شرح قصيدة وطاوي ثلاث عاصب البطن مرمل للحطيئة

شرح قصيدة وطاوي ثلاث عاصب البطن مرمل للحطيئة يبحث عنها كثير من الأشخاص في العالم العربي وبشكل خاص من الذين يفضلون الشعر العربي القديم الذي يتصف بالقوة والجزالة، وسوف نقدم للزوار الكرام في هذا المقال معلومات عن الشاعر العربي الشهير الحطيئة، وسوف نتعرف على شرح قصيدة الحطيئة في الكرم، كما سوف نتعرف على معاني المفردات والألفاظ الصعبة في القصِيدة وسوف نتعرف أيضًا على أهم الصور الفنية فيها وغير ذلك من المعلومات والتفاصيل الأخرى المتعلقة.

من هو كاتب قصيدة وطاوي ثلاث عاصب البطن مرمل

إنَّ هذه القصيدة تعدُّ من أشهر قصائد الشاعر العربي الشهير الحطيئة، وهو شاعر مخضرم أدرك العصر الجاهلي والعصر الإسلامي، فقد أسلم في زمن أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه، وهو جرول بن أوس بن مالك العبسي وكنيته أبو مليكة، ولكنه اشتهر بلقبه الذي غلب على اسمه وهو الحطيئة، وقد ولد في قبيلة بني عبس من أمةٍ كانت تدعى الضراء ولم يعرف والده، فكان دعيًا من دون نسب وشبَّ مظلومًا ومحرومًا من النسب، فلم يحظَ على سند من قومه فصار يقرض الشعر ويتكسب به، وكان ينتقم بالشعر من المجتمع الذي عاش فيه مظلومًا فيهجي جميع الناس، حتى أنه هجا أمه وهجا نفسه، وقد تنوعت الأغراض التي قال فيها الحطيئة الشعر بين مدح وفخر وغزل وهجاء، ولكنه أكثر من الهجاء، وله ديوان شعر، وكان الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد سجنه لأنه يهجي المسلمين، وبعد مدة عفا عنه واشترى منه أعراض المسلمين لكي لا يهجو أحدًا ودفع له 3 آلاف درهم، توفي في عام 674م تقريبًا.^[1]

شرح قصيدة وطاوي ثلاث عاصب البطن مرمل

تعدُّ هذه القصيدَة التي كتبها الشاعر الحطيئة في الكرم واحدة من أشهر قصائده، والتي يقول في مطلعها: وَطاوي ثَلاثٍ عاصِبِ البَطنِ مُرمِلٍ ببيداءَ لَم يَعرِف بِها ساكِنٌ رَسما، وقد نظم الشاعر هذه القصِيدة على البحر الكامل وقافية الميم مع ألف الإطلاق، ويبلغ عدد أبيات القصيدة 16 بيتًا فقط، وفيما يأتي سوف يتم إدراج شَرح أبيات القََصيدة كاملة بشكل مفصل وواضح:

• وَطاوي ثَلاثٍ عاصِبِ البَطنِ مُرمِلٍ
  ببيداءَ لَم يَعرِف بِها ساكِنٌ رَسما
  أَخي جَفوَةٍ فيهِ مِنَ الإِنسِ وَحشَةٌ
  يَرى البُؤسَ فيها مِن شَراسَتِهِ نُعمى

يتحدث الشاعر عن أعرابي كان يعيش في الصحراء بعيدًا عن الناس، وقد كان جائعًا وبطنه ضامرة من شدة الجوع ولم يتناول طعامه من ثلاثة أيام، وكان يمشي مهرولًا في الصحاري الواسعة التي لا يوجد أي أثر لساكن فيها، فقد كان صاحب عزلة ومجانبة للبشر، ويرى في الاقتراب من البشر أمر موحش ومخيف، وكان يرى أنَّ حياة البؤس التي يعيشها وحيدًا في الصحاري من شدة قوته وجلده نعمة كبيرة.

• وَأَفرَدَ في شِعبٍ عَجُوزاً إِزاءها
  ثَلاثَةُ أَشباحٍ تَخالُهُمُ بَهما
  حفاة عراة ما اغتذوا خبز ملة
  ولا عرفوا للبر مذ خلقوا طعما

كما أنَّ هذا الأعرابي كان لديه في خيمته زوجته العجوز وأطفاله الثلاثة الذين أصبحوا مثل الأشباح من شدة الهزال والجوع حتى أنهم صاروا يشبهون الأغنام الصغيرة الهزيلة، وكانوا حفاة وعراة لم يذوقوا الخبز منذ مدة طويلة، حتى أنهم من شدة جوعهم لم يعرفوا طعم القمح لأنهم لم يأكلوه في حياتهم أبدًا.

• رَأى شَبَحًا وَسطَ الظَلامِ فَراعَهُ
  فَلَمّا بَدا ضَيفاً تَشمَّرَ وَاِهتَمّا
  فقال هيا رباه ضيف ولا قرى
  بحقك لا تحرمه تالليلة اللحما

وبينما هو واقف أمام خيمته رأى شخصًا مقبلًا من بعيد، وقد ظنه أول الأمر شبحًا من شدة الجوع الذي يعاني منه فخاف منه كثيرًا، ولكنه عندما اقترب منه وبدا له أنَّه ضيف مقبل عليه من بعيد زال عنه الخوف واستعدَّ من أجل تقديم ما يلزم له من ضيافة وطعام ولكنَّه أصيب بهم وغم كبيرين، لأنَه لا يملك طعامًا يأكل هو وأبناؤه فمن أين يأتي بالطعام لهذا الضيف، وصار يدعو الله تعالى أن يرزقه هذه الليلة ما يستر به وجهه أمام الضيف، وأن لا يحرم هذا الضيف تناول اللحم في ضيافته.

• وَقالَ اِبنُهُ لَمّا رَآهُ بِحَيرَةٍ
  أيا أَبَتِ اِذبَحني وَيَسِّر لَهُ طُعما
  وَلا تَعتَذِر بِالعُدمِ عَلَّ الَّذي طَرا
  يَظُنُّ لَنا مالاً فَيوسِعُنا ذَمّا

وعندما رآه ابنه في حالة من الهم والغم وأنه واقع في حيرة كبيرة من أجل إكرام الضيف، قال له يا أبي اذبحني وأطعم الضيف ولا تعتذر له لعدم وجود طعام لدينا، لأنَّ هذا الضيف قد يعتقد أننأ أصحاب مال وطعام، ويخرج من عندما ويذمنا ويتكلم علينا بالسوء ولا يعرف حقيقة الأمر.

• فَرَوّى قَليلاً ثُمَّ أَجحَمَ بُرهَةً
  وَإِن هُوَ لَم يَذبَح فَتاهُ فَقَد هَمّا
  فَبَينا هُما عَنَّت عَلى البُعدِ عانَةٌ
  قَدِ اِنتَظَمَت مِن خَلفِ مِسحَلِها نَظما
  عِطاشاً تُريدُ الماءَ فَاِنسابَ نَحوَها
  عَلى أَنَّهُ مِنها إِلى دَمِها أَظما

فتمهل الأب لحظات ثم راح يفكر والهم يزيد عليه، فكيف سيذبح ولده من أجل إطعام الضيف، وإذا لم يذبح ولده ويكرم ضيفه فهو واقع في مأزق كبير رغم أنَّه كان قد أراد أن يذبح ابنه بين لحظة وأخرى، وبينما هو على هذه الحالة إذ رأى من بعيد ناقة مقبلة وقد بدت من بعيد ذات قوام منتظم وذات جسم متلئ باللحم، وقد كانت عطشانة إلى درجة كبيرة وتبحث عن الماء، فتوجه نحوها خلسةً دون أن تشعر وهي تشرب الماء، وهو متعطش إلى اصطيادها أكثر من تعطشها لشرب الماء.

• فَأَمهَلَها حَتّى تَرَوَّت عِطاشُها
  فَأَرسَلَ فيها مِن كِنانَتِهِ سَهما
  فَخَرَّت نَحوصٌ ذاتُ جَحشٍ سَمينَةٌ
  قَدِ اِكتَنَزَت لَحماً وَقَد طُبِّقَت شَحما
  فَيا بِشرَهُ إِذ جَرَّها نَحوَ قَومِهِ
  وَيا بِشرَهُم لَمّا رَأَوا كَلمَها يَدمى

فانتظرها حتى شربت وارتوت من الماء ثمَّ أطلق عليها سهمًا من كنانته فأصابها بمقتل على الفور، فوقعت الناقة الكبيرة السمينة، وقد كان جسمها ممتلئًا باللحم والشحم، وعند ذلك استبشر الأعرابي خيرًا كثيرًا وتهلل وجهه بالبشرى التي يسحبها إلى أهل بيته، وقد فرحوا كثيرًا عندما رأوا الناقة جريحة والدماء تسيل منها.

• فَباتَوا كِراماً قَد قَضوا حَقَّ ضَيفِهِم
  فَلَم يَغرِموا غُرماً وَقَد غَنِموا غُنما
  وَباتَ أَبوهُم مِن بَشاشَتِهِ أَباً
  لِضَيفِهِمُ وَالأُمُّ مِن بِشرِها أُمّا

عند ذلك استطاعوا أن يكرموا الضيف ويؤدوه حقه كما يجب، ورفع عنهم ما كان يهمهم وتجنبوا وزر الشح وقد غنموا اللحم والطعام والكرم والسمعة الحسنة التي ظهرت في إكرام الضيف، ومن شدة فرحهم بالضيف أصبح الأب وكأنه أب للضيف أيضًا من شدة إكرامه له والأم كأنها أصبحت أمًا له.

الصور الفنية في قصيدة وطاوي ثلاث عاصب البطن مرمل

تضمُّ قصيدة الكرم للحطيئة عددًا كبيرًا من الصور الفنية المميزة والتي تنشر في القصيدة إيقاعات متميزة وتضفي على معانيها لمسات جميلة وبديعة، ويسعى الشاعر من خلالها إلى إيصال المعنى إلى القارئ بطريقة غير مباشرة لزيادة المتعة النفسية في استقاء المعاني، وفيما يأتي سوف يتم إدراج أهم الصور الفنية والبلاغية في القصيدة:

• أسلوب الطباق: ورد أسلوب الطباق في القصيدة في قول الشاعر: يَرى البُؤسَ فيها مِن شَراسَتِهِ نُعمى، حيث جاءت كلمة نعمى ومعناها هو عكس كلمة بؤس.
• أسلوب الكناية: ورد أسلوب الكناية في قول الشاعر: عَلى أَنَّهُ مِنها إِلى دَمِها أَظما، فقد أورد هذه الجملة كناية عن رغبة الأعرابي في اصطياد الناقة.
• استعارة تصريحية: وردت الاستعارة التصريحية في قول الشاعر: رَأى شَبَحًا وَسطَ الظَلامِ فَراعَهُ، حيث شبه الشاعر الضيف القادم من بعيد بالشبح، ولكنه حذف المشبه وهو الضيف، وذكر المشبه به وهو الشبح.
• أسلوب الجناس: ورد أسلوب الجناس في القصيدة في قوله: فَلَم يَغرِموا غُرماً وَقَد غَنِموا غُنما، فجاءت كلمة غرما وغنما، فالأسلوب هنا جناس غير تام لاختلاف بعض الأحرف بين الكلمتين.

معاني المفردات الصعبة في قصيدة وطاوي ثلاث عاصب البطن مرمل

توجد كثير من الكلمات الغريبة بالنسبة للبعض في قصائد الشعراء قديمًا وعادة ما تكون غير مستخدمة بين الناس ولذلك يصعب عليهم التعرف على معانيها الدقيقة دون البحث في المعاجم، وقد يكون ذلك بسبب تطور اللغة واستخداماتها على دار قرون من الزمن، وبسبب اختلاف اللغة العربية الفصحة عن اللغة العامية التي يتحدث بها الناس في مختلف الدول العربية، وفيما يأتي سوف يتم إدراج شرح أهم الكلمات الصعبة في القصيدة:

شرح قصيدة وطاوي ثلاث عاصب البطن مرمل pdf

يرغب بعض الناس بالحصول على ملف شَرح قَصِيدة الكرم للحطيئة بصيغة pdf من أجل استخدامه في أمور عديدة، فالبعض يفضِّل الاحتفاظ به على الجهاز المحمول الخاص به سواء كان الموبايل أو الآيباد أو اللابتوب أو أي جهاز آخر وذلك من أجل استعماله في وقت لاحق، ويرغب بعض الناس بالحصول عليه أيضًا من أجل طباعته على شكل ورقي واستخدامه في إعداد تحليل أو بحث أو حلقة بحث عن القصِيدة، ويمكن الحصول على شرحِ مقاطع القََصيدة سابقة الذكر على شكل ملف pdf من خلال الضغط على الرابط التالي “من هنا“.

مقالات قد تهمك

وإلى هنا أحبتي نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال شرح قصيدة وطاوي ثلاث عاصب البطن مرمل للحطيئة وقد تعرفنا على أهم المعلومات عن الشاعر العربي الحطيئة، كما تعرفنا على شَرح معاني أبيات قصيدته الشهيرة في الكرم وعلى أهمِّ الصور الفنية والبلاغية فيها، كما تمَّ التعرف على جميع معاني الكلمات والمفردات الصعبة فيها، كما تم إدراج ملف شرحِ أبيات القَصِيدةِ بصيغة pdf وغير ذلك من الأمور الأخرى.