شرح قصيدة أعطني الناي وغني لجبران خليل جبران

شرح قصيدة أعطني الناي وغني لجبران خليل جبران هذه القصيدة التي يمكن اعتبارها من بين أجمل القصائد التي كتبها الشعراء العرب في العصر الحديث؛ لما فيها من رِقَّة في الكلام وعذوبة في اللفظ وحسن في الصياغة، وهي من القصائد المُغناة التي غنتها السيدة فيروز، وفي هذا المقال سوف نتحدث عن كاتب هذه القصيدة وسوف نعرض شرح هذه القصيدة بالتفصيل، بالإضافة إلى المرور على الصور الفنية في قصيدة أعطني الناي وغنِّ وشرح المفردات الصعبة الموجودة فيها، كما سوف نمر على رابط تحميل ملف بي دي إف يتضمن شرح هذه القصيدة.

كاتب قصيدة أعطني الناي وغني

جبران خليل جبران هو شاعر عربي وكاتب وفيلسوف وعالم روحانيات ورسام وفنان ونحات، وهو من الأدباء العرب الذين ينتمون للأدب المهجري، ولد جبران خليل جبران في يوم السادس من شهر يناير كانون الثاني من عام 1883 ميلادية في بلدة بشري الواقعة في شمال لبنان في زمن متصرفية جبل لبنان في زمن سوريا العثمانية وكان في أسرة فقيرة، وبسبب فقره لم يتمكن من الدراسة في شبابه في متصرفية جبل لبنان، فهاجر وهو صبي إلى الولايات المتحدة الأمريكية وهناك بدأ دراسة الأدب، حيث كتب باللغة الإنجليزية واللغة العربية، وتميز أسلوبة بالرومانسة الطافحة ليكون أحد أشهر الشعراء الرومانسيين العرب في زمانه.

يُعدّ جبران خليل جبران من الشعراء المؤسسين لرابطة القلم في مدينة نيويورك، وكان معهم في هذه الرابطة الأمين الريحاني وميخائيل نعيمة وإيليا أبو ماضي، وقد اشتهر في مهجره بكتابه النبي الذي صدر سنة 1923 ميلادية، وكان من بين أجمل الكتب التي نشرها جبران في حياته، وقد تُرجم هذا الكتاب إلى مئة وعشرة لغات حول العالم، وقد توفي جبران خليل جبران في مدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية في يوم العاشر من شهر أبريل نيسان من عام 1931 ميلادية، وكان يبلغ من العمر ثمانية وأربعين عامًا، حيث توفي بسبب إصابته بمرض السل ومرض تليف الكبد، وقد دُفن في لبنان في سنة 1932 ميلادية. ^[1]

شرح قصيدة أعطني الناي وغني

تُعدّ قصيدة أعطني الناي وغني للشاعر اللبناني المهجري جبران خليل جبران من بين أجمل القصائد الرومانسية في العصر الحديث، وهي قصيدة من القصائد الغنائية، غنتها فيروز فكانت من أجمل أغانيها، وفيما يأتي نذكر نص هذه القصيدة وشرحها:

• أعطني النَّاي وغنِّ / / / فالغنا سرُّ الوجودْ
  وأنين النَّاي يبقى / / / بعد أن يفنى الوجودْ

في هذه الأبيات الأولى من هذه القصيدة الرومانسية الرائعة يدعو الشاعر إلى الغناء، فيقول: أعطني الناي، والناي هو آلة غناء حزينة ساحرة الجمال، فالغناء هو سر هذا الوجود الهائل وهو أجمل ما في هذا الوجود الهائل، ثم يقول إنّ أنين الناي مستمرٌ لا يعرف الفناء حتّى بعد أن يفنى الوجود كله.

• هل تَخَذت الغاب مثلي / / / منزلاً دون القصورْ
  فتتبَّعت السواقي / / / وتسلَّقت الصخورْ
  هل تحمَّمت بعطر / / / وتنشَّفت بنورْ
  وشربت الفجر خمراً / / / في كؤوس من أثيرْ

في هذا المقطع الشعري يتحدث الشاعر جبران خليل جبران ويتساءل: هل عشت مرة في الغابات وتخليت عن العيش في البيوت الحضرية والقصور الجديدة التي بناها الإنسان في المدن الكبرى، هل جبرت يومًا أن تتبع السواقي في الغابات وأن تتسلق الصخور، هل جربت أن تتحمم بعطر بدلًا من الماء وأن تتنشف بنور، هل جربت أن تشرب نخب الفجر في كأس من أثير الصباح الرائع، كل هذه الأشياء سوف تجدها في الطبيعة، سوف تراها رأي العين في الحياة الطبيعية التي لم تتلوث بالعصر الحديث وبحياة الحضر والمدن، إنها الحياة الأصلية والفطرة الأساسية التي نشأ عليها البشر في هذا الكوكب.

• هل جلست العصر مثلي / / / بين جفنات العنبْ
  والعناقيد تدلَّت / / / كَثُريّات الذَّهبْ
  هل فرشت العشب ليلاً / / / وتلحَّفت الفضا
  زاهداً فيما سيأتي / / / ناسياً ما قد مضى

يتابع الشاعر الحديث عن جمال الطبيعة وجمال الحياة في الطبيعة والبساتين الرائعة، فيقول: هل جربت يومًا أن تجلس في فترة العصر بين الدوالي حيث تتدلى عناقيد العنب مثل ثريات الذهب التي تتدلى من سقوف المنازل في الغرف، ثمّ يتابع أسئلته التي يريد منها الإخبار عن أمر ما؛ فيقول: هل فرشت العشب ليلًا أي هل نمت في يوم من الأيام على العشب، وكان الفضاء الرحب لحافك في هذا الجو الرائع، وأنت تزهد في كل الأشياء التي سوف تأتي وتنسى كل الأشياء التي مضت، فلا تعطي بالًا لأي هم من هموم الحياة التي تعيشها.

• أعطني النَّاي وغنِّ / / / فالغنا عدل القلوبْ
  وأنين النَّاي يبقى / / / بعد أن تفنى الذنوبْ

يتابع الشاعر قوله وإصراره على أساس الغناء في هذه الحياة، فهو يربط الغناء بكل شيء جميل يعيشه الإنسان في حياته، فيقول إن الإنسان هو الشيء الأعدل بالنسبة للقلوب في هذا العالم، وأنين الناي الساحر يبقى حتّى لو فنت الذنوب من هذا العالم.

• أعطني النَّاي وغنِّ / / / وانْسَ داءً ودواءْ
  إنَّما النَّاس سطورٌ / / / كُتبت لكن بماءْ

أعطني الناي، أي ابدأ الغناء فهو الأجمال، وعليك أن تنسى الأمراض والأدوية، فالغناء طبيب الروح، وإذا شفيت الروح من كل أمراضها سوف يشفى الجسد أيضًا من كل الأمراض والمشاكل العضوية، والناس في هذه الحياة سطور مكتوبة بالماء، أي أنّها سهلة المحو، فأسس لنفسك حياة مثالية تحبها، تكون هذه الحياة مبنية على الصدق والمحبة والغناء والجمال.

الصور الفنية في قصيدة أعطني الناي وغني

نوضح من خلال ما سيأتي مجموعة من الصور الفنية الرائعة التي وردت في قصيدة أعطني الناي وغنّ للشاعر المهجري الرومانسي جبران خليل جبران:

• في الشطر الشعري القائل: فالغنا سر الوجود: شبه الشاعر الغنا بالسر، فحذف المشبه به وحذف أداة التشبيه، ليكون هذا التشبيه تشبيهًا بليغًا.
• في قول الشاعر: وشربت الفجر خمراً: استعارة مكنية؛ حيث شبه الشاعر الفجر بالماء أو الخمر الذي يُشرب فحذف المشبه به وهو الماء هو الخمر وكنّى عنه بشيء من صفاته على سبيل الاستعارة المكنية.
• في البيت الشعري القائل: والعناقيد تدلَّت / / / كَثُريّات الذَّهبْ: شبه الشاعر العناقيد بالثريات التي تتدلى، فذكر المشبه وهو العناقيد وذكر المشبه به وهو ثريات الذهب وذكطر أداء الشبه وهي الكاف وذكر وجه الشبه وهو التدلي، فهذا تشبيه تام الأركان.

شرح مفردات قصيدة أعطني الناي وغني

سوف نقوم من خلال الجدول الآتي بتقديم مجموعة من المفردات الصعبة الواردة في هذه القصيدة مع شرحها بالتفصيل:

شرح قصيدة أعطني الناي وغني pdf

يسعى الكثير من الأشخاص العاشقين لقصيدة أعطني الناي وغنّ للشاعر جبران خليل جبران للحصول على هذه القصيدة وشرحها بصيغة بي دي إف، وذلك من أجل سهولة الاطلاع على شرحها من دون الحاجة للاتصال بالإنترنت والبحث عنها، فإلى كل من يرغب بتحميل ملف بي دي إف يتضمن شرح هذه القصيدة يمكن القيام بذلك مباشرة “من هنا“.

مقالات قد تهمك

إلى هنا نصل إلى ختام هذا المقال الذي مررنا فيه بالتفصيل على من هو كاتب قصيدة أعطني الناي وغن ثم مررنا على شرح قصيدة أعطني الناي وغني لجبران خليل جبران وتحدثنا فيه بالتفصيل عن الصور الفنية الموجودة في هذه القصيدة وشرحنا المفردات الصعبة الواردة فيها، ثم مررنا فيه على رابط ملف بي دي إف يتضمن شرح هذه القصيدة كاملة.