هل يجوز اللعب بالجوال في المسجد وما حكم تصفح الإنترنت في بيوت الله

هل يجوز اللعب بالجوال في المسجد وما حكم تصفح الإنترنت في بيوت الله
هل يجوز اللعب بالجوال في المسجد

هل يجوز اللعب بالجوال في المسجد وما حكم تصفح الإنترنت في بيوت الله، فمع تطور الزمان وتطور التكنلوجيا، بات المسلمين يدخلون الهواتف النقالة والأجهزة الإلكترونية إلى المساجد بعد أن أصبح لا غنى عنها مطلقًا في الحياة العامة، وبالمقابل فإن أحكام الشريعة تنظم دخول المسلمين المسجد وتبين لهم آدابه، وعبر هذا المقال سيتم تسليط الضوء على حكم استخدام الجوال في المسجد.

هل يجوز اللعب بالجوال في المسجد

ذكر أهل العلم أن اللعب في الجوال بما لا يجوز وبالمنكرات حرام، أما استعماله في قراءة القرآن أو قراءة ذكر أو الاستماع لمحاضرة أو ونحوها من الطاعات فإن ذلك يؤجر عليه المسلم فإنه من العبادات، ولو لعب بالجوال واستخدمه في الأمور المباحة كأن يراسل أحدًا في برامج المحادثة بأمور مباحة فإن ذلك مباح ولا حرج فيه، أما إن لعب بالجوال واستخدمه في أمورٍ محرمة فهو حرام وأشد تحريمًا في المسجد، وقد اختلف أهل العلم في مسألة الانشغال عن الذكر والعبادة في المساجد، فمنهم من قال أن التحدث في أمور الدنيا فيه واللهو بالهاتف بالمباحات فلا حرج في ذلك، وآخرون قالوا أن الحديث واللهو عن العبادة بالهاتف وغيره من المكروهات، وقد بيّن أهل العلم أن من الأفضل للمسلم أن يحافظ على وقته داخل المسجد ويغتنمه بالعمل الصالح والعبادة والذكر.[1]

شاهد أيضًا: ما هو حكم قول ربنا ولك الحمد في الصلاة بعد الرفع من الركوع

حكم تصفح الإنترنت في المسجد

يباح للمسلم في القول الراجح عند أهل العلم أن يتصفح الإنترنت بما هو مباح، فتصفح الإنترنت بالأمور المباحة لا يدخل في التحريم والتجريم مطلقًا، لكن لا يجوز له أن يتصفح في أمورٍ محرمة ومكروهة، بل عليه أن يعلم أن تصفح مثل هذه الأمور في المسجد أشد تحريمًا منه خارج المسجد، وقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “إنَّ هذه المساجدَ ، لا تصلُحُ لشيءٍ من القذَرِ و البولِ و الخلاءِ ، إنما هي لقراءةِ القرآنِ ، و ذِكرِ اللهِ ، والصلاةِ”.[2] وهذا القول وجهه للأعرابي الذي بال بالمسجد، وإن المساجد أولى بها أن تكون مكانًا للعبادة بدل أن تكون مكانًا يتصفح فيه المسلم الإنترنت وهاتفه الجوال.[3]

هل للمعتكف أن يستخدم الجوال؟

يجوز للمعتكف أن يستخدم الجوال للحاجة كالاطمئنان على أهله أو ليقوم بطلب الطعام، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان في اعتكافه لما زارته أم المؤمنين صفية -رضي الله عنها- وتحدثت معه، وفي ذلك جواز للمسلم أن يحادث أهله ولو عن طريق الهاتف، وكذلك يرخّص للمعتكف الخروج من المسجد للأكل والشرب ونحو ذلك واستخدام الهاتف في طلب الطعام أقل مشقة وأهون وأقل تأثيرًا على الاعتكاف، والأفضل للمعتكف أن يكون لديه من يدبر له مأكله ومشربه دون أن يطلب منه، ولو أنه قام بطلب ذلك فإنه جائز، أما استخدام المعتكف للهاتف في أمور المحادثة التي لا ضرورة لها أو البيع والشراء أو اللعب في الهاتف فلا يجوز له ذلك، فالبيع والشراء والعقود محرمة في المساجد، وعلى المعتكف أن يقوم بالانشغال بالتقرب من الله سبحانه وترك كل ما لا يعنيه غير ذلك والله ورسوله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: هل يجوز الوضوء في الحمام وما حكم التسمية عند الوضوء في الحمام

حكم رنين الجوال في المساجد

لا يجوز للمسلمين أن يتركوا هواتفهم المحمولة قابلةً للاستقبال والرنين أثناء الصلاة، لأنّ في ذلك تشويشٌ وسببٌ في ضياع تركيز وخشوع المصلين، فيجب على المسلم إغلاق هاتفه قبل الدّخول في المسجد، لئلّا  ينشغل به أثناء الصلاة وألّا يشوّش عليه إذا رنّ أو أصدر أيّ صوت، فالإسلام الحنيف قد حرص على أن تكون صلاة المسلم تامّة الخضوع والخضوع لله تعالى، وأمر المسلم أن يضع تركيزه وتفكيره بصلاته وألّا ينشغل بأي شيءٍ آخر عنها، وقد وردت الكثير من الأحاديث المباركة التي تفيد بأنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم والصحابة الكرام كانوا يعالجون كلّ شيءٍ يلهيهم عن الصلاة، كوضعهم للرداء والسجود عليه وقت الحر، كذلك أكل الطعام ومن ثمّ التوجه للصلاة إذا وضع الطعام، وغيرها من الأمور ليكونوا ي صلاتهم خاضعين خاشعين، والله أعلم.[5]

حكم قراءة القرآن من الهاتف في المسجد

إنّ الإسلام قد أباح كلّ ما هو نافعٌ للمسلمين، وقراءة القرآن الكريم من الهاتف المحمول في المسجد أمرٌ مباح، أي يجوز للمسلم أن يقرأ المسلم من هاتفه المحمول، وأن يستمع لمحاضرة دينية مفيدة، كما يجوز له إرسال تصفح المواقع الإسلاميّة وغيرها طالما أنّه يمضي وقته النفيس في المسجد في شيءٍ ينفعه في ديناه ودينه، وأمّا إن أمسك هاتفه وشغل نفسه في المسجد بمواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من الوسائل التي تضيع وقت المسلم ولا تنفعه فإنّ ذلك محرّمٌ عليه، والأولى له ترك ذلك وإغلاق هاتفه عند دخوله المسجد، وألا يضيع وقته سدىً بما يضره في دنياه وفي آخرته، والله أعلم.[6]

شاهد أيضًا: ما هو حكم قول الله يقرفك عند الغضب أو الكره

هل يجوز التقاط الصور في المسجد؟

يجوز للمسلم التقاط الصور في المسجد ولا مانع شرعيّ يمنع هذا الأمر، لأنّ المساجد ليست من ذوات الأرواح التي اختلف أهل العلم في حكم تصويرها، لكن ينبغي للمسلم ألا يجعل مساجد الله للتصوير والترفيه وأن يتّخذه مكانًا للتنزه، بل يجب أن يلتقط ما هو بالمعقول والابتعاد عن التقاط صور الناس أو المصلين من النساء والرجال، لأنّ الكثير من أهل العلم قد حرّم التقاط صور ذوات الأرواح، لذا يمكن للمسلم تصوير المساجد والابتعاد عن تصوير المصلين وغيرهم.[7]

هل يجوز اللعب بالجوال في المسجد وما حكم تصفح الإنترنت في بيوت الله مقالٌ تمّ فيه الحديث عن حكم استخدام الجوال في المسجد أثناء الاعتكاف أو لالتقاط الصور، كذلك تمّ فيه بيان حكم تصفح الانترنت في المسجد وحكم رنينه وقراءة القرآن منه.

المراجع

  1. ^ islamweb.net، استخدام الجوال في المسجد، 01/04/2023
  2. ^ صحيح الجامع، أنس بن مالك، الألباني، 2268، صحيح
  3. ^ islamweb.net، حكم تصفح الإنترنت في المسجد، 01/04/2023
  4. ^ islamweb.net، جواز محادثة المعتكف أهله بالهاتف ، 01/04/2023
  5. ^ islamqa.info، مشكلة رنين الجوال في المساجد، 01/04/2023
  6. ^ islamweb.net، استخدام الجوال في المسجد، 01/04/2023
  7. ^ islamweb.net، حكم تصوير الحرم المكي والمسجد النبوي، 01/04/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *