لماذا سميت اللغة العربية بلغة الضاد

لماذا سميت اللغة العربية بلغة الضاد ، هذا السؤال يحار به الكثير من الناس الناطقين بالعربية وغير الناطقين بها ويبحثون عن إجابة له، وذلك نظرًا لأهمية اللغة العربية ومكانتها المرموقة بين اللغات وتجددها وقدرتها على مواكبة التطور والحداثة وعراقتها وأصالتها المستمرة منذ آلاف السنين وإن أعظم ما يعطيها هذه المكانة هو القرآن الكريم فكونها لغة القرآن فهي محفوظة ما حُفظ القرآن إلى قيام الساعة، وفيها من المزايا ما يجعلها تتميز عن غيرها من اللغات وتتفوق عليهم، ويسر موقع تصفح أن يقدم لكم مقالًا يتحدث عن اللغة الراقية لغة القرآن.

حرف الضاد

إنّ حرف الضاد هو أحد حروف الهجاء العربية التي تتلخص في تسع وعشرون حرفًا ويأتي ترتيب حرف الضاد فيها الخامس عشر من هذه الحروف الأبجدية العربية، وكما أن حرف الضاد لا يوجد في اللغات الأخرى ولا حتى  بديل له وتنفرد اللغة العربية فيه وهو من أصعب الحروف نطقًا عند غير العرب وقد تميز العرب بفصاحتهم وقدرتهم على نطقه وهذا ما ميزهم عن غيرهم كما ميز لغتهم، يقول الجاربردي: “أصل حروف المعجم تسعة وعشرون على ما هو المشهور ولم يكمل عددها إلّا في لغة العرب، ولا همزة في كلام العجم إلّا في الابتداء، ولا ضاد إلّا في العربيّة”، وكذلك الأمر بالنسبة لابن جماعة الذي أكدَ على قول مكيّ بأنّ تفرّد العربيّة بالضاد إنّما هو بكثرة استعمالها.^[1]

لماذا سميت اللغة العربية بلغة الضاد

سميت اللغة العربية لغة الضاد لكونها اللغة التي تنفرد بحرف الضاد وهي اللغة التي حافظت عليه بعد اندثاره من اللغات السامية القديمة الأخرى، وهي واحدة من أهم اللغات السامية ويتحدث بها حوالي 500 مليون نسمة  وتعد هي اللغة الأساسية والرسمية في جميع البلدان العربية وبعض الدول الافرايقية إضافة إلى بعض الأتراك أيضًا، وتعود أهمية اللغة العربية الأكبر في كونها لغة القرآن وهي اللغة التي يتكلم بها أهل الجنة أيضًا فيا لعظمة هذه اللغة ويا لمكانتها التي لو أتت من كونها لغة كلام الله وأصحاب جنته لكفت، وكما أن اللغة العربية يتفرع عنها الكثير من العلوم ومنها: النحو والصرف والبلاغة والعروض، ومما يظهر أهميتها أيضًا هو عدم قدرة الأعاجم وغير الناطقين للغة العربية على النطق بحرف الضاد بعد الفتوحات الإسلامية ومحاولة العرب المسلمون تدريس غير العرب للغة العربية وبذلك يكون للعرب الأفضلية في نطق الضاد كما كانت الأفضلية للغتهم لغة الضاد بين اللغات الأخرى.^[2]

شعر عن لغة الضاد

وللغتنا العربية لغة الضاد محبة خاصة في قلوب أبنائها المتمسكين بأصالتهم وعراقتهم، وقد نسجت لها أبياتًا عميقة تعبر عن مكنون نفسي تجاهها، أرجو أن تنال إعجابكم: ^[3]

-إلــــهُ الــكــونِ قــــد أهــــدى إلــيـنـا

بــــــآيٍ أعـــجــزتْ أهـــــلَ الـــدَّهــاءِ

-حــفــظـتُ كــلامــهـا قــــولآ وفــعــلآ

فــصــارتْ روحَ لُــــبٍّ فــــي لُـحـائـي

-عـشـقتُ الـضادَ مُـذ عـاينتُ سِـحرآ

سـبى عـقلي وأوغـلَ فـي دمـائي

-فـكـيفَ أزيــغُ عــن عـشـقي وإنّــي

بـــهــا زاحـــمــتُ أفــــلاكَ الــسـمـاءِ

-مَـعـينُ الـحـرفِ زادي فــي حـيـاتي

وإنْ أقــــضـــي فــمــفـتـاحُ الــبــقــاءِ

-فـــإن نـــادى الإلـــهُ لأهـــلِ سـعـيٍ

أتــيـتُ عــلـى رؤوسِ ذوي الـعـطـاءِ

-لـــــيَ الــجــنـاتُ والأنــهــارُ تــجــري

ومـــــا تــبــغـي نـــفــوسُ الأتــقــيـاءِ

-ســـألـــتُ اللهَ نـــهــراً مـــــن بـــيــانٍ

يـسـيـرُ بـمـهـجتي حـتـى ارتـوائـي

-فـيـلـثُـمُ مــــا يُــلاقــي مـــن جـــراحٍ

ويـــجـــمــعُ لـــلّــقــا حـــــــاءً بــــبـــاءِ

-إذا مــــا كــنــتُ فـــي غـــمٍ وحـــزنٍ

جــعـلـتُ الــضّــادَ مــعــزوفَ الــغِـنـاءِ

-كــتــاجٍ فـــوقَ هــامـي لا يُـضـاهـى

وثـــوبُ الـعـلمِ قــد أضـحـى ردائــي

-سـأمشي فـي الـدُّنى أدعـو لـحقٍّ

وتُــسـعِـفُـنـي حــــــروفُ الــكــبـريـاءِ

-فــهـبّـوا يــــا حــمـاةَ الــضّـادِ سَـعـيـآ

نــعــيـدُ لــحـرفـنـا وهـــــجَ الــسَّــنـاءِ

شاهد أيضًا: عبارات قصيرة عن اللغة العربية

متى ظهر مصطلح لغة الضاد

ظهرمصطلح لغة الضاد على اللغة العربية في نهاية القرن الثاني وبداية القرن الثالث عندما قام العديد من علماء اللغة والمؤسسين لقواعد مكتوبة لها ومنهم سيبويه و الفراهيدي والأصمعي بعمل العديد من الدراسات والأبحاث حول اللغة العربية، وقد بيّن أحدهم أن لحرف الضاد صوت غير مستحسن ولا تستطيع العجم أن تنطقه بشكل صحيح، وأضاف أنه لا يستطيع تجويد القرآن أو قراءة الشعر بطريقة صحيحة من لا يستطيع نطق الضاد بشكله الصحيح مُتقَنًا من مخرجه، وكما قام بعض علماء اللغة أيضًا بتأليف العديد من الكتب التي تتضمن بعض العبارات التي يمكن من خلالها التفريق بين الضاد والظاء لمساعدة الأعاجم الذين يحاولون تعلم اللغة العربية لغة القرآن ليتمكنوا من التفريق بينهما وليستطيعوا استخدامهما في المكان الصحيح وبكل سهولة ويسر.^[2]

سبب اهتمام علماء اللغة العربية بحرف الضاد

هنالك العديد من الأسباب التي أدت إلى اهتمام علماء اللغة العربية بحرف الضاد كما أسلفنا ولكن من أهم هذه الأسباب عندما بدأ الناس بالدخول في الإسلام من كل حدب وصوب وبدأ الإسلام بالانتشار بين الناس في مختلف البلدان وبعد الفتوحات الإسلامية كثرت الألسنة الأعجمية الداخلة في الإسلام وبدأ اللغط والتداخل في اللغات لذلك وحفاظًا على اللغة العربية لغة القرآن من الاندثار وحفاظًا على القرآن من التحريف وللمحافظة على الضاد وخاصة من القبائل المجاورة لشبه الجزيرة العربية التي كانت تخلط حرف الضاد بالدال والذال والظاء، لذلك قام علماء اللغة بتأليف الكتب التي تبين أهمية حرف الضاد وتميّزه بالنسبة إلى اللغة العربية، لذلك شدّد الكثير من العلماء على أهمية هذا الحرف وطريقة نطقه وكتابته الصحيحة.^[2]

ماهي أهم علوم لغة الضاد؟

هنالك العديد من العلوم التي تدرس اللغة العربية وتتعمق فيها وتتشعب منها وتغوص في بحورها ولكن أهم هذه العلوم سندرجها لكم فيما يأتي:^[2]

النحو

هو العلم الذي يتعلق بأصل تكوين الجملة فعلية كانت أو اسمية أو شبه جملة وقواعدها الإعرابية من فعل وفاعل ومفعول به أو مبتدأ وخبر وجار ومجرور ومضاف إليه، حيث يحدد علم النحو أساليب تكوين الجملة ومواضع الكلمات ووظيفتها وما الخصائص التي تكتسبها هذه الكلمة إن وضعت في هذا الموضع وما الحكم اللغوي الذي يمكن أن يطلق عليها وعلى باقي الكلمات في الجملة وهل يمكن تقديمها أو تأخيرها وهل هي معربة أم مبنية وما هي علامة إعرابها أو بنائها.

الصرف

هو العلم الذي يعلمنا كيفية تحويل الكلمة من أصل واحد إلى كلمات أخرى لها نفس الجذر، ويبحث في صورة المفردات وهيئتها ويحدد إن كان فيها إبدال أو إعلال أو إدغام أو إن كانت صحيحة خالية من كل ما قد يدخل عليها من هذه الأمور الثلاث السابقة وكما يدرس بنية الكلمة وما قد يدخل على معناها من تغيير فيما يشتق منها.

البلاغة

هو العلم الذي يدرس الشعر والنثر في اللغة العربية من خلال دراسة خصائص الجملة من جناس وطباق وسجع ومقابلة وتشبيه، ويعنى بدراسة الصور البليغة التي من شأنها أن تضفي على الشعر أو النثر جمالية خاصة.

العروض

هو العلم الذي يدرس البحور الشعرية التي أسسها الفراهيدي بأوزانها المختلفة وما قد يحصل فيها من كسر في الأوزان والقوافي وما هي الجوازات لكل بحر والموسيقى الشعرية التي تضفيها هذه الأوزان على القصيدة الشعرية، وهذا ما يعتبر مقياسًا لمعرفة الرث من الجميل في الشعر ومعرفة القوي من الركيك منه وما لا يصلح إلا لأن يقال عنه كلامًا ضعيفًا مرصوفًا بطريقة موزونة.

شاهد أيضًا: لماذا سميت الهمزة المتطرفة بهذا الاسم

خصائص اللغة العربيّة

تتميز اللغة لعربية بالعديد من الخصال والخصائص التي تجعلها فريدة بين اللغات الأخرى منها:

• كثرة مفرداتها وذلك بسبب القدرة على الاشتقاقات العديدة لكل جذر كلمة من الكلمات العربية.
• إن  طبيعة ومعنى الاشتقاق في اللغة العربية يندرج في أن الكلمة تحمل معاني متشابهةً كثيرةً، ومثال ذلك حروف: “ج ن ن” معنى جذره الستر، ثمّ سُمي الجنين جنيناً وهو مستورٌ في بطن أمّه، ثمّ سمّي المجنون مجنوناً وهو من استتر عقله، منها جاء لفظ الجنّة المستورة عن الأعين البشريّة وسمي الجنُّ جنًّا لأننا لا نستطيع رؤيتهم.
• تحتوي اللغة على الكثير من الكلمات المترادفة التي تختلف في جذرها ولكنها تحمل المعنى ذاته مثل: ذكر الغزال يطلق عليه الايل وشدن ويعفور.
• تحتوي اللغة على ألفاظ مشتركة منها: عين الإنسان وعين الماء وعين الجمل وعين اليقين وغير ذلك.
• إن أساس اللغة هو القواعد والإعراب الصحيح لها فباختلاف حركة واحدة يتغير معنى الجملة، فكُلّ بناءٍ يحمل معنى ومضمون مختلف للجملة.

أهمية اللغة العربية في الإسلام

إن أعظم ما رفع مكانة اللغة العربية هو أن رب العالمين قد اصطفاها من بين سائر اللغات لتكون لغة القرآن الكريم آخر الكتب السماوية كلام الله ومعجزته الخالدة إلى يوم القيامة، فقد امتازت اللغة العربية بقدرتها على البيان الكامل لأي نص مكتوب وإيصال المعنى بكل فصاحة ودقة، وهذا ما أمّن اللغة العربية من الاندثار وضمن لها الخلود ما بقي القرآن أي ما بقيت السموات والأرض وكذلك فإنها لغة أهل الجنة بتحدثون بها ويتسامرون بها في النعيم المقيم، وكما أن اللغة العربية قد انتشرت بانشار الدين الإسلامي في أصقاع الأرض قاطبة وكان لزامًا على المسلمون أن يتعلموها و يستعملوها في شعائرهم و خاصة في صلواتهم و أذكارهم. ^[4]

أهمية اللغة العربية ومكانتها في المحافل الدولية

إن اللغة العربية هي من اللغات الرسمية الستة التي تم الاعتراف بها من قبل المنظمة التابعة للأمم المتحدة، حيث جعلت من يوم 18 من كانون الأول\ديسمبر من كل عام  يومًا عالميًا للاحتفال باللغة العربية، وذلك لما لها من مكانة مرموقة بين اللغات منذ سالف العصور والأزمان، فقد كان زمن العصور الوسطى مليئًا بالأعمال الأدبية والدينية التي كان روادها المفكرين والعلماء والشعراء، ولقد ارتبطت تلك الأعمال باللغة العربية بشكل رئيسي، وقد تضاعفت أهميتها في العصور الإسلامية وخاصة في الدول التي شملها الدين الإسلامي من غير بلاد العرب، فاتخذها العلماء والأدباء والفلاسفة والسياسيين كلغة رسمية لهم، وقد أثرت اللغة العربية في العديد من اللغات الأخرى نظرًا لأهميتها و أشهر تلك اللغات الماليزية والتركية والفارسية بالإضافة إلى بعض اللغات في قارة إفريقيا أشهرها اللغة السواحلية. ^[5]

نطق الضاد في بلاد المسلمين

يختلط نطق الضاد على بعض المسلمين وفقًا للمنطقة التي يعيشون فيها و ذلك نظرًا لصعوبة النطق به حيث أن العراقيون يستبدلون الضاد بالظاء، والمصريون ينطقون الضاد طاءً فصيحة في معظم المناطق وبعض السيدات المصريات يبدلون الضاد بدال مفخمة، وفي نيجيريا يستبدلون الضاد بلام مفخمة، وكذلك ينتشر في بعض المناطق نطق الضاد مختلطًا بالذال أو خروجه قريبًا من نطق حرف الثاء، أو إخراجه كمزيج بين الطاء بالظاء، أو تداخل الدال أو الذال أو الظاء مع حرف الضاد. ^[7]

وبذلك نكون قد وصلنا وإياكم أعزاءنا رواد موقع تصفح إلى نهاية مقالنا لماذا سميت اللغة العربية بلغة الضاد ، نرجو أن نكون قد وُفِّقنا فيما طرحناه بين أيديكم داعين الأجيال الجديدة إلى التمسك باللغة العربية لغة الآباء والأجداد عنوان الترث والحضارة والتجديد والعمل على إعادة رونقها وبهائها كما فعل العلماء العرب فللغة العربية وعلمائنا العرب فضلهم الكبير في الحضارات الأوروبية وغيرها، فكونوا خير خَلَفٍ لخير سَلَف.