عناصر المقال
حكم الأخذ من مال الابن لأداء فريضة الحج، حيث أنّ الحج فريضة على كل مسلم بالغ وقادر مادياً وبدنياً، والاستطاعة في الحج هي القدرة على دفع ثمن أو أجرة الوسيلة الموصلة إلى البلاد المقدسة والمعيدة منها، بالإضافة إلى ما يحتاجه الحاج من نفقاته، ونفقات من تلزمه نفقته، ويرغب العديد من الآباء بأداء فريضة الحج ولكنهم لا يملكون المال الكافي لذلك فيأخذون من أولادهم المال اللازم، وفي مقالنا الآتي سنبين الحكم في هذا الأمر.
حكم الأخذ من مال الابن لأداء فريضة الحج
إذا كان الابن قد سلم المال عن طيب نفس لوالديه أو لأحدهما ليحج به فلا بأس في ذلك، ولكن ليس على الوالد أو الوالدة الحج ولا العمرة إذا كان لا يستطيع من ماله الخاص؛ لأن الله سبحانه وتعالى يقول: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا}،[1]ولكن إذا ساعده الابن في ذلك، فلا بأس والحج صحيح إذا أداه كما شرع الله، والعمرة كذلك، وإعطاء الابن أو تعاون الأبناء في جمع المال من أجل حج والديهم يعد من البر بهما، وهو من أعظم القربات التي يؤجرون عليها إن شاء الله تعالى.[2]
هل يجب على الابن حج أمه
يشرع للابن الحج عن أمه ولكن لا يجب، فالحج عن الغير مشروع، فإذا توفيت الأم ولم تحج وهي مستطيعة وجب أن يحجج عنها من مالها، أما إن كان لم تجب عليها الحجة؛ لأنها فقيرة، فإن حج عنها ابنها أو أحد ما فلا بأس، وإن حج الإنسان عن أبيه أو عن أمه العاجزين فهذا مشروع وطيب ومن البر، لكن لا يجب على الابن أن يحج عن أمه ولا عن أبيه، وإذا كانا قادرين في حياتهما على الحج وتساهلا في ذلك، فللابن أن يخرج من مالهما لمن يحج عنهما من الثقات الطيبين، أو يحج عنهما بنفسك، وأما إذا كانا قد حجا أو كانا غير مستطيعين للحج، فإنه يشرع للابن أن يحج عنهما ولا يجب عليه ولكنه من برهما.[3]
حكم الحج على نفقة الابن
لا بأس أن يحج الأب أو الأم على نفقة الابن، ولا يؤثر ذلك على صحة الحج، بل يعتبر هذا من أعظم صور البر بالوالدين والإحسان إليهما، والحج يكون صحيحاً إذا كان مستكملاً الشروط والأركان والواجبات، وليس من شروط صحة الحج أن ينفق الإنسان على الحج من ماله الخاص، والله تبارك وتعالى أعلم.[4]
حكم من حجج والديه ولم يحج عن نفسه
علي الابن أن يحج عن نفسه أولاً ، ثم يعين والديه على الحج لأن الإنسان مطالب بإسقاط الواجبات عن نفسه قبل أن يُسقطها عن غيره، فمن استطاع الحج، وتوفرت فيه شروطه، وجب عليه أن يحج في عامه، ولا يجوز له تأخير الحج، لأجل والديه أو غيرهما؛ لأن الحج واجب على الفور في أصح قولي العلماء، وفرض العين مقدم على بر الوالدين؛ وذلك لقول الله تبارك وتعالى : {ولِلَّهِ عَلى النّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إلَيْهِ سَبِيلا ومَن كَفَرَ فَإنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ العالَمِينَ}،[1]ولكن إن قدم الابن حج والديه على نفسه فحجهما صحيح، والله تعالى أعلم.[5]
مقالات قد تهمك
وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا الذي بيّن ما هو حكم الأخذ من مال الابن لأداء فريضة الحج، وهل يجب على الابن حج أمه، ووضح ما هو حكم الحج على نفقة الابن، وما هو حكم من حجج والديه ولم يحج عن نفسه.
المراجع
- ^ سورة آل عمران، آية 97
- ^ binbaz.org.sa، حكم الأخذ من مال الولد لأداء فريضة الحج، 23/05/2023
- ^ binbaz.org.sa، حكم حج الولد عن أمه بنفسه أو تكليف غيره، 23/05/2023
- ^ ar.islamway.net، الحج على نفقة الابن، 23/05/2023
- ^ islamqa.info، حكم من حجج والديه ولم يحج عن نفسه، 23/05/2023
التعليقات