbaz.org.sa، حكم إبعاد الأطفال من الصفوف الأولى، 01/04/2023
  5. ^ islamqa.info، هل يأخذ ابنه للمسجد مع كونه يلعب ويشوش على المصلين، 01/04/2023
  6. ^ مجموع فتاوى ابن باز، جد عمرو بن شعيب،  ابن باز، 184/7، صحيح
  7. ^ binbaz.org.sa، حكم اصطحاب الأطفال إلى المساجد، 01/04/2023
  8. ^ سورة النور، الآية 36
  9. ^ islamweb.net، حكم لعب الصبيان في المساجد، 01/04/2023
  10. ^ binbaz.org.sa، حكم إحضار الأطفال إلى المساجد، 01/04/2023
  11. ^ صحيح البخاري، أنس بن مالك، البخاري، 1303، صحيح.
  12. ^ صحيح البخاري، أبو هريرة، البخاري، 5997، صحيح

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *