شرح قصيدة عمر بن الخطاب ورسول کسری والصور الفنية فيها

شرح قصيدة عمر بن الخطاب ورسول کسری والصور الفنية فيها
شرح قصيدة عمر بن الخطاب ورسول کسری

شرح قصيدة عمر بن الخطاب ورسول کسری والصور الفنية فيها، وهو موضوع هذا المقال، وهي من القصائد المشهور والتي يبحث عنها الكثير من الزوار وخصوصًا من محبي الشعر العربي، تُعتبر من القصائد العمودية التي نظمها على البحر البسيط، وقافية الياء، وتميزت في قوة وجزالة الألفاظ وفصاحة العبارات، وفي هذا المقال سوف نقوم بتسليط الضوء على قصيدة عمر بن الخطاب ورسول کسری، وبيان معلومات عن كاتب القصيدة الشاعر حافظ إبراهيم، ثمّ بيان نص القصيدة وشرحها بالتفصيل، كما سوف نمر على معاني المفردات والأفكار العامة في القصيدة.

كاتب قصيدة عمر بن الخطاب ورسول کسری

إنّ الشاعر الذي كتب قصيدة عمر بن الخطاب ورسول كسرى هو الشاعر المصري حافظ إبراهيم، واسمه هو محمد حافظ إبراهيم، وقد ولد في محافظة أسيوط في مصر في عام 1872 ميلادية، وتوفي والده وهو صغير، وكفله خاله ثم انتقل به إلى طنطا وفي تلك الفترة درس في الكُتّاب، ولكن كانت أحوال خاله ضيقة، مما تسبب هذا الأمر في إحداث أثرً كبير في نفس حافظ إبراهيم فتركه ورحل، يعتبر حافظ من الشعراء العرب الذين انتشر اسمهم وذاع صيتهم في البلاد، فقد أطلق عليه “شاعر النيل” من قبل أمير الشعراء أحمد شوقي، وعُرف أيضًا بشاعر الشعب، ويعود السبب في ذلك اهتمامه بقضايا الناس في مصر والعالم العربي.

وعلى الرغم من أنَّ حافظ إبراهيم لم يمتلك خيالًا واسعًا في الشعر لكنه استبدل هذا الأمر بالألفاظ والتراكيب القوية والعميقة، بالإضافة إلى حسن الصياغة وفصاحة الجمل والتعابير، وقد كان أحسن من أنشد وقرأ الشعر من بين الشعراء المعاصرين له في ذلك الوقت، كما اشتهر بأنّه كان يكتب الشعر من معاناة الناس، أما وفاة حافظ إبراهيم فقد كانت في اليوم الواحد والعشرين من شهر يونيو / حزيران من عام 1932م، وذلك عن عمر يناهز 60 عامًا.[1]

شرح قصيدة عمر بن الخطاب ورسول کسری

تعدُّ قصيدةُ عمر بن الخطاب ورسول كسرى من أشهر قصائد الشاعر المصري حافظ إبراهيم، حيث يقول في مطلعها: وَراعَ صاحِبَ كِسرى أَن رَأى عُمَراً بَينَ الرَعِيَّةِ عُطلاً وَهوَ راعيها، وقد نظمها الشاعر على البحر البسيط وقافية الباء، وبلغ عدد أبيات القصيدة كاملة 7 أبيات شعرية، وفيما يأتي سوف يتم إدراج شَرح القَصيدة بشكل واضح ومفصل:

  • وَراعَ صاحِبَ كِسرى أَن رَأى عُمَراً           بَينَ الرَعِيَّةِ عُطلاً وَهوَ راعيها
    وَعَهدُهُ بِمُلوكِ الفُرسِ أَنَّ لَها                  سوراً مِنَ الجُندِ وَالأَحراسِ يَحميها

يصف الشاعر في هذه الأبيات اندهاش رسول كسرى عند رؤيته لأمير المؤمنين، فقد شاهد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ولم يكن يخطر في باله أن يجده على تلك الصورة، فيقول إنه رأى عمر بن الخطاب دون سلاح، ولا يوجد حوله خدم أو حشم، كما أنه خالٍ من الزينة، على الرغم من أنه الحاكم لكنه لا يشبه الحكام من حوله، ثمّ يتابع الشاعر الحديث عن ملك كسرى فقد كان عندما يأتيه أحد يمتلئ حوله بالجنود والحراس، وذلك من أجل حمايته من أي خطر، حيث يبين الشاعر تواضع عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فهو الخليفة العادل المتواضع الذي نام تحت ظل شجرة ولم يكن حوله حجابًا ولا حرير أو ديباج.

  • رَآهُ مُستَغرِقاً في نَومِهِ فَرَأى                  فيهِ الجَلالَةَ في أَسمى مَعانيها
    فَوقَ الثَرى تَحتَ ظِلِّ الدَوحِ مُشتَمِلاً         بِبُردَةٍ كادَ طولُ العَهدِ يُبليها

يتحدث الشاعر عن المشهد الذي رآه رسول كسرى عندما ذهب لمقابلة عمر بن الخطاب، فيقول كان ينام نوم عميق ويبدو عليه العظمة والوقار والجلال في أعلى معانيها، فقد كان أمير المؤمنين -رضي الله عنه- ينام على الأرض تحت ظل شجرة، وملتفًا بشملة قديمة كاد طول الزمن يبليها.

  • فَهانَ في عَينِهِ ما كانَ يَكبُرُهُ                 مِنَ الأَكاسِرِ وَالدُنيا بِأَيديها
    وَقالَ قَولَةَ حَقٍّ أَصبَحَت مَثَلاً               وَأَصبَحَ الجيلُ بَعدَ الجيلِ يَرويها
    أَمِنتَ لَمّا أَقَمتَ العَدلَ بَينَهُمُ                فَنِمتُ نَومَ قَريرِ العَينِ هانيها

يقول الشاعر إنه عندما رأى رسول كسرى هذا المشهد كبر عمر بن الخطاب في عينيه، واستصغر ملوك الفرس بما لديهم من مال وجاه وسلطان، ثمّ يخاطب الشاعر عمر بن الخطاب ويقول له إنك شعرت بالأمان والطمأنينة عندما حكمت بين الناس بالعدل، وقضيت على الظلم، فهكذا نمت سعيدًا ومرتاح البال، حتى أصبحت الأجيال تروي ما قمت به من عدل وإنصاف بين الرعية.

معاني المفردات في قصيدة عمر بن الخطاب ورسول کسرى

يجد بعض من القراء صعوبة في فهم تلك الكلمات الواردة في قصيدة عمر بن الخطاب ورسول كسرى، وذلك لأنّ الكلمات العربية المستخدمة في القصيدة لا يتم استخدامها بين الناس في الأيام العادية، فهي كلمات عربيّة فصحى خاصة بالشعر والأدب العربي، ومن الجدير بالذّكر أنّ الشاعر حافظ إبراهيم استخدم  مجموعة من الكلمات والتراكيب القوية والجزيلة في القصيدة، وفيما يأتي سوف يتم إدراج معاني أهم المفردات في هذه القصيدة:

المفردة معنى المفردة
راعٍ أعجب وأدهش.
الرعية عامة الناس الذي يدير شؤونهم.
راعيها حاكمها.
الجند العسكر.
مستغرقًا في نومه ينام نومًا عميقًا.
أسمى أعلى.
الثرى التراب.
الدوح الأشجار الكثيفة ملتفة الأغصان.
بردة ثوب مخطط.
العهد الزمن.
هان خفّ.
أقمت العدل حكمت به بين الناس.
يكبره يعظمه.
قرير العين مرتاح البال.
هانيها راضي وسعيد.

الأفكار العامة في قصيدة عمر بن الخطاب ورسول کسرى

أظهر الشاعر حافظ إبراهيم في قصيدته المشهورة التي تحدث فيها عن الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- مجموعة من الأفكار الرئيسية المهمة، حيث إنها لم تقتصر على فكرة واحدة فقط، فقد حرص على أن تسيطر هذه الأفكار على أجواء القصيدة  لتصل إلى جميع القراء، وبالتالي فهم كافة الأبيات والمغزى منها بكل سلاسة، وفيما يأتي سوف يتم إدراج أهم الأفكار الرئيسية في القصيدة:

  • الفكرة الأولى: يتحدث الشاعر عن زهد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وعدله وتواضعه بين الرعية.
  • الفكرة الثانية: يعبر الشاعر عن الطريقة التي عاش فيها الحاكم عمر بن الخطاب.
  • الفكرة الثالثة: اندهاش رسول كسرى من وضع الصحابي عمر بن الخطاب.
  • الفكرة الرابعة: توضيح الشاعر للصفات الخلقية للصحابي عمر بن الخطاب.
  • الفكرة الخامسة: يبين الشاعر أهم النتائج التي توصل إليها رسول كسرى.

الصور الفنية في قصيدة عمر بن الخطاب ورسول کسرى

احتوت قصيدة حافظ إبراهيم التي تحدث فيها عن صفات الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- على الكثير من الصور الفنية والبلاغية، مما ساهمت في وهب القصيدة قيمة فنية عالية، كما أضافت لمسات جمالية على المبنى والمعنى، وكثيرًا ما تستخدم هذه الصور الفنية من كنايات وتشبيهات واستعارات وتوكيد وطباق وجناس، وفيما يأتي سوف يتم إدراج أهم الصور الفنية والبلاغية في قصيدة عمر بن الخطاب ورسول کسرى:

  • الاستعارة المكنية: وردت الاستعارة المكنية في قول الشاعر حافظ إبراهيم: ، فقد ذكر عهد عمر وهو المشبه، وحذف المشبه به وهو السور المتين، وكنّى عنه بشيء من صفاته على سبيل الاستعارة المكنية، كما جاءت في قوله: فَهانَ في عَينِهِ ما كانَ يَكبُرُهُ مِنَ الأَكاسِرِ وَالدُنيا بِأَيديها، فقد شبه الدنيا بالشيئ المادي الذي يمكن التحكم به، حيث إنه حذف المشبه به واتى بصفه من صفاته على سبيل الاستعارة المكنية.
  • أسلوب التشبيه: حيث ورد التشبيه في قول الشاعر: وَعَهدُهُ بِمُلوكِ الفُرسِ أَنَّ لَها سوراً مِنَ الجُندِ وَالأَحراسِ يَحميها، حيث شبه الجنود الذين يحرسون القصر بالسور المتين الذي يحيط به ويحميه، الجنود هي المشبه، والأحراس المشبه به، يحميها هو وجه الشبه.
  • أسلوب الكناية: ورد أسلوب التشبيه أكثر من مرة في القصيدة في قول الشاعر: وَراعَ صاحِبَ كِسرى أَن رَأى عُمَراً بَينَ الرَعِيَّةِ عُطلاً وَهوَ راعيها، فقد كنى الشاعر بجملة “عطلًا وهو راعيها” عن تواضع عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وزهده، كما جاءت في قوله: فَوقَ الثَرى تَحتَ ظِلِّ الدَوحِ مُشتَمِلاً  بِبُردَةٍ كادَ طولُ العَهدِ يُبليها، فقد كنى الشاعر بجملة “طول العهد يبليها” بزهد عمر بن الخطاب وتواضعه.
  • أسلوب الجناس: ورد الجناس في قول الشاعر: وَراعَ صاحِبَ كِسرى أَن رَأى عُمَراً بَينَ الرَعِيَّةِ عُطلاً وَهوَ راعيها، فقد ورد في كلمة راعٍ وكلمة راعيها، وهذا عبارة عن جناس ناقص، حيث يمثل اختلاف عدد الحروف بين لفظين.
  • أسلوب الطباق: وهو يشير إلى استخدام كلمات متعاكسة ومتضادة في القصيدة، وقد وردت في قول الشاعر: فَهانَ في عَينِهِ ما كانَ يَكبُرُهُ مِنَ الأَكاسِرِ وَالدُنيا بِأَيديها، حيث وردت كلمة هان وهي عكس كلمة يكبره.

السمات الفنية في قصيدة عمر بن الخطاب ورسول کسرى

اشتملت قصيدة عمر بن الخطاب ورسول کسرى عدد من الخصائص الفنية، التي أعطتها قيمة فنية وجمالية تختلف عن القصائد الأخرى، وقد زاد إقبال القراء عليها بسبب دقة الوصف وجمال وعمق المعاني، وبالإضافة إلى ذلك سيتم بيان مجموعة من أهم الخصائص الفنية التي تميزت بها القصيدة:

  • استخدام الصور الفنية بكثرة.
  • استخدام بنية لغوية فصيحة متميزة.
  • صياغة الجمل والمفاهيم بقوة وعمق.
  • استخدام الشاعر الألفاظ والتراكيب الواضحة.
  • إظهار الأفكار بطريقة مبسطة وخالية من التعقيد.
  • توظيف العديد من المحسنات البديعية مثل الجناس والطباق.

شرح قصيدة عمر بن الخطاب ورسول کسری PDF

تعتبر قصيدة عمر بن الخطاب ورسول كسرى من أشهر القصائد التي كتبها حافظ إبراهيم، فقد روت هذه القصيدة قصة عظيمة خلدها التاريخ، وهي ما زالت منبعًا لحكم مهمة في حياة الإنسان، حيث ركزت على تواضع عُمر بنُ الخطّاب وتطرقت لزهده بالدين عن الدنيا وعدالته بين الناس، ومن أهمية هذه القصيدة يبحث العديد من الزوار عن شرحها بشكل مفصل، ومن أجل تقديم الفائدة العامَّة إلى كافة الزوار والقراء يمكن تحميل شرح مفصل لقصيدة حافظ إبراهيم عن عمر بن الخطاب ورسول كسرى بصيغة ملف pdf “من هنـــــــــا“، حيثُ تعتبر من الصيغ المميزة والفريدة من نوعها، فهي تهتم بحفظ المواضيع والشروحات والملخصات، سواء كان على الجهاز المحمول مثل الموبايل والآيباد أو الحاسوب وغير ذلك، وبالتالي استعمالها في أوقات أخرى لاحقة، كما توفر للبعض إمكانية الحصول على الملفات من أجل طباعتها واستخدامها بشكل ورقي في أمور عديدة.

مقالات قد تهمك

شرح قصيدة إذا جاريت في خلق دنيئا لأبو تمام شرح قصيدة الشاعر والفقر وبعض الصور الفنية فيها
شرح قصيدة صنت نفسي عما يدنس نفسي للبحتري والمفردات الصعبة فيها شرح قصيدة ما في المقام لذي عقلٍ وذي أدب وأفكارها الرئيسة
شرح قصيدة لا تعذليه لابن زريق البغدادي وما اهم الافكار فيها شرح قصيدة بطاقة هوية لمحمود درويش والصور الفنية فيها
شرح قصيدة قصة الأمس لأحمد إبراهيم فتحي وأهم الصور الفنية فيها

وبهذا نكون قد وصلنا إلى ختام مقال شرح قصيدة عمر بن الخطاب ورسول کسری والصور الفنية فيها، والذي سلّط الضّوء على كاتب القصيدة الشاعر حافظ إبراهيم، ثمّ بيّنا شرح وتحليل القصيدة بالتفصيل، كما تمّ بيان أهم المعاني والمفردات الجديد في القصيدة، وأدرجنا الأفكار الرئيسية في قصيدةِ عمر بن الخطاب ورسول كسرى وختمنا المقال في بيان الصور البيانية والبلاغية، بالإضافة إلى أهم السمات الفنية في القصيدة نرجو أن نكون قد وفقنا في كتابة هذا المقال وأن نكون حملنا لكم الفائدة والمتعة فيه.

المراجع

  1. ^ wikiwand.com، حافظ إبراهيم، 10/09/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *