عناصر المقال
طقوس الزواج في الإمارات قديما وحديثا، طقوس وتقاليد الزواج والأفراح تختلف من بلد لآخر، ومن عصر لآخر في نفس البلاد، وعلى الرغم من الاختلافات والتطورات التي قد تحدث على تقاليد وطقوس الزواج، إلّا أنها تبقى محافظة على العادات الأساسية، وسوف نتعرف في هذا المقال على عادات وتقاليد الزواج قديمًا، وعلى تقاليد الزواج حديثا وقديما في الامارات العربية المتحدة، وسوف نعرف ما هي عادات زواج في الامارات بالتفصيل، إضافة إلى التعرف على اهم المعلومات عن عادات وتقاليد الزواج في الامارات وغير ذلك من المعلومات والتفاصيل الأخرى المتعلقة.
الزواج قديمًا
لكل بلد من البلدان طقوس وتقاليد معينة في الزواج، وقد كان أهل الإمارات العربية المتحدة قديمًا، حريصين دائمًا على مصاهرة أهلهم وذويهم، وذلك لإيمانهم الراسخ بأهمية النسب، خاصة في مزيد توطيد الروابط الأسرية ومتن الصلة بينها، إلا أن البعض أحيانًا قد يفضل عدم التقيد بهذا العرف، فتوكل مهمة البحث حينها إلى “الخاطبة”، التي عادةً ما تكون لديها القدرة على إيجاد فتاة تتوفر فيها المواصفات المطلوبة من خلق وحسب وجمال، وذلك دون المجاهرة بالأمر، لأنه يتنافى والحياء العام الذي تتميز به الأسرة الإماراتية، وقد تغيرت هذا العادات حديثًا، وقد يختار الشاب بنفسه الفتاة التي يريد الزواج منها في بعض العائلات.
طقوس الزواج في الإمارات قديما وحديثا
يحرص أهل الإمارات على العادات والتقاليد في الزواج وهي المتوارثة من الأجيال السابقة، كما يحرصون على أن تتم حفلات الزفاف بالطريقة نفسها التي كانت عليها في الماضي، إلا أنه يوجد بعض التغيرات البسيطة التي تم إضافتها مثل المغالاة في المهور، وعمل حفلات الزفاف في الفنادق واشتراك الفنانين في إحيائها، وهذا من مظاهر التطور الذي حدث في الإمارات، وكان من سمات الزواج في الماضي التبكير للزواج، فكان يتم زواج البنت من سن الثالثة عشر والرابعة عشر، أما الشاب فكان يتزوج ما بين سن الخامس عشر إلى السابع عشر، وإلى الآن ما زالت هذه العادة موجودة في الإمارات، وتبدأ رحلة الزواج عندما يقرر الشاب الزواج والبحث عن زوجة.
ووسط أجواء تملؤها البهجة والسعادة، تستعد العروس الإماراتية للاحتفال بليلة عمرها عدة أشهر قبل الزفاف، تبدأ عادةً بإعلان الخطوبة وعقد القران، وتختتم بزغاريد ليلة الزفاف المنتظرة، وعلى مدى عقود طويلة من عمر الإمارات توارثت العائلات تقاليد زواج نهجها المجتمع منذ زمن البادية، وبعد مرور كل تلك السنوات، لا تزال طقوس الزفاف في المنطقة محافظةً على موروثها التقليدي الأصيل، بالرغم مما فرضه نمط الحياة العصرية من بعض التغييرات، شملت خاصةً ليلة العرس، وما ترتديه خلالها العروس اليوم من فستان أبيض وطرحة، أما فيما يسبق ذلك من تفاصيل خاصة منها ليلة الحناء و مكسار العروس، فنجدها باقيةً، لا تندثر عند الكثير من العائلات، خاصة في أبوظبي والعين وباقي مناطق الإمارات واليوم، نعود بالزمن إلى الوراء، لنكشف لكم النقاب عن عادات العرس الإماراتي قديمًا، وكل ما يسبقه من تحضيرات.
الخطبة والرؤية الشرعية
يختار الأهل الزوجة غالبًا، دون أن يعرف بعضهما الآخر، وتتم الخطبة التي تقع على عاتق أهل العروس، فيقوموا بتجهيز عشاء منفصل للرجال والنساء على انفراد، وكانت تذهب الوالدة أو الأخت لرؤية الزوجة المستقبلية، وفي الغالب تكون العروس من نفس القبيلة، أو من قبيلة متكافئة، ويعد أصعب ما في الزواج هو أن لا يرى الزوج الزوجة، أما اليوم باتوا يبحثون عن صور العريس عبر الإنترنت، ويعتمد الكثير على الرؤية الشرعية حيث يسمح للعروسين بأن يرى أحدهما الآخر بحضور الوالدين، وبعد أن يتم الموافقة من الطرفين يتم الاتفاق على كل شيء، مثل الصداق والمهر، ويحدد موعد عقد القران ويوم الزفاف.
المهر
يعد المهر من الشروط الأساسية لقيام أي زواج، ولأن العادة قد هناك أن يكون هذا المهر في شكل مبلغ كبير من المال يدفعه العريس إلى والد العروس، فإن التقليد في بعض القبائل الأخرى يقضي بتقديم مجموعة مهمة من رؤوس الأغنام أو الجمال، أو إهداء الحلي من طبلة ذهب أو مرية.
الزهبة أو تجهيز العروس
أي تجهيز العروس بكل ما يلزمها من ذهب، وثياب، وعطور، وغيرها. وعادةً ما توضع الزهبة في غرفة العروس، وسط صندوق يطلق عليه اسم المندوس، حيث تجد في هذا الأخير الخاوير، و المزارية، ودهن العود والزعفران والعنبر، والنيل الهندي، وليس هذا كل شيء، فالعريس الإماراتي مطالب أيضًا بتقديم زهبة لأهل العروس، وهي عبارة على أغنام، وسكر، وشاي، ومواد غذائية كالأرز والطحين. وفي الإمارات لا يمكن أن تقدم الزهبة في أي يوم، بل يتوجب فعل ذلك يوم الأربعاء عصرًا، وسط أجواء احتفالية من الغناء والتصفيق، ويسير الموكب إلى أن يصل إلى بيت العروس، حيث يكون هؤلاء في أتم الاستعداد لاستقبال ضيوفهم من خلال تحضير أطيب الولائم.
تذهيب العروس
وهو تقليد عريق وحديث يتم بإلباس العروس مجموعةً كبيرةً من الحلي والذهب، حيث يوضع على رأسها وأذنيها مثلاً الكواش و الطاسة والشغاب والشفاق، بينما يحلّى الصدر بالمرية والمرتعشة وأم مفروقة، وتزين اليدين بحلي حب الهيل والمرامي، أما فيما يتعلق بالخصر وبالأصابع، فعادةً ما يتم ترصيعها على التوالي بحزام ذهبي، وقطع متميزة من الخواتم والمجوهرات.
تحضير العروس
تبدأ العروس الإماراتية عادةً استعداداتها بشكل مبكر، فقبل 40 يومًا من موعد الزفاف، تقوم الأم أو إحدى القريبات أو “الماشطة”، بإعداد قناع “الورس” وهو عبارة على نبات عشبي يعرف بتأثيره الإيجابي على البشرة لما يضفيه عليها من نعومة. وليس هذا كل شيء، فلشعر العروس وجسمها نصيب أيضًا، حيث يتم دهن الأول بالمحلب، بينما يقع طلاء الثاني بزيوت الورد، وذلك لمدة 4 أو 5 أيام تتم خلالها تغطية العروس بشيلة أو خمار أسود شفاف، وهي طقوس قديمة وحديثة.
حنة العروس
وهي من طقوس الزواج القديمة، والتي ما تزال إلى يومنا هذا، وعادةً ما تحنى العروس الإمارتية ليلتي الأربعاء والخميس، وذلك في قدميها ويديها، وتقوم المرأة المختصة في فعل ذلك برسم بعض النقوش على أطراف الكف، بينما تحني أطراف الأصابع مع الظفر، وللعريس نصيب أيضًا، حيث يحنى هذا الأخير على طريقة الغمسة، التي تحتم عليه تغميس رجله في الحناء إلى الرسغ، ويداه إلى المرفق.
المكسار
وهو اسم قديم لنوع من أشرعة السفن، كان قماشه يستعمل في صنع خيمة خاصة تجتمع تحتها مجموعة من النسوة الثقات من أهل العروس من أجل عرض زهبة هذه الأخيرة ومختلف الهدايا التي حصلت عليها من عند زوجها، وذلك أمام مجموعة من المدعوات. ولقد حظي هذا التقليد باهتمام كبير عند أهل الإمارات القدامى، حيث كانت التحضيرات له تستلزم أسبوعًا كاملًا من العمل، تجتمع خلالها نساء الحي تحت شراع المكسار من أجل تجهيز لوازم العروس من ملابس وبهارات ومستحضرات تجميلية قديمة، قبل أن يقام العرض في نهاية الأسبوع، وبدأ هذا التقليد بالاختفاء في الأعراس الإماراتية الحديثة.
احتفالات الزواج
تتميز الأعراس الإماراتية بالاحتفالات، حيث يحظى العريس الإماراتي بضيافة أهل عروسه طيلة سبعة أيام بلياليها، تقام خلالها احتفالات الزواج هناك، قبل أن تتم مراسم الزفة إلى عش الزوجية ليلة الجمعة بعد عقد القران، ولطالما برزت خلال هذه المناسبة أواصر الروابط والتضامن التي دائمًا ما اتسم بها المجتمع الإماراتي، حيث يقوم الأهل والأصدقاء بالمساعدة على إتمام مراسم الزواج، وكل ما يسبقه من تحضيرات، علاوةً على ما يقدمونه من هدايا وذبائح ونقود.
الرقصات
لطالما اتسمت الأعراس الإماراتية برقصاتها المتميزة، قديمًا وحديثًا، ولعل أشهرها رقصة العيالة التي عادةً ما يتم تأديتها خلال احتفالات أهل العروس، وفيها يصطف ما يقارب عن سبعين راقصًا في صفين متقابلين، يقومون بالرقص والغناء على نغمات الدفوف، والطارات، والطوس، والتخمير، أما في موكب الزفة، فتقام رقصات أخرى، على غرار “الليوا”، و“المالد”، والمناهيل”.
الولائم
دائمًا ما تكون الأعراس في الإمارات فرصةً فريدةً لتناول أشهى مأكولات المطبخ الإماراتي الأصيل، حيث جرت العادة أن يتم تقديم طبق الهريس، وهو عبارة على البرّ المغلي على النار مع اللحم، ينتظر حتى يستوي ليقع صبه في حفرة مغطاة، ثم يضرب بالمصدام، والمتعة لا تقف عند ذلك فقط، فالضيف هناك يحظى بمأكولات شعبية أخرى كالفقاع، والريوق، والحلواء البلدي المصنوع من النشاء، والذي يتم تحضيره بلباب البر مع السمن والسكر، ليغلي في قدر من حديد، ويقدم خاصةً قبل ليلة الزفاف.
موعد العرس
جرت العادة في الإمارات منذ القدم أن يتم الزفاف ليلة الجمعة، وتسبق المراسم بقراءة المولد الشريف والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، حيث أجمع الأسلاف من أهل المذاهب الأربعة على قراءة هذا المولد لما فيه من ذكر حياته صلى الله عليه وسلم، ابتداءً من مولده، ووصولًا إلى ما واكبه من إرهاصات نبوية، ولا يزال أهل السلام من سائر الأقطار والمدن الكبار يقيمون المولد ويتصدقون في لياليه.
محتويات بيت العروس وجهاز العروس
كانت العروس الإماراتية سابقًا تسكن مع أسرة زوجها في بيت واحد، حيث تعد لها غرفة خاصة، تكون مجهزةً بصندوق لوضع الثياب، ومرآة، ومبخرة، وبعض العطور، أما في فصل الصيف، فيخصص لها عريش يتكون من جريد النخل وسعفه، ويكون عادةً مفروشًا بالسجاد ومجهزًا بسرير من الخشب عليه طرح من القطن، ومغطى بمفرش مزخرف، وما تزال هذه العادات موجودة إلى يومنا هذا.
الأعراس الجماعية في الإمارات
جاءت فكرة الأعراس الجماعية لتحقق أهداف صندوق الزواج الذي تم تأسيسه في الإمارات، والذي يهدف إلى تيسير أمور الزواج وتحمل نفقاته، إلى جانب أنها تدخل الفرحة إلى قلوب المجتمع بأسره، وهي تفتح الباب أمام النفوس الكريمة الراغبة في بذل الخير لتقدم المساندة والدعم للشباب في بدء حياتهم الزوجية، وقد أقيم العرس الجماعي الأول بدعوة من صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة يوم الأحد 24/6/1990م لأربعين عريسًا وعروسة في منتزه الجزيرة بالشارقة، وقامت جمعية الأعمال الخيرية بإعداد برنامج حافل مع هذه البادرة الخيرة، وقامت فرق الفنون الشعبية بتقديم الأهازيج الشعبية، وقد نظمت مؤسسة صندوق الزواج العرس الجماعي الأول للشباب من أبناء الإمارات في دبا الحصن في الثالث من شهر يوليو 1996 م بعد ست سنوات تقريبًا من إنشاء صندوق الزواج.
الزواج المبكر في الإمارات
إن الإمارات العربية المتحدة مثل بقية الدول العربية عمومًا ودول منطقة الخليج العربي على وجه الخصوص، حيث تتشابه معها في عادات وتقاليد كثيرة بما فيها عادات وتقاليد الزواج، وقد كان من عادات الزواج المنتشرة قديمًا في الإمارات هي الزواج المبكر، وذلك من أجل تحقيق فكرة التواصل والتكافل بين أفراد المجتمع أو القبيلة، ومن أجل التكاثر وزيادة عدد أفراد القبيلة وقوتها، وكان الشاب يتزوج وهو ابن 16 سنة، وأما الفتاة فقد تتزوج وهي ابنة 12 سنة، ولكن مع مرور السنوات وتغير الظروف ونمط الحياة لم تعد هذه العادات موجودة، وقد أصبح تأخر الزواج طبيعيًا جدًا، حتى أنه التقارير في السنوات الأخيرة تشير إلى تدني وانخفاض نسبة المواليد في الإمارات بشكل كبير بسبب تأخير الشباب عن الزواج وعزوفهم عن التفكير في الإنجاب لتحقيق إنجازات وطموحات وظيفية واجتماعية مختلفة.
مقالات قد تهمك
إلى هنا أعزاءنا رواد موقع تصفح، نكون قد وصلنا إلى ختام هذا المقال، والذي يحمل عنوان طقوس الزواج في الإمارات قديما وحديثا، والذي قدمنا لكم التقاليد والطقوس المتعلقة بالزواج والأعراس قديمًا وحديثًا في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتعرفنا على لمحة عن عادات وتقاليد الزواج في الإمارات قديمًا وحديثًا، كما عرفنا أهم المعلومات عن العرس الإماراتي بين الماضي والحاضر والتغيرات التي طرأت على عادات وتقاليد الزواج في الإمارات وما إلى هنالك من معلومات أخرى.
المراجع
- ^ wikiwand.com، الإمارات العربية المتحدة، 20/08/2024
التعليقات