ما حكم قول الله لا يهينك وهل يهين الله عبده

ما حكم قول الله لا يهينك وهل يهين الله عبده
حكم قول الله لا يهينك

ما حكم قول الله لا يهينك وهل يهين الله عبده هو ما سيتوقف معه هذا المقال وسيتكلم عنه تفصيلًا بالنظر إلى آراء جمعٍ من علماء أهل السنة والجماعة، والإنسان يبحث دائمًا عن العزة في الدنيا والآخرة وفي كنف الله سبحانه وتعالى، لذلك فقد توقف العلماء مع حكم قول هذه العبارة في الإسلام، وما هو معناها وحو ذلك من المعلومات الأخرى التي لا بد لكل مسلمٍ من معرفتها.

معنى الله لا يهينك

إنّ معنى الله لا يهينك أي ألا يتعرض العبد لمهانةٍ من الله تبارك وتعالى بسبب الذنوب التي يقترفها، لأنّ الأصل أنّ عذاب الله سبحانه بسبب الذنوب التي اقترفها العبد هو مهانة وقد ورد في القرآن الكريم في سورة الأحقاف: {وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَفْسُقُونَ}.[1]

شاهد أيضاً: ما هو حكم قول لولا الله وفلان أو بفضل الله ثم فلان

حكم قول الله لا يهينك

إنّ حكم قول الله لا يهينك صحيح لأنّ الله سبحانه وتعالى قد يهي العبد جرّاء ذنوبه وجراء معاصيه وقد ورد في القرآن الكريم كما في معنى الآية الكريمة أنّ الله سبحانه وتعالى مَن يهنه فلن يكون له مكرم أبدًا، وهذه العبارة تُستعمل عادة عندما يطلب شخصٌ من آخر شيئًا فيقول له الله لا يهينك من باب التودد والتحبب.[2]

حكم قول الله لا يهينك ابن عثيمين

ذكر الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- صحة هذه العبارة فقال:[3]

“هذه العبارة صحيحة، والله سبحانه وتعالى قد يهين العبد ويذله، وقد قال الله تعالى في عذاب الكفار أنهم يُجزون عذاب الهون بما كانوا يستكبرون في الأرض، فأذاقهم الله الهوان والذل بكبريائهم واستكبارهم في الأرض بغير الحق، وقال: {ومن يهن الله فما له من مكرم}، والإنسان إذا أمرك فقد تشعر بأن هذا إذلال وهوان لك فيقول: “الله لا يهينك”.

شاهد أيضاً: حكم قول والنبي وما هي كفارة الحلف بالنبي

هل الله يهين العبد

إنّ الله تبارك وتعالى يُهين عبده لمّا يُقدم العبد على ارتكاب الذنوب والمعاصي ويتجرأ على حدود الله تعالى، وقد وصف الله سبحانه وتعالى إهانة العبد بالعذاب يوم القيامة وكيف بدّل الله حالهم العزيز في الدنيا إلى حال ذليل في الآخرة: {إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ * يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَن مَّوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ * إِلَّا مَن رَّحِمَ اللَّهُ ۚ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ * إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الْأَثِيمِ * كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ * كَغَلْيِ الْحَمِيمِ * خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَىٰ سَوَاءِ الْجَحِيمِ * ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ * ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ}.[4]

حكم قول الله لا يذلنا

إنّ الذل هو مرادف للإهانة كما ورد عن علماء اللغة العربية، ولمّا كان قول الله لا يهينك أو لا يهينا لا شيء فيه فإنّ عبارة الله لا يذلنا لا شيء فيها، فقد يكون بلاء المرء في الدنيا أن يتعرض لذلة وفقر في الحال، وهذا من باب الدعاء المشروع ألا يكتب الله له ذلة لا في الدنيا ولا في الآخرة، والله أعلم.[2]

حكم قول الله لايهينك إسلام ويب

ذكر موقع إسلام ويب جواز الدعاء بهذا الدعاء فقال:[5]

“فلا مانع من الدعاء للنفس أو للغير بمثل هذا الدعاء، وهذا في هذا المقام من القول الحسن، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو به لنفسه وللمؤمنين. فقد روى الإمام أحمد والترمذي وغيرهما عن عمر رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي يسمع عنده دوي كدوي النحل، فأنزل عليه يوما فمكثنا ساعة فسري عنه، فاستقبل القبلة ورفع يديه وقال: اللهم زدنا ولا تنقصنا، وأكرمنا ولا تهنا، وأعطنا ولا تحرمنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، وأرضنا وارض عنا، ثم قال: أنزلت علي عشر آيات من أقامهن دخل الجنة، ثم قرأ علينا: قد أفلح المؤمنون حتى ختم العشر”.

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال ما حكم قول الله لا يهينك وهل يهين الله عبده؟ وذكرنا فيه معلومات واسعة وهامة عن حكم الدعاء بقول الله لا يذلك أو لا يهينك وما معنى هذا الدعاء وما الدليل عليه من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.

المراجع

  1. ^ سورة الأحقاف، 20
  2. ^ al-maktaba.org، أرشيف ملتقى أهل الحديث، 06/04/2023
  3. ^ ar.islamway.net، قول: "أعطني، الله لا يهينك، 06/04/2023
  4. ^ سورة الدخان، 40-49
  5. ^ islamweb.net، الدعاء للغير ألا يهينه الله، 06/04/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *