ما هو عيد الميلاد المجيد

ما هو عيد الميلاد المجيد، يطلُّ عيدُ الميلادِ المجيدِ برأسهِ على النَّاس مرَّة واحدةً في السَّنة، فتنتشر بقدومهِ نسائمَ التآلف والتآخي في الأرجاء وتعمَّ معهُ مشاعر المحبَّة والسَّعادة قلوب أتباع الدِّيانة المسيحيَّة؛ إذ يحتفلُ المسيحيّون حول العالم في هذا اليوم احتفالاً جمّاً مميَّزاً ممَّا سواهُ من الاحتفالات في المناسبات الأُخرى، وفي هذا المقال سنتعرَّفُ معاً هذا العيدَ من كثبٍ ونتعرَّفُ أهمَّ طقوسهِ ورموزهِ ونفصِّلُ فيها وفي دلالاتها، وسوف يتم إدراج معلومات عن عيد الميلاد المجيد، ومعنى الكريسماس في الإسلام، إضافة إلى معرفة كيف يحتفل العالم في 25 ديسمبر بيوم ميلاد المسيح وما إلى هنالك.

ما هو عيد الميلاد المجيد

يعدُّ عيدُ الميلادِ المجيدِ من الأعياد المقدَّسة شديدة الخصوصيَّة عند المسيحيين؛ فهوَ ثاني أهمّ الأعياد عندهم بعد عيد القيامة، ويوافق هذا العيد -بحسب اعتقاد المسيحيَّة- ذكرى ميلاد السَّيِّد المسيح عليه السَّلام.
أمَّا عن موعد الاحتفال في هذا العيد فإنَّهُ منقسمٌ على النَّحو الآتي:^[1]

• عند الطَّوائف المسيحيَّة الغربيَّة: يبدأ الاحتفال بهذا العيد من ليلة اليوم الرَّابع والعشرين حتَّى نهار اليوم الخامس والعشرين من شهر سبتمبر/ كانون الأوَّل من كلِّ عامٍ.
• وعند الطَّوائف المسيحيَّة الشَّرقيَّة: يبدأ الاحتفال بهذا العيد عشية اليوم السَّادس حتَّى نهار اليوم السَّابع من شهر يناير/ كانون الثَّاني من كلِّ عامٍ.

ما هي طقوس الاحتفال بعيد الميلاد المجيد

ولأنَّ المسيحيين حول العالم ينتظرون عيدِ الميلادِ المجيدِ على أحرٍّ من الجمرِ؛ فإنَّهم يخصِّصون كثيراً من الطُّقوس المناسبة للاحتفال بهذا اليوم والاحتفاء بهِ، وضمن هذهِ الفِقْرة سنعرضُ لكم أهمَّ هذهِ الطُّقوس:^[1]

• زينة الميلاد: جرتْ العادةُ في عيد الميلاد المجيد أن يقومَ النَّاسُ بتزيين الشَّوارع والكنائس والسَّاحات العامَّة والبيوت بزينة الميلاد الَّتي تشتمل على الألوان والإضاءات الزَّاهية والبهيَّة.
• التَّردُّد إلى الكنائس: للاحتفال بهذا العيد والاستماع إلى موسيقا الميلاد والتَّرانيم المخصَّصة لهُ؛ مثل: ترنيمة نور الأمم، وترنيمة ليلة عيد… وغيرها من التَّرانيم الَّتي صار سماعُها مقترناً بعيد الميلاد المجيد.
• شجرة الميلاد: وهي عادةٌ قديمةٌ تقومُ على نصب النَّاس للأشجار -ولا سيَّما شجرة السَّرو أو الصَّنوبر بأنواعها المختلفة- وتزيينها بالأضواء والنُّجوم والطَّابات وغيرها من الرُّموز الدَّالَّة على هذا اليوم المميَّز.
• طعام الميلاد: حيث إنَّ العشاء ليلة الميلاد أو الغداء في يومهِ يعدُّ جزءاً رئيساً وطقساً خصوصيّاً من أجزاء وطقوس عيد الميلاد المجيد الَّتي يحرص المسيحيّون على إقامتها والاستمتاع بها.
• بطاقات المعايدة: وكذلك يُرسلُ المسحيّون إلى بعضهم بعضاً بطاقات التَّهنئة والمعايدة المنمَّقة؛ احتفالاً بهذا العيد وتوطيداً لأواصر التآلف والتآخي فيما بينهم.
• تبادل الهدايا: وغالباً ما يكون هذا التَّبادل عن طريق (بابا نويل) الَّذي يعدُّ من أبرز رموز عيد الميلاد المجيد.

رموز مرتبطة بعيد الميلاد المجيد

ودائماً ما يرافق عيدِ الميلادِ المجيدِ بعض الرُّموز والدِّلالات المتعدِّدة، ولعلَّ أبرزها ما يأتي:^[1]

• المغارة: وهي رمزٌ مستمدٌّ من نبوءة أشعياء حول السَّيِّد المسيح.
• الشَّجرة: وللشَّجرة قيمةٌ رمزيَّةٌ كبيرةٌ عند المسيحيين؛ لأنَّها ترمزُ إلى شجرة الحياة الأبديَّة مع السَّيِّد المسيح.
• النَّجمة: توضعُ دائماً على رأس شجرة الميلاد وعلى سطوح الأبنية والمنازل؛ لأنَّها ترمز إلى النَّجمة الَّتي قادت الرُّعاة إلى المكان الَّذي وُلِدَ فيهِ السَّيِّد المسيح.
• الإكليل: وهو رمزٌ يذكِّر بحبِّ الله غير المحدود، وبالسَّبب الحقيقيّ لولادة السَّيِّد المسيح عليه السَّلام.
• الرَّبطة: وهي الرَّبطة الَّتي تُربطُ بها هدايا عيد الميلاد المجيد، وهي ترمزُ إلى رابطة الأخوَّة الَّتي تجمع أتباع الدِّيانة المسيحيَّة حول العالم.
• العكَّازة: ترمزُ إلى العصا الَّتي يحملها الرَّاعي.
• الأجراس: وهي رمزٌ إلى السَّعادة والسُّرور بمناسبة قدوم هذا العيد.
• الشُّموع: ترمزُ إلى نور السَّيِّد المسيح عليهِ السَّلام.
• اللَّونان الأخضر والأحمر: اللَّون الأحمر يرمزُ إلى تضحية السَّيِّد المسيح بدمائهِ ونفسهِ من أجل أن يحصل البشر على الحياة الكريمة، واللَّون الأخضر يرمز إلى الشَّباب والأمل والصَّلوات المرفوعة إلى السَّماء.
• بابا نويل: وهو رمزٌ لشخصيَّة القدِّيس نيقولاس أسقف ميرا الَّذي لُقِّب بصانع المعجزات، لفرط الخير والإحسان والصَّداقات الَّتي كانت تجري على يديهِ للنَّاس.

شجرة عيد الميلاد المجيد

ولا يخفى على أحدٍ أنَّ شجرة عيد الميلاد هي من أكثر مظاهر هذا العيد انتشاراً، وغالباً ما تكونُ هذهِ الشَّجرة خضراء من نوع الصَّنوبر أو السَّرو، وتوضعُ داخل المنازل وتُزيَّنُ بالأضواء والطَّابات والنُّجوم والعكاكيز والأكاليل الصَّغيرة وغيرها من الرُّموز الدَّالَّة على عيد الميلاد، وشجرةُ الميلاد هذهِ من العادات السَّابقة للدِّيانة المسيحيَّة؛ فهي مرتبطةٌ بالوثنيَّة وعاداتها في إكرام الشَّجرة وعبادتها وما إلى ذلك، وأوَّل ظهور لهذهِ العادة كان في ألمانيا في فترة القرون الوسطى تحديداً، ولم تحبِّذ الكنيسةُ آنذاك هذه العادة، إلَّا أنَّها مع مرور الزَّمن وبداية القرن الخامس عشر وانتقال هذه العادة إلى فرنسا تقبَّلتها وحوَّلت رموزها الوثنيَّة إلى رموز مسيحيَّة وألغت بعض الطُّقوس الَّتي كانت تُرافق عبادة الشَّجرة قبل الدِّيانة المسيحيَّة، وصارت الشَّجرة رمزاً للحياة الأبديَّة مع السَّيِّد المسيح.

معنى الكريسماس في الإسلام

إن كلمة كريسماس تشير إلى ميلاد المسيح عليه الصلاة والسلام، حيث تكتب بالإنجليزية Christmas وهي من الكلمات التي يتمُّ ترديدها كعبارة تهنئة بمناسبة عيد الميلاد المجيد أو عيد الكريسماس ويقال Merry Christmas، وفي الحديث عن معنى كلمة كريسماس لا بدَّ من الإشارة إلى أنَّ هذه الكلمة تتألف من عدة مقاطع، حيث أنَّ كلمة Christmas تتألف من مقطعين هما: Christ والتي تعني المخلِِّص وهو يسوع المسيح عليه الصلاة والسلام في اللغة الإنجليزية، والمقطع الثاني هو كلمة mas، وهي كلمة مشتقة من كلمة فرعونية قديمة تعني ميلاد أو مولد، وهي مستخدمة في كلمة رمسيس، وأصلها “را – مسيس” وتعني ابن راع، حسب العديد من الروايات.

مقالات قد تهمك

بهذا نكونُ قد وصلنا إلى ختام مقالنا ما هو عيد الميلاد المجيد، وقد سلَّطنا لكم الضَّوء من خلال سطور هذا المقال وفِقْراتهِ على معنى عيد الميلاد المجيد وتاريخهِ الدَّقيقين، وعلى أهمِّ الطُّقوس الَّتي يُمارسها المسيحيّون حول العالم في هذا اليوم، وعلى رموز هذا العيد ودلالاته المنتشرة، وفصلَّنا في أصل شجرة الميلاد وقصَّتها، وعرفنا من خلال تلك الفقرات ماذا يفعل المسيحيون في عيد الميلاد، وما هي قصة عيد الميلاد وغير ذلك من المعلومات.