عناصر المقال
- 1 حكم خروج المرأة من بيت زوجها بدون إذنه وطلبها الطلاق
- 2 حكم من خرجت من بيت زوجها دون إذنه وطلبت الطلاق وطلقها
- 3 حكم من ذهبت إلى بيت أهلها وأصبحت تخرج بدون إذن زوجها
- 4 هل تخرج المرأة من بيت زوجها بغير إذنه لابن باز
- 5 حكم خروج الزوجة من بيتها غاضبة
- 6 حكم خروج المرأة للضرورة
- 7 حكم استئذان الزوج في الخروج من البيت
- 8 حكم الإنفاق على الزوجة حال نشوزها
- 9 أسئلة شائعة
- 10 المراجع
حكم خروج المرأة من بيت زوجها بدون إذنه وطلبها الطلاق حكمٌ شرعي هام على كل امرأة مسلمة عاقلة أن تعرفه وتتبيّنه حتى لا تقع فيما حرّم الله، فلعقد الزواج في الشريعة الإسلامية مكانة كبيرة وعظيمة وأهمية بالغة، وقد ورد ذكر الزواج في القرآن والسنة، وتم ضبطه بضوابط عديدة وأحكامٍ تنظمه وتجعل له جوهرًا ورفعة عن العشوائية والظلم، فحمّل الزوجة واجباتٍ تجاه زوجها كما حمّل الزوج، وعبر هذا المقال سيتم معرفة هل يجوز للمرأة أن تخرج من بيت زوجها بغير إذنه وما يترتب على ذلك.
حكم خروج المرأة من بيت زوجها بدون إذنه وطلبها الطلاق
إذا خرجت الزوجة من بيت زوجها بغير إذنه وطلبت الطلاق بغير سببٍ شرعي فذلك حرامٌ باتفاق أهل العلم، وهي بذلك ارتكبت جريمتين وذنبين، فهي تأثم مرتين، في المرة الأولى أنها خرجت بغير إذن الزوج من بيته وهذا محرمٌ عليها، والمرة الثانية أنها طلبت الطلاق من غير مسوغٍ شرعي وهو أشد وأكبر وأعظم تحريمًا، فأيما زوجة تطلب الطلاق فإن لها وعيدًا بحرمانها من الجنة لو كان طلب طلاقها من زوجها بغير وجه حق، فقد ورد عن ثوبان مولى النبي -صلى الله عليه وسلم- أن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- قال: “أيُّما امرأةٍ سَأَلَتْ زَوجَها الطَّلاقَ في غيرِ ما بَأسٍ، فحَرامٌ عليها رائحةُ الجنَّةِ”.[1] كما أن أهل العلم قالوا أن خروج المرأة من بيت زوجها بغير إذنه يعد نشوزًا منها، فتسقط عنها النفقة والمسكن حتى ترجع عن نشوزها وترجع لبيت زوجها والله ورسوله أعلم.[2]
شاهد أيضًا: كفارة حلف الطلاق عند الغضب ، ما هو حكم يمين الطلاق بالثلاثة
حكم من خرجت من بيت زوجها دون إذنه وطلبت الطلاق وطلقها
تتعرض الحياة الزوجية للكثير من الأزواج إلى مطبات وإلى عوارض قد تنهيها أو تدمرها، وذلك بسبب جهل أحد الزوجين وعدم معرفته بواجبه تجاه زوجه وحق زوجه عليه، وقد فصّل أهل العلم فيمن خرجت من بيت زوجها بغير إذن وطلبت الطلاق فطلقها، وبيّنوا عدّة جوانب كما يأتي:[3]
- يحرم على المرأة أن تطلب الطلاق عند حصول أدنى مشكلة، بل واجبها أن تصبر وتتفاهم مع الزوج فلها الوعيد الشديد بحرمان الجنة لو هي فعلت ذلك.
- يحرم على المرأة أن تخرج من منزل زوجها دون رضاه ودون إذنه، وقد استدل أهل العلم فيما رواه عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “إذا اسْتَأْذَنَتِ امْرَأَةُ أحَدِكُمْ إلى المَسْجِدِ فلا يَمْنَعْها”.[4] فمن حق الزوج منعها من الخروج من بيته بغير إذنه ورضاه.
- إن المطلقة طلاقًا رجعيًا واجبٌ عليها أن تكون عدتها في بيت زوجها ولا تخرج من البيت حتى تنتهي عدتها.
- ثم إن الطلاق أمرٌ بالرغم من أنه مشروع إلا أنه مكروه في الإسلام بغير سبب شرعي بل هو مما يسعى إليه الشيطان وجنوده.
- الطلاق يُفقد المرأة النعم التي كانت بها ويجعلها في شيء من البؤس والشقاء، فالمطلقة مهما كابرت لن تكون كما المتزوجة الملكة في بيتها الآمنة المطمئنة.
- طلب الطلاق من الزوج بغير سببٍ شرعي يدفع الناس للنظر للمرأة المطلقة نظرةً سوء ويجعل الرجال الراغبين في الزواج بالإعراض عنها، ويكون للطلاق آثارًا سيئة على الأولاد.
حكم من ذهبت إلى بيت أهلها وأصبحت تخرج بدون إذن زوجها
ذكر أهل العلم أن المرأة التي تقوم بالخروج من بيت زوجها أو من بيت أهلها دون إذن زوجها آثمة وتصل إلى النشوز، فالمرأة مأمورة بطاعة زوجها بالمنع من الخرج من البيت، ولو خرجت في آثمة وتسقط نفقتها، إلا إن كان خروجها للاضطرار الذي لا بدّ منه، كمرضٍ مفاجئ لأحد الأطفال، أو الخوف من لص دخل المنزل، أو شراء غرض هي بأشد الحاجة له أو خوفها من تهدم البيت ونحوه، ولو كانت المرأة في بيت أهلها وهي على ذمة زوجها فلا يباح لها أن تخرج من غير إذنه، والدليل على ذلك ما ورد عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- حين قالت: “أَتَأْذَنُ لي أَنْ آتِيَ أَبَوَيَّ”.[5] فحتى زيارة أبويها مأمورة بالاستئذان من الزوج فيها، فكيف الخروج من بيتهما، فعلى الزوجة أن تدرك حق زوجها عليها ووجوب طاعته في الإسلام وترك التمرد عليه وتقوى الله عز وجل في ذلك، فقد جعل الله -سبحانه وتعالى- دخول الجنة للزوجة مقرونة بطاعة الزوج، وكذلك ربط النبي -صلى الله عليه وسلم- شعور المرأة بحلاوة الإيمان بطاعتها لزوجها والله ورسوله أعلم.[6]
شاهد أيضًا: نصيحة للزوجة التي تطلب الطلاق ، متى يجوز للمرأة أن تطلب الطلاق
هل تخرج المرأة من بيت زوجها بغير إذنه لابن باز
عُرضت مسألة خروج المرأة من البيت بغير إذن زوجها على الشيخ ابن باز -رحمه الله- فكان جوابه موافقًا لجميع أهل العلم بلا خلافٍ بينهم، أن المرأة ليس من حقها أن تخرج من البيت إلا أن يأذن لها زوجها، وحرامٌ عليها فعل ذلك مهما كان السبب إن لم يكن سببًا مسوغًا وضرورةً قصوى، وعلى المرأة أن تطيع زوجها في غير المعاصي في كل شيء، فالسمع والطاعة للزوج فريضة على المرأة، وحتى لزيارة أهلها عليها أن تستأذن، وعلى الزوج أن يكون محسنًا مراعٍ لزوجته متلطف بها محسن إليها وهذا من باب حسن المعاشرة لكن لا يجبر على السماح لزوجته بالخروج بالتهديد ونحوه، والمرأة لا تسمع أمر أهلها أبويها وتجعله فوق أمر زوجها، فأمر الزوج مقدم على أمر الأب والأم وطاعته واجبة ومقدمة والله ورسوله أعلم.[7]
حكم خروج الزوجة من بيتها غاضبة
لا يعد الغضب من المسوغات الشرعية التي تبيح للمرأة الخروج من بيت زوجها بغير علمه وبغير إذنه، بل إنه لا يباح للمرأة أن تغضب على زوجها وتحتد عليه فهو ولي أمرها ومن واجبها التودد له والسمع والطاعة لأوامره كلها إلا في معصية، ولو غضبت منه فلا يباح لها الخروج من بيت الزوجية إلا بإذنه ولا يحل لأهلها أن يأخذوها من بيته بالقوة أو بتحريضها عليه، بل ذلك من كبائر الأمور فتأثم الزوجة ويأثم أهلها، وقد بيّنت الشريعة الإسلامية الأحوال التي تبيح للزوجة الخروج من بيت الزوج دون إذنه، كأن يكون الزوج ظالمًا معتديًا عليها بالضرب والأذى النفسي والجسدي ونحوه، أو إن كان الزوج لا ينفق عليها بالمطلق فيباح لها في هذه الحالات أن تخرج باحثةً عن من تستعين به كأهلها أو القاضي لدفع ظلم زوجها عنها، أو تبحث عن نفقة لها ولأولادها، أما لو كان خلافًا عاديًا أو عابرًا أو أمرٍ يعد حقًا شرعيًا للرجل فلا يباح لها الخروج ولو غضبت ولو فعلت ذلك تعد شرعًا ناشزًا وآثمة وعليها التوبة والاستغفار والعودة إلى طاعة زوجها والله أعلم.[8]
شاهد أيضًا: كيف أعرف أن الطلاق خير لي ، نصائح للزوجة التي تريد الطلاق
حكم خروج المرأة للضرورة
اختلف أهل العلم في مسألة خروج المرأة من بيتها، فقالوا يباح لها الخروج من بيتها للضرورة وهذا لا خلاف فيه، لكن اختلفوا في قرار المرأة في بيتها وأمرها أن تظل فيه فلا تخرج إلا للضرورة، فمنهم من قال أن ذلك واجبٌ عليها أن تلازم بيتها ولا تخرج منه إلا لضرورة أو حاجة، وذلك لقوله تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى}.[9] ومن أهل العلم قالوا أن ملازمة المرأة لبيتها مستحب وليس بواجب، وقد استدلوا بحديث عائشة -رضي الله عنها- حين قالت: “خَرَجَتْ سَوْدَةُ بنْتُ زَمْعَةَ لَيْلًا، فَرَآها عُمَرُ فَعَرَفَها، فقالَ: إنَّكِ واللَّهِ يا سَوْدَةُ ما تَخْفَيْنَ عَلَيْنا، فَرَجَعَتْ إلى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَذَكَرَتْ ذلكَ له، وهو في حُجْرَتي يَتَعَشَّى، وإنَّ في يَدِهِ لَعَرْقًا، فأنْزَلَ اللَّهُ عليه، فَرُفِعَ عنْه وهو يقولُ: قدْ أذِنَ اللَّهُ لَكُنَّ أنْ تَخْرُجْنَ لِحَوائِجِكُنَّ”.[10] وهذا الأمر لا يعارض أن على المرأة أن تستأذن زوجها قبل أن تخرج فإن أذن لها لحاجتها وضرورتها خرجت، وإن لم يأذن لا تخرج حتى يأذن من غير أن يكون خروجها هربًا من أذىً مثبت وظلم من الزوج والله ورسوله أعلم.[11]
حكم استئذان الزوج في الخروج من البيت
أتت النصوص الشرعية دالةً على وجوب استئذان المرأة زوجها عند خروجها من بيتها، وتحريم خروجها إلا بإذنه ولا خلاف بين أهل العلم في ذلك مطلقًا، وللرجل الزوج الحق في منع زوجته من الخروج من بيته إلا عند الضرورة أو ما يكون لخروجها مباحًا ومستحبًا فيكره منعها، فقد قال تعالى في كتابه العزيز: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ}.[12] فالزوج أمير الزوجة يأمرها وواجبٌ عليها طاعته فيما لا يغضب الله، فقوامة الرجل تقتضي أن يقوم بتدبير أمر زوجته وتأديبها وإمساكها في بيتها ومنعها من الخروج منه بغير إذنه، وخروجها منه بلا إذنٍ من زوجها يعد نشوزًا وإثمًا عظيمًا، وقد بيّن أهل العلم أن تمكين المرأة من خروجها من بيت زوجها بلا إذنه يكون فاتحًا لأبواب الريبة بين الأزواج ويحمل إرجافًا في النسب، فالإذن حق من حقوق الزوج على الزوجة، وطاعة الزوجة واجبٌ من واجبات الزوجة تجاه زوجها والله ورسوله أعلم.[13]
شاهد أيضًا: أسباب تجعل المرأة تطلب الطلاق شرعاً
حكم الإنفاق على الزوجة حال نشوزها
إن الواجب على الزوج أن يقوم بالنفقة على الزوجة بالمعروف بقدر استطاعته، فيكفيها في المطعم والمسكن والكسوة، أما إن كانت المرأة قد نشزت بأي طريقةٍ موصوفة شرعًا على الزوج كخروجها من بيت زوجها بدون إذنه وطلبها الطلاق، فقد تفق أهل العلم أن نفقتها تسقط ولا يلزم الرجل أن ينفق عليها حتى ترجع عن نشوزها إلا إن كانت حاملًا ففي نفقة الزوجة الناشز الحامل خلاف بين أهل العلم، فمنهم من قال أنها تجب نفقتها لحملها كالمالكية والحنابلة، أما جمهور أهل العلم فتسقط نفقتها لو نشزت حتى لو كانت حاملًا، وللنشوز أحوالٌ وصورٌ كثيرة منها أن تتغيب الزوجة عن زوجها، أو أن تأبى الزوجة الانتقال مع زوجها لمنزله أو حيث شاء من البلاد، أو تخرج من بيته بغير إذنه أو تتعالى عليه أو لا تطيعه فيما يأمرها به من غير معصية، فكل زوجة تفعل ذلك تكون ظالمة وتفوت ما يوجب لها النفقة، وبنشوزها لا نفقة لها والله ورسوله أعلم.[14]
إلى هنا نكون قد وصلنا لنهاية مقال حكم خروج المرأة من بيت زوجها بدون إذنه وطلبها الطلاق، والذي تم من خلاله عرض أحكام نشوز المرأة بخروجها من بيت الزوجية بغير إذن زوجها، وأحكام طلب المرأة الطلاق بغير مسوغٍ شرعي، وما يترتب على ذلك من إثمٍ ونشوز.
أسئلة شائعة
المراجع
- ^ تخريج المسند لشعيب، ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، شعيب الأرناؤوط، 22440، إسناده صحيح على شرط مسلم
- ^ islamweb.net، حكم خروج المرأة من بيت زوجها دون إذنه وطلبها الطلاق، 26/02/2023
- ^ islamqa.info، خرجت من بيت زوجها دون إذنه وطلبت الطلاق فطلقها ويريد منَّا نصحها، 26/02/2023
- ^ صحيح البخاري، عبد الله بن عمرو، البخاري، 5238، صحيح
- ^ صحيح مسلم، عائشة أم المؤمنين، مسلم، 2770، صحيح
- ^ islamqa.info، ذهبت إلى بيت أهلها وأصبحت تخرج بدون إذن زوجها، 26/02/2023
- ^ binbaz.org.sa، هل تخرج المرأة من بيت زوجها بغير إذنه؟، 26/02/2023
- ^ islamweb.net، حكم مكث الزوجة في بيت أهلها لكونها غاضبة، 26/02/2023
- ^ سورة الأحزاب ، الآية 33
- ^ صحيح البخاري، عائشة أم المؤمنين، البخاري، 5237، صحيح
- ^ alukah.net، حكم خروج المرأة من بيتها، 26/02/2023
- ^ سورة النساء، الآية 34
- ^ alukah.net، حكم استئذان الزوج في الخروج من البيت، 26/02/2023
- ^ islamweb.net، الأدلة على سقوط نفقة الناشز، 26/02/2023
التعليقات