هل نزول المطر من علامات ليلة القدر

هل نزول المطر من علامات ليلة القدر، فكثير من الناس يربطون بين نزول المطر وليلة القدر، فإذا ما نزل المطر في ليلة من ليالي العشر الأواخر من رمضان استبشر الناس أنّ تلك الليلة هي ليلة القدر فيجتهدون فيها ما لا يجتهدونه في غيرها، فهل حقًّا أنذ نزول المطر هو من علامات ليلة القدر أو إنّ تلك الدعوى لا صحة لها، في هذا المقال سوف تكون هنالك وقفة مع إجابة هذا السؤال، والوقوف على بعض الأمور الأخرى المتعلقة بليلة القدر وعلاماتها.

هل نزول المطر من علامات ليلة القدر

قال علماء إنّ نزول المطر هو من علامات ليلة القدر التي ذكرت في الأحاديث النبوية، ففي الحديث الشريف يروي الصحابي الجليل أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه- أنّ النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- اعتكف هو والصحابة ثمّ قال لهم إنّه رأى في المنام أنّ ليلة القدر سيكون فيها مطر، فيقول أبو سعيد في الحديث الصحيح:

“اعْتَكَفْنَا مع رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، العَشْرَ الأوْسَطَ، فَلَمَّا كانَ صَبِيحَةَ عِشْرِينَ نَقَلْنَا مَتَاعَنَا، فأتَانَا رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: مَن كانَ اعْتَكَفَ، فَلْيَرْجِعْ إلى مُعْتَكَفِهِ، فإنِّي رَأَيْتُ هذِه اللَّيْلَةَ ورَأَيْتُنِي أسْجُدُ في مَاءٍ وطِينٍ، فَلَمَّا رَجَعَ إلى مُعْتَكَفِهِ وهَاجَتِ السَّمَاءُ، فَمُطِرْنَا، فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بالحَقِّ لقَدْ هَاجَتِ السَّمَاءُ مِن آخِرِ ذلكَ اليَومِ، وكانَ المَسْجِدُ عَرِيشًا، فَلقَدْ رَأَيْتُ علَى أنْفِهِ وأَرْنَبَتِهِ أثَرَ المَاءِ والطِّينِ”،^[1] والله أعلم.

ما هي العلامات التي تدل على ليلة القدر

لليلة القدر علامات كثيرة قد ذكرها رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وذكرها بعض الصحابة نقلًا عنه، وعمومًا فتلك العلامات هي أن تكون الليلة صافية بلجة لا حارة ولا باردة، وأن تخرج الشمس في صبيحتها لا شعاع لها، وفي ذلك يقول صلى الله عليه وآله وسلم: “ليلةُ القدرِ ليلةٌ بَلْجَةٌ ، لَا حارَّةٌ ولَا بَارِدَةٌ ، ولَا سَحابَ فِيها ، ولَا مَطَرٌ ، ولَا ريحٌ ، ولَا يُرْمَى فيها بِنَجْمٍ ، ومِنْ علامَةِ يومِها تَطْلُعُ الشمسُ لَا شُعاعَ لَها”.^[2]

ما هي علامات ليلة القدر كاملة

علامات ليلة القدر كاملة هي كما يأتي:

• أنّ الشمس صبيحتها تخرج لا شعاع لها: وذلك وفقًا لقوله عليه وآله الصلاة والسلام: “ليلةُ القدرِ ليلةٌ بَلْجَةٌ ، لَا حارَّةٌ ولَا بَارِدَةٌ ، ولَا سَحابَ فِيها ، ولَا مَطَرٌ ، ولَا ريحٌ ، ولَا يُرْمَى فيها بِنَجْمٍ ، ومِنْ علامَةِ يومِها تَطْلُعُ الشمسُ لَا شُعاعَ لَها”.^[2]
• نزول المطر فيها: وذلك لحديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- السابق، وفيه يقول: “فأتَانَا رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: مَن كانَ اعْتَكَفَ، فَلْيَرْجِعْ إلى مُعْتَكَفِهِ، فإنِّي رَأَيْتُ هذِه اللَّيْلَةَ ورَأَيْتُنِي أسْجُدُ في مَاءٍ وطِينٍ، فَلَمَّا رَجَعَ إلى مُعْتَكَفِهِ وهَاجَتِ السَّمَاءُ، فَمُطِرْنَا، فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بالحَقِّ لقَدْ هَاجَتِ السَّمَاءُ مِن آخِرِ ذلكَ اليَومِ، وكانَ المَسْجِدُ عَرِيشًا، فَلقَدْ رَأَيْتُ علَى أنْفِهِ وأَرْنَبَتِهِ أثَرَ المَاءِ والطِّينِ”،^[1]

هل كل الملائكة تنزل في ليلة القدر

إنّ الله تعالى ذكر في سورة القدر أنّ الملائكة والروح يتنزّلون إلى السماء الدنيا في ليلة القدر، فقال تعالى: {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ}،^[3] فقال كثير من علماء التفسير إنّ الروح هنا هو جبريل عليه السلام، وذكر الإمام القرطبي في تفسيره حديثًا يرويه ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فيقول الحديث: “إذا كان ليلة القدر ، تنزل الملائكة الذين هم سكان سدرة المنتهى ، منهم جبريل ، ومعهم ألوية ينصب منها لواء على قبري ، ولواء على بيت المقدس ، ولواء على المسجد الحرام ، ولواء على طور سيناء ، ولا تدع فيها مؤمنا ولا مؤمنة إلا تسلم عليه ، إلا مدمن الخمر ، وآكل الخنزير ، والمتضمخ بالزعفران”، ولم يرد حديث يوضح هل كل الملائكة ينزلون في هذه الليلة أو لا، والله أعلم.^[4]

هل تدخل صلاة الفجر في ليلة القدر

إنّ المسلم إذا صلّى الفجر في جماعة فإنّه ينال أجر قيام ليلة القدر بإذن الله تعالى، فمن صلّى العشاء في جماعة فكأنّما قد قام نصف الليل، ومن صلّى الفجر في جماعة فكأنّما قام الليل كلّه، فقال العلماء إنّ الذي يصلّي العشاء والفجر في جماعة ليلة القدر فإنّه يحصل على ثواب قيام هذه الليلة كاملة، وعليه فتكون صلاة الفجر من ضمن الصلوات المرتبطة بليلة القدر نظرًا لثواب هذه الصلاة في جماعة، ولكن زمان ليلة القدر ينتهي بطلوع الفجر، والله أعلم.^[5]

مقالات قد تهمك

وبهذا يكون قد تم مقال هل نزول المطر من علامات ليلة القدر بعد الوقوف على جواب هذه المسألة، والوقوف على بعض المسائل الأخرى المتعلقة بهذا السؤال من علامات ليلة القدر وفيما إذا كانت صلاة الفجر تدخل مع ليلة القدر وغير ذلك.