ما هي كفارة الزنا في رمضان للمتزوج وقبل الزواج

ما هي كفارة الزنا في رمضان للمتزوج وقبل الزواج، حيث إنّ الله تعالى قد حذّر بشكل شديد من جميع أنواع الفواحش ولكن ليست كل الفواحش على مرتبة واحدة من الذنب، لهذا فإنّ هذا المقال سيتوقف مع معلومات هامة عن مسألة الزنا في رمضان وهل تختلف عن غير أوقات وما الدليل على ذلك، وما هو حكم الزنا في رمضان وغيره من المعلومات الأخرى التي لا يسع المسلم جهلها.

كفارة الزنا في رمضان

إنّ كفارة الزنا في رمضان تختلف فيما إذا كان الزنا في نهار رمضان أي أفسد الصائم صومه أم لا، فأمّا لو كان في النهار فكفارتها هي عتق رقبة أو صيام شهرين متتابعين أو إطعام ستين مسكيًا وحدّ إفساد الصوم والجماع في رمضان هو نفس حدّ الظهار الوارد في قول الله تعالى: {وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ۚ ذَٰلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ * فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ۖ فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ۚ ذَٰلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ۚ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ۗ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ}.^[1]كما أنّ على الزاني أن يتوب إلى الله سبحانه وتعالى توبة نصوحًا وأن يستغفر الله العظيم ويعقد العزم على ألا يعود لمثل ذلك أبدًا، وليؤمن أنّ الله كما هو غفور رحيم فإنّه شديد العقاب، والله أعلم بكل أمر.^[2]

شاهد أيضًا: اهم المعلومات حول كفارة القتل الخطأ في حوادث السيارات

كفارة الزنا للمتزوج في رمضان

إنّ مَن ارتكب فاحشة الزنا فإنّه يكون قد انتهك حرمة الشهر الفضيل أي حرمة شهر رمضان المبارك، ولا بدّ للمسلم أن يكون عالمًا مراعيًا لحرمة هذا الشهر الفضيل، والزنا هو فاحشة وكبيرة ولكن من رحمة الله سبحانه أن جعل باب التوبة لعباده مفتوح، فقال سبحانه وتعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ}،^[3] وكفارته التوبة النصوح إلى الله تعالى ويجب الحدّ في حال رُفع الأمر إلى السلطان وكان هناك بينة واضحة أو أقر بنفسه، والأفضل للمسلم أن يستتر في ذلك ويعود تائبًا إلى الله العظيم، كما يجب التنبه إلى أنّه لو كان الزنا في نهار رمضان فتلزمه الكفارة والقضاء.^[4]

كفارة الزنا قبل الزواج في رمضان

إنّ الزنا فاحشة عظيمة حذر منها الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم حين قال فيما روي عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- أنّه قال: “لَا يَزْنِي العَبْدُ حِينَ يَزْنِي وَهو مُؤْمِنٌ، وَلَا يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهو مُؤْمِنٌ، وَلَا يَشْرَبُ حِينَ يَشْرَبُ وَهو مُؤْمِنٌ، وَلَا يَقْتُلُ وَهو مُؤْمِنٌ. قالَ عِكْرِمَةُ: قُلتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: كيفَ يُنْزَعُ الإيمَانُ منه؟ قالَ: هَكَذَا؛ وَشَبَّكَ بيْنَ أَصَابِعِهِ، ثُمَّ أَخْرَجَهَا، فإنْ تَابَ عَادَ إِلَيْهِ هَكَذَا، وَشَبَّكَ بيْنَ أَصَابِعِهِ”.^[5]والأصل في كفارو الزنا لغير المتزوج إن رُفعت إلى السلطان أن يُجلد فيها في حال أقرّ أو كانت هناك بينة، أمّا الأفضل هو الستر والتوبة إلى الله تعالى، كما يجب التنبه إلى أنّه لو كان الزنا في نهار رمضان فتلزم الكفارة والقضاء.^[4]

شاهد أيضًا: طريقة إخراج كفارة العاجز عن الصيام في رمضان

حكم الزنا في رمضان بعد الإفطار

إنّ الزنا في أي وقت وفي أي ساعة وفي أي لحظة لا يختلف حكمه وهو أمر عظيم عند الله سبحانه وتعالى، ويجب على المسلم أن يتوب منه إلى الله سبحانه وتعالى توبة نصوحًا، فقد بيّن الله خطر الزنا في كتابه الكريم حين قال: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ * الزَّانِي لَا يَنكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ ۚ وَحُرِّمَ ذَٰلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ}،^[6] ويتعين على المُسلم أن يُعظم حرمات الله ولا يتجاوز حدوده مع الله سبحانه وتعالى، والله أعلم بكل أمر.^[4]

الزنا في رمضان بالليل

إنّ الزنا فاحشة عظيمة وخطيئة كبيرة لا بدّ للمسلم من التنبه إلى عظيم فحشها ومنكرها ويا خسارة مَن ارتكب مثل هذه الفاحشة العظيمة في شهر رمضان المبارك، اشهر الذي تتسابق الملائكة فيه لأن يسعوا في أعمال العبد الصالحة إلى الله، وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّ الزاني لا يرتكب فاحشة الزنا وهو مؤمن، والزنا في رمضان يعظم إثمه وتكبر خطيئته لأنّه شهر التوبة والعتق من النار، وقد ذكر الدواني في ذلك: ” وإنما خص رمضان بالذكر وإن شاركه غيره في هذا، لأن المعصية فيه أشد، إذ المعاصي تغلظ بالزمان والمكان، فمن عصى الله في الحرم أعظم حرمة ممن عصاه خارجا عنه، ومن عصاه في مكة أعظم حرمة ممن عصاه في خارجها”.^[7]

شاهد أيضًا: هل يجوز الصيام بعد ممارسة العادة للبنات وما تأثير العادة السرية على العبادات

ما حكم الزنا بالهاتف في رمضان

إنّ الزنا بالهاتف في رمضان حرام في الإسلام ولكنّه لا يوجد الحد وهو الجلد أو الرجم حتى الموت وذلك لأنّه يدخل في باب الزنا المجازي وليس الزنا الحقيقي، وقد روي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “كُتِبَ علَى ابْنِ آدَمَ نَصِيبُهُ مِنَ الزِّنَا، مُدْرِكٌ ذلكَ لا مَحَالَةَ، فَالْعَيْنَانِ زِنَاهُما النَّظَرُ، وَالأُذُنَانِ زِنَاهُما الاسْتِمَاعُ، وَاللِّسَانُ زِنَاهُ الكَلَامُ، وَالْيَدُ زِنَاهَا البَطْشُ، وَالرِّجْلُ زِنَاهَا الخُطَا، وَالْقَلْبُ يَهْوَى وَيَتَمَنَّى، وَيُصَدِّقُ ذلكَ الفَرْجُ وَيُكَذِّبُهُ”.^[8]والأصل أن يتوب المُسلم من هذا الذنب العظيم فلا يستهين به لأنّه مقدمة للزنا الحقيقي، وعليه أن يعلم أنّ الله سبحانه وتعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، والله يغفر الذنب لعباده ويتوب عن الكثير.^[9]

هل يغفر الله ذنب الزنا في رمضان