هل من شروط الحج أن ينوي المسلم من بلده الحج

هل من شروط الحج أن ينوي المسلم من بلده الحج، هو ما سنجيب عنه في هذا المقال فالحج من أركان الإسلام الخمسة ومن أحب الأعمال التي يتقرب فيها العبد إلى ربه، وللحج أركان وشروط وآداب بينها القرآن الكريم والسنة النبوي والاحكام الفقهية، وقد شاع بين بعض الناس من دون علم أن على المسلم الذي يريد الحج أن ينوي ذلك من بلده وأن حجه لا يصح بغير ذلك، وفي هذا المقال سنبين هل من شروط الحج أن ينوي المسلم من بلده الحج ورأي الشيخ ابن باز رحمه الله في هذا السؤال وسنتحدث عن مناسك الحج بالترتيب.

الحج في الإسلام

يقصد بالحج سفر المسلمين إلى بيت الله الحرام في مدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية في أيام محددة من كل عام هجري، لأداء مجموعة من الشعائر والمناسك والأعمال التي تشكل بمجموعها فريضة الحج، والحج من أركان الإسلام الأساسية التي جاء بها الإسلام، فرضه الله تعالى على المستطيعين من الأمّة الإسلامية لمن استطاع إلى ذلك من سبيل وتوفرت له الأسباب التي تعينه على سفره وأدائه لتلك الفريضة، قال تعالى:{ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ ۖ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ۗ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} ^[1]ولحديث رسول الله صلى الله عليه وسلّم ” بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ.”^[2]

هل من شروط الحج أن ينوي المسلم من بلده الحج

لا يشترط على المسلم أن ينوي الحجّ من بلده، وإنما يصحّ حجّه حتى لو ذهب إلى المملكة العربية السعودية لأي سبب كان ثمّ كتب الله هل أن يحجّ وهيئ له الأسباب لذلك وقام بأداء الحج فحجه صحيح من ناحية النية ولا تشترط النية من البلد الأصلي للمسلم الذي يريد الحج، فقد شاع بين الناس من الأقوال التي لا أصل لها أن على المسلم الذي يريد الحج أن ينوي ذلك من بلده، وهذا الأمر غير صحيح، وقد سؤل الشيخ ابن باز رحمه الله هذا السؤال في أكثر من مرّة، وكان أحد أجوبته على هذا السؤال ” الحج يجزئك عن فريضة الإسلام، ولو كنت ما قصدته من بلادك.

وهذا الذي يقول بعض الناس: أن لا بد أن يأتي الحاج من بلاده لقصد الحج هذا باطل، لا أساس له”. وقد استدل الشيخ ابن باز رحمه الله بقول الله تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} ^[1]ولم يذكر الله من داره أو من وطنه أو من بيته، فإذا وصل المسلم إلى مكّة أو إلى أي مكان قريب إلى الحج في المملكة العربية السعودية ثم يسر الله له الحج وحج، فحجه صحيح، ويكفيه عن حجة الإسلام، والله أعلم.^[3]

شروط وجوب الحج

الحج من شعائر الإسلام العظيمة ومن الأركان الخمسة التي فرضها الله تعالى على المستطيعين من المسلمين، ولهذه العبادة شروط عامّة يستوي فيها الرجال والنساء وهذه الشروط هي: ^[4]

• الإسلام: فمن شروط وجوب الحج الإسلام  ولا يجب الحج على غير المسلم.
• البلوغ: وهو اجتياز سنّ البلوغ، فالحج لا يجب على الصبي الذي لم يبلغ هذا السنّ ولا على الفتاة دون البلوغ أيضاً.
• العقل: فلا يجب الحج على المجنون أو فاقد العقل.
• الاستطاعة: وتتمثل بالقدرة الجسدية والمادية، أي القدرة على تحمل مشاق السفر وعلى تحمل تكاليفه من طعام وشراب وتنقلات ونفقات من يعول في غيابه وغير ذلك.
• شروط خاصة بالنساء: أن تخرج للحج مع زوجها أو مع محرم، وألا تكون معتدة من طلاق أو وفاة. 

أعمال ومناسك الحج

وفيما يأتي نبين لكم مناسك الحج بالتفصيل من الإحرام إلى طواف الوداع:^[5]

• الإحرام: وقصد نية الحج أو العمرة، ويسن الاغتسال وصلاة ركعتين قبل الإحرام، ولبس لباس الإحرام، حيث لا يجوز للرجل لبس المخيط ولا تغطية الرأس، والبدء بالتلبية الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك”.
• طواف القدوم: دخول المسجد الحرام والبدء بطواف القدوم سبعة أشواط ابتداءً بالحجر الأسود وانتهاءً به، ثم الانطلاق إلى مقام إبراهيم عليه السلام، ثم إلى شرب ماء زمزم.
• السعي بين الصفا والمروة: ثم السعي بين الصفا والمروة وهي سبعة أشواط تبدأ بالصفا وتنتهي بالمروة.
• الذهاب إلى منى: ويكون في اليوم الثامن من أيام ذي الحجة وهو يوم التروية فيصلي بها الحاج صلاتي الظهر والعصر ويبيت فيها وبعد طلوع شمس اليوم التاسع من ذي الحجة يروح إلى عرفة فيجمع فيها الظهر والعصر.
• الوقوف بعرفة: وهو الركن الأعظم من أركان الحج ويكون في اليوم التاسع من أيام ذي الحجة ويكثر فيه المسلم من الذكر والدعاء والتضرع والابتهال إلى الله.
• المبيت بمزدلفة: تقع بين منى وجبل عرفات يقصدها الحاج بعد الفروغ من عرافات ويجمعون فيها المغرب والعشاء، ثمّ يصلون الفجر في اليوم التالي في المشعر الحرام وهو آخر أرض مزدلفة، ويعودون إلى منى قبل طلوع الفجر.
• رمي الجمرات: وهي جمرة العقبة في منى، ووقت الرمي بعد ارتفاع الشمس قيد رمح، يحمل الحاج سبع حصيات ويرمي بها جمرة العقبة وهو يكبر الله تعالى، ثمّ يتابع الحاج رمي سائر الجمرات في أيام العيد الثاني والثالث والرابع، مبتدئاً بالجمرة الأولى (الصغرى) وهي التي تلي مسجد الخيف من جهة عرفات، ثم الوسطى، ثم جمرة العقبة، بين الزوال والغروب.
• الحلق أو التقصير: والحلق للرجال أفضل من التقصير أما للنساء فعليهن التقصير وليس الحلق، وتقطع من جميع شعرها نحو الأنملة، ووقت الحلق هو يوم النحر بعد رمي جمرة العقبة.
• الذبح: والذبح يكون أيضاً في يوم النحر بعد رمي جمرة العقبة، ويجوز الحلق قبل الذبح، والذبح قبل الجمرة. ويجوز ذبح الهدي قبل طلوع الشمس.
• طواف الإفاضة: بعد ذلك يعود المسلم إلى مكة إلى بيت الله الحرام ويطوف طواف الحج أو ما يسمى بطواف الإفاضة.
• طواف الوداع: ويكون بعد رمي الجمرات في اليوم الثالث من أيام التشريق وهو آخر أيام العيد وهو آخر مناسك الحج حيث يرجع الحاج إلى مكة المكرمة ويؤدي طواف الوداع، إذ يطوف حول الكعبة سبعة أشواط بالثياب العادية ثمَّ يصلي ركعتين.

مقالات قد تهمّك

وبهذا أعزاءنا وزار موقع تصفح نكون قد وصلنا إلى نهاية مشوارنا في مقال هل من شروط الحج أن ينوي المسلم من بلده الحج الذي أجبنا فيه على التساؤل الذي يحير الكثير من الناس حول اشتراط نية الحج للحاج قبل أن يخرج من بلده، والجواب هو أنه لا يشترط على المسلم أن ينوي الحجّ من بلده ويصح حجه حتى لو وصل إلى مكة بقصد العمل ثمّ يسر له الله الحج وحجّ فحجه صحيح من ناحية النية والله أعلم.