عناصر المقال
شرح قصيدة أنا وليلى لحسن المرواني وأهم الصور الفنية فيها هذه القصيدة الذائعة الصيت والتي انتشرت كما تنتشر نار في كوم الهشيم، هذه القصيدة التي اختلف الناس في نسبها لشاعرها وادعاها له الكثير من الشعراء، ولكنها في الأصل للشاعر العراقي حسن المرواني، ونظرًا لأهمية هذه القصيدة واهتمام الناس سوف نقوم من خلال هذا المقال بالحديث عن الشاعر حسن المرواني وسوف نمر على شرح هذه القصيدة وذكرِ بعض الصور الفنية الموجودة فيها وسنشرح بعض المفردات الصعبة الواردة فيها وسوف نلقي الضوء على رابط تحميل ملف شرح هذه القصيدة بصيغة بي دي إف.
من هو الشاعر حسن المرواني
إنّ الشاعر العراقي حسن المرواني هو من الشعراء العراقيين الذين كتبوا الشعر في سبعينيات القرن العشرين، وهو شاعر عراقي اشتهر وذاع اسمه بشكل كبير بعد أن أعلن المطرب العراقي الشهير كاظم الساهر أنّ قصيدة أنا وليلى التي غناها كاظم هي من تأليف الشاعر حسن المرواني بعد أن ادعى الكثير من الشعراء أنهم كتبوا هذا النص، وجدير بالقول إن ّهذه الأغنية أخذت المرتبة السادسة في قائمة أفضل الأغاني في العالم والأغنية العربية الوحيدة وكان ذلك في استفتاء هيئة الإذاعة البريطانية BBC في سنة 2002 ميلادية، وهذا ما زاد من شهرة المرواني وجعل اسمه على كل لسان بسبب هذه القصيدة التي كتبها في لحظة كان يرثي فيها حبه الضائع من تلك الفتاة التي عشقها أيام الجامعة.[1]
شرح قصيدة أنا وليلى لحسن المرواني
نوضح من خلال ما سيأتي الشرح الصحيح لقصيدة أنا وليلى التي كتبها الشاعر العراقي حسن المرواني، وهذه أبيات مقتطفة من القصيدة، فالقصيدة طويلة، وقد كتبها الشاعر على البحر البسيط:
- ماتت بمحرابِ عينيكِ ابتهالاتي / / / واستسلمت لرياحِ اليأسِ راياتي
جفّتْ على بابكِ الموصودِ أزمنتي / / / ليلى … وما أثمرت شيئًا نداءاتي
عامان ما رفَّ لي لحنٌ على وترٍ / / / ولا استفاقت على نورٍ سماواتي
أعتّقُ الحبّ في قلبي وأعصرُهُ / / / فأرشفُ الهمّ في مُغبرّ كاساتي
يبدأ الشاعر حسن المرواني الحديث في هذه الأبيات الأولى عن واقع الحال الذي يعيشه مع هذه المحبوبة القاسية التي ماتت ابتساماته في عينيها، واستلمت راياته لرياح اليأس في حبها، هذه الفتاة التي جفت حتّى الموت سنواته العجاف على بابه المقفل، والذي ناداها مرارًا وتكرارًا ولكن نداءاته لم تجد نفعًا ولم تثمر شيئًا.
ثم يقول الشاعر حسن المرواني إنّه بعد عامين مرا لم يرف ولم يرقص لحن على وتر ولم تضيء على نور سماواته، وهذه التشبيهات دليل على اليأس والحزن؛ حيث يحاول المرواني أن يشرح كمية الحزن التي يعيشها بسبب قصة الحب والصد الذي تعرض له من هذه المحبوبة، ثم يقول إنّه يا ما عاش يعتق الحب ويعصره ويخمره؛ آملًا أن يشربه نخبًا صافيًا، ولكنّه في النهاية لم يشرب سوف الهم والأسى والعذاب.
- ممزقٌ أنا، لا جاهٌ ولا ترفٌ / / / يغريكِ فيّ فخليني لآهاتي
لو تعصرينَ سنينَ العمرِ أكملها / / / لسالَ منها نزيفٌ من جراحاتي
يخاطب الشاعر في هذه الأبيات المحبوبة ليلى، فيقول لها: إنني ممزق ومرهق ومتعب، لا جاه لي ولا مال معي حتّى تتقربي إلي وتحبينني، فاتركيني مع أوجاعي وآهاتي، فلو حاولت أو تعصري سنوات عمري كلها، لم يسل منها إلّا الدم والنزيف من الألم والأسى الذي أعيشه في هذه الحياة القاسية.
- كلُّ القناديلِ عذبٌ نورُها وأنا / / / تظلُّ تشكو نضوبَ الزيتِ مَشكاتي
لو كنتُ ذا ترفٍ ما كنتِ رافضةً / / / حبي، ولكنّ عسرَ الحالِ مأساتي
أمشي وأضحكُ يا ليلى مكابرةً / / / علّي أخبي عن الناسِ احتضاراتيْ
يقول الشاعر حسن المرواني: إنّ القناديل كلها يضيء نورها بعذوبة منقطعة النظير إلّا أنّا، فإنّ قناديلي لم تزل تشكو من نقص الزيت ولا تعرف إلى الضوء سبيلًا، ثم يعود ليخاطب محبوبته ليلى فيقول لها: إنّني لو كنت من أصحاب الجاه والمال لما رفضتِ حبي، ولكنّ المأساة التي أعيشها من عسر الحال وقلة ما في اليد جعله ترفضين حبي، وها أنا يا ليلى أمشي وأضحك وأعيش وأخاطب الآخرين وأبكي مكابرة محاولًا أن أحجب عن الناس الذين حولي المعاناة التي أعيشها بسبب رفضك حبي.
- لا الناسُ تعرفُ ما خطبي فتعذرني / / / و لا سبيلَ لديهم في مواساتيْ
يرسو بجفنيّ حرمانٌ يمصّ دمي / / / ويستبيحُ إذا شاءَ ابتساماتي
يعود الشاعر حسن المرواني ليخاطب محبوبته ليلى فيقول: لا تعرف الناس ما بي من الألم والمعاناة فتعذرني على ما أنا فيه، ولا يعرفون الطريق الصحيح لمواساتي ومساعدتي في هذه المصيبة أو المعاناة التي أعيشها، فها أنا ذا أعيش الحرمان القاسي الذي يمص دمي ويقضي على كل ابتسامة من ابتساماتي.
- معذورةٌ أنتِ إن أجهضتِ لي أمليْ / / / لا الذنبُ ذنبكِ… بل كانت حماقاتي
أضعتُ في عَرَضِ الصحراءِ قافلتيْ / / / وجئتُ أبحثُ في عينيكِ عن ذاتيْ
وجئتُ أحضانكِ الخضراءَ منتشياً / / / كالطفلِ أحملُ أحلامي البريئاتِ
في هذه الأبيات يبرّئ الشاعر حسن المرواني محبوبته ليلى من ذنب المعاناة التي يعيشها، فيقول لها: إذا قتلت لي أملي فأنت معذورة؛ فهذا ليس ذنبك بل ذنبي وهذه نتيجة حماقاتي، ثم يقول لها: ضاعت في الصحراء قافلتي وهي إشارة إلى الضياع الذي يعيشه الشاعر، وجئت إلى عينيك أبحث عن نفسي وعن أحلامي وعن ذاتي، وأتيت إلى بساتينك الخضراء بالنشوة الكاملة، كما يأتي الطفل باحثًا عن الأحلام البريئة الجميلة.
- أتيتُ أحملُ في كفيّ أغنيةً / / / أجترّها كلما طالت مسافاتيْ
حتى إذا انبلجتْ عيناكِ في أفقٍ / / / وطرّز الفجرُ أياميْ الكئيباتِ
غرستِ كفك تجتثين أوردتيْ / / / وتسحقينَ بلا رفقٍ… مسراتيْ
واغربتاه… مضاعٌ هاجرتْ سفني / / / عني وما أبحرتْ منها شراعاتيْ
يقول: أتيت إليك حاملًا بين يدي أغنية أعاود سماعها كلما طال الطريق إليك، حتّى إذا ظهرت لي عيناك في هذا الأفق الرحب، وقام الفجر يطرز لي الأيام الكئيبة لتحلو قليلًا، أتيت لكي تغرسي كفك في أوردتي وتسحقيني بلا رفق وتقضي على أحلامي ومسراتي وأفراحي وسروري، فيا للغربة التي أعيشها، هاجرت سفني نحو الضياع ولم أجد شراعاتي التائهة.
- نفيتُ واستوطنَ الأغرابُ في بلديْ / / / ومزقوا كل أشيائي الحبيباتِ
خانتكِ عيناكِ في زيفٍ وفي كذبٍ؟ / / / أم غرّكِ البهرج الخدّاع، مولاتي؟
يقول المرواني: لقد نُفيت وعاش الأغراب في بلدي ولم يتركوا لي شيئًا من الأشياء الجميلة التي كنت أحبها وأعيش معها، وأنت أريد أن أسألك: هل خانتك عيناك وفُتنت بالزيف والكذب أو أنك سعيت وراء المال ويسر الحال يا مولاتي.
- فراشةٌ جئتُ ألقي كحلَ أجنحتي / / / لديكِ فاحترقت ظلماً جناحاتي
أصيحُ والسيفُ مزروعٌ بخاصرتي / / / والغدرُ حطّمَ آمالي العريضاتِ
يشبه الشاعر نفسه في هذين البيتين بالفراشة التي جاءت تلقي إلى المحبوبة بالجمال ولكنّها احترقت بالنار ظلمًا وبغير وجه ذنب، ثم يقول: إنّه يصيح والسيف في خاصرته، والغدر الذي عاشه من محبوبته قد حطّم ودمّر كل آماله وأحلامه في هذه الحياة البائسة.
- وأنتِ أيضًا ألا تبتْ يداكِ إذا / / / آثرتِ قتليَ واستعذبت أنّاتي
مَن لي بحذفِ اسمك الشفافِ من لغتي / / / إذا ستُمسي بلا ليلى حكاياتي
ثم يوجه لها الشتيمة اللطيفة، فيقول لها: تبت يداك إذا فضلت أن أموت وأعجبك صوت المعاناة التي أعيشها، فيا ليتني أستطيع أن أحذف اسمك من لغتي إلى الأبد، حتّى تمسي حياتي وحكاياتي من دون اسمك إلى الأبد.
الصور الفنية في قصيدة أنا وليلى لحسن المرواني
وردت في قصيدة أنا وليلى للشاعر العراقي حسن المرواني العديد من الصور الفنية الرائعة، نذكر من هذه الصور ما سيأتي:
- في الشطر القائل: (ماتت بمحرابِ عينيكِ ابتهالاتي) شبه الشاعر الابتهالات بالكائن الذي يموت، فحذف المشبه به وهو الكائن الذي يموت وكنّى عنه بشيء من صفاته وهو الموت على سبيل الاستعارة المكنية.
- في قوله (ولا استفاقت على نورٍ سماواتي) استعارة مكنية أيضًا حيث شبه السماوات بالإنسان الذي يفيق، فحذف المشبه به وهو الإنسان وكنّى عنه بشيء من صفاته على سبيل الاستعارة المكنية.
- في قول الشاعر (أضعتُ في عَرَضِ الصحراءِ قافلتيْ) تصوير فني جميل للمعاناة والضياع الذي يعيشه، فشبه حالة الضياع التي يعيشها بمن أضاع قافلته في الصحراء ولا سبيل لديه للخلاص من الضياع هذا.
معاني المفردات في قصيدة أنا وليلى لحسن المرواني
وردت في هذه القصيدة الجميلة للشاعر العراقي حسن المرواني العديد من المفردات الصعبة التي تتطلب شرحًا حتى يتوضح معناها ومعنى النص بشكل عام، من هذه المفردات ما سوف يرد في الجدول الآتي:
المفردة | شرح المفردة |
الموصود | أي: المقفل والمغلق. |
نضوب الزيت | أي: فقدان الزيت وانقطاعه. |
ذا ترف | أي: ذا مال. |
البهرج الخدّاع | أي: إظهار ما لا يعكس الحقيقة. |
شرح قصيدة أنا وليلى لحسن المرواني pdf
يسعى الكثير من الأشخاص إلى الحصول على شرح قصيدة أنا وليلى للشاعر العراقي حسن المرواني بصيغة ملف بي دي إف من أجل سهولة الاطلاع على هذه القصيدة وقراءتها في أي وقت والاطلاع على شرحها أيضًا، فإلى كل من يرغب بالحصول على هذا الملف يمكن القيام بتحميله بشكل مباشر “من هنا“.
مقالات قد تهمك
إلى هنا نصل إلى نهاية وختام هذا المقال الذي مررنا فيه بالتفصيل على من هو الشاعر حسن المرواني ثم مررنا على شرح قصيدة أنا وليلى لحسن المرواني وأهم الصور الفنية فيها كما وضعنا فيه شرح بعض الكلمات الصعبة الواردة في هذه القصيدة وقدمنا رابط تحميل ملف بي دي إف يتضمن شرح هذه القصيدة.
المراجع
- ^ wikiwand.com، أنا وليلى (أغنية)، 04/09/2023
التعليقات