لماذا سميت سورة الانسان بهذا الاسم

لماذا سميت سورة الانسان بهذا الاسم هو ما سوف يتحدث عنه هذا المقال، حيث يُعدُّ البحث والتعلم في سور وآيات القرآن الكريم من الأمور الواجبة على المسلم، فهي تفقه في الدين والتفقّه والتعلم في الشريعة الإسلامية أمر واجب كما أفتى علماء المسلمين، وفي هذا المقال سوف نقوم بالحديث عن سورة الإنسان وعن سبب نزول هذه السورة وعن سبب تسمية سورة الإنسان بهذا الاسم، وسنلقي الضوء على فضل سورة الإنسان وعلى مضامين سورة الإنسان.

ما هي سورة الإنسان

إنّ سورة الإنسان هي سورة من سور المفصل، وهي من السور المدنية أي من السور التي نزلت على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بعد الهجرة النبوية المباركة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، وتعدُّ سورة الإنسان السورة السادسة والسبعين في ترتيب سور المصحف الشريف وهي تتألف من 31 آية، وجدير بالقول إنّ هذه السورة بدأت بأسلوب استفهام، قال تعالى في مطلع هذه السورة المباركة: {هَلْ أَتَىٰ عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا} ^[1]وجدير بالقول إنّ هذه السورة نزلت بعد سورة الرحمن، والله تعالى أعلم. ^[2]

شاهد أيضًا: لماذا سميت سورة الليل بهذا الاسم

لماذا سميت سورة الانسان بهذا الاسم

سُمِّيت سورة الإنسان بهذا الاسم بسبب ذكر لفظة الإنسان في مطلع هذه السورة، وتحديدًا في قول الله تعالى في أول آيات هذه السورة المباركة: {هَلْ أَتَىٰ عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا} ^[1]ومعنى الآية الكريمة هي أنّ الإنسان قد جاء بقدرة الله رب العالمين من العدم، فلم يكن في وقت من الأوقات شيئًا مذكورًا حتّى خلقه الله تعالى من العدم، تبارك الله أحسن الخالقين، ولا بدّ من القول إنّ هذه السورة المباركة تُسمّى أيضًا بسورة (هل أتى على الإنسان) وبهذه التسمية وردت في السنة النبوية الشريفة عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ورد عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- ما سيأتي: “أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَقْرَأُ في صَلَاةِ الفَجْرِ يَومَ الجُمُعَةِ: {الم تَنْزِيلُ} السَّجْدَةِ، وَ{هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ}، وَأنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَقْرَأُ في صَلَاةِ الجُمُعَةِ سُورَةَ الجُمُعَةِ، وَالْمُنَافِقِينَ” ^[3]والله تعالى أعلم. ^[2]

شاهد أيضًا: لماذا سميت سورة الروم بهذا الاسم

سبب نزول سورة الإنسان

فضل سورة الإنسان

لم يرد في سنة الحبيب المصطفى -صلى الله عليه وسلم- ما يوضح فضل سورة الإنسان دون غيرها من سور الكتاب، ولكن الوارد هو أنّ النبي محمد -صلّى الله عليه وسلّم- كان يقرأ بهذه السورة في ركعة من ركعتي صلاة الفجر، ورد عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- ما سيأتي: “أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَقْرَأُ في صَلَاةِ الفَجْرِ يَومَ الجُمُعَةِ: {الم تَنْزِيلُ} السَّجْدَةِ، وَ{هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ}، وَأنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَقْرَأُ في صَلَاةِ الجُمُعَةِ سُورَةَ الجُمُعَةِ، وَالْمُنَافِقِينَ”. ^[3]

وجدير بالقول إنّ قراءة سورة الإنسان فيه أجر وثواب عظيم من الله رب العالمين، فقد ثبت في السنة الصحيحة أنّ قراءة حرف واحد من حروف القرآن الكريم فيه حسنة والحسنة بعشر أمثالها والله يضاعف لمن يشاء، ورد عن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال في الحديث الشريف: “من قرأ حرفًا من كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها، لا أقولُ “ألم” حرفٌ، ولكن ألفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ” ^[6]والله أعلى وأعلم. ^[7]

شاهد أيضًا: لماذا سميت سورة عبس بهذا الاسم

مضامين سورة الإنسان

إنّ المقصود بمضامين سورة الإنسان هي الموضوعات التي تطرقت إليها هذه السورة، وفي النقاط الآتية سوف نقوم بالتفصيل في هذه المواضيع كاملة: ^[8]

• تتحدث السورة في البداية عن خلق الإنسان وكيف أنّ الله تعالى خلقه من عدم، وأنّ الإنسان لم يكن شيئًا في هذه الحياة في وقت من الأوقات، وتذكر كيف أنّ الله تعالى هدى الإنسان إلى السبيل وترك له حرية الاختيار بين الكفر والإيمان.
• تذكر السورة مصير الكافرين ومصير المؤمنين، وكيف يؤول حال الكافرين إلى سلاسل وقيود في النار، وكيف يشرب المؤمنون يوم القيامة من كأس ممزوجة بالكافور، ثم تتابع الآية الحديث عن أحوال المؤمنين في الجنات يوم القيامة، ومصير أولئك الذين يطعمون الطعام على حب الله تعالى مسكينًا ويتيمًا وأسيرًا.
• ثم تذكر السورة أنّ الله تعالى خلق الإنسان وحباه العقل ليختار ما يريد، وأن الله تعالى خلق الإنسان وهو غني عنه، وأنه يوم القيامة يدخل من يشاء من الناس في رحمته وأنّه أعد للظالمين عذابًا أليمًا.

الدروس المستفادة من سورة الإنسان

يمكن للمسلم أن يستخلص من هذه السورة الكثير من الدروس والعبر العظيمة، وفيما يأتي سوف نقوم بالحديث عن هذه الدروس كاملة: ^[8]

• الدرس الأول: إنّه يجب على المسلم أن ينفق في سبيل الله رب العالمين بغير حساب، وأن يتمثل قول الله تعالى في سورة الإنسان: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا}. ^[5]
• الدرس الثاني: إنّ من الواجب على المسلم أن يفي بنذره، فالوفاء بالنذر هو صفة من صفات المؤمنين الذين رضي الله عنهم يوم القيامة، قال تعالى في سورة الإنسان: {يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا}. ^[9]
• الدرس الثالث: يجب على المسلم أن يخلص النية لله رب العالمين، فلا يعمل عملًا إلّا وفي نيته الخير منه وأنه يعمل هذا العمل خالصًا لوجه الله رب العالمين، وأنه يقوم به من أجل الحصول على مرضاة الله رب العالمين.
• الدرس الرابع: ينبغي على المسلم أن يكثر من ذكر الله رب العالمين، وأن يملأ ليله ونهاره بذكر الله تعالى، ففي ذكر الله الخير الكثير والأجر والثواب العظيم، قال تعالى في سورة الإنسان: {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا * وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا}. ^[10]

إلى هنا نصل إلى نهاية وختام هذا المقال الذي مررنا فيه بالتفصيل على تعريف سورة الإنسان، ثمّ تحدثنا عن لماذا سميت سورة الانسان بهذا الاسم ومررنا فيه على سبب نزول سورة الإنسان وعلى فضل هذه السورة وتحدثنا عن مقاصد سورة الإنسان وعن الدروس المستفادة من آيات سورة الإنسان.