ما هي حروف الادغام

ما هي حروف الادغام، يحار طلاب العلم الشرعي والساعين في مشروع حفظ القرآن الكريم ومن يحاول أن يقرأ القرآن الكريم ويتلوه بطريقة صحيحة، فيبحثون عن أحكام التجويد التي من شأنها أن تعلمهم كيفية النطق الصحيح للمخارج والصفات وكيفية تطبيق أحكام النون والميم ومقادير المدود وغيرها من الأسس والأحكام الضرورية لتقويم نطقنا لكلام الله عز وجل، واختار لكم موقع تصفح في هذا المقال حكم الإدغام ليشمله بكل ما يخصه من تفاصيل تنفعكم بإذن الله.

أحكام النون الساكنة والتنوين

تعرف النون الساكنة بأنها نون مخرجها طرف اللسان مع ما يحاذيه من فوق أصول الثنايا العليا باشتراك الخيشوم وبما أنها ساكنة فهي لا حركة لها وتوجد في الاسماء والأفعال والحروف ويمكن أن تقع في وسط الكلمة أو آخرها وهي ثابتة وصلًا ووقفًا، لفظًا وخطًّا، أما التنوين فهي نون ساكنة زائدة عن بنية الكلمة تكون في آخر الأسماء النكرة وغير الممنوعة من الصرف وهي ثابتة وصلًا لا وقفًا، لفظًا لا خطًّا أي تُنطق ولا تُكتَب ^[1]، وللنون الساكنة والتنوين أربعة أحكام:

الإظهار

لغة هو البيان والإيضاح، أمّا اصطلاحًا فهي إخراج النون الساكنة أو التنوين من مخرجها من غير زيادة في الغنة ولا يمكن أن نقول من غير غنة لأن الغنة ترافق النون والميم في جميع حالاتها متحركة وساكنة مظهرة أو مدغمة أو مخفاة وإن غنة الإظهار تأتي في المرتبة قبل الأخيرة وبعده المتحركة، وتتلخص حروف الإظهار في أوائل هذه الكلمات في الجملة التالية: أخي هاك علمًا حازه غير خاسر أي (ء – ه – ع – ح – غ – خ) ويمكن أن يأتي الإظهار في كلمة أو كلمتين، وسبب إظهار النون والتنوين عند هذه الأحرف هو بُعد مخرج النون الساكنة أو التنوين عن هذه الأحرف الحلقية، فالنون والتنوين مخرجها من طرف اللسان وحروف الإظهار الستة جميعها تخرج من الحلق، ومراتبه ثلاث: أعلاها عند الهمز والهاء، وأوسطها عند العين والحاء، وأدناها عند الغين والخاء، مثال: قَومٍ هَاد – أَنعَمْتَ. ^[2]

الإقلاب

لغة تحويل الشيء من حال إلى حال آخر يختلف عنه ، اصطلاحًا: هو قلب النون الساكنة أو التنوين ميمًا خالصة ساكنة عند الباء مع مراعاة الغنة بمقدار حركتين والإخفاء الشفوي لأنه عند تحويل النون الساكنة أو التنوين إلى ميم ساكنة في المرحلة الأولى فإنه سيجتمع ميم ساكنة وبعدها باء وبالتالي نصادف حالة إخفاء شفوي وذلك في كلمة واحدة أو كلمتين، والميم تشارك الباء في المخرج والنون في الغنة، مثال: (أنْ بُورك– منًّا بعد). ^[3]

الإخفاء

لغة الستر، اصطلاحًا: هو النطق بالحرفين بصفة بين الإظهار والإدغام عارٍ عن التّشديد مع بقاء غنة الحرف الأول وذلك عند اجتماع نون ساكنة أو تنوين وبعدها أي حرف من حروف الإخفاء الخمسة عشر وجب إخفاء النون الساكنة مع بقاء غنة فيها ومن غير تشديد للحرف التالي وذلك لتوسط المسافة بين النون الساكنة والتنوين مع حرف الإخفاء فليست بالقريبة منها كما أحرف الإدغام فتشدد وليست بالبعيدة عنها كما حروف الإظهار فتتحرر من غنة الحركتين  لذلك أعطي حكمًا متوسطًا بين الإظهار والإدغام، والغنة في الإخفاء تسبق حرف الإخفاء أما في الإدغام فإن الغنة تصاحب المدغم فيه، مثال:  أنْصَار – عنْ صلاتهم.^[4]

الإدغام

لغة إدخال الشيء بالشيء ، اصطلاحًا: هو إدخال النون الساكنة أو التنوين في حرف من حروف الإدغام بحيث تصيران حرفًا واحدًا مشددًا من جنس الثاني يرتفع اللسان بهما ارتفاعة واحدة وهو بوزن حرفين، وحروفه ستة مجموعة في كلمة “يرملون” وهي الياء والراء والميم واللام والواو والنون. فإذا وقع حرف من هذه الأحرف الستة بعد النون الساكنة بشرط أن تكون النون آخر الكلمة وأحد هذه الأحرف أول الثانية. أو بعد التنوين ولا يكون إلا من كلمتين وجب إدغمها وتسمى النون الساكنة والتنوين مدغَماً ويسمى أحد حروف (يرملون) مدغماً فيه، ويقسم الإدغام إلى قسمين إدغام بغنة وإدغام من غير غنة، وفي الفقرات اللاحقة تفصيلًا لذلك. ^[5]

شاهد أيضًا: ما هي حروف الإخفاء الحقيقي

ما هي حروف الادغام

وكما بينا سابقًا فإن الإدغام هو إدخال النون الساكنة أو التنوين بحرف من حروف الإدغام التي تجتمع في كلمة “يرملون” أي (ي – ر – م – ل – و – ن) وقسم منه بغنة (ينمو) وقسم بغير غنة ( اللام والراء) إذا تم تقسيمهم من حيث الغنة، أما إذا تم تقسيمهم من حيث كمال الإدغام ونقصانه فإن الكلام هنا يختلف قليلًا فهناك قاعدة تقول إذا سقط المدغم في المدغم فيه ذاتا ﻻ صفة فهو ناقص ويكون مع حرفي (و.ي) حيث تبقى صفة الغنة، أما إن ذهب ذاتا وصفة فهو كامل ويكون مع أحرف (ن.م.ر.ل)، وقد اجتهد علماء التجويد في وضع أحكام التجويد في أبيات شعرية ليسهل على طلاب هذا العلم حفظها بشكل منظم ومن القصائد التي تضمنت أبياتها تفصيلًا لأحرف الإدغام بقسميه هي قصيدة تحفة الأطفال: ^[6]

 والثّاني إدغام بستّة أتت … في يرملون عندهم قد ثبتت

لكنّها قسمان قسم يدغما … فيه بغنّة بينمو علما

والثّان: إدغام بغير غنّه … في اللّام والرّاء ثمّ كرّرنّه

وتدغم النون الساكنة والتنوين بما بعدها بسبب التماثل أو التجانس أو التقارب، ويقسم الإدغام إلى نوعين:

حروف الإدغام بغنة

إن الإدغام بغنّة وهو إدغام بغنة كاملة مع النون والميم، وإدغام بغنة ناقصة مع الواو والياء وحروفه مجموعة بكلمة (ينمو) وتعطى الغنة بمقدار حركتين ويسمى الإدغام ناقص بغنة لذهاب الحرف أي النون والتنوين وبقاء الصفة وهي الغنة، مثال: شيئاً مَّذكوراً – مِنْ نَّاصرين – مَنْ يَّعْمل – جوعٍ وَّآمنهم.

أمثلة على حروف الإدغام بغنة ومن دون غنة

أمثلة على حروف الإدغام بغنة

• الياء: قال تعالى: “وَمَن يَعْمَلْ مِنَ ٱلصَّٰلِحَٰتِ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَٰٓئِكَ يَدْخُلُونَ ٱلْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا” ^[]
• النون: قال تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِم مِّلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَىٰ بِهِ ۗ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ” ^[]
• الميم: قال تعالى: “وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ۚ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۚ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ” ^[]
• الواو: قال تعالى: “وَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا ۚ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ” ^[13]
• وبعد نون التوكيد الخفيفة: في قوله تعالى: “قَالَتْ فَذَٰلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ ۖ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ ۖ وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِّنَ الصَّاغِرِينَ” ^[14]

أمثلة على حروف الإدغام بغير غنة

• اللام: قال تعالى: “وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ ۗ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَٰكِن لَّا يَعْلَمُونَ” ^[15]
• الراء: قال تعالى: “لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ ۖ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ ۖ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ ۚ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ” ^[16]

مجموعة من قواعد الإدغام

هناك بعض التنبيهات والقواعد التي تخص حكم الإدغام دون سواه والتي ينبغي على القارئ تطبيقها عند تلاوته للقرآن الكريم ومن هذه التنبيهات: ^[12]

• يجب الانتباه إلى عدم إدغام النون الساكنة في أي حرف من حروف الإدغام عند التقائهما في كلمة واحدة من أجل الحفاظ على لفظ الكلمة ومعناها.
• إن أحكام التنوين هي ذاتها أحكام النون الساكنة، لأن التنوين بتعريفها نون ساكنة زائدة في آخر الأسماء النكرة والغير ممنوعة من الصرف وليست ميمًا.
• إن الغنة هي صوت رخيم يخرج من الخيشوم لا عمل للسان به ومقدارها في الإدغام حركتين.
• العلامة الخاصة بالإدغام الكامل في القرآن الكريم هي تعرية النون الساكنة من الحركة، مع تشديد الحرف الذي يليه، أما في التنوين فبوضع حركتي التنوين متتابعتين كما في الإخفاء والإقلاب لا متوازيتين كما في الإظهار.
• أما العلامة الخاصة في الإدغام الناقص فهي تعرية الحرفين من الحركة، بينما يكون التنوين متتابعاً.
• يعتبر إدغام الميم الساكنة تابعًا للإدغام الكامل لذهاب ذاتالحرف و صفته.

وبذلك نكون قد وصلنا معكم أعزاءنا رواد موقع تصفح الكرام إلى نهاية مقالنا ما هي حروف الادغام، تناولنا فيه العديد من الأمور الهامة التي تخص الإدغام ابتداء من كونه حكمًا يندرج تحت أحكام النون الساكنة والتنوين مرورًا بأنواعه وانتهاء بحالاته الشاذة وقواعده، راجين لكم التوفيق والقبول.