حكم صيام اول رجب وأفضل الأعمال في شهر رجب

حكم صيام اول رجب وأفضل الأعمال في شهر رجب
حكم صيام اول رجب

حكم صيام اول رجب وأفضل الأعمال في شهر رجب من المعلومات الدينية التي يجهلها كثير من المسلمين في العالم الإسلامي، ومن الضروري التعرف على مثل هذه المعلومات الشرعية حتى لا يقع المسلم فيما لا يرضي الله تعالى، وسوف نقدم للزوار الكرام في هذا المقال معلومات عن فضل شهر رجب في الإسلام، وسوف نتعرف على حكم صيام أول شهر رجب، وعلى أفضل الأعمال في شهر رجب حسب ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وغير ذلك من المعلومات والتفاصيل الأخرى المتعلقة.

فضل شهر رجب في الإسلام

يعتبر شهر رجب أحد الأشهر الحرم الأربعة في الإسلام، وهذا الأمر الذي أعطاه فضلًا عظيمًا، فهي شهور معظمة نهى الله فيها عن الظلم، وقد ذكرها في كتابه العزيز، فقد قال تعالى: “إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ”،[1] وفي الحديث عن أبي بكرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ؛ ثَلاَثٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِى بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ”،[2] وقد اختلف الفقهاء في فضل شهر رجب وذلك بناء على ما ورد من أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد أشار العديد من الفقهاء إلى أنَّه لم يصح في فضل رجب أو صيامه شيء مما ورد، بينما اعتمد آخرون من الفقهاء على تلك الأحاديث في إثبات فضل لشهر رجب.

وأشار العلماء إلى أنَّ هذا الشهر كان معظمًا عند العرب في الجاهلية أمَّا في الإسلام فهو من الأشهر الحرم فقط، ويرى بعض الناس أنَّ لهذا الشهر فضل عظيم سواء من حيث الصيام فيه أو لأنَّ ليلة الإسراء والمعراج وقعت فيه حسب بعض الأقوال، ولكن في الحقيقة لم يتم تحديد تاريخ ليلة الإسراء والمعراج بشكل دقيق، وختلف العلماء والفقهاء في تاريخ حدوثها، فقيل وقعت قبل الهجرة بخمس سنوات وقيل بسنة، وقيل وقعت في شهر ربيع الأول وقيل في شهر رجب وقيل في شهر رمضان وقيل في شهر شوال، ولذلك لم يتم الاتفاق على تاريخها ولم يثيب أنها وقعت في شهر رجب، ولذلك لم يثبت في فضل شهر رجب في الإسلام سوى أنَّه من الأشهر الحرم الأربعة وهي: المحرم، رجب، ذي القعدي، ذي الحجة فقط.[3]

حكم صيام اول رجب

اختلف العلماء في حكم صيام أول شهر رجب، ولكن لم يرد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صيام أول شهر رجب أيَّ شيء على الإطلاق، ولم يثبت عنه في صيام رجب إلا ما ثبت في الحث على الصيام من الأشهر الحرم، وقد نتج الخلاف من خلال الأحاديث التي تمَّ الاعتماد عليها، وفيما يأتي سوف يتم التفصيل في أقوال العلماء في ذلك:

جواز صيام أول شهر رجب

أشار بعض الفقهاء إلى أنَّ صيام يوم واحد في سبيل الله يباعد المسلم عن النار، وهذا ثابت في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله عليه وسلم قال: “مَن صامَ يَوْمًا في سَبيلِ اللَّهِ، بَعَّدَ اللَّهُ وجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا”،[4] كما أنَّ شهر رجب من الأشهر الحرم وقد حثَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصيام فيها، ولكنه لم يحدد يومًا معينًا ولم يخصص أيامًا معين بل أشار إلى صيام أيام فيها دون تخصيص، وبناء على هذا أجاز كثير من الفقهاء صيام أول شهر رجب في سبيل الله تعالى وتقربًا إلى الله جل وعلا.

تحريم صيام أول شهر رجب

يرى بعض الفقهاء أنَّ تخصيص أول رجب بالصيام غير جائز، لأنَّ ذلك لم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يجوز الابتداع بالعبادات بهذا الشكل لأنَّه يعدُّ من البدع المحرمة، ولو كان هنالك فضل في صيام أول شهر رجب لصامه رسول الله صلى الله عليه وسلم وبينه لأصحابه رضي الله عنهم أجمعين، وفي الحديث عن السيدة عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “مَن أَحْدَثَ في أَمْرِنَا هذا ما ليسَ فِيهِ، فَهو رَدٌّ”،[5] ولكن لو صامه من باب صيام العادة، كأن يصوم يومًا ويفطر يومًا ووافق ذلك أول شهر رجب، أو كان يصوم الإثنين والخميس ووافق أحدهما أول شهر رجب، أو أن يصوم أيامًا من الأشهر الحرم ويترك أيامًا وكان أول رجب من الأيام التي صامها فلا حرج فيه والله تعالى أعلم.

حكم صيام شهر رجب كاملا

لم يثبت في صيام شهر رجب كاملًا أي حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويرى كثيرون أنه مكروه، فقد كانت العرب في الجاهلية تصوم شهر رجب، وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيامه، ولذلك فإنَّ القول الراجح ألا يصوم المسلم شهر رجب كاملًا، ولكن ورد في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم استحباب الصيام في الأشهر الحرم، حيث قال في الحديث عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “صُمْ شهرَ الصبرِ رمضانَ ، صمْ شهرَ الصبرِ وثلاثةَ أيامٍ من كلِّ شهرٍ ، صمْ من الحرُمُ ِواتركْ ، صمْ منَ الحُرُمِ واتركْ ، صمْ منَ الحُرُمِ واتركْ”.[6]

حكم الصيام في شهر رجب

ذهب الفقهاء من أهل العلم إلى جواز صيام أيام من شهر رجب لأنَّه من الأشهر الحرم، وقد ذهبوا إلى استحباب صيام منه ليس اعتقادًا بفضل شهر رجب بشكل خاص، وإنما لأنه من الأشهر الحرم، وصيام أيام من هذه الأشهر مستحب كما بيَّنا في حديث أبي أمامة الباهلي السابق، ولكن كما سبق لا يصوم الشهر كاملًا ولا يخصص شيئًا منه، كونه لم يثبت في ذلك شيء.

أفضل الأعمال في شهر رجب

إنَّ شهر رجب مثل بقية الشهر لا يجوز تخصيصه بعبادة معينة، ولكن يرى بعض الفقهاء من أهل العلم أنَّه واحد من الأشهر الحرم المعظمة في الإسلام، والتي عظمها الله تعالى في كتابه العزيز، ويرون أن المسلم في هذا الشهر يجب أن يكون ثابتًا مثل بقية الشهور ولو اجتهمد في العبادة أكثر كان ذلك خيرًا وفضلًا عظيمًا، ولا يمنع المسلم من العديد من الأعمال والعبادات التي تعود عليه بالخير الكبير، وفيما يأتي أفضل الأعمال في شهر رجب:

  • صيام أيام من شهر رجب مثل صيام يوم وترك يوم أو صيام الإثنين والخميس اتباعًا لوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأشهر الحرم.
  • قيام الليل في شهر رجب وذلك فيه فضل عظيم مثل القيام في جميع ليالي السنة.
  • قراءة القرآن الكريم في جميع الأوقات، لأنَّ فيها أجر كبير كما أكد أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • الاستغفار والذكر والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي من الأمور الحسنة في جميع الأوقات.

مقالات قد تهمك

حكم التهنئة بشهر رجب وصحة حديث من يبارك الناس في رجب من أول من صدق حادثة الإسراء والمعراج وموقف أهل مكة من الإسراء والمعراج
أفضل +20 دعاء رؤية هلال رجب مكتوب مستجاب اعمال ليلة الاسراء والمعراج والدروس المستفادة من الإسراء والمعراج
بحث عن ليلة الاسراء والمعراج كامل بالمقدمة والخاتمة أسئلة دينية عن ليلة الإسراء والمعراج مع الأجوبة سهلة وصعبة

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال حكم صيام اول رجب وأفضل الأعمال في شهر رجب وقد تعرفنا على لمحة عن فضل شهر رجب في الإسلام، وعلى حكم صيام أول شهر رجب حسب أقوال العلماء المختلفة، كما تعرفنا على أفضل الأعمال في شهر رجب، وغير ذلك من المعلومات الأخرى.

المراجع

  1. ^ سورة التوبة، الآية 36
  2. ^ صحيح البخاري، أبو بكرة نفيع بن الحارث، البخاري، 4406، صحيح
  3. ^ binbaz.org.sa، الحكم على أحاديث في فضل رجب، 13/01/2024
  4. ^ صحيح البخاري، أبو سعيد الخدري، البخاري، 2840، صحيح
  5. ^ صحيح البخاري، السيدة عائشة، البخاري، 2697، صحيح
  6. ^ ضعيف الجامع، أبو أمامة الباهلي، الألباني، 3491 ، ضعيف

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *