لماذا سميت سورة يونس بهذا الاسم

لماذا سميت سورة يونس بهذا الاسم من الأسئلة التي يتسائل عنها العديد من المسلمين، وسورة يونس من السور التي تحدثت عن الرسالات الإلهية، والألوهية وصفات الإله، والنبوة وقصص بعض الأنبياء، وموقف المشركين من القرآن، والبعث والمعاد، فالسور المكية تتميز بذكر أصول العقيدة الاسلامية من إثبات وحدانية الله -تعالى- والبعث والحساب، وفي هذا المقال سنعرض نبذة مختصرة عن سورة يونس، وسنوضح بشكل مفصل لماذا سميت سورة يونس بهذا الاسم.

التعريف بسورة يونس

هي أحد السورة المكية  التي نزلت قبل الهجرة، ويبلغ عدد آياتها مائة وتسع آيات، وهي السابعة من السبع الطوال في قول جماعة من العلماء، وترتيبها في المصحف العاشرة، في الجزء الحادي عشر، نزلت بعد سورة الإسراء، بدأت بحروف مقطعة {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ}،^[1] وتقع سورة يونس بين سورة هود وسورة التوبة، وذُكر فيها قصص عدد من الأنبياء، وتتميز السورة بالكلام عن أصول الدين الإسلامي من إثبات التوحيد بالله -تعالى- وعدم الإشراك به سبحانه، وإثبات النبوة والبعث والنشور، والدعوة للإيمان بالرسالات السماوية وخاتمتها القرآن الكريم، وهذه هي  الموضوعات التي تتميز فيها السور المكية عادةً.^[2]

شاهد أيضاً: لماذا سميت سورة النحل بهذا الاسم

لماذا سميت سورة يونس بهذا الاسم

سميت سورة يونس بهذا الاسم؛ لذكرها قصة نبي الله يونس عليه السلام، قال تعالى:{فَلَوْلا كانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَها إِيمانُها إِلاّ قَوْمَ يُونُسَ لَمّا آمَنُوا كَشَفْنا عَنْهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَمَتَّعْناهُمْ إِلى حِينٍ}^[3]، وقصة يونس بدأت  بدعوة يونس -عليه السلام- لقومه إلى التوحيد، لكنهم كذبوه وعاندوه وتمردوا عليه وأصروا على كفرهم، فلما طال ذلك عليه ولم تنفع معهم نصيحة ولا تخويف من العذاب، خرج من بين أظهرهم ووعدهم حلول العذاب بهم بعد ثلاث، ثم ركب في السفنة وكانت الرياح في هذا اليوم شديدة، وأثناء رحلته اشتدة العاصفة، فبدأ الركاب بإلقاء أمتعتهم لتخفيف ثقل السفينة، واقترعوا بينهم بأن يرموا أحدهم من السفينة فوقعت القرعة على نبي الله يونس عليه السلام، فلما ألقوه من السفينة التقمه الحوت بأمر من الله تعالى، ولبث في بطن الحوت يدعو الله -تعالى- حتى أنجاه.^[2]

مناسبتها سورة يونس لما قبلها

تقع سورة يونس بين سورة هود وسورة التوبة، ومناسبتها لما قبلها وهي سورة التوبة ما يأتي:^[2]

• أن سورة التوبة ختمت بأوصاف الرسول -صلى الله عليه وسلم- التي تستدعي الإيمان به، وبدأت سورة يونس بذكر الكتاب الذي أنزل، والنبي الذي أرسل، فأظهرت السورة أن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- هو رسول من عند الله أرسل لتبليغ الرسالة.
• أن أغلب الآيات في سورة يونس بينت أحوال المنافقين وموقفهم من القرآن وتكذيبهم به، وبينت سورة يونس أيضاً أحوال الكفار والمشركين وقولهم في القرآن، فكلا السورتين بينتا شأن الضالين المكذبين بالكتب الإلهية.

شاهد أيضاً: لماذا سميت سورة سبأ بهذا الاسم

موضوعات سورة يونس

اشتملت سورة يونس على العديد من الموضوعات الهامة فيما يأتي أبرزها:^[2]

• إثبات أن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- رسول لتبليغ رسالة الله تعالى.
• إثبات وحدانية الله -تعالى- وقدرته على الخلق، وإثبات البعث والجزاء، وبيان مصير المؤمنين وجزائهم، ومصير الكافرين وسوء عاقبتهم، وإنذار الجاحدين بإهلاك الأمم الظالمة.
• توضيح عقائد المشركين، وموقفهم من القرآن، مع ذكر شبههم والرد عليها، وإثبات أن القرآن كلام الله ومعجزة النبي الخالدة على مر الزمان، وتحدي المشركين بأن بسورة من مثله.
• تبشير أولياء الله في الحياة الدنيا وفي الآخرة، وتمييزهم عن غيرهم.
• الأمر بإظهار السرور والفرح بالإسلام والقرآن.
• ذكرت السورة بعض قصص الأنبياء، كقصة نوح عليه السلام في دعوته لقومه، وقصة موسى عليه السلام مع فرعون، ودعوة موسى لقومه، ونجاة بني إسرائيل، وغرق فرعون في البحر، دعوة يونس عليه السلام لقومه.
• تسلية النبي -صلى الله عليه وسلم- بذكر شيء من قصص الأنبياء.
• ختمت السورة باتباع رسالة القرآن وشريعة الله، لما فيها من خير وصلاح للإنسان.

سبب نزول سورة يونس

إن سبب نزول قوله تعالى: {أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَىٰ رَجُلٍ مِّنْهُمْ أَنْ أَنذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ ۗ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَٰذَا لَسَاحِرٌ مُّبِينٌ}^[4]، أن بعض العرب أنكروا نزول رسول من البشر، فقد أخرج ابن جرير عن ابن عباس قال: “لما بعث الله محمدا رسولا، أنكرت العرب ذلك، أو من أنكر ذلك منهم، فقالوا: الله أعظم من أن يكون رسوله بشرا، فأنزل الله: {أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا الآية}^[4]، وأنزل: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا}^[5]، فلما كرر الله عليهم الحجج قالوا: وإذا كان بشرا فغير محمد كان أحق بالرسالة: {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ}،^[6] يكون أشرف من محمد، يعنون الوليد بن المغيرة من مكة، ومسعود بن عمرو الثقفي من الطائف، فأنزل الله ردا عليهم: {أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ}”.^{[7] [2]}

شاهد أيضاً: لماذا سميت سورة الإسراء بهذا الاسم

مقاصد سورة يونس

بينت سورة يونس العديد من المقاصد الهامة، وفيما يأتيأبرز هذه المقاصد:^[2]

• تقرير أصول العقيدة، من إثبات التوحيد والرسالة والبعث .
• دفع شبه المشركين.
• أخذ العظة والعبرة بما حل بأهل القرون الماضية لما أشركوا وكذبوا الرسل.
• بيان فناء الدنيا وسرعة زوالها.

شاهد أيضاً: لماذا سميت سورة الروم بهذا الاسم

فضل سورة يونس

ورد حديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في فضل سورة يونس وهو: “أعطيتُ مكان التوراة السبعَ، وأعطيتُ مكان الزبور المِئِين، وأعطيتُ مكان الإنجيل المثاني، وفضِّلت بالمفصَّل”،^[8] وسورة يونس من السبع الطوال، والسبع الطوال هم: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، والأنفال، والتوبة، وقد ورد في فضل سورة يونس حديث غير صحيح وهو: “من قرأ يونس أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد من كذب يونس وصدق به وبعدد من غرق مع فرعون، ومن قرأ سورة هود أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد من صدق بنوح وكذب به”،^[9] وهو حديث موضوع ومكذوب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.^[2]

أجبنا في هذا المقال عن سؤال لماذا سميت سورة يونس بهذا الاسم فقد سميت سورة يونس بهذا الاسم لاحتوائها على قصة نبي الله يونس عليه السلام، كما وضحنا سبب نزول الآية الثانية من سورة يونس، ووضحنا مناسبة سورة يونس لما قبلها وهي سورة التوبة، وذكرنا موضوعات سورة يونس ومقاصدها، وبينا فضلها وأنها من السبع الطوال.