مستحقات الزوجة بعد الطلاق ، حقوق المرأة بعد الطلاق في الإسلام

مستحقات الزوجة بعد الطلاق ، حقوق المرأة بعد الطلاق في الإسلام
مستحقات الزوجة بعد الطلاق

مستحقات الزوجة بعد الطلاق ، حقوق المرأة بعد الطلاق في الإسلام من المعلومات التي يجهلها كثير من المسلمين، إذ توجد كثير من المعلومات والتفاصيل المتعلقة بالطلاق في الإسلام، حيث توجد أحكام متعلقة بمرحلة ما قبل الطلاق وأحكام تتعلق بما بعد الطلاق، وذلك من أجل تنظيم العلاقة بين الزوجين ومن أجل المحافظة على حقوق كل منهما، وسوف نقدم في هذا المقال معلومات عن الطلاق ومشروعيته في الإسلام، إضافة إلى التعرف على حقوق المرأة المطلقة في الإسلام وعلى مستحقات المرأة بعد الطلاق وغيرها من الأحكام المتعلقة بالطلاق والنفقة.

تعريف الطلاق ومشروعيته في الإسلام

يعرف الطلاق في الإسلام بأنه انفصال الزوجين عن بعضهما البعض، وقد عرَّف الفقهاء من أهل العلم الطلاق في الشرع بأنه حلُّ عقد الزواج أو النكاح سواء كان هذا الحلُّ بلفظ صريح أوباستخدام كناية مع وجود نية الطلاق لدى الزوج، ومن ألفاظ الطلاق الصريحة: الطلاق والفراق والسراح، ومن ألفاظ الكناية: لا علاقة لي بك، عودي إلى بيت أبيكِ وغيرها من العبارات، فإذا نوى الشخص الطلاق مع تلك العبارات، فإنَّ الطلاق يقع دون شك، وقد شرع الله تعالى الطلاق وأباحه كوسيلة علاج للمشاكل التي تقع بين الزوج والزوجة، وذلك حين لا تعود تنفع أية حلول أخرى معها، وقد وردت أحكام كثيرة للطلاق في الإسلام، إذ توجد لكل طلقة من الطلقات الثلاث المتفرقة الجائزة للرجل عدة محددة وأحكام مخصصة، وقد وردت مشروعية الطلاق في القرآن الكريم وفي السنة النبوية، فقد قال تعالى في كتابه العزيز: “الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ ۖ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ۗ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَن يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا ۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ”،[1] وفي الحديث الصحيح عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ما أَحَلَّ اللهُ شيئًا أَبغضَ إليه مِن الطَّلاقِ”،[2] كما أجمع الفقهاء على مشروعية الطلاق وإباحته بشكل عام رغم اختلاف ذلك حسب ظروف كل حالة، فقد يكون أحيانًا واجبًا أو مستحبًا أو مباحًا أو مكروهًا أو محرمًا.[3]

شاهد أيضًا: نصيحة للزوجة التي تطلب الطلاق ، متى يجوز للمرأة أن تطلب الطلاق

مستحقات الزوجة بعد الطلاق

تختلف مستحقات المرأة بعد الطلاق حسب الحالة التي هي عليها وحسب نوع الطلاق الذي وقع عليها، إذ أنَّ الطلاق الرجعي يختلف عن طلاق البائن بينونة كبرى وعن طلاق الضرر التي تطلبه الزوجة أو عن طلاق الخلع، وفيما يأتي سيتمُّ إدراج أهم المستحقات التي يمكن أن تحصل عليها الزوجة بعد الطلاق الرجعي وطلاق البائن بينونة كبرى:

مستحقات المطلقة بعد الطلاق الرجعي

يشير الطلاق الرجعي إلى الطلاق الذي يجوزفيه للزوج إرجاع الزوجة إليه من دون عقد جديد ومن دون مهر ومن دون موافقة الزوجة أو حتى إذنها، وتوجد العديد من المستحقات المفروضة للزوجة في هذه الحالة، والتي يجب على الزوج توفيرها لها دون إنقاص أو مضايقة، وفيما يأتي سيتم إدراج أهم مستحقات المرأة المطلقة طلاق رجعي في الإسلام:[4]

  • الحصول على النفقة كاملة لها وتأمين نفقة الملبس كاملة أيضًا وغير ذلك من النفقات التي تحتاج إليها المرأة طالما أن عدتها لم تنقضِ بعد وطالما أنها ما تزال في المنزل.
  • يحق للمرأة في الطلاق الرجعي أن تحصل على مستحقات السكن حيث أن تأمين السكن واجب على الزوج، ولذلك يجب أن تبقى المرأة في بيت زوجها ولا يحق لزوجها ولا لأي شخص أن يخرجها منه، وقد ورد في الموسوع الفقهية حول هذا الشأن: “أوجب الشارع على المعتدة أن تعتد في المنزل الذي يضاف إليها بالسكن حال وقوع الفرقة أو الموت، والبيت المضاف إليها في قوله تعالى: “لا تخرجوهن من بيوتهنَّ”، هو البيت الذي تسكنه، ولا يجوز للزوج ولا لغيره إخراج المعتدة من مسكنها”.
  • من مستحقات الزوجة في الطلاق الرجعي أن ترث زوجها وهذا قبل انقضاء عدتها، كما يحق له هو أن يرث زوجته في هذه الفترة.
  • إذا انتهت عدة المرأة في الطلاق الرجعي وهي ثلاث حيضات، لا يجوز للرجل أن يرجعها إلى عصمته إلا من بعقد جديد ومهر جديد وإذن ولي الأمر وحضور الشهود لأنها تطلق منه طلاق بينونة صغرى.
  • إذا لم يرجع الزوجة إليه بعد انتهاء عدَّتها يجب عليه أن يعطيها المهر كاملًا، بما في ذلك المقدم والمؤخر.

شاهد أيضًا: لماذا سميت سورة الطلاق بهذا الاسم

مستحقات المرأة بعد الطلاق البائن بينونة كبرى

يختلف مفهوم طلاق البائن بينونة كبرى عن الطلاق الرجعي وعن طلاق البائن بينونة صغرى في الإسلام ، حيث أن الطلاق الرجعي هو الطلاق الذي يمكن للرجل فيه أن يعيد زوجته إليه من دون عقد جديد ومن دون مهر جديد ومن دون إذن الزوجة، أما الطلاق البائن بينونة صغرى فهو الطلاق الذي يحتاج فيه الزوج حتى يعيد زوجته إلى عصمته إلى عقد جديد ومهر جديد وإذن ولي الأمر وحضور الشهود، أما طلاق البائن بينونة كبرى فهو الذي لا يمكن للزوج أن يعيد زوجته إليه إلا بعد أن تتزوج من زوج آخر، فإذا ما وقع الطلاق عليها من زوجها الجديد من دون اتفاق مسبق عند ذلك يمكن لزوجها الأول أن يعيدها الى عصمته، وفيما يأتي سيتم ذكر مستحقات المطلقة طلاق بائن بينونة كبرى في الإسلام:[5]

  • تحصل المرأة المطلقة طلاق بائن بينونة كبرى على مهرها بشكل كامل بما فيه المقدم والمؤخر، وإذا كانت قد أخذت المقدم، فإنَّها تأخذ المؤخر أيضًا.
  • إذا كانت المرأة حاملًا  يحقُّ لها الحصول على النفقه والسكن، وذلك بإجماع الفقهاء في الإسلام، ويحق لها أيضًا أن ترجع إلى بيت الزوجية، وأن تحصل على النفقة حتى تضع الحمل.
  • إذا لم تكن المرأة حاملًا لا تحصل على النفقة ولا على مسكن، ولا يجب على الزوج أن يعيدها إلى مسكنها وهذا ما ذهب إليه معظم الفقهاء من أهل العلم، وقد أشار السعدي في تفسيره إلى ذلك قائلًا: “وهذا في المعتدة الرجعية، وأما البائن فليس لها سكنى واجبة لأن السكن تبع للنفقة، والنفقة تجب للرجعية دون البائن”.

هل الشقة من حق الزوجة بعد الطلاق

إنَّ الشقة إذا كانت ملك للمرأة أو كان الرجل قد وهبها إياها فإنَّها تبقى لها طبعًا لأنها ملك لها ولا يجوز لأي شخص حتى لو كان زوجها أن يأخذها منها، ولكن إذا كانت الشقة للزوج ووقع الطلاق، فإنَّ المرأة إذا كانت مطلقة طلاقَا رجعيًا تبقى في المنزل حتى تنتهي عدتها، لأنه في هذه الفترة يمكن للزوج أن يرجعها دون عقد ودون مهر ودون إذنها، ولكن إذا انتهت عدتها تخرج من المنزل لأنها أصبحت مطلقة طلاق بينونة صغرى، ويحتاج الرجل إلى عقد جديد ومهر جديد حتى يعيدها إلى عصمته، وأمَّا إذا تطلقت طلاق بينونة كبرى، فإنَّها تبقى في المنزل إذا كانت حاملًا، ويجوز لها أن تبقى في المنزل حتى تضع حملها وتحصل مع ذلك على النفقة كاملة، كما أنَّ الزوجة إذا كان لديها أبناء من زوجها يمكن أن تحصل من الزوج على مسكن خاص، سواء تمليك أو أن تستأجر شقة على حساب الزوج، لأنَّ نفقات السكن من الحقوق التي يجب أن تحصل عليها الزوجة المطلقة وأبناؤها.

شاهد أيضًا: الطلاق في المنام بشارة خير

حقوق الزوجة بعد الطلاق الغيابي

إنَّ الطلاق الغيابي هو الطلاق الذي يتمُّ دون علم المرأة ودون إخبارها به، ويحصل أيضًا بدون رغبتها في الطلاق، وهذا من أنواع الطلاق الجائزة في الإسلام، وقد ثبت في حديث صحيح عن الرسول صلى الله علي وسلم، ففي الحديث عن خالد بن الوليد رضي الله عنه قال: “حدَّثتْني فاطمةُ بنتُ قيسٍ أختُ الضَّحَّاكِ بنِ قيسٍ ، أنَّ أبا عمرٍو المخزوميَّ طلَّقها ثلاثًا ، فأمرَ لها بنفقةٍ فاستقلَّتْها ، وكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعثَهُ نحو اليمنِ ، فانطلقَ خالدُ بنُ الوليدِ في نفرٍ من بني مَخزوم إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو عند ميمونةَ ، فقال : يا رسولَ اللهِ ! إنَّ أبا عمرٍو طلَّق فاطمةَ ثلاثًا ، فهل لها من نفقةٍ ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ليس لها نفقةٌ ، فأرسلَ إليها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنِ انتقِلي إلى بيتِ أمِّ شريكَ”،[6] وتحصل المرأة أيضًا في هذا الطلاق على حقوقها كاملة أيضًا هي وأولادها، إذ تحصل على المهر كاملًا المقدم منه إذا لم تأخذه والمؤخر، وتحصل على نفقة سكن لها ولأولادها وتحصل على حضانة الأطفال الصغار، كما تحصل على نفقة بدل حضانة للأطفال، وعلى نفقة كاملة للأطفال من مسكن أو ملبس أو علاج أو تعليم وغير ذلك.

حقوق الزوجة بعد الطلاق بالتراضي

إنَّ الطلاق بالتراضي يحصل بين الزوجين كأي طلاق، وتحصل فيه المرأة على حقوقها كاملة إذا طلقها الرجل، مثل المهر الكامل المقدم والمؤخر، كما تحصل على نفقة الأولاد كاملة من نفقات تعليم وملابس وطعام ومسكن وعلاج وغير ذلك، ولكن يمكن خلال الطلاق بالتراضي أن تتنازل المرأة عن جزء من المهر مثلًا، وقد ورد ذلك في كتاب الله تعالى، إذ قال جلَّ من قائل: “”وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً ۚ فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا”،[7] إذ يمكن أن تتنازل المرأة عن بعض حقوقها، ولكن إذا لم تتنازل تحصل على الحقوق كاملة، بالإضافة إلى ممتلكاتها الخاصة في بيت الزوجية مثل الملابس والأغراض الأخرى والذهب، وإذا كان الزوج قد أخذ شيئًا منه يجب عليه إعادته لها، إلا إذا سامحته به.

شاهد أيضًا: لماذا سميت سورة الطلاق بهذا الاسم

حقوق المرأة بعد الطلاق في الإسلام

إذا طلق الرجل زوجته وكان لديها أولاد، فقد أوجب لها الشرع الإسلامي العديد من الحقوق التي يجب على الزوج أن يؤديها كاملةً دون إنقاص، لأنَّ ذلك حق لها ودين في عنقه يجب أن يؤديه، كما أنَّ الزوجة التي لديها أولاد من هذا الرجل تختلف الحقوق والنفقات التي تستحقها، وقد قال تعالى في سورة النساء في كتابه العزيز: “وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً ۚ فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا”،[7] وفيما يأتي سيتم ذكر أهم حقوق المرأة بعد الطلاق في الإسلام للمرأة التي لديها أولاد:

  • تحصل المرأة بعد الطلاق على المهر كاملًا الموثَّق في عقد الزواج والمثبت بشهادة الشهود، فإذا كانت قد أخذت المقدم يحق لها أن تأخذ مؤخر المهر بعد الطلاق، وإذا لم تكن قد أخت منه شيئًا، يجب أن يدفع الزوج المهر كاملًا.
  • تحصل المرأة على نفقة العدة في حال كان الطلاق رجعيًا أمَّا إذا كان الطلاق غير رجعي فإنَّها لا تحصل على نفقة العدة.
  • تحصل المرأة على حضانة الاطفال، وهذا حق لها، إذ يمكن أن تبقي معها أطفالها الصغار.
  • الحصول على مسكن لها ولأولادها، وإذا لم يستطع الزوج أن يوفر مسكنًا خاصًا لها ولأولادها أو أن يدفع نفقة سكن، يمكن أن تتمكن الزوجة من مسكن الزوجية حتى يصل الأولاد إلى سن 15 عامًا.
  • الحصول على الأشياء الخاصة بها من المنزل والأغراض التي تدعي ملكيتها، لأنَّها ملكها الخاص ولا يحق لأحد أن يخلصها إياها، كما يحق لها أن تأخذ الذهب الخاص بها، إذا كان الزوج قد أخذ شيئًا منه.

حقوق الزوجة بعد الطلاق بدون أطفال

تختلف حقوق المرأة المطلقة التي ليس لديها أطفال حسب نوع الطلاق وظروف كل حالة، ولكنها تأخذ العديد من الحقوق بشكل عام، حيث أنَّها تأخذ غالبًا حقوقها كاملة إذا طلقها الرجل، بما في ذلك المهر والنفقة الخاصة بها والمسكن إذا كان الطلاق رجعيًا وهو الطلاق الذي دون الثلاث طلقات، والذي يمكن للزوج فيه أن يرجع زوجته إليه دون عقد جديد ودون مهر ودون رضى أو إذن من الزوجة، أمَّا إذا كان الطلاق بائن بينونة كبرى فإنَّ المرأة ليس لها حق النفقة والمسكن إلا إذا كانت حاملًا، عند ذلك لها الحق في النفقة والسكن حتى تضع الحمل، ثم بعد ذلك تحصل على نفقة الطفل ونفقة المسكن للطفل ولها.

شاهد أيضًا: كيف أعرف أن الطلاق خير لي ، نصائح للزوجة التي تريد الطلاق

حقوق المطلقة في حالة الخلع

يعتبر طلاق الخلع أحد أنواع الطلاق في الشريعة الإسلامية والتي تطلب فيه المرأة الطلاق من الرجل لأي سبب من الأسباب التي تبيح لها طلب الطلاق مثل الخيانة أو الضرر أو النفقة، ولكن يجب أن تتنازل عن حقوقها ونفقتها كاملة في طلاق الخلع، مقابل أن يطلقها الزوج وتحصل على حريتها، وقد وردت قصة تشبه طلاق الخلع في السنة النبوية، وقد ورد في الحديث عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال: “أنَّ امْرَأَةَ ثَابِتِ بنِ قَيْسٍ أتَتِ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ، ثَابِتُ بنُ قَيْسٍ، ما أعْتِبُ عليه في خُلُقٍ ولَا دِينٍ، ولَكِنِّي أكْرَهُ الكُفْرَ في الإسْلَامِ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أتَرُدِّينَ عليه حَدِيقَتَهُ؟ قالَتْ: نَعَمْ، قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اقْبَلِ الحَدِيقَةَ وطَلِّقْهَا تَطْلِيقَةً”،[8] ومعنى الحديث أنَّ امرأة الصحابي ثابت بن قيس رضي الله عنهما أخبرت النبي صلى الله عليه وسلم أنَّ زوجها ثابت بن قيس ليس فيه أي عيب في الدين أو في الخلق ولكنها لم تعد تريد البقاء معه ولا تطيقه، وتخشى أن لا تؤدي حقه وأن تكفر العشير، لذلك أباح لها النبي صلى الله عليه وسلم أن تتطلق منه وتردُّ عليه المهر كاملًا، وهذا يشير إلى أنَّ المرأة يجوز أن تخلع زوجها وتتنازل عن كل حقوقها مقابل ذلك، ومن أهم الحقوق التي تتنازل عنها: مؤخر الصداق ومقدمه ونفقة العدة والمتعة، ولكنَّ يبقى لها حقها في الحصول حضانة الأطفال وعلى نفقة الأطفال كاملة من طعام وشراب ولباس ومسكن وما يلحق بها.

حقوق الزوجة في حالة الطلاق للضرر

يعتبر طلاق الضرر من أنواع الطلاق الذي أباحه الفقهاء من أهل العلم في الإسلام للنساء، حيث يجوز للمرأة في كثير الأحيان أن تطلب الطلاق بسبب تعرضها للضرر والأذى من قبل الزوج سواء كان الأذى جسديًا أو نفسيًا من خلال السب والشتم والتحقير، ويجوز لها أن تطلب الطلاق من الزوج وترفع أمرها إلى القاضي في المحكمة أيضًا، ويجب عليها أن تثبت الضرر الواقع عليها أمام القاضي حتى يوافقها القاضي على الطلاق، وتحصل على حقوقها كاملة، وفيما يأتي سيتم إدراج أهم حقوق المرأة في حالة طلاق الضرر:

  • تحصل المرأة بعد طلاق الضرر على نفقة المتعة التي تمتد إلى مدة 24 شهرًا، كما تحصل على نفقة العدة التي تأخذها على مدار 3 شهور أيضًا.
  • يحقٌّ للزوجة عند طلب طلاق الضرر إذا حكم لها القاضي بذلك أن تأخذ مهرها كاملًا من زوجها، وإذا كانت قد أخذته عند عقد الزواج لا تردُّ منه شيئًا، وإذا أخذت المقدم فقط تأخذ المؤخر أيضًا.
  • يحقٌّ للزوجة أن تأخذ أغراضها الخاصة من البيت والحاجيات التي تدعي ملكيتها، إضافة إلى الذهب الخاص بها إذا كان الزوج قد أخذه أو ما يزال في بيت الرجل.
  • تحصل الزوجة على نفقة مسكن أيضًا وذلك عند وجود أبناء لها من زوجها هذا، وإذا لم تستطع توفير مسكن خاص بها يمكنها أن تأخذ بدل أجر مسكن خاص إذا عاشت مع بيت أهلها مثلًا.
  • يحق للزوجة أيضًا أن تأخذ نفقة حضانة الأطفال، إضافة إلى أجر بدل حضانة الأطفال لها، ما عدا نفقة الأطفال كاملة من علاج ومصاريف تعليم وملابس وما إلى هنالك من نفقات ضرورية للأبناء صيفًا وشتاءً.

في ختام مقال مستحقات الزوجة بعد الطلاق ، حقوق المرأة بعد الطلاق في الإسلام تعرفنا على تعريف الطلاق وعلى مشروعية الطلاق في الإسلام، كما تمَّ إدراج معلومات عن حقوق المرأة بعد الطلاق في الإسلام، وعلى مستحقات الزوجة بعد الطلاق، إضافة إلى التعرف على حقوق الزوجة في حالة طلاق الضرر وفي حالة طلاق الخلع وفي غيرها من الحالات الأخرى.

أسئلة شائعة

أسئلة شائعة
متى تسقط نفقة الزوجة المطلقة؟
إذا طلبت الزوجة طلاق الخلع فإنَّ نفقتها تسقط بالإضافة إلى بقية حقوقها مثل المهر وذلك لأنها تتنازل عن كامل حقوقها مقابل الحصول على الطلاق من زوجها، كما أنَّ المطلقة طلاق بينونة كبرى ليس لها نفقة في الإسلام، وإذا كانت الزوجة ناشزًا أي عاصية لزوجها لا تطيعه، وترفض العودة إلى بيت الزوجية رغم وجود حكم بعودتها، فإنَّ نفقتها تسقط في هذه الحالات.
هل الزوجة الخائنة لها حقوق؟
ذهب العديد من الفقهاء من أهل العلم في الإسلام إلى أنَّ الزوجة الخائنة والتي وقعت في فاحشة الزنا ليس لها أية حقوق لدى الزوج، ولكن يجب أن تكون فاحشة الزنا مثبتة عليها، ولكن ذهب جمهور الفقهاء من أهل العلم إلى أنَّ الزوجة الخائنة سواء كان ذلك بالزنا أو غيره من أنواع الخيانات الزوجية لها من الحقوق ما لغيرها من النساء المطلقات، لأنَّ الشرع الإسلامي لم يفرق بين المرأة الخائنة وغير الخائنة من جهة الحقوق، حيث تحصل على المهر الكامل ونفقة العدة والسكن وما إلى هنالك.
هل تجب النفقة على الزوجة وهي في بيت اهلها؟
إذا خرجت المرأة من بيت زوجها بإذن زوجها فإنَّها تحصل على النفقة حتى لو كانت في بيت أهلها وحتى لو طالت إقامتها وهذا لا حرج فيه، أما إذا خرجت دون إذن زوجها فإنها تكون ناشزًا في هذه الحالة، والنشوز يسقط النفقة للمرأة، ولا يحق لها أن تطالب بالنفقة إلا إذا كانت حاملًا، وقد ورد عن الإمام ابن قدامة قوله: " فمتى امتنعت من فراشه أو خرجت من منزله بغير إذنه أو امتنعت من الانتقال معه إلى مسكن مثلها أو من السفر معه فلا نفقة لها ولا سكنى في قول عامة أهل العلم".

المراجع

  1. ^ سورة البقرة، الآية 229
  2. ^ المستدرك على الصحيحين، عبد الله بن عمر، الحاكم، 2833، صحيح
  3. ^ dorar.net، حكم الطلاق، 21/02/2023
  4. ^ islamweb.net، الطلاق الرجعي وما يتعلق به من أحكام، 21/02/2023
  5. ^ islamweb.net، المطلقة البائن...والنفقة والسكنى، 21/02/2023
  6. ^ تفسير الطبري، خالد بن الوليد، ابن جرير الطبري، 180، صحيح
  7. ^ سورة النساء، الآية 4
  8. ^ صحيح البخاري، ابن عباس، البخاري، 5273، صحيح

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *