شرح قصيدة بلاد العرب أوطاني وأفكارها العامة

شرح قصيدة بلاد العرب أوطاني وأفكارها العامة، هو ما سيتم بيانه في موضوع هذا المقال، فهي من القصائد الشعرية التي تغنت بالوطنية القومية العربية، وهي التي دعت إلى أن تكون البلاد العربية يد واحدة أمام المصاعب والتحديات، وقد كتب تلك الكلمات المميزة الشاعر فخري الباارودي، وتعتبر من القصائد القصيرة فهي تحتوي على 16 بيتًا شعريًا، وفي هذا المقال سوف نقوم بتسليط الضوء على قصيدة بلاد العرب أوطاني، وبيان معلومات عن كاتب القصيدة الشاعر فخري البارودي، ثمّ بيان نص القصيدة وشرحها بالتفصيل، كما سوف نمر على معاني المفردات والأفكار العامة في القصيدة.

لمحة عن كاتب قصيدة بلاد العرب أوطاني

إنّ كاتب قصيدة بلاد العرب أوطاني هو الشاعر فخري البارودي، المولود في مدينة دمشق في سنة 1887 ميلادية، وهو شاعر سوري كتب العديد من القصائد الشعرية، فقد كان محب للموسيقى والفن العربي، ودرس الشاعر وتلقى العلوم في المدرسة العازارية في دمشق، ثم طلب من والده الانتقال إلى فرنسا لدراسة علم الزراعة ولكنه رفض، فهرب الشاعر من بيت أبيه وسجل في جامعة مونبلييه الفرنسية، ولكنه أُجبر بعد عام واحد على العودة إلى دمشق بسبب قطع والده المصروف عنه، ثمّ بدأ فخري البارودي بالعمل كمحرر في جريدة المقتبس، وبعد ذلك عمل كاتب بعدلية دمشق ثم التحق بالجيش العثماني بصفة متطوع، كما أصبح أحد مؤسسي الكتلة الوطنية التي قادت الحركة الوطنية المناهضة للاستعمار الفرنسي في سورية حتى سنة 1946.

انتشرت العديد من المؤلفات للشاعر فخري البارودي، ومنها فصل الخطاب بين السفور والحجاب، ومذكرة شرطي، وكارثة فلسطين، ومذكرات البارودي: ستون سنة تتكلم، والصلح مع إسرائيل، وكتب أيضًا تاريخ يتكلم وقلب يتكلم، ويجدر بالإشارة إلى أنّ فخري كان له مكتبة كبيرة قام بتوزيع كافة الكتب التي فيها إلى المدارس الحكومية، وجزء لمكتبة المستشفى الوطني، كما بعث بالكتب الأجنبية إلى مكتبة جامعة دمشق، وقد كان لفخري مكانة كبيرة في كافة البلاد العربية، ولذلك كتب رئيس مؤسسة تاريخ دمشق قولًا وصف فيه البارودي فقال: “كان علامة فارقة في تاريخ سورية المعاصر، تجسدت في شخصيته الفريدة أنبل صفات المواطنة الصالحة والتفاني في خدمة المجتمع والقضية العربية بشكل عام والسورية بشكل خاص”، أما وفاته الشاعر فخري البارودي فقد كانت في دمشق في شهر مايو / أيار من سنة 1966 ميلادية عن عمر ناهز تسعة وسبعين عامًا.^[1]

شرح قصيدة بلاد العرب أوطاني

تُعدّ قصيدة بلاد العرب أوطاني بين أجمل القصائد الشعرية التي كتبها الشاعر فخري البارودي في حياته الأدبية، وهي من أجمل القصائد الشعرية التي كُتبت للتغني بالوحدة العربية، وقد نظمها على بحر الهزج، تتألف هذه القصيدة من 16 بيتًا، وقد نالت شهرة كبيرة لدرجة استخدامها في كافة الأحداث والمناسبات وكأنها كالنشيد العربي باختلاف أنه غير رسمي، ويجدر بالإشارة إلى أنّ هذه القصيدة تركز على الوحدة والتعليم والحفاظ على التقاليد والثقافة العربية، تلك الأمور التي نسيها الكثير من العرب في التسعينيات وأوائل الألفية الثالثة، وفيما يأتي سوف نذكر بعضًا  من هذه الأبيات ونشرحها فيما يأتي:

• بلادُ العُربِ أوطاني
  منَ الشّـامِ لبغدانِ
  ومن نجدٍ إلى يَمَـنٍ
  إلى مِصـرَ فتطوانِ

بدأ الشاعر بالحديث عن وحدة الدول العربية، وأنّ جميع البلاد العربية هي أوطانه، ويقصد ببلاد العرب ” منطقة شبه الجزيرة”، حيث إنها كانت مقسمة إلى بلاد الشام وبلاد اليمن، وبلاد العراق، ثم يتابع الشاعر تعداد الدول العربية والتي تتمثل ببلاد الشام وهي سوريا، ولبنان، والأردن، وفلسطين، لبغدان أي مدينة بغداد وهي عاصمة العراق، ومن نجد إلى يمن أي من مدينة نجد في السعودية إلى اليمن، ثمّ إلى مصر والمغرب، حيث يبين الشاعر بأنّ الدول العربية ستبقى معًا كاليد الواحدة على الرغم من الحدود التي وضعتها الدول فيما بينها.

• فـلا حـدٌّ يباعدُنا
  ولا ديـنٌ يفـرّقنا
  لسان الضَّادِ يجمعُنا
  بغـسَّانٍ وعـدنانِ

يبين الشاعر أنّ بلاد العرب كاليد الواحدة التي لا يمكن أن تتفرق، فهي التي يجمعها دين واحد وهو الإسلام، فتوحيد الله -سبحانه وتعالى- يجمع الناس مع بعضهم البعض، ويؤلف بينهم ويزرع بينهم الخير والمحبة، ولكن ما يفرقهم هو الشرك بالله، فيتابع الشاعر القول بأنّ البلاد العربية تجمعها اللغة العربية، التي شرفها الله سبحانه وتعالى- لتكون لغة القرآن الكريم، فهي اللغة الوحيدة في العالم التي تحتوي على حرف الضَّاد، وقد اختصت بلغة الضاد لأنّه الحرف الذي يسهل لفظه عند العرب، ويصعب لفظه عند غير العرب، ولا يوجد له صوت بديل في كل لغات العالم، فقد بين الشاعر أنّ تلك اللغة هي التي ستجمعنا بأول قبيلتين في العرب وهما الغسانيين والعدنانيين.

• لنا مدنيّةُ سَـلفَـتْ
  سنُحييها وإنْ دُثرَتْ
  ولو في وجهنا وقفتْ
  دهاةُ الإنسِ و الجانِ

يتحدث الشاعر عن المدن القديمة التي اندثرت ودفنت، ويقول بأنّ الدول العربية وتوحدها معًا تستطيع ترميمها كما كانت، فهما وقفوا الأعداء وكثرت أعدادهم بوحدتنا وعزمنا وإصرارنا نستطيع الانتصار عليهم حتى لو اجتمع كل المحترفين من الإنس والجن، حيث يعبر الشاعر في هذه الأبيات عن الضمير العربي وشوقه إلى الماضي العريق والوحدة التي كانت تجمع الدّول العربية.

• فهبوا يا بني قومي
  إلى العـلياءِ بالعلمِ
  وغنوا يا بني أمّي
  بلادُ العُربِ أوطاني

يخاطب الشعر الأمة العربية ويقول لها انهضوا بالعلوم فهي ركيزة أساسية تساهم في تقدم الأمم والحضارات العربية، فما سادت أمةٌ على أخرى إلا بالعلم، ورددوا يا أمتي بأنّ بلاد العرب ستبقى وطنًا واحدًا بسبب ما ننعم به من عوامل مشتركة دين ولغة وعادات وتقاليد ووحدة مصير، فإذا صدق العرب المسلمون في عزمهم واستطاعوا جمع شتات أمورهم كان لهم ما أرادوا، فبالعزم والإرادة والصبر والثبات ينال المرء المراد، ويجدر بالإشارة إلى أنّ الشاعر استخدم كلمة الغناء للإصرار على استعادة الحقوق التي سلبت من العرب.

معاني المفردات في قصيدة بلاد العرب أوطاني 

يجد بعض من الزوار صعوبة في فهم تلك الكلمات الواردة في القصيدة، ويعود السبب في ذلك إلى أنّ تلك الكلمات والألفاظ والتراكيب المستخدمة كانت تتميز بالقوة والرصانة المتانة، ولذلك تكون غامضة ومجهولة بالنسبة لكثير من القراء، وعلى الرغم من أنّ كلمات قصيدة بلاد العرب تتسم بالبساطة إلا أنّها تحتوي على بعض من الكلمات التي تحتاج إلى توضيح، وفيما يأتي سوف يتم إدراج معاني أهم المفردات الصعبة في هذه القصيدة لتسهيل فهمها على الزوار:

• الفكرة الأولى: يتحدث الشاعر عن الوحدة العربية.
• الفكرة الثانية: يعبر الشاعر عن الضمير العربي وشوقه إلى الماضي العريق.
• الفكرة الثالثة: تحاور الشاعر بصدق وإخلاص مع الوجدان العربي العام.
• الفكرة الرابعة: يبين الشاعر الأحلام العربية الكبيرة المشتركة.
• الفكرة الخامسة: أهمية توحد الدول العربية للوقوف أمام الأعداء.
• الفكرة السادسة: عزم وإرادة العرب يعيد ترميم المدن المندثرة.

الخصائص الفنية لقصيدة بلاد العرب أوطاني

استخدم الشاعر مجموعة من الخصائص الفنية في قَصيدة بلاد العرب أوطاني، وذلك من أجل إضافة لمسة جمالية على القصيدة، حيث تتمثل تلك الخصائص بالصور الفنية والطباق والجناس، كما أنها تعبر عن البلاغة ودقّة الوصف، فهي تظهر جمال المعاني والكلمات، وفيما يأتي سيتم بيان أهم الخصائص الفنية التي تميزت بها القصيدة:

• العمق في المشاعر والأفكار.
• التزام الشاعر بالوزن والقافية.
• قلة المُحسنات البديعية والصور الفنية.
• محاكاة البارودي لشعر الشعراء السابقين لعصره.
• استخدم الشاعر الألفاظ القوية للدلالة على الوحدة.
• بيان الأفكار بشكل مبسط، فقد اهتم الشاعر بربط الجمل معاً.
• الدقة والإبداع في كتابة القصيدة، فهي احتوت على عدة من المعاني العميقة المُعبرة.
• استعمال ألفاظ واضحة، بحيث يمكن من خلالها إيصال المعنى بشكل صحيح ومناسب.
• اهتم الشاعر بإظهار الوحدة العربية وتجسيد القومية العربية بواسطة مجموعة من الأبيات.

شرح قصيدة بلاد العرب أوطاني PDF

تعتبر قصيدة بلاد العرب أوطاني من أجمل القصائد الشعريَّة التي كتبها فخري البارودي، فقد كانت هذه القصيدة لبيان الوحدة العربية، ووصف العادات والتقاليد واللغة والدين التي تجمعهم كيدٍ واحدة، فما زالت تلك القصيدة التي يتغنى بها الشعراء والأدباء الحالمون بوحدة عربية شاملة تعيد للأمة ماضيها التليد، ومن أهمية هذه القصيدة يبحث العديد من الزوار عن شرحها بشكل مفصل، ومن أجل تقديم الفائدة العامَّة إلى كافة الزوار والقراء يمكن تحميل شرح مفصل لقصيدة بلاد العرب أوطاني بصيغة ملف pdf “من هنـــــــــا“، حيثُ تعتبر صيغة pdf صيغةً مميزة ومناسبة لحفظ المواضيع والشروحات والملخصات، حيثُ يتم حفظها دائمًا في هذه الصِّيغة لأن المحتوى الخاص بها يحتوي على العديد من التنسيقات التي لا ينبغي أن يطرأ عليها أي تغييرات خصوصًا عند تبادلها عبر الأجهزة المختلفة.

مقالات قد تهمك

وبهذا نكون قد وصلنا إلى ختام مقال شرح قصيدة بلاد العرب أوطاني وأفكارها العامة، والذي سلّط الضّوء على كاتب القصيدة الشاعرفخري البارودي، ثمّ بيّنا شرح وتحليل القصيدة بالتفصيل، كما تمّ بيان أهم المعاني والمفردات الجديد في القصيدة، وأدرجنا الأفكار الرئيسية في القصيدةِ، وختمنا المقال في بيان الخصائص الفنية في القصيدة، نرجو أن نكون قد وفقنا في كتابة هذا المقال وأن نكون حملنا لكم الفائدة والمتعة فيه.