هل شهر رجب تضاعف فيه الحسنات

هل شهر رجب تضاعف فيه الحسنات من المعلومات التي يبحث عنها كثير من المسلمين، وخصوصًا مع دخول شهر رجب، حيث يرغب البعض بالتعرف على حقيقة مضاعفة الحسنات في هذا الشهر أو مضاعفة السيئات، وسوف نقدم للزوار الكرام في هذا المقال معلومات عن فضل شهر رجب، وسوف نعرف هل تضاعف الحسنات في شهر رجب، وهل تضاعف السيئات في شهر رجب، وسوف يتم إدراج حديث عن مضاعفة الحسنات عند الله تعالى وغير ذلك من المعلومات والتفاصيل المتعلقة.

فضل شهر رجب في الإسلام

إن شهر رجب من الأشهر الحرم في الإسلام، ولذلك فهو شهر عظيم، وقد وردت العديد من الأحاديث التي تتحدث عن فضل شهر رجب ولكنها غير صحيحة، ولم يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أي حديث في شهر رجب، وإنما ما ورد من أحاديث في فضل شهر رجب هي الأحاديث التي وردت في الأشهر الحرم نفسها ومن هنا جاءت أفضلية شهر رجب عن بقية الشهور، وقد ذكر الله تعالى هذه الشهور في كتابه العزيز، حيث قال جل من قائل: “إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ”.^[1]

هل شهر رجب تضاعف فيه الحسنات

إن شهر رجب من الأشهر الحرم، وقد ذكر الفقهاء من أهل العلم أن الله تعالى يضاعف الحسنات في الأيام الفضيلة، وقد عظم الله تعالى الأشهر الحرم في كتابه العزيز كما ورد في الآية السابقة، وقد أكد كثير من الفقهاء هذا الأمر استنادًا إلى آيات كتاب الله تعالى، فقد ورد عن الإمام القرطبي رحمه الله تعالى قوله: “لا تظلموا فيهن أنفسكم بارتكاب الذنوب لأن الله – سبحانه – إذا عظم شيئًا من جهة واحدة صارت له حرمة واحدة، وإذا عظمه من جهتين أو جهات صارت حرمته متعددة، فيضاعف فيه العقاب بالعمل السيئ كما يضاعف الثواب بالعمل الصالح، فإن من أطاع الله في الشهر الحرام في البلد الحرام ليس ثوابه ثواب من أطاعه في الشهر الحلال في البلد الحرام، ومن أطاعه في الشهر الحلال في البلد الحرام ليس كثواب من أطاعه في شهر حلال في بلد حلال”، وقد دل على ذلك قوله تعالى: “يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا”،^[2] والله تعالى أعلم.^[3]

هل يتضاعف الإثم في رجب

إن شهر رجب من الأشهر الحرم، وهي أشهر معظمة عند الله تعالى، وكما سبق فإن الذنب فيها يضاعف عقابه مثل الحسنات، وقد ورد عن قتادة رحمه الله تعالى قوله في ذلك: ” قتادة: العمل الصالح أعظم أجراً في الأشهر الحرم، والظلم فيهن أعظم من الظلم فيما سواهن، وإن كان الظلم على كل حال عظيما”، ولذلك قد تتضاعف الحسنات وتعظم السيئات في بعض الأزمنة والامكنة كما في الأشهر الحرم وشهر رجب والمسجد الحرام.^[3]

حديث عن مضاعفة الحسنات

وردت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة عن مضاعفة الحسنات عند الله تعالى، وقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح مضاعفة الحسنات، فقد ورد في الحديث الصحيح عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إنَّ اللَّهَ كَتَبَ الحَسَناتِ والسَّيِّئاتِ ثُمَّ بَيَّنَ ذلكَ، فمَن هَمَّ بحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْها، كَتَبَها اللَّهُ له عِنْدَهُ حَسَنَةً كامِلَةً، فإنْ هو هَمَّ بها فَعَمِلَها، كَتَبَها اللَّهُ له عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَناتٍ، إلى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ، إلى أضْعافٍ كَثِيرَةٍ، ومَن هَمَّ بسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْها، كَتَبَها اللَّهُ له عِنْدَهُ حَسَنَةً كامِلَةً، فإنْ هو هَمَّ بها فَعَمِلَها، كَتَبَها اللَّهُ له سَيِّئَةً واحِدَةً”.^[4]

لماذا رجب من الأشهر الحرم

لقد اختار الله تعالى هذه الأشهر لتكون أشهر معظمة لحكمة يعلمها وقد أشار إلى ذلك في كتابه العزيز، وقد أشار الفقهاء إلى أن الله تعالى اختار شهر رجب من ضمن الأشهر الحرم منفردًا حتى يتمكن الناس من أداء عبادة العمرة ضمن أشهر السنة، بمقابل الأشهر الثلاث المتوالية من الأشهر الحرم من أجل فريضة الحج،  وقد ورد عن ابن كثير رحمه الله قوله: “ثلاث متواليات: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان، فإنما أضافه إلى مضر، ليبين صحة قولهم في رجب أنه الشهر الذي بين جمادى وشعبان، لا كما كانت تظنه ربيعة من أن رجب المحرم هو الشهر الذي بين شعبان وشوال، وهو رمضان اليوم، فبين، عليه الصلاة والسلام، أنه رجب مُضر لا رجب ربيعة”، والله تعالى أعلم.^[5]

مقالات قد تهمك

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال هل شهر رجب تضاعف فيه الحسنات وقد تعرفنا على فضل شهر رجب في الإسلام، وتعرفنا على حقيقة مضاعفة الحسنات في شهر رجب، وقد تعرفنا بشكل موجز على سبب كون شهر رجب من الأشهر الحرم، وعلى حديث عن مضاعفة الحسنات وما إلى هنالك من معلومات أخرى.